مدد مسؤولو كرة القدم الإنجليزية تعليق المباريات المحلية حتى 30 أبريل المقبل، بعد اجتماع طارئ عقدته رابطتا الدوري الممتاز «بريميرليغ» والدوري الإنجليزي «إي إف إل» أمس.
ويأتي هذا القرار بعد إرجاء كأس أوروبا للمنتخبات من الصيف المقبل إلى صيف 2021، ما فتح باب تمديد موعد نهاية الدوري، بحال سمحت ظروف تفشي الفيروس الذي أرهق بطولات القارة العجوز.
وجاء في بيان مشترك للاتحاد الإنجليزي ورابطتي الدوري واللاعبين والمدربين: «قررنا بشكل جماعي تمديد تأجيل المباريات الاحترافية في إنجلترا حتى الخميس 30 أبريل».
وأضاف البيان: «نحن متحدون في التزامنا لإيجاد طرق لاستئناف موسم 2019-2020 لكرة القدم، وضمان خوض جميع المباريات المحلية والأوروبية، بعد أن تصبح الأمور آمنة وممكنة».
وكانت المنافسات المحلية قد أرجئت في بادئ الأمر الجمعة الماضي، حتى الرابع من أبريل المقبل، بعد إصابة مدرب آرسنال الإسباني ميكيل أرتيتا، وجناح تشيلسي الشاب كالوم هادسون-أودوي، من بين حالات أخرى، بفيروس «كوفيد-19».
ويتصدر ليفربول، بطل أوروبا 2019 ترتيب الدوري بفارق شاسع يبلغ 25 نقطة عن أقرب منافسيه مانشستر سيتي، وكان أقرب من أي وقت مضى لإحراز لقبه الأول منذ 1990.
وشملت قرارات التعليق المتخذة في الآونة الأخيرة، إلغاء مباراتي منتخب إنجلترا الوديتين مع إيطاليا والدنمارك، في 27 و31 مارس (آذار) الجاري.
كما أعلن نادي إيفرتون فرض حجر صحي على لاعبي فريقه، وقام مانشستر سيتي بعزل أحد لاعبيه، بعدما أجرى أحد أفراد عائلته فحوصاً للكشف عن فيروس «كورونا».
كما أعلن ناديا واتفورد وبورنموث عن عزل فردي لبعض لاعبيهم، بسبب عوارض ومخاوف من الفيروس.
وكشف الآيرلندي الشمالي براندن رودجرز، مدرب فريق ليستر سيتي، أن عدداً من لاعبي فريقه ظهرت عليهم أعراض إصابة فيروس «كورونا»، وتم «إبعادهم» عن زملائهم.
على جانب آخر، أعلنت رابطة دوري كرة القدم الإنجليزية «إي إف إل» عن التبرع بخمسين مليون جنيه إسترليني (58 مليون دولار أميركي)، لمساعدة الأندية المنكوبة مالياً خلال فترة الإغلاق، بسبب تفشي فيروس «كورونا» المستجد.
وتم تعليق أنشطة الدوريات المحلية، في محاولة لفرملة تفشي فيروس «كوفيد-19» السريع الانتشار. ومن المتوقع عدم استئناف المباريات على الأقل قبل 3 أبريل المقبل، وهو الموعد الذي اتفق على تحديده «إي إف إل» ورابطة الدوري الممتاز «بريميرليغ».
وتبحث رابطة الدوري المسؤولة عن المستويات الثاني والثالث والرابع عن مساعدة الأندية المتواضعة، بسبب تعثرها المالي جراء الأزمة المستجدة وإرجاء الموسم.
وتخشى بعض الأندية من تعرضها للإفلاس، بحال عدم استئناف عجلة الدوريات قبل الصيف المقبل. وكانت الشؤون المالية من بين المواضيع التي تمت مناقشتها مساء أول من أمس، في اجتماع مجلس إدارة رابطة دوري كرة القدم الإنجليزية «إي إف إل»؛ حيث تم الاتفاق على خطة لتحفيف العبء المالي على الأندية التي تعاني ضائقة مالية في دوري الدرجة الأولى (المستوى الثاني فعلياً)، و«ليغ 1» (المستوى الثالث) و«ليغ 2» (المستوى الرابع).
