«حواديت الشارع»... جماليات الحياة اليومية في مشاهد فوتوغرافية

المعرض يضم 25 صورة لهواة ومحترفين مصريين

رقصات شعبية على الخيول للمصور عمر جهاد
رقصات شعبية على الخيول للمصور عمر جهاد
TT

«حواديت الشارع»... جماليات الحياة اليومية في مشاهد فوتوغرافية

رقصات شعبية على الخيول للمصور عمر جهاد
رقصات شعبية على الخيول للمصور عمر جهاد

فرض نمط تصوير الحياة اليومية نفسه، خلال السنوات الأخيرة على بعض المعارض الفوتوغرافية في مصر، والذي يبرز اللحظات الاستثنائية وجماليات الحياة وصعوباتها في مشاهد فوتوغرافية معتادة لا تحتاج إلى تأثيرات إضافية أو تعديلات ضرورية، في وقت ينشط فيه أيضاً تنظيم جولات جماعية لمصورين هواة ومحترفين لمناطق متنوعة بالقاهرة والمدن التراثية الأخرى.
مجموعة «مصوري الشارع» واحدة من المجموعات المهتمة بتسجيل تفاصيل الحياة اليومية عبر فعاليات وجولات منتظمة، كان آخرها تنظيم أول معرض جماعي لأفرادها من هواة ومحترفين بمناسبة مرور عام على تأسيسها، حمل اسم «حواديت الشارع» يضم 25 صورة تم اختيارها من بين 240 قدمها 95 مصوراً، تعرض حالياً بساقية عبد المنعم الصاوي، بحي الزمالك بوسط القاهرة، وغلب على معظم الصور المشاركة الاهتمام بتتبع البسطاء وتفاصيل حياتهم اليومية غير المتكلفة.
ضمت المسابقة ثلاث فئات رئيسية «بورتريه الشارع»، و«تسجيل حرف الشارع»، و«الحياة اليومية»، وفق المصورة نور عصام، مؤسسة «مجموعة مصوري الشارع»، في حين تنوعت وسائل التقاط الصور الفائزة ما بين تصوير بالكاميرا أو بالموبايل، وغلب على الأعمال الفائزة التنوع من حيث الأسلوب والتوزيع الجغرافي للمصورين والرؤية الفنية.
في فئة تصوير البورتريه فاز المصور زاد محمد، بالجائزة الأولى عن صورة متميزة لثلاثة أصدقاء يلهون معاً بأحد الأثواب الملونة، يقول محمد، إنه التقط الصورة في محافظة الدقهلية، وأراد أن يبرز السعادة التي يتمتع بها هؤلاء الأطفال مع حياتهم البسيطة وسط الطبيعة الريفية.
وعن صورة لعامل بمحاجر المنيا، يرتدي جلباباً وسط الطبيعة القاسية للمحاجر، فازت المصوّرة المغربية ليلى دينار بالجائزة الأولى في فئة «تسجيل حِرف الشارع». الصورة التي حملت الكثير من الشاعرية، بسبب المساحات البيضاء الواسعة التي تشبه الثلج، فإنّها أبرزت أوجاع هذا العامل بشكل عفوي.
ليلى التقطت الصورة بعين الرحالة، حيث دأبت على توثيق المشاهد التي تستوقفها في المدن والقرى المصرية منذ أتت إلى مصر، تقول ليلي لـ«الشرق الأوسط»، «يُعجب أصدقائي المصريون كثيراً بالصور، ويدهشهم كونها التقطت في مصر لغرابتها».
في حين وثّق المصور المصري الشاب عمر جهاد، الرقصات الشعبية بالخيول التي تعرف باسم «المرماح»، في محافظة قنا (جنوب مصر)، حيث يتبارى الفرسان بخيولهم في رقصات ثنائية أو جماعية، لإثبات براعتهم وتمكنهم من التحكم في خيولهم، التي تمارس في الأفراح والموالد، وغيرها من المناسبات الشعبية.
ويهوى عمر الطالب في كلية الإعلام بجامعة جنوب الوادي في محافظة قنا، تسجيل لقطات من الحياة اليومية، ويحرص أيضاً على توثيق المكان والتوقيت الذي أخذت فيه الصورة. وينوي عمر احتراف التصوير الصحافي في المستقبل، بعد الدفعة المعنوية التي نالها عقب حصوله على المركز الثالث بفئة «الحياة اليومية» بهذه المسابقة، بجانب الجائزة السابقة التي حصدها في مسابقة «أفضل صورة صحافية لعام 2019» التي وزّعت جوائزها في بداية العام الحالي.
المعرض الذي يضمّ صوراً من محافظات مصرية متنوعة لا يجمع بينها سوى أنها تعكس «حواديت الشّارع» تشارك فيه المصوّرة الشابة سارة بخيت بصورة ضمن لقطات الشارع مثلت رجلاً متوسط العمر منهمكاً في الكتابة بأحد المقاهي في شارع فؤاد بمنطقة (وسط البلد) في القاهرة، وقد ظهر انعكاسه على واجهة المقهى الزجاجي من الخارج.
تقول سارة، إنها «التقطت الصورة ضمن تكليف دراسي بجامعتها، لكنها تقدمت بها لمسابقتين بعد ذلك، هي مسابقة شعبة المصورين في نقابة الصحافيين بفرع صور الطّلاب، ومسابقة تصوير الشارع، وفازت بأول جائزتين في حياتها».



