في الذكرى الرابعة لتفجيرات بروكسل... محكمة ترفض إجراء تحقيق إضافي

TT

في الذكرى الرابعة لتفجيرات بروكسل... محكمة ترفض إجراء تحقيق إضافي

بالتزامن مع الذكرى الرابعة لتفجيرات بروكسل، التي وقعت في 22 مارس (آذار) 2016، رفضت محكمة بلجيكية كل الطلبات تقريباً، التي تتضمن إجراء تحقيقات إضافية حول التفجيرات التي أودت بحياة 32 شخصاً وإصابة 300 آخرين، وهذا يعني أن مكتب التحقيقات أصبح أكثر قرباً من قرار إحالة المتهمين إلى المحاكمة. فقد رفضت غرفة الاتهام في محكمة بروكسل أول من أمس، جميع طلبات التحقيق الإضافية التي تقدم بها الدفاع عن المتهمين، وجرى فقط قبول طلب واحد يتعلق باستجواب 4 من الشهود، ويتعلق الأمر بالوصول إلى توضيحات بشأن الأسباب التي دفعت عدداً من الشباب البلجيكي للسفر إلى سوريا والانضمام إلى منظمات إرهابية.
يذكر أنه في وقت سابق كان قضاة التحقيق قد رفضوا كل طلبات التحقيق الإضافي، ما عدا الطلب الخاص بالحصول على إيضاحات، بشأن أسباب سفر الشباب إلى مناطق الصراعات، وتقدم الدفاع عن بعض المتهمين بطلب للاستئناف ضد قرار قضاة التحقيق. ويوم الجمعة الماضي، اتفق قضاة غرفة الاتهام مع قضاة التحقيق على رفض كل الطلبات، ما عدا طلب توضيحات حول أسباب السفر للانضمام إلى صفوف الجماعات المسلحة في مناطق الصراعات، حسبما ذكرت وسائل الإعلام البلجيكية؛ ومنها محطة التلفزة الفلامانية «في آر تي» خلال عطلة نهاية الأسبوع.
ويمكن للغرفة الاستشارية أن تنعقد للنظر في طلب إحالة المتهمين إلى المحاكمة، بحسب ما ذكر مكتب الادعاء العام في بروكسل. وكانت الغرفة الاستشارية قد عقدت جلسة أواخر الشهر الماضي، قررت تأجيل النظر في الملف حتى يتخذ قضاة التحقيق موقفاً من طلب إجراء التحقيق الإضافي.
وسبق أن كشفت صحيفة «لاتست نيوز» البلجيكية الناطقة بالهولندية، أن محامي أحد المشتبه بهم في الملف وهو محمد عبريني، الذي ألقى بالحزام الناسف في مطار بروكسل، دون أن يفجر نفسه على غرار الشخصين الآخرين، وأيضاً محامي مشتبه به آخر يدعى علي الحداد، طالبا بإجراء 20 تحقيقاً إضافياً.
وكان مكتب التحقيق قد طلب إحالة كل من صلاح عبد السلام، وأسامة عطار، ومحمد عبريني، وسفيان عياري، وأسامة كريم، وعلي الحداد، وبلال المخوخي، وهيرفي باينغانغ (من أصول أفريقية)، إلى المحكمة الجنائية، وطلب إحالة كل من إسماعيل وإبراهيم فارسي، إلى المحكمة الابتدائية، بينما اقترح مكتب التحقيقات عدم ملاحقة 3 من المشتبه بهم؛ وهم فيصل شيفو وإبراهيم تابيشي ويوسف العجمي.
وفي مطلع فبراير (شباط)، انعقدت أول جلسة استماع في غرفة الاتهام، داخل مجمع المحاكم بالعاصمة البلجيكية، وبحثت في إمكانية اتباع طرق بحث وتحقيق غير تقليدية، وكانت الجلسة خلف الأبواب المغلقة وفي ظل غياب نصف الأشخاص، الذين يشتبه في تورطهم في تفجيرات بروكسل.
أيضاً هناك من لا يزال هارباً ووضعته بلجيكا على قائمة المطلوبين دولياً، لا يعرف حتى الآن إذا كان على قيد الحياة أو مات في سوريا أثناء العمليات القتالية ضمن صفوف الجماعات المسلحة المتشددة. وتأتي كل هذه الخطوات استعداداً لبدء المحاكمات في سبتمبر (أيلول) 2021، التي ستنعقد في مبنى المقر القديم لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في بروكسل.
والجميع الآن في انتظار جلسة الإحالة للمحاكمة، وفيها سيتقرر مصير الأشخاص الذين وردت أسماؤهم في طلب الادعاء العام إحالتهم للقضاء، على خلفية ملف تفجيرات بروكسل في 22 مارس (آذار) 2016 وشملت مطار العاصمة ومحطة قطارات.
وفي منتصف يوليو (تموز) الماضي، جرى الإعلان عن انتهاء التحقيقات، وجرى تسليم ملف التحقيقات إلى المدعي العام، عقب انتهاء التحقيقات في يونيو (حزيران) من العام نفسه، التي استمرت 3 سنوات و3 أشهر، ويتضمن ملف الدعوة 6200 محضر وآلاف الوثائق، التي تجري ترجمتها إلى 9 لغات مختلفة تمثل غالبية الضحايا.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.