تمديد حظر التجوال في العراق

جانب من إجراءات حظر التجوال في العراق (أ.ب)
جانب من إجراءات حظر التجوال في العراق (أ.ب)
TT

تمديد حظر التجوال في العراق

جانب من إجراءات حظر التجوال في العراق (أ.ب)
جانب من إجراءات حظر التجوال في العراق (أ.ب)

اتخذت خلية الأزمة العراقية اليوم (الأحد)، 13 قرارا لمنع تفاقم الأزمة الوبائية في العراق الناجمة عن أزمة فيروس كورونا المستجد. معتبرة أنه «قوة قاهرة لجميع المشاريع» ابتداءً من 20 فبراير (شباط) الماضي ولغاية إعلان وزارة الصحة انتهاء الوباء.

وجاء في صدارة قرارات الخلية التأكيد على «الاستمرار بحظر التجوال لغاية الساعة الحادية عشرة ليلاُ من يوم السبت الموافق 28 مارس (آذار) 2020 في عمــوم جمهورية العراق لغرض تطبيق الحجر الصحي». وينتهي قرار الحظر الأول الذي اتخذته اللجنة الأسبوع الماضي غدا. وتواجه السلطات العراقية تحدي عدم التزام أعداد غير قليلة من المواطنين في الحظر الصحي والبقاء في منازلهم، ما دفع طيف واسع من الإعلاميين والفنانين والرياضيين إلى إطلاق حلمة «خليك بالبيت» لحث الناس على عدم الخروج.

وفي خطوة مماثلة، قررت سلطات إقليم كردستان، هي الأخرى، تمديد حظر التجوال حتى الأول من الشهر المقبل. ولا تعاني سلطات الإقليم من عدم التزام المواطنين بالحظر مثلما هو الحال مع السلطات الاتحادية.

واستثنى قرار حظر التجوال الجديد الذي اتخذته خلية الأزمة 6 فئات خدمية ومهنية، ومنها الدوائر الصحية والأمنية والخدمية والدبلوماسيون والكوادر الإعلامية في المحطات الفضائية والإذاعية العاملة في البلد ممن يحملون هويات تعريفية، إلى جانب الصيدليات ومذاخر الأدوية والمستلزمات الطبية ومحلات بيع المواد الغذائية والأفران ومحطات تعبئة الوقـــــود، إضافة إلى منتسبي وزارة المالية دائرتي المحاسبة والموازنة لتسهيل الأعمال المصرفية للمؤسسات الحكومية مع استمرار عمل المصارف الحكومية، والعاملين في خدمات الإنترنت.

كما قررت خلية الأزمة الاستمـــرار فـــي تعطيــل الـــدوام الرسمـــي فــــي الجامعات والمعاهد والمؤسـسات التربـــويـــة تعليق الرحلات الجوية من وإلى العراق. وطالبت «الجهات الأمنية تنظيم النزول والبقاء لمنتسبيها بحسب الضرورات الأمنية والتعليمات الصحية لمنع انتشار الفيروس. والطلب من مجلس النواب إصدار قرار يتضمن إعطاء الصلاحية إلى وزارة الصحة للصرف في جميع الأبواب والمناقلات والهبات لدعـم مشروع مكافحة وباء فيروس كورونا حصراً».

ومن بين قرارات الخلية الأخرى، الطلب من وزارة المالية تحويل مبلغ 50 مليون دولار من تخصيص وزارة الصحة والبيئة إلى حسابات وزارة الصحة لاستخدامها من قبل الشركة العامة لاستيراد الأدوية والمستلزمات الطبية في عمليات الشراء المباشر لكل ما يخــص مكافحــة وعــــلاج والوقاية من وباء كورونا. إضافة إلى إيقاف الاستقطاعات المترتبة على القروض الممنوحة لموظفي الدولة كافة وإعادتها عند تحسن الوضع الوبائي.

وقررت خلية الأزمة أيضا «إيقاف استحصال كافة الرسوم والإيجارات في المشاريع الحكومية والاستثمارية، ومنع كافة الزيارات إلى المواقف والسجون وكذلك زيادة عمليات التعفير والتعقيم لحين انتهاء أزمة الفيروس».

