السيسي يدعو المصريين إلى زيادة الانضباط ودعم الحكومة ضد الفيروس

وفاة لواء في الجيش بـ{كورونا} بعد مشاركته في مكافحته... ومطالبات بفرض «حظر التجول» تصل إلى البرلمان

السيسي يدعو المصريين إلى زيادة الانضباط ودعم الحكومة ضد الفيروس
TT

السيسي يدعو المصريين إلى زيادة الانضباط ودعم الحكومة ضد الفيروس

السيسي يدعو المصريين إلى زيادة الانضباط ودعم الحكومة ضد الفيروس

في أول حديث مباشر بشأن تداعيات أزمة فيروس كورونا المستجد، دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مواطنيه إلى «مزيد من الالتزام والانضباط لوقف انتشار (كوفيد - 19)، وكذلك مساندة الحكومة في إجراءاتها ضد المشكلة التي يواجهها العالم بأسره».
وكان الرئيس المصري، يتحدث، أمس، خلال استقباله عددا من السيدات المصريات بمناسبة الاحتفال بعيد الأم، بحضور رئيس البرلمان، علي عبد العال، ورئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، وعدد من وزيرات الحكومة.
وفيما نوه السيسي بالدور الذي وصفه بـ«الرائع» للإعلام المصري بمواجهة «كورونا» ودحض الشائعات ذات الصلة بالإجراءات الرسمية المتعلقة بالفيروس، فإنه دعا في الوقت نفسه إلى استمرار ذلك الدور وتكثيفه.
وطمأن السيسي مواطنيه بشأن «استمرار الشفافية المتعلقة بإعلان موقف الإصابات وخطوات المواجهة»، وقال إننا «نحتاج مزيداً من الالتزام والانضباط للسيطرة على انتشار الفيروس، وعلى المجتمع أن يساعدنا بشكل أكبر حتى نتجاوز فترة الأسبوعين لكشف أي إصابات جديدة». وبشأن الاحتياطي من السلع، أكد أنه «لا توجد لدى مصر مشكلة في السلع، وكل المواد الغذائية لا يقل الاحتياطي لها عن 3 أشهر».
التطمينات المصرية صاحبها إعلان السيسي، عن حزمة من الإجراءات الاقتصادية الداعمة لقطاعات مختلفة والتي تضمنت «ضم العلاوات المستحقة لأصحاب المعاشات، ووقف ضريبة الأطيان لمدة عامين، وتخصيص 20 مليار جنيه من البنك المركزي المصري لدعم البورصة، وتضمين مبادرة التمويل السياحي بند مصاريف الفنادق بمبلغ يصل لـ50 مليار جنيه».
ونقلت قناة «إكسترا نيوز» المصرية، مساء أمس، عن القوات المسلحة نعيها اللواء أركان حرب خالد شلتوت، بعد إصابته بفيروس «كورونا»، خلال مشاركته في جهود مكافحة الوباء.
وقبل إعلان وفاة اللواء شلتوت، كانت وزارة الصحة المصرية أعلنت، مساء أول من أمس، عن «وصول عدد الوفيات إلى 10 حالات، فيما سجلت الإصابات 294 حالة بشكل إجمالي».
وتضمن البيان الإحصائي اليومي للصحة بشأن الفيروس، إفادة بارتفاع «عدد الحالات التي تحولت نتائج تحاليلها معملياً من إيجابية إلى سلبية لفيروس كورونا المستجد إلى 73 حالة، فيما خرج مصريان اثنان من مصابي فيروس كورونا المستجد من مستشفى العزل، وذلك بعد تلقيهما الرعاية الطبية اللازمة وتمام شفائهما وفقاً لإرشادات منظمة الصحة العالمية، ليرتفع إجمالي المتعافين من الفيروس إلى 41 حالة، من أصل الـ73 حالة التي تحولت نتائجها معملياً من إيجابية إلى سلبية».
