الجيش الإسرائيلي يستعد لتولي مسؤولية مكافحة «كورونا»

تدابير فلسطينية مشددة لمواجهة ارتفاع الإصابات نتيجة «التسيب»

محلات مغلقة في القدس القديمة أمس (رويترز)
محلات مغلقة في القدس القديمة أمس (رويترز)
TT

الجيش الإسرائيلي يستعد لتولي مسؤولية مكافحة «كورونا»

محلات مغلقة في القدس القديمة أمس (رويترز)
محلات مغلقة في القدس القديمة أمس (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه منع الحركة في مدن محافظة بيت لحم الرئيسية، بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور، بعد ظهور إصابات جديدة بوباء كورونا «كوفيد - 19» في المحافظة، فيما كشفت مصادر في تل أبيب أن الجيش الإسرائيلي يستعد لتولي مسؤولية مكافحة انتشار الفيروس.
وقال اشتيه في بيان عاجل، أمس، إنه بدءا من الأربعاء الساعة العاشرة ليلا، «يمنع التنقل داخل مدن بيت لحم، وبيت جالا، وبيت ساحور، ويطلب من أهلنا في المدن الثلاث الالتزام بالبقاء في بيوتهم من أجل حصر الحالات المصابة وعدم انتشارها، ويُستثنى من هذا الإجراء الكوادر الطبية والمساندة. كما يُمنع الدخول والخروج من وإلى محافظة بيت لحم». وأضاف: «يجب على كل من هو قيد الحجر المنزلي عدم الخروج من بيته؛ لأن ذلك يعرض أرواح الناس للخطر الكبير، ومن يخالف ذلك يضع نفسه تحت طائلة القانون».
وقرر اشتيه: «تقليل الحركة بين جميع المدن الفلسطينية الأخرى وتخفيض حضور الموظفين للمقرات الرئيسية، وعدم التنقل بين المحافظات إلا للحالات التي يستثنيها الوزير، وتترك لكل مؤسسة رسمية وخاصة آلية تخفيض كادرها البشري. كما منع حركة الباصات بين المحافظات لمنع الاحتكاك والحد من التنقل».
إلى ذلك، أكّد اشتيه أنه انطلاقا من الأحد المقبل، سيمنع دخول أو خروج أي من العمال الفلسطينيين إلى إسرائيل، لمدة شهر كامل. وجاءت إجراءات اشتيه على ضوء بعض التسيب من قبل محجورين أدى إلى ارتفاع عدد المصابين في الأراضي الفلسطينية إلى 44، بعد اكتشاف 3 حالات في مدينة بيت لحم.
من جهتها، طالبت وزيرة الصحة الفلسطينية مي كيلة الفلسطينيين بالالتزام. وقالت في رسالة موجهة لمواطني بيت لحم: «‎بعد مراجعتنا خلال الليلة الماضية للبروفايل الوبائي لإصابة المخالطين للجيل الثاني، وخاصة أنه يظهر أن جزءاً منهم كانوا يتجولون ما بين المدن الثلاث دون الاكتراث، فقد ابتدأ الجيل الثاني للمخالطين بالعدوى». وتابعت: «للحد من انتشار الفيروس، أناشدكم أيها المواطنون الكرام البقاء في بيوتكم دون التجوال بتاتاً إلا لأسباب صحية أو طارئة، ويجب أن يكون ذلك بدوافع ذاتية ومسؤولية مجتمعية».
بدورها، رصدت السلطات الإسرائيلية استهتارا لدى كثيرين بالتعليمات حول الحجر الصحي والبقاء في البيوت، ما دفعها إلى التحذير من موت ألوف الإسرائيليين نتيجة للإصابة بكورونا.
وذكرت مصادر إسرائيلية أن الجهات المعنية التي عالجت حتى الآن انتشار الفيروس تبدي عجزا عن السيطرة على كل مكونات العمل في محاربة الوباء وتجنيد المواطنين والمرافق، معتبرة أن الجيش وحده هو الذي يمتلك الأدوات لذلك. «فهو لديه جهاز الجبهة الداخلية، المدرب على مواجهة كوارث الطبيعة، مثل الزلزال والهزات الأرضية، والحالات الحربية، وليس أفضل منه لتولي المسؤولية».
وقد بادرت وزارة الأمن، المسؤولة عن الجيش، إلى تأجير 10 فنادق ضخمة في المدن الكبرى، وبدأت في إعدادها لتصبح «مقرا للمصابين الملزمين بالحجر الصحي». وتم تجنيد كوادر الموظفين في هذه الفنادق للعمل إلى جانب الجنود في هذه المهمة.
وكانت وزارة الصحة الإسرائيلي، قد أعلنت مساء أمس الأربعاء، أن عدد المصابين بفيروس كورونا في البلاد ارتفع إلى نحو 450 مريضا، بينهم 6 حالات خطيرة، فيما وُصفت 12 حالة بأنها متوسطة. وقالت إن عدد من يرقدون في المستشفيات بلغ 260 مريضا بالفيروس، وإن 7 أشخاص تحرروا بعد أن عولجوا وبلغوا حالة الشفاء التام.
وبين المصابين بالفيروس القاضي مردخاي فيرر، من محكمة الصلح في ريشون لتسيون، في حين دخل 25 قاضيا آخر في حجر صحي منزلي. كذلك تم إدخال نائب رئيس خدمات صحة الجمهور، الدكتور أودي كلينر، إلى حجر صحي، وذلك بعد مشاركته في جلسة محكمة وانكشف خلالها مع عاملين اثنين آخرين لمريض بكورونا. ويخضع للحجر أيضا كل من وزير الداخلية آريه درعي، ووزير الزراعة تساحي هنغبي، وعضوي الكنيست ألون شوستر، ورام بن باراك من «كحول لفان».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.