معرض في القاهرة يضم 26 لوحة تنشد الحرية في عالم عزله «الوباء»

«توقيت جوي» يُحاكي جنون السفر بحس أنثوي

أعماق البحر من وجهات السفر التي أبرزتها رمضان  -   تحليق في فضاء السفر (الشرق الأوسط)
أعماق البحر من وجهات السفر التي أبرزتها رمضان - تحليق في فضاء السفر (الشرق الأوسط)
TT

معرض في القاهرة يضم 26 لوحة تنشد الحرية في عالم عزله «الوباء»

أعماق البحر من وجهات السفر التي أبرزتها رمضان  -   تحليق في فضاء السفر (الشرق الأوسط)
أعماق البحر من وجهات السفر التي أبرزتها رمضان - تحليق في فضاء السفر (الشرق الأوسط)

لم تكن الفنانة المصرية فاطمة رمضان، تتصوّر أن معرضها «توقيت جوي» الذي استلهمته من شغفها بالسفر وأحلام الترحال، سيتزامن افتتاحه مع وقت تُخيم فيه أجواء العزلة، وتعليق الرحلات الجوية، وإغلاق المطارات، في مفارقة فنية وإنسانية يمكن النظر إليها تثميناً لقيمة الحرية التي تُتوج لوحات المعرض.
المعرض الذي يستضيفه غاليري «سماح آرت» بالقاهرة، ويستمر حتى يوم 31 مارس (آذار) الحالي، يضم 26 لوحة تتفاعل بحس أنثوي مع المشاعر المرتبطة بالسفر، فتظهر الحقيبة، والطائرة، وحتى الدراجة في اللوحات كأبطال، يتفاعلون في فضاء رحب صنعته الفنانة، ليتسع لانطلاقهم اللامحدود، مُستعينة بخطوط سيريالية لبناء هذا العالم لتحقيق مزيد من الانطلاق في سردياتها البصرية.
تعتبر فاطمة أن مشروعها الفني يرتبط بشغفها الخاص بعالم السفر الذي تعبر عنه بقولها: «بالنسبة لي هو التجربة، والتجربة الجديدة دائماً ترتبط بتجدد وجهات نظرنا، واتساع خبراتنا، لذلك حاولت تخيل ما تتيحه فروقات التوقيت التي نُعايشها في أسفارنا وانعكاسها على حياتنا، والاستمتاع بها فنياً».
ولعل الاستمتاع الفني، الذي تتحدث عنه فاطمة، لا ينفصل عن الانطلاق اللوني الذي ساد لوحاتها، تقول لـ«الشرق الأوسط»: «استعنت بالألوان القوية في لوحاتي، لا سيما الأصفر والأزرق، والدرجات الفوسفورية التي رأيت أنها تتماشى مع فكرة السفر والجنون، والاقتراب من المغامرة، وعدم الخوف من الجديد الذي يحمله السفر».
تتسرب الساعات والبوصلات وأجهزة الملاحة القديمة كأيقونات زمنية للوحات المعرض، في تذكير دائم بفكرة التوقيت الذي تدور الأعمال في فلكه، فتوحي أحياناً بسرعة مرور الوقت المُصاحب لمغامرة السفر، وأحياناً بالبطء المُصاحب لساعات الانتظار التي ترتبط بانتظار الرحلة، أو وصول الأحباء في صالات المطارات.
ولعل الانتظار وساعاته الطويلة ما جعل الفنانة تستعين بتصوير الأظرف التقليدية في بعض لوحاتها، كدلالة رمزية تستدعي دفء الرسائل القديمة والبريد التقليدي، قبل أن يتم استبدالهم بالاتصالات الحديثة الخالية من ملمس الأظرف والأوراق.
تقترب اللوحات من وجهات السفر عبر الجو والبر وكذلك البحر، ففي بعض لوحات المعرض اقتربت الفنانة المصرية من زُرقة البحر، وأدوات الغوص كسبيل للسفر في أعماقه، كما عبرت من خلال شخصياتها السيريالية عن الثقافات المختلفة في الملبس التي تترآى للمسافر، أو حتى ما يستقر في خياله عنها، كما فعلت في تقديم الهيئة الباريسية الكلاسيكية لدى بعض بطلاتها، بما في ذلك من قُبعات وفساتين مُحكمة ذات ألوان مُدللة.
المعرض التشكيلي المعني بأحلام الترحال، لم يستطع تجاهل معوقات السفر الحالية التي فرضها فيروس كورونا على معظم دول العالم، وشهد أجواء احترازية من منظميه وزواره الذين ظهروا في افتتاحه بكمامات واقية من وباء كورونا، في لقطة تعكس رسالة في محبة الفن والحياة، في مواجهة الظروف الثقيلة التي يمر بها العالم، تقول فاطمة: «حرصنا عند افتتاح المعرض على التمسك بالقواعد الصحية من تطهير وارتداء الكمامات، والتواصل مع الحياة في هذه الفترة الصعبة وفقاً لمعايير السلامة».


