عشرات القتلى باشتباكات بين «أنصار الشريعة» و«أنصار الله» في البيضاء

الحوثيون يختطفون أحد قادة «الحراك التهامي السلمي»

عشرات القتلى باشتباكات  بين «أنصار الشريعة»  و«أنصار الله» في البيضاء
TT

عشرات القتلى باشتباكات بين «أنصار الشريعة» و«أنصار الله» في البيضاء

عشرات القتلى باشتباكات  بين «أنصار الشريعة»  و«أنصار الله» في البيضاء

لقي عشرات الأشخاص مصرعهم وجرح عشرات آخرون في محافظة البيضاء بوسط اليمن، في مواجهات بين الحوثيين وعناصر من تنظيم «أنصار الشريعة» التابع لتنظيم «القاعدة»، في الوقت الذي قالت فيه مصادر سياسية لـ«الشرق الأوسط» إن مجموعة من المسلحين التابعين لجماعة الحوثي قاموا باختطاف عبد الرحمن مكرم، أحد قيادات «الحراك التهامي السلمي»، في مدينة الحديدة أمس عقب خروجه من اللقاء الموسع الذي دعا إليه الحراك التهامي الرافض لوجود الميليشيات المسلحة وجماعة الحوثيين في تهامة.
وتشهد محافظة البيضاء، وتحديدا مديرية رداع، مواجهات عنيفة بين الحوثيين ومسلحي «أنصار الشريعة» منذ أسابيع في ظل محاولات الحوثيين السيطرة على المديرية المحادة لمديرية لودر في محافظة أبين الجنوبية، والتي ينوي الحوثيون السيطرة عليها. وذكرت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن أكثر من 40 مسلحا حوثيّا لقوا مصرعهم في المواجهات برداع، دون أي تدخل حكومي.
وقال القائد الميداني في «الحراك التهامي السلمي»، عبد الرحمن شوعي، في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» إن «جماعة الحوثي المسلحة كانت فوق طقم عسكري واعترضت طريق الشيخ عبد الرحمن مكرم وهو في سيارته بعد الانتهاء من اللقاء الموسع لأبناء تهامة الرافضة للوجود الحوثي، وأنزلته من سيارته، وبعدها اقتادته هو وسيارته إلى منطقة مجهولة».
وأضاف شوعي: «ما قامت به جماعة الحوثي المسلحة هو لإفشال اللقاء التشاوري لأبناء تهامة ورسالة للعالم أجمع بأن الحوثيين يستطيعون تخويف من يعارضهم أو يطالبهم بالخروج من الحديدة، كما أنها رسائل تخويف لأبناء تهامة لكي يرضخوا ويقبلوا بوجود الميليشيات المسلحة، وهو ما لم نقبله ولن يقبله كل أبناء تهامة. ومحاولة الحوثيين لن تخيف أحدا، وما هي إلا ميليشيات عبث وقتل. وكان الحوثيون قد أحرقوا منزل الشيخ عبد الرحمن مكرم الشهر الماضي».
وكان «الحراك التهامي السلمي» عقد أمس لقاء تشاوريا موسعا تحت شعار: «صبرنا نفد» في مدينة الحديدة، غرب اليمن، من أجل الخروج بموقف موحد من وجود ميليشيات الحوثي المسلحة في تهامة، وتداعياته على الأمن والسلم الاجتماعي، شارك فيه كثير من الشخصيات ومنظمات المجتمع المدني والمثقفين ومشايخ وأعيان تهامة.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.