وبحسب «الصحة» فإن «9 حالات جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معملياً للفيروس، (مساء أول من أمس) وجميع الحالات لمصريين مخالطين للحالات الإيجابية التي تم اكتشافها والإعلان عنها مسبقاً، وذلك ضمن إجراءات الترصد والتقصي التي تُجريها الوزارة وفقاً لإرشادات منظمة الصحة العالمية، فيما توفيت سيدة مصرية تبلغ من العمر 68 عاماً، وكذلك مواطن مصري يبلغ من العمر 75 عاماً».
بدورها، نفت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج «ما تردد على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن وصول مركب من إيطاليا بصورة غير شرعية، إلى محافظة كفر الشيخ (شمال مصر)، ينقل مصريين مصابين بفيروس كورونا المستجد».
كما نقل بيان رسمي للوزارة عن «اللواء جمال نور الدين محافظ كفر الشيخ، عدم رصد الجهات الأمنية المسؤولة أي مراكب (لنقل مهاجرين) على سواحل مصر في نطاق المحافظة خلال الفترة الماضية».
ومنذ إعلان البلاد عن وقف الدراسة مؤقتاً الأسبوع الماضي، ضمن محاولات مواجهة «كوفيد - 19»، تصاعدت بالتبعية الدعوات لفرض «حظر تجول» على حركة المواطنين لجعل الإجراءات أكثر فاعلية، خصوصاً مع رصد المتابعين لاستغلال بعض العائلات لفترة توقف الدراسة في التنزه في المراكز التجارية الكبرى ودور السينما.
وأسهم مصريون عبر منصات اجتماعية شتى في التعبير عن دعوتهم لفرض «الحظر»، بل إنه يوجد هاشتاغ يتبنى الدعوة نفسها تصدر قائمة «الترند (الأكثر تداولا)» في مصر على موقع «تويتر»، كما دفعت بعض الإشاعات المتحدث العسكري المصري، العقيد أركان حرب تامر الرفاعي، إلى إصدار بيان ينفي فيه انتشار القوات المسلحة لفرض حظر تجول، غير أن المطالبات نفسها أطلت في أروقة البرلمان المصري، أمس، إذ تقدم 5 نواب بطلبات ومذكرات منفصلة لحث الحكومة على اتخاذ الإجراء نفسه. ودعا وكيل البرلمان، سليمان وهدان، وزملاؤه من أعضاء المجلس محمد فؤاد، وإيفيلين متى، وأشرف جمال، وهالة أبو السعد، إلى تطبيق حظر التجول.
وقال فؤاد في مذكرته للبرلمان، إنه «على الرغم من كافة الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة المصرية؛ فإن أعداد المصابين ما زالت في اطراد ملحوظ، وما زالت التجمعات موجودة في الشارع المصري، وما زال هناك متهاونون في التعامل مع هذه الأزمة»، معتبراً أن «قرار فرض حظر التجوال في هذا الوقت هو ضرورة حتمية، وإجراء متمم وحازم للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة المصرية». واستشهد فؤاد في الوقت نفسه بعدد من دول العالم التي حظرت التجول للسيطرة على العدوى.
وفيما فرضت الحكومة حظراً على المحال التجارية باستثناء منافذ المواد الغذائية والصيدليات منذ السابعة مساء كل يوم، فإنها رهنت في المقابل عبر متحدثها الرسمي، المستشار، نادر سعد، تطبيق حظر التجول بشكل كامل بتفاقم الإصابات ووصولها إلى ألف إصابة. ونوه سعد، بأن المرحلة الحالية ضمن استراتيجية الحكومة لمكافحة انتشار العدوى والتي لا تزال في معدلات آمنة.



