أزمة «كورونا» تلقي بظلالها على فترة الانتقالات الصيفية

الفرنسي بول بوغبا لاعب مانشستر يونايتد الإنجليزي (رويترز)
الفرنسي بول بوغبا لاعب مانشستر يونايتد الإنجليزي (رويترز)
TT

أزمة «كورونا» تلقي بظلالها على فترة الانتقالات الصيفية

الفرنسي بول بوغبا لاعب مانشستر يونايتد الإنجليزي (رويترز)
الفرنسي بول بوغبا لاعب مانشستر يونايتد الإنجليزي (رويترز)

بدأت أزمة فيروس «كورونا» المستجد التي جمّدت المنافسات الرياضية عالمياً، تلقي بظلالها على فترة الانتقالات الصيفية المقبلة في كرة القدم الأوروبية، في ظل عدم وضوح يخشى أن يتسبب بالحد من الصفقات.
وبينما تجد السلطات الكروية القارية والمحلية نفسها أمام معضلة البحث عن مخرج لاستئناف الموسم، وغياب أي موعد لذلك في ظل الوضع غير المعروف لتطوّر فيروس «كوفيد - 19»، سيكون الجميع أمام احتمال تأخر انطلاق المنافسات، أو امتداد موسم 2019 - 2020 لأطول من موعده المعتاد أواخر مايو (أيار)، مما يطرح علامات استفهام بشأن فترة الانتقالات التي ينتظرها اللاعبون والأندية كل صيف.
حتى الآن، يبقى من المستبعد أن تعمد البطولات الوطنية إلى إلغاء الموسم بالكامل. ومهّد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) الطريق أمام استكمال المواسم المحلية من خلال تعليق مسابقتي الأندية (دوري الأبطال و«يوروبا ليغ»)، وإرجاء نهائيات كأس أوروبا إلى صيف 2021. مانحاً بذلك البطولات الوطنية الوقت الكافي لاستكمال منافساتها المعلّقة حالياً.
وبحسب دراسة لشركة «كاي بي أم جي»، سيكبّد إلغاء الموسم البطولات الخمس الكبرى (ألمانيا، وفرنسا، وإسبانيا، وإنجلترا وإيطاليا) خسائر قد تصل إلى أربعة مليارات يورو، ناتجة بالدرجة الأولى عن عائدات حقوق البث التلفزيوني، إضافة إلى إيرادات المباريات والتسويق، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
لكن حتى في ظل عودة كرة القدم إلى المستطيل الأخضر، تخشى الأندية أن قدرتها على الإنفاق لتعزيز صفوفها ستكون صعبة ومحدودة في فترة الانتقالات (التي عادة ما تكون بين نهاية موسم وبداية آخر).
ويقول برنار كايازو، رئيس نادي سانت إتيان الفرنسي ونقابة أندية دوري النخبة الفرنسي «في حال لم نعاود اللعب، الخسائر ستكون كبيرة إلى درجة أن المركاتو (فترة الانتقالات) لن يعود قائماً! (...) البطولات التي عادة ما تقدم على شراء اللاعبين، لن تقوم بذلك على الإطلاق».
وفي حين أن هذا التقييم يبقى مرتبطاً بعوامل عدة، يتوقع أن تكون التكلفة أكبر على أندية الدرجات الثانية وما دون.
لكن حتى في الدرجات الأولى، يتوقع أن تتسبب محدودية سوق الانتقالات المقبلة، بضرر أكبر لدى الأندية التي غالباً ما تعمد إلى تطوير لاعبين ناشئين وتنمية مواهبهم، قبل بيعهم لأندية أكبر لقاء مبالغ مالية كبيرة.
وعلى سبيل المثال في فرنسا، تخلى نادي موناكو في صيف 2017 عن المهاجم الشاب كيليان مبابي لصالح باريس سان جيرمان، في صفقة قدرت قيمتها بـ180 مليون يورو، مما جعله ثاني أغلى لاعب في العالم.
وبحسب نائب رئيس موناكو الروسي أوليغ بتروف، فإن «فيروس كورونا المستجد لا يساعدنا في مسعى كهذا (...) بسبب الوضع العالمي، ستكون الأندية أقل ميلاً لتسديد المبلغ الذي نطلبه».