مقالات ذات صلة

انقسام علمي... هل لا يزال من الضروري الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد؟

صحتك هناك انقسام طبي حول إلزامية الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد (رويترز)

انقسام علمي... هل لا يزال من الضروري الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد؟

تحوّل «كوفيد-19» على مر السنوات الماضية من جائحة عالمية إلى فيروس «مستوطن» وفق خبراء الصحة، ما يعني أن وجوده سيصبح مستمراً، فكيف يجب أن نتعامل معه؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا» مارك زوكربيرغ (رويترز)

زوكربيرغ: البيت الأبيض ضغط على «فيسبوك» لفرض رقابة على محتوى «كورونا»

أقر الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا» مارك زوكربيرغ بقيام إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بالضغط على موقع «فيسبوك» لفرض رقابة على المحتوى المتعلق بجائحة كورونا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم المدير الإقليمي لـ«منظمة الصحة العالمية» في أوروبا هانس كلوغه (أرشيفية - رويترز)

«الصحة العالمية»: جدري القردة ليس وباء جديداً مثل «كوفيد»

قال المدير الإقليمي لـ«منظمة الصحة العالمية» في أوروبا، هانس كلوغه، اليوم (الثلاثاء)، إن جدري القردة ليس وباء جديداً مثل «كوفيد».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم ممرضة تحضر جرعات من لقاح «كورونا» في دار للمسنين بإسبانيا (إ.ب.أ)

بريطانيا: الآلاف يطالبون بتعويضات بعد إصابتهم بمشكلات خطيرة بسبب لقاحات «كورونا»

تقدم ما يقرب من 14 ألف شخص في بريطانيا بطلبات للحصول على تعويضات من الحكومة عن الأضرار المزعومة الناجمة عن تلقيهم لقاحات «كورونا».

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا كوريا الشمالية ستستأنف استقبال الزوار الأجانب اعتباراً من ديسمبر بعد فرض ضوابط صارمة منذ عام 2020 بسبب جائحة «كورونا» (أ.ف.ب)

كوريا الشمالية تستأنف استقبال الزوار الأجانب في ديسمبر

قالت شركات سياحة، اليوم (الأربعاء)، إن كوريا الشمالية ستستأنف استقبال الزوار الأجانب في مدينة سامجيون بشمال شرقي البلاد في ديسمبر المقبل.

«الشرق الأوسط» (سول)

الواقع الافتراضي يمنح ذوي الإعاقة الذهنية استقلالية أكبر

نظارات الواقع الافتراضي تتيح لذوي الإعاقة الذهنية تعلم مهارات حياتية بشكل أسرع (جامعة كالجاري)
نظارات الواقع الافتراضي تتيح لذوي الإعاقة الذهنية تعلم مهارات حياتية بشكل أسرع (جامعة كالجاري)
TT

الواقع الافتراضي يمنح ذوي الإعاقة الذهنية استقلالية أكبر

نظارات الواقع الافتراضي تتيح لذوي الإعاقة الذهنية تعلم مهارات حياتية بشكل أسرع (جامعة كالجاري)
نظارات الواقع الافتراضي تتيح لذوي الإعاقة الذهنية تعلم مهارات حياتية بشكل أسرع (جامعة كالجاري)

أظهرت دراسة أسترالية أن استخدام نظارات الواقع الافتراضي يُمكِن أن يفتح آفاقاً جديدة للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية، مما يتيح لهم تعلم مهارات حياتية عملية بشكل أسرع دون الحاجة إلى الاعتماد على مقدمي الرعاية.

