نقاط عسكرية تركية جديدة في إدلب وسط خروقات لوقف النار

متطوع يعقم مخيماً للنازحين في كفر جاليس شمال إدلب (أ.ف.ب)
متطوع يعقم مخيماً للنازحين في كفر جاليس شمال إدلب (أ.ف.ب)
TT

نقاط عسكرية تركية جديدة في إدلب وسط خروقات لوقف النار

متطوع يعقم مخيماً للنازحين في كفر جاليس شمال إدلب (أ.ف.ب)
متطوع يعقم مخيماً للنازحين في كفر جاليس شمال إدلب (أ.ف.ب)

دفع الجيش التركي بمزيد من التعزيزات العسكرية إلى إدلب، وسط أنباء عن قصف قوات النظام، قرى وبلدات في جبل الزاوية، بينما دخل وقف إطلاق النار المطبق منذ السادس من مارس (آذار) الحالي، بموجب اتفاق موسكو بين روسيا وتركيا، يومه السابع عشر، أمس (الأحد).
ودخل رتل تركي جديد مؤلف من عشرات الآليات العسكرية والدبابات عبر معبر كفر لوسين، ووصل إلى طريق حلب - اللاذقية الدولي (إم 4)، أمس، واتجه إلى مدينة جسر الشغور، ليستقر في قرية المشيرفة، وإقامة نقطة مراقبة جديدة فيها، ضمن إطار تعزيز وجود القوات التركية حول الطريق الذي اتفقت أنقرة وروسيا على تسيير دوريات مشتركة عليه. لكنّ معتصمين أعاقوا مشاركة الآليات الروسية عند تسيير أول دورية مشتركة في 15 مارس (آذار) الحالي، حيث سيرت القوات التركية 3 دوريات منفردة، آخرها مساء أول من أمس.
وسبق أن أنشأ الجيش التركي نقطة عسكرية جديدة، بالقرب من قرية بسنقول، غرب مدينة إدلب، ليصل عدد نقاط المراقبة التركية في أرياف إدلب وحماة وحلب إلى 44. واستمر وقف إطلاق النار في إدلب وسط هدوء حذر، حيث كان «المرصد السوري» أفاد بوقوع قصف صاروخي نفذته قوات النظام، أول من أمس، على مواقع في الفطيرة وسفوهن بجبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، والحدادة والخضر بريف اللاذقية الشمالي، لتخرق بذلك الهدوء الحذر المسيطر على عموم المنطقة.
ويخشى أهالي إدلب عودة التصعيد في المنطقة، وسط أنباء عن استقدام النظام تعزيزات عسكرية إلى محيط مدينتي معرة النعمان وسراقب.
كانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت، أنه «تم منح وقت إضافي للجانب التركي لاتخاذ إجراءات خاصة بتحييد من وصفتهم بـ(التنظيمات الإرهابية)، وضمان أمن الدوريات المشتركة على طريق (إم 4)».
وتسعى القوات التركية إلى إزالة سواتر ترابية وحاجز أقامها الأهالي وبعض عناصر الفصائل المسلحة في إدلب، لعرقلة تسيير الدوريات المشتركة. وأعلنت وزارة الدفاع التركية، في بيان ليل الخميس الماضي، مقتل جنديين وإصابة ثالث، بنيران من وصفتهم بـ«جماعات راديكالية» بمنطقة «خفض التصعيد» في محافظة إدلب السورية. وأفاد البيان بأن هذه الجماعات شنت هجوماً بالصواريخ على القوات التركية المكلفة مهاماً في منطقة «خفض التصعيد» في إدلب، وأن القوات التركية في المنطقة ردت بالمثل على الهجوم، وضربت على الفور أهدافاً محددة في المنطقة.
كان الهجوم وقع ظهر الخميس بالقرب من بلدة محمبل بريف إدلب على طريق «إم 4»، أثناء مهمة استطلاعية للجيش التركي بهدف إنشاء نقطة مراقبة عسكرية جديدة.
كان الرئيسان التركي رجب طيب إردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، أعلنا توصلهما إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في إدلب، اعتباراً من السادس من مارس (آذار)، وإنشاء ممر آمن على جانبي طريق «إم 4» بعمق 6 كيلو مترات إلى شماله وجنوبه، وتسيير دوريات مشتركة.
وجاء الاتفاق على خلفية تصاعد التوتر في المنطقة، الذي بلغ ذروته بمقتل 36 جندياً تركياً في 27 فبراير (شباط) الماضي، بقصف جوي لقوات النظام السوري على منطقة «خفض التصعيد» في إدلب.


مقالات ذات صلة

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.