«القاهرة للسينما الفرانكفونية» يراهن على أفلام عالمية تعالج الواقع

تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
TT

«القاهرة للسينما الفرانكفونية» يراهن على أفلام عالمية تعالج الواقع

تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)

بالتضامن مع القضية الفلسطينية والاحتفاء بتكريم عدد من السينمائيين، انطلقت فعاليات النسخة الرابعة من مهرجان «القاهرة للسينما الفرانكفونية»، الخميس، وتستمر فعالياته حتى الثاني من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، بعرض 75 فيلماً من 30 دولة فرانكفونية.

وشهد حفل الافتتاح تقديم فيلم قصير منفذ بالذكاء الاصطناعي، للتأكيد على أهمية تطويع التكنولوجيا والاستفادة منها في إطار تحكم العقل البشري بها، بجانب عرض راقص يمزج بين ألحان الموسيقار الفرنسي شارل أزنافور احتفالاً بمئويته، وموسيقى فريد الأطرش في ذكرى مرور 50 عاماً على رحيله.

وكرّم المهرجان المخرج المصري أحمد نادر جلال، والإعلامية المصرية سلمى الشماع، إلى جانب الممثلة إلهام شاهين التي تطرقت في كلمتها للتطور الذي يشهده المهرجان عاماً بعد الآخر، مشيدة بالأفلام التي يعرضها المهرجان كل عام من الدول الفرانكفونية.

وأكد رئيس المهرجان ياسر محب «دعم المهرجان للشعب الفلسطيني في الدورة الجديدة»، مشيراً إلى أن السينما ليست بمعزل عما يحدث في العالم من أحداث مختلفة.

وأوضح أنهم حرصوا على تقديم أفلام تعبر عن التغيرات الموجودة في الواقع الذي نعيشه على كافة المستويات، لافتاً إلى أن من بين الأفلام المعروضة أفلاماً تناقش الواقع السياسي.

جانب من الحضور في حفل الافتتاح (حساب إلهام شاهين على «فيسبوك»)

وشهد حفل الافتتاح كلمة للمستشار الثقافي للسفارة الفلسطينية بالقاهرة ناجي الناجي، أكد فيها على دور الفن في دعم القضية الفلسطينية، مشيداً بدور الأعمال الفنية المتنوعة في التعبير عن القضية الفلسطينية وعرض 14 فيلماً عنها ضمن فعاليات الدورة الجديدة للمهرجان.

وتضمن حفل الافتتاح رسالة دعم ومساندة للشعب اللبناني من خلال عرض الفيلم التسجيلي «ثالث الرحبانية» عن حياة وإبداعات الموسيقار اللبناني إلياس الرحباني، وحظي بتفاعل كبير من الحضور.

وقال المنتج الفلسطيني حسين القلا الذي يترأس مسابقة الأفلام الروائية والتسجيلية القصيرة لـ«الشرق الأوسط» إن «السينما ليست مجرد مشاهدة للأفلام فحسب، ولكن ربط بين الثقافات والحضارات المختلفة»، مشيراً إلى طغيان ما يحدث في غزة على كافة الفعاليات السينمائية.

ويترأس القلا لجنة التحكيم التي تضم في عضويتها الفنانة التونسية عائشة عطية، والفنان المصري تامر فرج الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «المهرجان ليس منصة فقط لعرض الأفلام السينمائية للدول الفرانكفونية، ولكنه مساحة للتعبير عن المبادئ التي تجمع هذه الدول، والقائمة على المساواة والأخوة والسعي لتحقيق العدل، الأمر الذي ينعكس على اختيارات الأفلام».

وعدّ الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين، المهرجان «من الفعاليات السينمائية المهمة التي تهدف لتعزيز التبادل الثقافي مع 88 دولة حول العالم تنتمي للدول الفرانكفونية، الأمر الذي يعكس تنوعاً ثقافياً وسينمائياً كبيراً»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «المهرجان يركز على استقطاب وعروض أفلام متنوعة وليس (الشو الدعائي) الذي تلجأ إليه بعض المهرجانات الأخرى».

وعبر عن تفاؤله بالدورة الجديدة من المهرجان مع أسماء الأفلام المتميزة، والحرص على عرضها ومناقشتها ضمن الفعاليات التي تستهدف جانباً ثقافياً بشكل بارز ضمن الفعاليات المختلفة.