وأوضح الباحثون بجامعة «جنوب أستراليا» وجامعة «نيو ساوث ويلز»، أن هذه التقنية يمكن أن تتيح لهؤلاء الأشخاص تعلم مهارات أساسية مثل النظافة الشخصية وإدارة المهام اليومية، ونشرت النتائج، الجمعة، بدورية (Intellectual Disability Research).

ونظارات الواقع الافتراضي (VR) هي أجهزة إلكترونية يتم ارتداؤها على الرأس، مصممة لخلق تجربة غامرة في بيئة افتراضية ثلاثية الأبعاد. وتعتمد هذه النظارات على عرض صور ومقاطع فيديو بزاوية 360 درجة، بحيث يشعر المستخدم وكأنه موجود داخل البيئة الافتراضية.

وتستخدم نظارات الواقع الافتراضي بشكل واسع في الألعاب الإلكترونية، والتعليم، والتدريب المهني، والطب، حيث تتيح للمستخدم التفاعل مع بيئة محاكية للواقع دون مغادرة مكانه. وتوفر هذه التقنية تجربة غنية وحسية تحاكي الواقع، ما يجعلها أداة فعالة لتعلم المهارات والتفاعل مع العالم الافتراضي بطريقة واقعية.

ويواجه معظم الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية تحديات كبيرة في أداء المهارات الحياتية الأساسية مثل الطهي، والاستحمام، والتنظيف دون مساعدة من مقدمي الرعاية، مما يمنعهم من العيش باستقلالية والتمتع بجودة حياة أفضل.

وقام الباحثون بمقارنة فعالية نظارات الواقع الافتراضي الغامرة مع البيئات الافتراضية غير الغامرة مثل التدريب على جهاز لوحي، لتدريب 36 بالغاً من ذوي الإعاقة الذهنية على كيفية فصل النفايات العامة عن النفايات القابلة لإعادة التدوير، والنفايات العضوية من الحدائق والطعام.

وشملت الدراسة، 12 جلسة تدريب افتراضية. وأظهرت النتائج أن المجموعة التي استخدمت نظارات الواقع الافتراضي الغامرة حققت أداءً أفضل بشكل ملحوظ في الحياة الواقعية مقارنة بالمجموعة التي استخدمت جهازاً لوحياً للتدريب.

وأكد الباحثون أن تقنية التدريب باستخدام الواقع الافتراضي الغامر يمكن أن تُستخدم أيضاً لتعليم مهارات أساسية أخرى مثل الطهي وأمان المطبخ، والنظافة الشخصية، والتنقل في وسائل النقل العامة، والمهارات الاجتماعية.

وقال الباحث الرئيسي للدراسة بجامعة نيو ساوث ويلز، الدكتور ستيفان ميشالسكي، إن «الواقع الافتراضي الغامر يتيح للأفراد تجربة الأنشطة في بيئة آمنة ومتحكم بها وقابلة للتكرار».

وأضاف عبر موقع الجامعة، أن البحث يظهر أن التعلم بالممارسة، المعروف أيضاً باسم التعلم التجريبي، يبدو أكثر فعالية لهذه الفئة مقارنةً بالأساليب التعليمية التقليدية، مشيراً إلى أن هناك أدلة متزايدة على فوائد الواقع الافتراضي، لكننا بحاجة لسد الفجوة بين البحث والتطبيق حتى يتمكن المزيد من الناس من الاستفادة من هذه التكنولوجيا.