معضلة أخرى بدأت تؤرق المعنيين، وهي احتمال امتداد الموسم لما بعد تاريخ 30 يونيو (حزيران)، وهو الموعد الذي تنتهي فيه عقود العديد من اللاعبين، أكانت تعاقداً ثابتاً أو تعاقداً على سبيل الإعارة من نادٍ آخر.
وبحسب يوهان - ميكايل مانكي، المحامي الألماني المتخصص بحقوق العمل للاعبي كرة القدم في ألمانيا «يمكن للاعبين، من وجهة نظر قانونية، أن يرحلوا عن النادي» حتى وإن كان الموسم متواصلاً.
وبشأن إمكان تمديد العقود، يوضح مانكي: «بحسب قانون العمل، لا يمكن للنادي القيام بذلك بشكل أحادي» أو جماعي، بل عليه الاتفاق مع كل لاعب على حدة.
ولحظ الاتحاد الدولي (فيفا) الناظم للانتقالات، احتمال بلوغ هذه المرحلة، وأعلن أنه يراقب الوضع، وشكّل مجموعة عمل لدراسة «الحاجة لإجراء تعديلات أو استثناءات مؤقتة (...) وتعديل فترات تسجيل اللاعبين».
وأوضح مصدر معني بقوانين كرة القدم لوكالة الصحافة الفرنسية، أن هذه المجموعة «ستعمل على الأسئلة المرتبطة بالانتقالات وأيضاً عقود الإعارة. يجب تخفيف القوانين وأن يبذل كل الأطراف المعنيون جهوداً أيضاً، ومنها تمديد فترات الإعارة ليتمكن اللاعبون من إنهاء الموسم بعد استئناف البطولات».
بدأت أندية عدة، لا سيما في فرنسا، تطبق في ظل تعليق المنافسات، نظام «البطالة الجزئية»، أي باقتطاع نسبة من راتبهم الصافي الشهري. وفي حين أن إجراء من هذا النوع قد لا يؤثر كثيراً على اللاعبين الذين تربطهم عقود طويلة الأجل بأنديتهم، لكنه - إضافة إلى المخاوف بشأن فترة الانتقالات الصيفية - يثير قلق اللاعبين الشبان أو الذين تنتهي عقودهم هذا الصيف.
وبحسب الوكيل ديفيد فانديتيلي «اللاعبون الشبان الذين باتوا على مشارف نهاية عقودهم، اللاعبون الطامحون (...) يواجهون مشكلة»، مضيفاً: «العائلات بدأت تقلق. هذه ظروف انتظار للاعبين».
ويتوقع وكيل آخر هو فريدريك غيرا «ارتفاع نسبة البطالة في أوساط اللاعبين»، أو رفض الأندية «تمديد عقودهم» بحال أرادوا تحسين شروطهم.
ويحذر المحامي ميشال بوتو من لجوء الأندية إلى اعتبار فيروس «كوفيد - 19» من ضمن «الظروف القاهرة» التي تجيز لها قانوناً فسخ العقود.
لكن مصادر القلق هذه قد لا تطال اللاعبين المصنفين في خانة النجوم، والذين غالباً ما تربطهم بأنديتهم عقود معقدة، ويقف خلفهم وكلاء أعمال محنكون يعرفون كيفية الحفاظ على مصالحهم حتى في الأوقات الصعبة.
من هؤلاء، الهولندي - الإيطالي مينو رايولا المرتبط بأكثر من لاعب معروف، مثل الفرنسي بول بوغبا (مانشستر يونايتد الإنجليزي) والنرويجي الشاب إرلينغ هالاند (بوروسيا دورتموند الألماني).
وبعد التقارير على مدى الأشهر الماضية عن احتمال انتقال بوغبا إلى ريال مدريد الإسباني، بدا رايولا وكأنه يعد لـ«موسم» الصيف دون التأثر بفيروس كورونا. وهو قال مؤخراً في مقابلة مع صحيفة «ماركا» الإسبانية «آمل في أن أتمكن يوماً ما، من أن أنقل لاعباً هائلاً إلى ريال مدريد (...) أريد أن أنقل لاعب كرة قدم كبيراً، وأريد أن أحاول القيام بذلك هذا الصيف».
بالنسبة إلى الوكلاء الأقل شهرة مثل غيرا، «كل الملفات التي نناقشها هي حالياً في فترة ترقب»، وهو ما يعقد دور الوسطاء في فترة من عدم اليقين.
ويضيف: «الوكلاء سيعانون بالتأكيد من تراجع عائداتهم»، مرجحاً أن يضطروا «للقيام بتنازلات لإبقاء النشاط في فترة الانتقالات الصيفية».
ويقول فانديتيلي بحسرة: «لا يتوفر أمامنا أي مجال للرؤية حيال المستقبل».