مشروع قانون مصري يوسّع مظلة المستفيدين من «الدعم النقدي»

مجلس النواب المصري خلال مناقشة قانون الضمان الاجتماعي الجديد (وزارة الشؤون النيابية)
مجلس النواب المصري خلال مناقشة قانون الضمان الاجتماعي الجديد (وزارة الشؤون النيابية)
TT

مشروع قانون مصري يوسّع مظلة المستفيدين من «الدعم النقدي»

مجلس النواب المصري خلال مناقشة قانون الضمان الاجتماعي الجديد (وزارة الشؤون النيابية)
مجلس النواب المصري خلال مناقشة قانون الضمان الاجتماعي الجديد (وزارة الشؤون النيابية)

عقب «موافقة مبدئية»، يواصل مجلس النواب المصري (البرلمان)، مناقشة مشروع قانون «الضمان الاجتماعي والدعم النقدي»، الذي قدَّمته الحكومة، بهدف «توسيع مظلة الدعم النقدي» للفئات الفقيرة.

وأقرَّ «النواب»، مبدئياً مشروع القانون، الأحد الماضي، في حين واصل أعضاؤه مناقشة نصوصه، على مدار يومَي الاثنين والثلاثاء. وقالت وزيرة التضامن الاجتماعي المصرية، مايا مرسي، إن «القانون يعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية، ويستهدف مأسسة منظومة الدعم النقدي، بتحويل المنظومة من مجرد برنامج ومبادرات مثل (تكافل وكرامة) إلى حق ينظمه القانون»، وفق بيان لوزارة التضامن.

وأقرَّت الحكومة المصرية عام 2015، برنامجاً للحماية الاجتماعية باسم «تكافل وكرامة» لتقديم دعم نقدي بشكل شهري للفئات الأكثر فقراً. ويصل عدد المستفيدين منه 21 مليوناً، جرى تخصيص 41 مليار جنيه مصري لهم، في موازنة العام المالي، وفق وزارة التضامن المصرية (الدولار يوازي 49.6 جنيه مصري).

ووفق البيان، عدَّدت وزيرة التضامن، أهداف التشريع الجديد، ومنها «استدامة دعم الفئات الأكثر احتياجاً، وحوكمة الدعم، والتحقق من المستفيدين سنوياً»، إلى جانب «ضمان أن يكون الدعم مقدماً من موازنة الدولة، وليس من خلال قروض ومنح مؤقتة».

وأشارت إلى أن «التشريع الجديد، يلتزم بمعايير حقوق الإنسان، بتوفير الحماية الاجتماعية والتكافل الاجتماعي لكل شخص بالمجتمع».

ومن المواد التي أقرَّها مجلس النواب، الثلاثاء، أن «لكل مواطن تحت خط الفقر القومي، ولا يتمتع بنظام التأمين الاجتماعي، الحق في التقدم للحصول على دعم نقدي»، كما أقرَّ نصّاً بشأن «درجة الفقر للأفراد والأسر بناء على خريطة الفقر والمؤشرات الدالة عليه»، على أن تحدد اللائحة التنفيذية للقانون درجات الفقر، والإجراءات المتبعة لمَن يستحق الدعم النقدي.

ووفق تقرير للبنك الدولي، في مايو (أيار) الماضي، ارتفع معدل الفقر في مصر، من 29.7 في المائة في العام المالي 2019 - 2020، إلى 32.5 في المائة عام 2022.

ويمثل مشروع القانون، «استحقاقاً دستورياً»، وفق وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي بمصر، المستشار محمود فوزي، الذي أشار إلى أن «التشريع يستهدف مدَّ مظلة الضمان الاجتماعي، واستكمال الاستحقاقات الدستورية المتعلقة بشبكة الأمان الاجتماعي، والتوسع في مفهوم الفئات الأولى بالرعاية والحماية، باستحداث وضم وشمول فئات جديدة، لم تكن مستفيدة»، وفق إفادة لوزارة الشؤون النيابية.

وكانت الحكومة المصرية، أحالت التشريع الجديد، إلى البرلمان، في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي.

وحسب تقرير لجنة التضامن بالبرلمان المصري، فإن القانون يستهدف «حماية الأسر الأفقر، والأقل دخلاً»، إلى جانب «كفالة حقوق ذوي الإعاقة، وكبار السن، والأيتام»، بجانب «إلزام الأسر المستفيدة من الدعم، بالاستثمار في صحة الأطفال، وانتظامهم في التعليم»، ولا يتوقف القانون عند تقديم الدعم، ولكنه يهدف إلى «التمكين الاقتصادي لهذه الفئات، للخروج تدريجياً من الفقر».

بدوره، يرى عضو البرلمان المصري ومقرر لجنة أولويات الاستثمار بالحوار الوطني، أيمن محسب، أن «التشريع الجديد سيسهم في تحسين شبكة الأمان الاجتماعي وتوسيع مظلته، لتشمل جميع الفئات الأولى بالدعم، وكفالة حقوقهم»، مشيراً إلى أن «القانون يتسق مع خطوات الإصلاح الاجتماعي التي تسعى لها الحكومة المصرية حالياً».

وينصُّ مشروع القانون على نوعين من المساعدات النقدية: الأول، يشمل دعماً نقدياً مشروطاً (تكافل)، ويُقدَّم للأسر الفقيرة، بما فيها الأسر التي لديها أبناء، أما الدعم الثاني فهو غير مشروط (كرامة)، ويُقدَّم للأفراد الفقراء من ذوي الإعاقة والمرضى وقدامى الفنانين والرياضيين والأدباء، وأسند القانون، لرئيس الوزراء، قرار تحديد قيمة الدعم النقدي، على أن تتم مراجعة القيمة كل 3 سنوات.

وقال محسب لـ«الشرق الأوسط»، إن «التشريع الجديد، يمهِّد الطريق أمام الحكومة المصرية، للتحول إلى نظام الدعم النقدي بدلاً من العيني». وأعاد ذلك إلى أن «القانون ينص على حوكمة برامج الدعم المُقدَّمة للحماية الاجتماعية، ويعتمد على قواعد بيانات دقيقة يتم تحديثها بشكل دوري، وسيتم ربطها بالمتغيرات الاقتصادية مثل معدلات التضخم»، عادّاً أن تلك الإجراءات، «من بين خطوات تطبيق الدعم النقدي».

وتتزامن مناقشات التشريع الجديد، مع مناقشات أخرى أعلنتها الحكومة المصرية، داخل «الحوار الوطني» (الذي يضم شخصيات عامة وحزبية وأكاديميين)، مع خبراء ومتخصصين، لبحث التحول من نظام الدعم العيني إلى نظام الدعم النقدي للفئات الأولى بالرعاية.

وتتطلع الحكومة المصرية لبدء تطبيق منظومة الدعم النقدي، مع العام المالي الجديد، بداية من يوليو (تموز) 2025. وقال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، بداية شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، إن «بلاده قد تبدأ في التحول من دعم السلع الأولية الأساسية، إلى تقديم مساعدات نقدية مباشرة، للفئات الأولى بالرعاية»، وربط البدء في التطبيق «بالتوصل إلى توافق في الآراء بشأن قضية الدعم النقدي في الحوار الوطني».

وتُطبِّق الحكومة المصرية منظومةً لدعم السلع الضرورية منذ عقود طويلة، بهدف خفض نفقات المعيشة للفئات الأولى بالرعاية، ويحصل المواطن على السلع المدعمة من خلال منظومة البطاقات التموينية، لكن الحكومات المتعاقبة تشكو من الأعباء الاقتصادية لمنظومة الدعم على الموازنة العامة، في ظل التوسع في عدد السلع المدعمة خلال السنوات الماضية.

من جهته، ينظر مدير «مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية»، عبد المنعم السيد، إلى مشروع القانون بوصفه «منظماً لسياسات الحماية الاجتماعية في مصر»، مشيراً إلى أن «القانون يختلف في نصوصه عن تشريعات مماثلة في دول أخرى، وفق الأولويات الاقتصادية والاجتماعية في مصر».

ويرى السيد، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن التشريع «يحقق مرونة أمام الحكومة المصرية في تقديم الدعم النقدي خلال الأزمات والكوارث الطبيعية والأوبئة، كما حدث في جائحة (كورونا)»، مضيفاً أنه «يشمل تحت مظلته، فئات تتضرر بشكل مفاجئ مثل العاملين في القطاعات غير الرسمية، والذين يفقدون وظائفهم».