من جهة أخرى، أصدرت وزارة الصحة والبيئة، إحصائية جديدة حول عدد الوفيات والإصابات وعمليات الشفاء من فيروس كورونا في عموم البلاد. وقالت الوزارة في بيان أن الفحوص المختبرية أكدت تشخيص 19 حالة جديدة من بين 106 حالات تم فحصها. وطبقا لبيان الوزارة فإن حالات الإصابة الجديدة توزعت بواقع «7 حالات في بغداد بجانب الرصافة، وواحدة في جانب الكرخ، بجانب حالة واحدة في محافظات، النجف وكربلاء والمثنى وأربيل، و6 إصابات في محافظة السليمانية». كما سجلت الإحصائية الجديدة، تماثل 5 إصابات للشفاء في بغداد ووفاة 3. وبذلك يكون مجموع الإصابات في عموم البلاد 233 حالة، و20 وفاة و57 حالة شفاء.

بدورها، انضمت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت، إلى وزارة الصحة العراقية اليوم في دعوتها العراقيين في كافة أرجاء البلاد إلى اتباع التعليمات والنصائح الصادرة عن الجهات الصحية والدينية والمدنية والأمنية. وقالت بعد لقائها وزير الصحة العراقي جعفر علاوي: «أنا هنا لتأكيد دعمنا لجهودهم، فضلاً عن دعمنا للجهد اللامتناهي الذي يبذله العاملون في القطاع الصحي. إنهم الأبطال المجهولون في مكافحة فيروس كورونا». وأضافت «أجد ما يشجعني في الإجراءات الواسعة النطاق التي اتخذت في العراق، بما فيها تلك المتخذة في إقليم كردستان، لا ينبغي أن يتملكنا الهلع، ولكن لتجنب الهلع لا يمكننا أن نخلد إلى الرضى عن الذات».

وتابعت المسؤولة الأممية «في الأيام الأخيرة الماضية لاحظنا أن بعض الناس يخالفون حظر التجوال بلا ضرورة، أو لا يلتزمون بالتعليمات على نحو كامل، وأود أن أوجه كلامي إلى هؤلاء بالقول: أنتم تعرضون أنفسكم وأسركم وأحباءكم ومجتمعكم المحلي بأسره للخطر، لا ينبغي إقامة التجمعات الجماهيرية، وهذا يشمل الأنشطة الرياضة والمناسبات الثقافية والتجمعات الدينية».


مقالات ذات صلة

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)
صحتك طفل يخضع لاختبار الكشف عن فيروس كورونا (أرشيفية - أ.ب)

دراسة: «كورونا» يزيد من خطر إصابة الأطفال والمراهقين بالسكري

كشفت دراسة جديدة عن أن عدوى فيروس كورونا تزيد من خطر إصابة الأطفال والمراهقين بمرض السكري من النوع الثاني مقارنة بعدوى أمراض الجهاز التنفسي الأخرى.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

اليمن... 219 ألف إصابة بالكوليرا أغلبها في مناطق سيطرة الحوثيين

59 ألف حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا في محافظتَي حجة والحديدة وحدهما (الأمم المتحدة)
59 ألف حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا في محافظتَي حجة والحديدة وحدهما (الأمم المتحدة)
TT

اليمن... 219 ألف إصابة بالكوليرا أغلبها في مناطق سيطرة الحوثيين

59 ألف حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا في محافظتَي حجة والحديدة وحدهما (الأمم المتحدة)
59 ألف حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا في محافظتَي حجة والحديدة وحدهما (الأمم المتحدة)

كشف تقرير أممي حديث عن أن حالات الكوليرا في اليمن ارتفعت إلى نحو 219 ألف حالة منذ مطلع العام الحالي، أغلب هذه الحالات تم تسجيلها في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، في حين استفاد أكثر من مليون شخص من خدمات توفير مياه الشرب النظيفة وخدمات الصرف الصحي المقدمة من الأمم المتحدة.

وأظهر تقرير مشترك صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة وكتلة المياه والصرف الصحي في اليمن، أنه تم الإبلاغ عن أكثر من 219 ألف حالة اشتباه بالإسهال المائي الحاد والكوليرا في معظم أنحاء البلاد خلال الفترة من 1 يناير (كانون الثاني) وحتى 20 أكتوبر (تشرين الأول)، وكانت أغلب هذه الحالات في المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وتشكل ما نسبته أكثر من 80 في المائة من إجمالي الحالات المُبلَّغ عنها.

الحوثيون يواصلون التكتم على أعداد المصابين بالكوليرا (إعلام محلي)

وطبقاً لهذه البيانات، احتلت محافظة حجة قائمة المحافظات اليمنية في معدل حالات الإصابة بالوباء، حيث سُجل فيها نحو 35 ألف حالة، تلتها محافظة الحديدة بنحو 24 ألف حالة، ثم محافظة عمران التي سجلت 19 ألف حالة إصابة، ومن بعدها محافظتا إب وذمار بنحو 16 ألف حالة في كل واحدة منهما.

كما سجلت محافظة تعز 15 ألف حالة إصابة مشتبه بها، والعاصمة المختطفة صنعاء ومحافظتا الضالع والبيضاء بواقع 14 ألف إصابة في كل واحدة منها، في حين سجلت محافظة ريف صنعاء أكثر من 12 ألف إصابة، وسجلت محافظة صعدة المعقل الرئيسي للحوثيين 11 ألف إصابة، ومثل هذا العدد سُجل في محافظة المحويت الواقعة إلى الغرب من صنعاء، في حين سجلت بقية المحافظات 5 آلاف حالة.

وأظهر التقرير المشترك أن شركاء العمل الإنساني، وضمن جهود الاستجابة المشتركة لمواجهة تفشي وباء الكوليرا، تمكّنوا من الوصول إلى أكثر من مليون شخص بخدمات توفير المياه النظيفة والصرف الصحي ومستلزمات النظافة في 141 منطقة و128 موقعاً للنزوح الداخلي، منذ بداية العام.

شريان حياة

في تقرير آخر، أكد مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع أن الأحداث المناخية المتطرفة في اليمن خلقت عواقب مدمرة على المجتمعات الحضرية والريفية على حد سواء، وأن الطرق المقاومة للمناخ أصبحت شريان حياة للسكان، الذين يعانون بالفعل أزمة إنسانية مدمرة، حيث أدى مناخ البلاد شبه الجاف، إلى جانب الأحداث المناخية المتطرفة، إلى تفاقم نقاط الضعف القائمة.

وبيَّن المكتب أن تطوير البنية الأساسية المستدامة والمقاومة للمناخ والتي يمكنها تحمل الصدمات والضغوط المستقبلية بات أمراً ضرورياً لمعالجة الاحتياجات الهائلة للمجتمعات في جميع أنحاء البلاد.

الفيضانات ضاعفت معاناة سكان الريف في اليمن ودمَّرت طرقات وممتلكات (الأمم المتحدة)

وأوضح التقرير أنه من خلال مشروعين ممولين من قِبل مؤسسة التنمية الدولية التابعة للبنك الدولي، استجاب للتحديات الملحة المتمثلة في الأحداث المناخية المتطرفة المتزايدة الناجمة عن تغير المناخ في كل من المناطق الريفية والحضرية.

وذكر أن كثيراً من اليمنيين الذين يعتمدون على الزراعة في معيشتهم ومصدر غذائهم، أصبحوا أكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ، بما في ذلك ندرة المياه وأنماط هطول الأمطار غير المتوقعة وتآكل التربة، كما أن الفيضانات يمكن أن تقطع المجتمعات الريفية عن الخدمات الأساسية وتجعل من الصعب على المزارعين نقل منتجاتهم إلى الأسواق.

ولأن هذا المزيج، بحسب مكتب مشاريع الأمم المتحدة، أدى إلى انعدام الأمن الغذائي الشديد؛ فإن مكونات المشروع تستهدف إعادة تأهيل وتطوير 150 كيلومتراً من طرق الوصول الريفية، وبناء جسرين نموذجيين في مواقع استراتيجية ودعم صيانة 60 كيلومتراً من طرق الوصول إلى القرى و150 كيلومتراً من طرق الوصول الريفية من أجل ضمان الوصول الآمن والموثوق به إلى الأسواق والخدمات الاجتماعية والخدمات الأساسية للمجتمعات الريفية.

مشاريع الطرقات وفَّرت فرص عمل لعشرات الآلاف من اليمنيين (الأمم المتحدة)

ويركز المشروع على ترقية أسطح الطرق وتحسين الصرف واستخدام المواد الصديقة للمناخ، وإنشاء شبكة طرق يمكنها تحمُّل آثار تغير المناخ. بالإضافة إلى ذلك، يتم استخدام تقنيات تثبيت المنحدرات لمنع التآكل وحماية الطرق من الانهيارات الأرضية؛ مما يعزز مرونة البنية الأساسية الريفية.

ولتعزيز الاستدامة بشكل أكبر؛ يؤكد المكتب الأممي أنه يتم تنفيذ الأعمال من قِبل أكثر من 40 شركة محلية، وأن التدريب في بناء القدرات ونقل المعرفة ساعد حتى الآن في إيجاد نحو 400 ألف فرصة عمل، بما في ذلك 39 ألف فرصة للنساء.