مقالات ذات صلة

مورينيو يزرع جهاز تسجيل للحكم خلال تعادل روما

الرياضة مورينيو يزرع جهاز تسجيل للحكم خلال تعادل روما

مورينيو يزرع جهاز تسجيل للحكم خلال تعادل روما

استعان جوزيه مورينيو مدرب روما بفكرة مستوحاة من روايات الجاسوسية حين وضع جهاز تسجيل على خط جانبي للملعب خلال التعادل 1 - 1 في مونزا بدوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم أمس الأربعاء، مبررا تصرفه بمحاولة حماية نفسه من الحكام. وهاجم مورينيو، المعروف بصدامه مع الحكام دائما، دانييلي كيفي بعد المباراة، قائلا إن الحكم البالغ من العمر 38 عاما «أسوأ حكم قابله على الإطلاق». وقال المدرب البرتغالي «لست غبيا، اليوم ذهبت إلى المباراة ومعي مكبر صوت، سجلت كل شيء، منذ لحظة تركي غرفة الملابس إلى لحظة عودتي، أردت حماية نفسي».

«الشرق الأوسط» (روما)
الرياضة نابولي يؤجل فرصة التتويج بالدوري الإيطالي بنقطة ساليرنيتانا

نابولي يؤجل فرصة التتويج بالدوري الإيطالي بنقطة ساليرنيتانا

أهدر نابولي فرصة حسم تتويجه بلقب الدوري الإيطالي لكرة القدم للمرة الأولى منذ 33 عاماً، بتعادله مع ضيفه ساليرنيتانا 1 - 1 في منافسات المرحلة الثانية والثلاثين، الأحد، رغم خسارة مطارده لاتسيو على أرض إنتر 1 - 3. واحتاج نابولي الذي يحلّق في صدارة جدول ترتيب الدوري إلى الفوز بعد خسارة مطارده المباشر، ليحقق لقبه الثالث في «سيري أ» قبل 6 مراحل من اختتام الموسم. لكن تسديدة رائعة من لاعب ساليرنيتانا، السنغالي بولاي ديا، في الشباك (84)، أجّلت تتويج نابولي الذي كان متقدماً بهدف الأوروغوياني ماتياس أوليفيرا (62). ولم يُبدِ مدرب نابولي، لوتشيانو سباليتي، قلقاً كبيراً بعد التعادل قائلاً: «يشعر (اللاعبون) ب

«الشرق الأوسط» (نابولي)
الرياضة إرجاء مباراة نابولي وساليرنيتانا إلى الأحد لدواعٍ أمنية

إرجاء مباراة نابولي وساليرنيتانا إلى الأحد لدواعٍ أمنية

أُرجئت المباراة المقررة السبت بين نابولي المتصدر، وجاره ساليرنيتانيا في المرحلة الثانية والثلاثين من الدوري الإيطالي لكرة القدم إلى الأحد، الساعة 3 بعد الظهر بالتوقيت المحلي (13:00 ت غ) لدواعٍ أمنية، وفق ما أكدت رابطة الدوري الجمعة. وسبق لصحيفة «كورييري ديلو سبورت» أن كشفت، الخميس، عن إرجاء المباراة الحاسمة التي قد تمنح نابولي لقبه الأول في الدوري منذ 1990. ويحتاج نابولي إلى الفوز بالمباراة شرط عدم تغلب ملاحقه لاتسيو على مضيفه إنتر في «سان سيرو»، كي يحسم اللقب قبل ست مراحل على ختام الموسم. وكان من المفترض أن تقام مباراة نابولي وساليرنيتانا، السبت، في الساعة 3 بالتوقيت المحلي (الواحدة ظهراً بتو

«الشرق الأوسط» (نابولي)
الرياضة نابولي لوضع حد لصيام دام ثلاثة عقود عن التتويج بلقب الدوري الإيطالي

نابولي لوضع حد لصيام دام ثلاثة عقود عن التتويج بلقب الدوري الإيطالي

بدأت جماهير نابولي العد التنازلي ليوم منشود سيضع حداً لصيام دام ثلاثة عقود عن التتويج في الدوري الإيطالي في كرة القدم، إذ يخوض الفريق الجنوبي مواجهة ساليرنيتانا غدا السبت وهو قادر على حسم الـ«سكوديتو» حسابياً. وسيحصل نابولي الذي يتصدر الدوري متقدماً بفارق 17 نقطة عن أقرب مطارديه لاتسيو (78 مقابل 61)، وذلك قبل سبع مراحل من نهاية الموسم، على فرصته الأولى لحسم لقبه الثالث في تاريخه. ويتوجب على نابولي الفوز على ساليرنيتانا، صاحب المركز الرابع عشر، غدا السبت خلال منافسات المرحلة 32، على أمل ألا يفوز لاتسيو في اليوم التالي في سان سيرو في دار إنتر ميلان السادس.

«الشرق الأوسط» (روما)
الرياضة كأس إيطاليا: مواجهة بين إنتر ويوفنتوس في خضم جدل بسبب العنصرية

كأس إيطاليا: مواجهة بين إنتر ويوفنتوس في خضم جدل بسبب العنصرية

سيكون إياب نصف نهائي كأس إيطاليا في كرة القدم بين إنتر وضيفه يوفنتوس، الأربعاء، بطعم المباراة النهائية بعد تعادلهما ذهاباً بهدف لمثله، وفي خضمّ أزمة عنوانها العنصرية. ولا يزال يوفنتوس يمني نفسه بالثأر من إنتر الذي حرمه التتويج بلقب المسابقة العام الماضي عندما تغلب عليه 4 - 2 في المباراة النهائية قبل أن يسقطه في الكأس السوبر 2 - 1. وتبقى مسابقة الكأس المنقذ الوحيد لموسم الفريقين الحالي على الأقل محلياً، في ظل خروجهما من سباق الفوز بلقب الدوري المهيمن عليه نابولي المغرّد خارج السرب. لكن يوفنتوس انتعش أخيراً بتعليق عقوبة حسم 15 نقطة من رصيده على خلفية فساد مالي وإداري، وبالتالي استعاد مركزه الثال

«الشرق الأوسط» (ميلانو)

ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)
TT

ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)

خفف تتويج المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية لمسابقة "الخماسي الحديث" للرجال، بجانب فضية اللاعبة سارة سمير في "رفع الأثقال" الضغط على البعثة الأولمبية المصرية في أولمبياد باريس بعد سلسلة من الاخفاقات المتتالية والتي عرضت البعثة إلى حالة من الهجوم العنيف من قبل الجمهور والنقاد المصريين.

حالة من "الارتياح النسبي" لدى البعثة المصرية الأولمبية وسط حالة من الهجوم وعدم الرضا عن النتائج التي حققتها، لاسيما أنها

احتفاء واسع في مصر بأحمد الجندي بعد فوزه بالميدالية الذهبية (أ.ب)

وفاز اللاعب المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية الوحيدة لمصر في "أولمبياد باريس" بمسابقة الخماسي الحديث للرجال، محطماً الرقم القياسي العالمي في المسابقة بعدما وصل إلى 1555 نقطة، فيما كان الرقم القديم 1482، فيما حققت المصرية سارة سمير الميدالية الفضية لبلادها في وزن 81 كيلوغراما في رفع الأثقال للسيدات.

وتداول مستخدمو مواقع "التواصل" صور البطلين، وسط موجة من الاحتفاء، والتأثر لاسيما بمقطع الفيديو الذي راج للاعبة المصرية سارة سمير وهي تبكي لعدم حصولها على الميدالية الذهبية، وسط دعم من البعثة المصرية وتهنئتها بـ"الفضية" بعد منافسة شرسة.

ووجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد، رسالة تهنئة، للثلاثي أحمد الجندي وسارة سمير ومحمد السيد، بعد تحقيقهم لثلاث ميداليات في دورة الألعاب الأوليمبية.

وأعلنت وزارة الشباب والرياضة، الأحد، إطلاق اسم سارة سمير صاحبة الميدالية الفضية على مركز "شباب الهوانيا" في محافظة الإسماعيلية (شرق القاهرة)، كما أعرب وزير الشباب والرياضة المصري أشرف صبحي عن سعادته بتحقيق أحمد الجندي للميدالية الذهبية في الخماسي الحديث، وقال صبحي في تصريحات إعلامية لقناة (بي إن سبورتس): " كنا ننتظر في باريس من ست إلى ثماني ميداليات، كان لدينا تقييم جيد لكل الألعاب ولم نضع كرة القدم أو كرة اليد في الحسابات ولكنها ظهرت بشكل جيد، وقمنا في الدورة السابقة بطوكيو بتحقيق ست ميداليات لوجود رياضة الكاراتيه التي نحن الأول على العالم في هذه الرياضة".

سارة سمير الفائزة بالميدالية الفضية (أ.ف.ب)

وواجهت البعثة المصرية الأكبر عربياً وأفريقياً بأولمبياد باريس انتقادات حادة لاسيما بعد خسارة منتخب كرة اليد المصري مباراته في ربع النهائي أمام إسبانيا بصورة مفاجئة، وهي الهزيمة التي تبعت خسائر جماعية أخرى في ألعاب مثل: الرماية والملاكمة والسلاح وتنس الطاولة والمصارعة والوثب العالي ورمي الرمح والسباحة التوقيعية والغطس، علاوة على عدم تحقيق لاعبين مصنفين دولياً في مراكز متقدمة أي ميدالية مثل زياد السيسي في لعبة سلاح الشيش، رغم التعويل عليه لتحقيق ميدالية لمصر إلا أنه أضاع فرصة الحصول على الميدالية البرونزية بعد تحقيقه المركز الرابع بعد خسارته أمام بطل إيطاليا، وكذلك لم ينجح كل من عزمي محيلبة في الرماية، وعبد اللطيف منيع في المصارعة الرومانية من إحراز ميداليات.

كما صدمت هزيمة منتخب مصر لكرة القدم أمام منتخب المغرب بنتيجة 6 أهداف مقابل لا شيء في المنافسة على الميدالية البرونزية الجمهور المصري.

منتخب مصر تعرض لهزيمة ثقيلة من المغرب (وزارة الشباب والرياضة المصرية)

وحسب البرلماني المصري عمرو السنباطي، عضو لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، فإن تقدير أداء البعثة الأولمبية المصرية يجب أن يستند إلى الخطة أو التوقعات التي كانت تستهدفها بالأساس، ويتساءل في حديثه مع "الشرق الأوسط": "هل كان طموحنا الوصول إلى ثلاث ميداليات في الأولمبياد رغم أنها تعتبر أكبر بعثة مصرية؟ الأمر يحتاج إعادة النظر في الاستراتيجيات على المدى القصير والطويل، والتركيز على الرياضيات الأولمبية، فالكاراتيه ليس لعبة أولمبية بالأساس، وتم إدراجها في طوكيو بشكل استثنائي".

ويضيف: "أحمد الجندي وسارة سمير حققا فوزا أولمبياً مُقدرا، لكنهما قد لا يشاركان في الدورة الأولمبية المقبلة، ما يطرح سؤالاً عن تجهيز الصف الثاني والثالت في الألعاب الأولمبية، وتأهيل أجيال منافسة، وهذا كلام نكرره منذ دورة طوكيو الماضية، رغم مضاعفة الإنفاقات على هذا القطاع".

الجندي بطل الخماسي الحديث (أ.ف.ب)

ويعتبر الناقد الرياضي أيمن أبو عايد، أن النتائج التي حققها كل من أحمد الجندي وسارة سمير "حفظاً لماء وجه البعثة الأولمبية"، ويضيف لـ"الشرق الأوسط": "النتائج التي وصلنا إليها تأتي وسط شكاوى من اللاعبين من التقصير في الإعداد والتأهيل والتدريب الخاص وسط ظروف رياضية ضاغطة، وقد مهدت لنا تصريحات البعثة أننا بصدد تحقيق من ست إلى تسع ميداليات، ويبدو أن تلك كانت مبالغة وإسراف في القول، حتى لو لم يحالفنا الحظ في بعض المرات كما حدث مع لاعب المبارزة زياد السيسي بعد إخفاقه في الحصول على البرونزية".

سارة سمير (رويترز)

يضيف أبو عايد: "نتائج البعثة لا تتخطى ما وصلنا إليه من قبل، رغم الوعود مع كل دورة أولمبية بنتائج أفضل، وصار هذا خطاب نسمعه كل أربعة أعوام، حيث تظل تقارير لجان التحقيق في نتائج البعثة الأوليمبية حبيسة الأدراج، فمن غير المنطقي أن تحصل دولة عدد سكانها أكثر من 100 مليون نسمة على 3 ميداليات فقط".

الجندي خفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية (رويترز)

وأعلن المهندس ياسر إدريس، رئيس اللجنة الأولمبية المصرية بالتنسيق مع الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، الأحد، رفع قيمة مكافآت الفوز بالميداليات خلال أولمبياد باريس 2024 إلى 5 ملايين جنيه (الدولار يساوي 49.2 جنيه) للميدالية الذهبية، و4 ملايين جنيه للميدالية الفضية، و3 ملايين للبرونزية، بخلاف صرف مكافأة فورية لكل فائز ألف يورو وساعة يد قيمة.

وشاركت مصر بأكبر بعثة في تاريخها بأولمبياد باريس بـ149 لاعباً ولاعبة و16 لاعباً احتياطياً؛ 79 من الرجال و52 من السيدات، في 24 لعبة أوليمبية، منها 4 ألعاب جماعية، وهي كرة القدم، وكرة اليد، والكرة الطائرة، والكرة الطائرة الشاطئية سيدات.