وجاء في بيان الرابطة: «كجزء من تخطيط الطوارئ المستمر للدوري، استمع مجلس الإدارة إلى تعليقات وملاحظات أندية (إي إف إل)، قبل مناقشة عدد من المسائل، من بينها الوضع المالي الراهن والتداعيات، والتأمين، وأمور تنظيمية، وترتيبات النقل التلفزيوني».
وأضافت: «تركَّزت المناقشات على الإعانة المالية للأندية على المدى القصير، وبينما لا يوجد حل واحد، يجب وضع تدابير فورية للمساعدة بمبلغ مالي إغاثي قصير الأمد بقيمة 50 مليون جنيه إسترليني».
ويراجع الدوري تهديد وتأثير الفيروس من خلال فريق عمل متخصص، وهو ملتزم بإنهاء الموسم إذا أمكن.
وجاء في البيان: «يكمن الهدف الأساسي، من أجل حماية نزاهة السابقة، بإنهاء ناجح لموسم 2019-2020، مع مراعاة الأولوية القصوى للصحة».
ويبدو أن فترة التوقف القهرية بسبب تفشي فيروس «كورونا» ستزيد من أزمات الأندية الأوروبية المالية بشكل عام، وليس إنجلترا فقط. ففي اسكوتلندا طلب نادي هارتس من لاعبيه قبول تخفيض أجورهم بنسبة 50 في المائة، بسبب تداعيات تفشي الوباء.
واتخذت مالكة النادي آن بادج هذا القرار خشية توقف مسابقات كرة القدم لعدة أشهر، بسبب تفشي فيروس «كوفيد-19» في القارة الأوروبية، بعد انطلاقه من مدينة ووهان الصينية.
وقالت في بيان نشره موقع النادي: «لتفادي برنامج تسريح، وحماية أكبر عدد من الوظائف، أقترح إنشاء برنامج تخفيض للرواتب». ويُطلب من جميع موظفي النادي، بمن فيهم اللاعبون: «قبول تخفيض بنسبة 50 في المائة من راتبهم الشهري» بدءاً من أبريل، بحسب ما تابعت مالكة النادي الواقع في إدنبره، وصاحب المركز الأخير حالياً في الدوري الاسكوتلندي لكرة القدم.
وتابعت: «يمكن لأعضاء النادي واللاعبين غير القادرين أو غير الراغبين في قبول هذا التخفيض عرض خيار فسخ لعقودهم».
وكانت بادج قد أشارت مطلع الأسبوع إلى أن ناديها سيخسر إيرادات بقيمة مليون جنيه إسترليني (1.16 مليون دولار أميركي) جراء المباريات المؤجلة بفعل فيروس «كورونا»، وهي أربع متبقية على أرضه في الدوري، بالإضافة إلى نصف نهائي الكأس أمام هيبرنيان في ملعب «هامبدن بارك».
وأصر النادي على أن لا أحد سيحصل على راتب أقل من الحد الأدنى في المملكة المتحدة، للعمال الذين تزيد أعمارهم عن 25 سنة.
وقالت بادج إن القرار اتخذ في ظل العودة المتأخرة للمباريات في بريطانيا: «علق الاتحاد الاسكوتلندي لكرة القدم المباريات في المستقبل المنظور، وبينما لا يوجد تاريخ محدد لهذا التعليق، فمن المرجح عدم استئناف المباريات حتى مطلع يوليو (تموز) أو أغسطس (آب) في أقرب تقدير».
وتأتي تدابير نادي هارتس في يوم أعلن فيه رئيس الاتحاد الاسكوتلندي رود بيتري تقديم إعانة فورية بقيمة 1.5 مليون جنيه إسترليني للأندية والأكاديميات.
وفي ألمانيا، أصبح بوروسيا مونشنغلادباخ أول نادٍ يوافق فيه اللاعبون بشكل تطوعي، على تقليص رواتبهم خلال فترة التوقف، بسبب أزمة فيروس «كورونا».
وقال ماكس إيبرل، المدير الرياضي أمس: «انضم الجهاز الفني، مثل مديرينا والمسؤولين الكبار، لهذه الخطوة».
وسيوفر فريق مونشنغلادباخ أكثر من مليون يورو (1.1 مليون دولار) شهرياً. ويريد اللاعبون والمسؤولون الذين يتقاضون رواتب مرتفعة حماية وظائفهم ومداخيل العاملين الآخرين بالنادي.
وقال إيبرل: «فخور للغاية بالشباب. نقف سوياً من أجل بوروسيا في الأوقات الجيدة والصعبة. أرادوا أن يردوا شيئاً لبوروسيا ولكل الجماهير التي تدعمنا».
يذكر أن الدوري الألماني (بوندسليغا) متوقف على الأقل حتى الثاني من أبريل، ولكن قليلين يتوقعون عودته للشكل الطبيعي سريعاً. وذكرت أندية أخرى أن تقليص الرواتب قد تتم مناقشته في مرحلة لاحقة من دون اتخاذ أي إجراءات.
وقال ستيفان شيبرز المدير المالي لمونشنغلادباخ من قبل، إن أي مباراة تقام على ملعب الفريق خلف الأبواب المغلقة، مثل مباراة الديربي الأخيرة أمام كولون ستكلف النادي مليوني يورو.
وإذا لم تُستأنف منافسات الدوري الألماني، فإن خسائر أكبر سوف تحدث بسبب عدم وجود مداخيل البث. وقال شيبرز: «الهدف هو أن ينجو فريق مونشنغلادباخ من أزمة فيروس (كورونا)». وفي إيطاليا قال غابرييل غرافينا رئيس اتحاد الكرة، إنه لا يستبعد تخفيض أجور اللاعبين إثر توقف المسابقات بسبب تفشي وباء فيروس «كورونا».
وأصبحت إيطاليا أكثر دولة تضرراً من الفيروس بعد الصين، عقب تأكيد إصابة أكثر من 35 ألف حالة، ووفاة ما يقرب من ثلاثة آلاف شخص حتى صباح أمس.
وكان الدوري الإيطالي أول بطولة محلية بين البطولات الخمس الكبرى في أوروبا تتوقف، ومن المتوقع أن يستمر هذا التوقف لعدة أسابيع أو شهور، ما يتسبب في أضرار كبيرة لإيرادات الأندية.
وقال غرافينا: «لا يمكن أن يكون الحديث عن تخفيض رواتب اللاعبين من المحظورات.
يجب أن ندرك أن حالة الطوارئ تسري على الجميع، ويجب على عالمنا (كرة القدم) أن يمتلك القدرة على التغيير. لقد تم دعوتنا لاتخاذ قرارات تحمل مسؤولية كبيرة».
وفي رده قال داميانو تومازي، رئيس اتحاد اللاعبين الإيطاليين: «من الواضح أن استمرار نظام كرة القدم خلال وبعد هذه الأزمة العالمية، يحظى بأهمية قصوى لجميع المنتمين للعبة، بما في ذلك اللاعبون».
وأضاف تومازي: «لدينا جميعاً مصلحة في الحفاظ على التوازن الاقتصادي. ولهذا السبب يجب علينا تقييم كافة العناصر حالياً. نقص الإيرادات وتأجيل المسابقات وإلغاء الأحداث ومساهمات الحكومة والمساعدة الاتحادية والدعم من المؤسسات الدولية، كل هذه العناصر ستؤثر على اللاعبين».
تمديد تأجيل الدوري الإنجليزي لنهاية أبريل... و50 مليون إسترليني للأندية المنكوبة
البطولات الأوروبية تطالب اللاعبين بتخفيض رواتبهم للتخفيف من خسائر «كورونا»
تمديد تأجيل الدوري الإنجليزي لنهاية أبريل... و50 مليون إسترليني للأندية المنكوبة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة