إيران تقترب من ألف وفاة في نهاية ثالث أسبوع على تفشي «كورونا»

تقديرات «الصحة العالمية» تعزز الشكوك في إحصائيات طهران... ورفض أميركي محتمل لتخفيف العقوبات

موظفة بنك ترتدي كمامة وملابس واقیة من «كورونا» وسط طهران أمس (رويترز)
موظفة بنك ترتدي كمامة وملابس واقیة من «كورونا» وسط طهران أمس (رويترز)
TT

إيران تقترب من ألف وفاة في نهاية ثالث أسبوع على تفشي «كورونا»

موظفة بنك ترتدي كمامة وملابس واقیة من «كورونا» وسط طهران أمس (رويترز)
موظفة بنك ترتدي كمامة وملابس واقیة من «كورونا» وسط طهران أمس (رويترز)

تبدأ إيران اليوم الأسبوع الرابع على تفشي فيروس «كورونا» المستجدّ، وسط توقعات بتخطي ألف حالة وفاة، في وقت عززت فيه تقديرات منظمة الصحة العالمية إزاء الأعداد الحقيقية للوفيات والإصابات، الشكوك حول الإحصائية الرسمية الإيرانية.
وأعلنت وزارة الصحة الإيرانية في أحدث إحصائية رسمية أمس، عن 135 وفاة جديدة ناجمة عن الفيروس، ما يرفع الحصيلة الإجمالية إلى 988 حالة، في أعلى حصيلة يومية للوفيات. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة كيانوش جهانبور في مؤتمر صحافي تلفزيوني: «بينت تقارير من أكثر من 56 مختبراً أن لدينا 1178 حالة إصابة مؤكدة جديدة بـ(كوفيد 19) خلال 24 ساعة»، مضيفاً: «يرفع ذلك عدد الحالات المؤكدة إلى 16169».
وطبقاً لبيانات منظمة الصحة العالمية، فإن إيران ثالث أكبر دولة بها إصابات بـ«كورونا» بعد الصين وإيطاليا. ولكن وكالة «رويترز» أفادت؛ نقلاً عن المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية ريك برينان في وقت متأخر الاثنين، بأن عدد الحالات المعلنة قد لا يمثل سوى خمس الأعداد الحقيقية.
وأوضح برينان الذي عاد للتو من مهمة إلى إيران، أن السبب هو أن الاختبارات كانت قاصرة فقط على الحالات الحادة مثلما هي الحال حتى في بعض الدول الأوروبية الغنية. وقال: «قلنا إن أضعف حلقة... هي البيانات. إنهم يزيدون قدراتهم على الفحص بوتيرة سريعة، ولذلك فإن الأعداد سترتفع».
ولقيت جهود الحكومة الإيرانية في التصدي للوباء انتقادات داخلية، ومن مسؤول بالأمم المتحدة الأسبوع الماضي. لكن برينان قال: «يوجد التزام كبير، وهم يأخذون (المسألة) بجدية على أعلى المستويات بالحكومة».
وقالت الحكومة الإيرانية مراراً إنها تضررت على نحو خاص من نقص الإمدادات العالمية لأجهزة الفحص ومعدات الحماية، مرجعين الأمر إلى تأثير العقوبات الأميركية. وقبل ذلك انتقد نائب رئيس البرلمان مسعود بزشكيان انتقادات المسؤولين للعقوبات، ووجّه أصابع الاتهام إلى سوء إدارة الأزمة؛ خصوصاً التأخر في فرض الحجر الصحي. واستبعدت مصادر «رويترز» أن تخفف واشنطن العقوبات رغم مناشدة بكين، مشيرة إلى أن طهران لا تزال تتبع ما تعدّه الإدارة الأميركية سلوكاً خبيثاً.
وكانت الصين قد حثت الاثنين على رفع العقوبات عن إيران فوراً بسبب الوباء. وبموازاة دعوة بكين، قال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان لوكالة «أسوشييتد برس» إن الوقت قد حان لإنهاء العقوبات الأميركية على طهران. وعدّ أن إيران «مثال كلاسيكي للمكان الذي توجد فيه ضرورة إنسانية تفوق الخصومات السياسية أو العقائد الاقتصادية لاحتواء انتشار المرض».
وكان عمدة طهران بیروز حناتشي قد ربط الأحد بين العقوبات الاقتصادية وامتناع الحكومة عن الموافقة على فرض الحجر الصحي، موضحاً أنها لا تملك تعويض الخسائر التي قد تنجم عن القرار. وفي الأسبوع الماضي، طلبت إيران من صندوق النقد الدولي تمويلاً طارئاً بقيمة 5 مليارات دولار لمكافحة المرض.
وقالت مصادر «رويترز» التي ضمت مسؤولاً أميركياً ودبلوماسيين ومحليين، إن واشنطن عرضت مساعدة طهران في مواجهة الفيروس، لكن طهران رفضت المساعدة.
وذكر مسؤول أميركي أنه «لا يمكن الوثوق بالنظام في توجيه أي أموال قد يحصل عليها من وراء تخفيف العقوبات، إلى النشاط الإنساني. المحتمل هو أن النخبة ستسرقها أو ستوجهها إلى نشاط خبيث».
ودعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عبر «تويتر»، أمس، الدول الأخرى إلى الانضمام لما سماها «الحملة العالمية المتصاعدة لتجاهل العقوبات الأميركية»، وعلى خلاف تغريداته الأخيرة التي ركزت على اتهام واشنطن بفرض العقوبات على الأدوية والسلع الإنسانية، تحدث هذه المرة دون مواربة عن تأثير العقوبات الأميركية على «الموارد الاقتصادية الإيرانية وضعف قدرتها على محاربة فيروس (كوفيد 19)»، وقال إنهم «الأبرياء حرفياً».
وجاءت التغريدة غداة محادثة هاتفية بين ظريف ونظيره البريطاني دومينيك راب، دعا فيها بريطانيا إلى عدم الامتثال للعقوبات الأميركية؛ بحسب وكالة «إرنا».
وأوقفت بريطانيا أمس إصدار التأشيرة المؤقتة للإيرانيين؛ وفق ما نقلت وكالة «إيسنا» الحكومية، عن السفارة البريطانية في طهران.
من جانبه، أكد أمس في بيان إطلاق سراح البريطانية الإيرانية نازانين زاغري راتكليف مؤقتاً، موضحاً أنها تقيم مع أهلها في طهران، وطالب طهران بتوفير العناية الصحية اللازمة لها.

إطلاق نصف المعتقلين السياسيين
وقالت وكالات رسمية إن قوات الأمن اعتقلت 25 شخصاً على خلفية كسر أبواب ضريح ديني بمدينة قم.
في الأثناء، قال غلام حسين إسماعيلي، المتحدث باسم السلطة القضائية في إيران، أمس، إنه تم السماح لنحو 85 ألف سجين؛ بينهم 50 في المائة من السجناء السياسيين، بمغادرة السجون، وذلك في إطار الإجراءات الرامية لاحتواء فيروس «كورونا».
ونسبت «رويترز» إلى إسماعيلي قوله إن الذين يقضون عقوبة السجن لأقل من 5 سنوات هم فقط الذين سيطلق سراحهم فيما سيبقى خلف القضبان سجناء سياسيون وآخرون مدانون بتهم ذات عقوبات أكبر ترتبط بمشاركتهم في الاحتجاجات المناهضة للنظام. وأضاف: «اتخذنا أيضاً في السجون إجراءات احترازية لمواجهة التفشي»، دون أن يكشف عن موعد عودة المفرج عنهم للسجون مرة أخرى.
وفي 10 مارس (آذار) الحالي قال المقرر الخاص للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في إيران جاويد رحمان، إنه طلب من طهران إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين مؤقتاً من السجون المزدحمة والموبوءة بالأمراض للمساعدة في كبح انتشار فيروس «كورونا».
وقال نشطاء وجماعات حقوقية إن إيران أفرجت خلال الأيام القليلة الماضية عن 10 سجناء سياسيين على الأقل لكن سجناء سياسيين بارزين لا يزالون داخل السجون.
ودعت الولايات المتحدة إلى إطلاق سراح العشرات من مزدوجي الجنسية والأجانب المحتجز معظمهم بتهم التجسس في إيران، قائلة إن واشنطن ستحمل الحكومة المسؤولية المباشرة عن وفاة أي مواطن أميركي.
وأصيب الناشط سام رجبي، أحد الناشطين البيئيين الثمانية الموقوفين بتهمة التجسس، حسبما قالت شقيقته كتي رجبي، عبر حسابها على «تويتر».
وقالت أسرة المحامية نسرين ستودة المعتقلة في سجن أفين إنها بدأت الاثنين إضراباً عن الطعام للمطالبة بإطلاق السجناء السياسيين.

مسؤول يحذر من طوابير حلويات النوروز
وانتقدت وزارة الصحة الأسبوع الماضي تجاهل كثير من الإيرانيين دعوات البقاء بالمنازل، وظلت المتاجر والمطاعم مفتوحة في البلاد. ورفضت الحكومة فرض الحجر الصحي وإغلاق المدن رغم ارتفاع عدد الوفيات ومعدل الإصابات الجديدة، لكن السلطات تحث الناس على تجنب السفر قبل رأس السنة الفارسية الجديدة في 20 مارس (آذار) في ظل مخاوف من تفشي الفيروس على نطاق أوسع.
وقال قائد عمليات إدارة «كورونا» في طهران علي رضا زالي إن المواطنين «لم يأخذوا الوباء على محمل الجد»، وانتقد استمرار الأنشطة الإيرانية التي تسبق عيد النوروز، مؤكدا أنه «لا اختلاف بين عيد هذا العام والعالم الماضي».
وحذر المسؤول من أن المواطنين الذين يقفون في طوابير حلويات العيد «يعرضون أنفسهم لخطر الموت»، وقال: «ليست شجاعة أن تستقبل الموت»، لافتاً إلى وتيرة تصاعدية في إحصائية الوافدين إلى مستشفيات طهران جراء الإصابة بالفيروس.
وفرقت الشرطة مجموعة من المتظاهرين المحتجين على قرار إغلاق 4 مراقد دينية في مدينة مشهد وقم ومدينة ري في ضاحية جنوب طهران، حيث انتشر فيروس «كورونا» على نطاق واسع.

البرلمان يستأنف جلساته عبر الفيديو
واستأنف البرلمان الإيراني، أمس، جلساته بإقامة أول جلسة في تاريخه عبر الفيديو بمشاركة 70 نائباً بعدما أجبر على وقف جلساته إثر إصابة عدد من النواب. وظهر رئيس البرلمان علي لاريجاني مرتدياً كمامة للوقاية من الوباء. واتهم عضو كتلة «الأمل» الإصلاحية في البرلمان، النائب جلال ميرزايي بعض المسؤولين بـ«التظاهر بالإصابة» بفيروس «كورونا». وصرح: «يقولون إنهم أصيبوا بالفيروس، لكن بعد يومين أو ثلاثة كان الفحص سلبياً. هذه الحركات غير مسؤولة. من يقوم بهذا السلوك، من المؤكد لا يملك الأهلية للبقاء في المنصب».
ورجح وزير التعليم محسن حاجي ميرزايي إضافة ما بين 4 و6 أسابيع إلى العام الدراسي الحالي لتعويض التأخير.
وأفاد وزير الاتصالات محمود آذري جهرمي بتقديم حزمة إنترنت مجانية حجمها 20 غيغابايت، في وقت تسود فيه شكوك بشأن إمكانية الدراسة عبر الإنترنت.


مقالات ذات صلة

مراقبون ينتقدون مشروع معاهدة لمكافحة الجوائح

صحتك طاقم طبي يهتم بمريض مصاب بفيروس «كوفيد-19» في جاكرتا بإندونيسيا (رويترز - أرشيفية)

مراقبون ينتقدون مشروع معاهدة لمكافحة الجوائح

تحذر الانتقادات من أن التنقيحات التي أجريت على وثيقة تمكّن الدول من التعامل مع الجوائح، تغيب عنها الجهود الحثيثة لضمان الوصول إلى المنتجات الطبية اللازمة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
صحتك البروفيسور جورج غاو (رويترز)

عالم صيني بارز: لا ينبغي استبعاد فرضية تسرب فيروس كورونا من مختبر

قال البروفيسور جورج غاو، الرئيس السابق للمركز الصيني للسيطرة إنه لا ينبغي استبعاد فرضية تسرب فيروس كورونا من مختبر.

«الشرق الأوسط» (بكين)
أوروبا جندي ألماني ينظم طوابير الدخول في أحد مراكز اللقاح المؤقتة بمدينة كولونيا (رويترز)

ألمانيا: استمرار إلزام جنود الجيش بأخذ تطعيمات «كورونا»

ويتوجب على جنود الجيش الألماني أخذ تطعيمات ضد سلسلة من الأمراض منها على سبيل المثال الحصبة والالتهاب الكبدي والإنفلونزا وفقا للقاعدة المعروفة بالقبول الإلزامي.

«الشرق الأوسط» (برلين)
صحتك متابعة عائلات الفيروسات مهمة مستمرة لتفادي المفاجآت

ما الأسس العلمية لتخوفات «الصحة العالمية» من وباء مقبل؟

لم يكد العالم يتنفس الصعداء بعد إلغاء «الصحة العالمية» في مايو الجاري حالة الطوارئ الخاصة بـ«كوفيد-19»، حتى أطلق المدير العام للمنظمة تصريح محذراً من وباء قادم.

حازم بدر (القاهرة)
صحتك المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس (رويترز)

«الصحة العالمية» تدعو للاستعداد لوباء أكثر فتكاً من «كورونا»

حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أمس (الثلاثاء)، من أن الدول بحاجة إلى الاستعداد لمرض أكثر فتكاً من «كورونا».

«الشرق الأوسط» (جنيف)

رئيس وزراء أرمينيا سيحضر تنصيب إردوغان رغم التوتر

رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان (أ.ف.ب)
TT

رئيس وزراء أرمينيا سيحضر تنصيب إردوغان رغم التوتر

رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان (أ.ف.ب)

أعلن مكتب رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان اليوم (الجمعة)، أن الأخير سيحضر حفل تنصيب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان غداً (السبت)، وذلك رغم التوترات التاريخية بين البلدين.

وقال المكتب، في بيان، إن «أرمينيا تلقت دعوة لحضور حفل تنصيب الرئيس رجب طيب إردوغان»، مضيفاً أن «رئيس الوزراء نيكول باشينيان سيتوجه إلى أنقرة في الثالث من يونيو (حزيران) لحضور الحفل»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

ولا توجد علاقات دبلوماسية بين أرمينيا وتركيا، وحدودهما المشتركة مغلقة منذ تسعينات القرن الماضي.

والعلاقات متوترة على خلفية ما تعرض له الأرمن إبان حكم السلطنة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، وتؤكد يريفان ودول عدة أن ما حصل «إبادة»، وهو الأمر الذي ترفضه أنقرة. وتركيا أيضاً داعم رئيسي لأذربيجان، الخصم التاريخي لأرمينيا.

وخاضت باكو ويريفان (عاصمتا أذربيجان وأرمينيا على التوالي) حربين للسيطرة على منطقة ناغورني قره باغ؛ الأولى بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في التسعينات والثانية في 2020.

وفي ديسمبر (كانون الأول) 2021، سمت أرمينيا وتركيا موفدين بهدف تطبيع العلاقات بينهما.

وسبق أن أعلن البلدان نيتهما سلوك هذا التوجه عبر توقيع اتفاق في 2009. لكن أرمينيا لم تصادق على الاتفاق وانسحبت من العملية في 2018.


إيران تفرج عن دنماركي ونمساويين بوساطة عُمان

عامل الاغاثة البلجيكي اوليفييه فانديكاستيل مع عائلته بعد إطلاق سراحه في 26 مايو الماضي (رويترز)
عامل الاغاثة البلجيكي اوليفييه فانديكاستيل مع عائلته بعد إطلاق سراحه في 26 مايو الماضي (رويترز)
TT

إيران تفرج عن دنماركي ونمساويين بوساطة عُمان

عامل الاغاثة البلجيكي اوليفييه فانديكاستيل مع عائلته بعد إطلاق سراحه في 26 مايو الماضي (رويترز)
عامل الاغاثة البلجيكي اوليفييه فانديكاستيل مع عائلته بعد إطلاق سراحه في 26 مايو الماضي (رويترز)

أطلقت إيران، الجمعة، سراح دنماركي ونمساويين اثنين، وسارعت النمسا والدنمارك إلى الإعراب عن إرتياحهما تجاه هذه الخطوة، وشكرتا سلطنة عمان وبلجيكا على مساعدتهما في هذه العملية. ويأتي الإفراج عن الأوروبيين مقابل الدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي، وذلك في إطار تبادل أسرى أفرجت فيه إيران عن عامل الإغاثة البلجيكي أوليفييه فانديكاستيل، الأسبوع الماضي. كما يأتي بعد أن زار السلطان العماني هيثم بن طارق، إيران، في أول رحلة له هناك منذ أن أصبح حاكماً للسلطنة عام 2020.

وقال وزير الخارجية النمساوي ألكسندر شالنبرغ، إنه «مرتاح للغاية» لإعادة قمران قادري ومسعود مصاحب إلى الوطن بعد «سنوات من الاعتقال الشاق في إيران». وأوضح شالنبرغ أن قادري ومصاحب أمضيا على التوالي «2709 أيام و1586 يوماً من الاعتقال في إيران... كان ذلك بمثابة ماراثون دبلوماسي أثمر في نهاية المطاف». فيما قال وزير خارجية الدنمارك لارس لوك راسموسن، إنه «سعيد ومرتاح لأن المواطن الدنماركي في طريقه إلى منزل عائلته في الدنمارك بعد سجنه في إيران». ولم يذكر اسم الشخص، قائلاً إن هويته «مسألة شخصية» ولا يمكنه الخوض في التفاصيل.

وشكر شالنبرغ، وزيري خارجية بلجيكا وسلطنة عمان، على تقديم «دعم قيّم»، من دون أن يوضح الشكل الذي اتخذه. وشكر لوك راسموسن، بلجيكا، وقال إن عُمان «لعبت دوراً مهماً».

وفي وقت سابق، الجمعة، أعلن رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو، الإفراج عن 3 أوروبيين كانوا معتقلين في إيران، وأنهم حالياً في طريقهم من سلطنة عمان «إلى بلجيكا». وأشار مكتب دي كرو، في بيان، إلى أن الأوروبيين الثلاثة هم مواطن دنماركي أوقف في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 «على هامش تجمعات لحقوق النساء»، ومواطنان إيرانيان نمساويان، أوقف أحدهما في يناير (كانون الثاني) 2016 والثاني في يناير 2019. وأضاف البيان أن «بلجيكا تنظم حالياً نقلهم عبر سلطنة عمان إلى بلجيكا. ويود رئيس الوزراء أن يشكر في هذه المناسبة سلطات عُمان على الدور المركزي الذي أدته في عمليات الإفراج».

والمعتقلان السابقان اللذان يحملان الجنسيتين الإيرانية والنمساوية هما قمران قادري ومسعود مصاحب، وفق ما أفاد مصدر رسمي في فيينا. وأوقف الثاني في 2019 ثم أفرج عنه في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 لدواعٍ طبية، لكنه مُنع مذاك من مغادرة إيران.

وكان قادري الذي اعتقل في عام 2016، حُكم عليه في ما بعد بالسجن لمدة 10 سنوات بتهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة. وكانت عائلته انتقدت النمسا لأنها صمتت عن قضيته في السنوات الأخيرة.

أما مصاحب الذي اعتقل في عام 2019، حُكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات في محاكمة وصفتها منظمة العفو الدولية بأنها «غير عادلة على جرائم غامضة تتعلق بالأمن القومي». وقالت منظمة العفو الدولية، إن مصاحب يعاني من قصور في القلب ومرض السكري مما يجعل سجنه أكثر خطورة عليه.

وذكرت تقارير أن طائرة «غلف ستريم 4» التابعة لسلاح الجو السلطاني العماني، التي كانت على الأرض في طهران لعدة أيام، أقلعت قبل وقت قصير من الإعلان.

سلطان عُمان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد بين المرشد علي خامنئي والرئيس إبراهيم رئيسي في طهران الاثنين الماضي (رويترز)

في 26 مايو (أيار)، أفرجت إيران عن عامل الإغاثة البلجيكي أوليفييه فانديكاستيل بعد اعتقاله طوال 455 يوماً. وعاد الأخير إلى بلجيكا عبر سلطنة عُمان أيضاً مقابل عودة دبلوماسي إيراني أدين بتهمة الإرهاب، وسجن في بلجيكا لنحو 5 أعوام. والدبلوماسي أسد الله أسدي كان مقره في فيينا، وأوقف صيف 2018 بألمانيا، ثم حكم بالسجن 20 عاماً في 2021 في بلجيكا بعد إدانته بتدبير اعتداء كان يستهدف تجمعاً لمعارضين إيرانيين في فرنسا.

ولا يزال هناك أكثر من 10 أجانب موقوفين في إيران. وتشدّد منظّمات حقوقية على أن الرعايا الغربيين المحتجزين في إيران هم ضحايا نهج قائم على اتخّاذ المعتقلين رهائن لإجبار القوى الخارجية على تقديم تنازلات مقابل الإفراج عنهم. وتصر إيران على أن محاكمات هؤلاء كانت عادلة، لكن مؤيديهم يؤكدون أنهم أبرياء. ولا تعترف إيران بازدواج الجنسية ولا تسمح بلقاءات قنصلية مع معتقلين إيرانيين يحملون جنسيات أخرى. كما لا تستبعد إجراء صفقات لتبادلهم مع سجناء إيرانيين محتجزين في الغرب.

* مظاهرة وجرحى

جرح عدد من الأشخاص عندما أطلقت قوات الأمن الإيرانية النار على مظاهرة احتجاج على وفاة طالب شاب بعيد إطلاق سراحه، كما ذكرت منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان الجمعة.

واندلعت الاحتجاجات، مساء الخميس، في أبدانان بمحافظة إيلام (غرب) التي يقطنها أكراد، كما ذكرت منظمة «هنغاو» المتمركزة في النرويج وشبكة حقوق الإنسان الكردستانية، ومقرها فرنسا، و«حساب 1500 تسفير» الذي يحصي التظاهرات. خرج الناس إلى الشوارع للتعبير عن غضبهم بعد وفاة بامشاد سليمانخاني (21 عاماً) في أواخر مايو الماضي بعد أيام فقط على إطلاق سراحه من السجن.

وعرضت منظمة «هنغاو» لقطات لأشخاص يسيرون في الشارع بينما يسمع إطلاق النار ولقطات لمتظاهرين مصابين في الجذع. وتعذر التحقق على الفور من صحة الصور.

وقالت «هنغاو» إن 25 شخصاً جرحوا في قمع المتظاهرين الذين رددوا شعارات مناهضة للنظام. واندلعت احتجاجات في سبتمبر (أيلول) في إيران بعد وفاة مهسا أميني التي اعتقلت بحجة انتهاك قواعد اللباس الإيراني للمرأة.


مبعوثا نتنياهو يطالبان البيت الأبيض باستقباله

نتنياهو يزور قاعدة استخبارات للجيش الإسرائيلي في 23 مايو الماضي (د.ب.أ)
نتنياهو يزور قاعدة استخبارات للجيش الإسرائيلي في 23 مايو الماضي (د.ب.أ)
TT

مبعوثا نتنياهو يطالبان البيت الأبيض باستقباله

نتنياهو يزور قاعدة استخبارات للجيش الإسرائيلي في 23 مايو الماضي (د.ب.أ)
نتنياهو يزور قاعدة استخبارات للجيش الإسرائيلي في 23 مايو الماضي (د.ب.أ)

في وقت تحدث فيه المسؤولون الإسرائيليون عن «خلافات عميقة» مع واشنطن، وكشفوا أن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، ألغى زيارة قصيرة كانت مخططة إلى تل أبيب الأسبوع المقبل، بسبب هذه الخلافات، عادت تل أبيب تطالب بدعوة رئيس وزرائها، بنيامين نتنياهو، إلى البيت الأبيض، لأن «هناك ضرورة ملحة في أن تتخذ قرارات حاسمة في الشأن الإيراني لمنع دمار هائل يهدد المنطقة والعالم» وأن «لقاء القمة فقط يمكنه اتخاذ مثل هذه القرارات».

وجاء المطلب الإسرائيلي، وفقاً لمسؤولين في تل أبيب، خلال اللقاءات التي بدأها مبعوثا نتنياهو وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، ومستشار الأمن القومي في الحكومة، تساحي هنغبي، في واشنطن (الخميس)، إذ حاولا إقناع مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، بوجود تطورات خطيرة في الملف الإيراني «يستدعي أعلى درجات من التنسيق بين البلدين».

ترافق ذلك مع نشاط إسرائيلي داخلي، إذ شارك نتنياهو شخصياً في تدريبات الجيش على حرب متعددة الجبهات. وظهر مع وزير دفاعه، يوآف غالانت، وهما يجلسان في غرفة قيادة العمليات الحربية لاتخاذ قرارات حول مسار الحرب.

وأمضى غالانت معظم وقته في الأيام الخمسة الأولى من هذه التدريبات، في جولات على مختلف القيادات العسكرية في سلاح الجو وسلاح البحرية والسايبر والاستخبارات العسكرية، واختتمها (الجمعة) بجلسة تلخيص مرحلية بمشاركة قادة أجهزة المخابرات.

جنود إسرائيليون خلال مناورات قرب حدود لبنان الثلاثاء الماضي (أ.ف.ب)

وفي خضم نشاطاته وجّه غالانت تهديداً ضمنياً لإيران، قال فيه إن «الأخطار التي تواجه دولة إسرائيل تزداد، وقد يتعين علينا القيام بواجبنا من أجل حماية وحدة إسرائيل خصوصاً مستقبل الشعب اليهودي... المهام ثقيلة والتحديات كبيرة. إن الواقع الذي نجد أنفسنا فيه معقد، لكن دولة إسرائيل والجيش الإسرائيلي وجميع الأجهزة الأمنية، ستعرف ما يجب القيام به لضمان أمن إسرائيل في الحاضر والمستقبل».

لكن الأميركيين أصدروا بياناً مقتضباً عن لقاء سوليفان مع هنغبي وديرمر، جاء فيه أن هدفه كان «متابعة المناقشات حول منع إيران من حيازة سلاح نووي، وسبل مواجهة التهديدات من إيران ووكلائها». ولكنهم أدخلوا إلى النص عدداً من القضايا الخلافية، خصوصاً الحرب في أوكرانيا والقضية الفلسطينية.

وقال البيان الأميركي: «المشاركون من الطرفين ناقشوا المخاوف المشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن العلاقة العسكرية المتعززة بين روسيا وإيران، وأهمية دعم أوكرانيا في الدفاع عن أراضيها ومواطنيها، بما في ذلك من الطائرات المسيّرة الإيرانية».

وأشار البيان إلى أن «سوليفان أعاد التأكيد على التزام إدارة الرئيس جو بايدن بتعزيز أمن إسرائيل واندماجها الاقتصادي في جميع أنحاء الشرق الأوسط، مشدداً على الحاجة إلى اتخاذ خطوات إضافية لتحسين حياة الفلسطينيين الحاسمة لتحقيق منطقة أكثر سلاماً وازدهاراً وتكاملاً».

وقالت مصادر سياسية في تل أبيب إن إدارة الرئيس بايدن تدرك تماماً الموقف الإسرائيلي، وتفهم أنه بالطرق السلمية لن تحرز ضمانات موثوقاً بها لوقف البرنامج الإيراني النووي، وأن السبيل الوحيدة هي في توجيه تهديد جدي مقنع وفعال باللجوء إلى الخيار العسكري، لكن واشنطن ليست معنية بالحرب حالياً، وتكتفي بالتهديدات العسكرية الإسرائيلية لردع إيران، وتريد وضع هذا الملف على الرف حتى انتهاء المعركة الانتخابية الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) من السنة المقبلة.

ويقلق هذا الموقف الأميركي إسرائيل للغاية، ويزيد من قلقها أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أغلقت ملف التحقق المتعلق بوجود مواد نووية في موقع مريوان غير المعلن عنه في جنوب طهران، بعد تلقي «توضيحات معقولة» من إيران. وأعربت مصادر سياسية في تل أبيب عن خشيتها من أن يكون هذا التقرير «معداً ليلائم رغبات البيت الأبيض». ولذلك، أصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية، بياناً شديد اللهجة عدت فيه التقرير «استسلاماً للضغوط السياسية»، وحذرت من أن «عواقب ذلك ستكون خطيرة». وقالت إن «التفسيرات التي قدمتها إيران لوجود مواد نووية في الموقع غير موثوق بها أو ممكنة من الناحية الفنية... إيران تواصل الكذب على الوكالة الدولية للطاقة الذرية وخداع المجتمع الدولي. واستسلام المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية للضغط السياسي الإيراني أمر مخيب للآمال للغاية، خصوصاً أن المعلومات الواردة في الملف تشير ضمناً إلى وجهين من الانتهاكات الإيرانية الصارخة لاتفاقيات التفتيش».

وادعت الخارجية الإسرائيلية أن «إغلاق القضية قد تكون له عواقب وخيمة للغاية»، ورأت أن ذلك «يوجه رسالة للإيرانيين مفادها أنهم غير مطالبين بدفع ثمن انتهاكاتهم، وأنه يمكنهم الاستمرار في خداع المجتمع الدولي في طريقهم لتحقيق برنامج نووي عسكري كامل».

تجدر الإشارة إلى أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية لا تستخدم لغة السياسيين في هذه القضية. ومع أنها لا تتردد في تنفيذ عمليات عينية ضد المشروع النووي، وتنفذ عمليات على أرض إيران، وتواصل تهديد طهران فإنها تهدئ من روع الإسرائيليين باستمرار وتقول إن طهران لم تتجاوز بعد الخطوط الحمراء، التي تنتقل فيها إلى مرحلة صنع قنبلة نووية، ولم تتمكن بعد من صنع رأس نووي متفجر يجري تركيبه على صاروخ للتنفيذ العملي، ولكي تصل إلى هذه المرحلة تحتاج إلى قرار سياسي بالتحول إلى دولة نووية عسكرية، وإلى سنتين إضافيتين من الإعداد.


القوات الإيرانية تفتح النار على تظاهرة... وسقوط جرحى

دراجة نارية تحترق خلال تظاهرة في طهران يوم 19 سبتمبر 2022 على خلفية مقتل الشابة مهسا أميني (رويترز)
دراجة نارية تحترق خلال تظاهرة في طهران يوم 19 سبتمبر 2022 على خلفية مقتل الشابة مهسا أميني (رويترز)
TT

القوات الإيرانية تفتح النار على تظاهرة... وسقوط جرحى

دراجة نارية تحترق خلال تظاهرة في طهران يوم 19 سبتمبر 2022 على خلفية مقتل الشابة مهسا أميني (رويترز)
دراجة نارية تحترق خلال تظاهرة في طهران يوم 19 سبتمبر 2022 على خلفية مقتل الشابة مهسا أميني (رويترز)

جُرح عدد من الأشخاص عندما أطلقت قوات الأمن الإيرانية النار على تظاهرة احتجاج على وفاة طالب شاب بعيد إطلاق سراحه، كما ذكرت منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان، (الجمعة).

ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، اندلعت الاحتجاجات مساء الخميس في أبدانان في محافظة إيلام (غرب) التي يقطنها أكراد، كما ذكرت منظمة هنغاو المتمركزة في النرويج وشبكة حقوق الإنسان الكردستانية ومقرها فرنسا وحساب «1500 تسفير» الذي يحصي التظاهرات.

خرج الناس إلى الشوارع للتعبير عن غضبهم بعد وفاة بامشاد سليمانخاني (21 عاما) في أواخر مايو (أيار) بعد أيام فقط على إطلاقه من السجن.

وعرضت منظمة «هنغاو» لقطات لأشخاص يسيرون في الشارع بينما يُسمع إطلاق النار ولقطات لمتظاهرين مصابين في الجذع.

وقالت «هنغاو» إن 25 شخصا جُرحوا في قمع المتظاهرين الذين رددوا شعارات مناهضة للنظام.

واندلعت احتجاجات في سبتمبر (أيلول) في إيران بعد وفاة مهسا أميني التي أوقفت بحجة انتهاك قواعد اللباس.

وهذه الحركات الاحتجاجية التي هزت السلطات الدينية في البلاد، تراجعت في الأشهر الأخيرة لكنها ما زالت مستمرة بشكل متقطع.

من جهته، قال موقع «1500 تسفير» إن عائلة سليمانخاني لاحظت وجود رغوة في فمه بعد خروجه من السجن وتم نقله إلى المستشفى حيث سجل الأطباء كسوراً متعددة في جسده وحروق سجائر قالوا إنه أصيب بها في أثناء الاحتجاز. وقد توفي لاحقاً.

ووصفته هذه المنظمة بأنه متعاطف مع حركة المعارضة لكن لم يتضح على الفور متى ولماذا أوقف.


ستولتنبرغ يتّجه إلى أنقرة غداً لحضور مراسم تنصيب إردوغان

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (أ.ب)
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (أ.ب)
TT

ستولتنبرغ يتّجه إلى أنقرة غداً لحضور مراسم تنصيب إردوغان

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (أ.ب)
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (أ.ب)

يزور الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ أنقرة غداً (السبت)، لحضور مراسم تنصيب رجب طيب إردوغان رئيساً لتركيا لولاية جديدة، وسيجري محادثات معه، حسبما أعلن الحلف الدفاعي اليوم (الجمعة).

وتأتي زيارة ستولتنبرغ في وقت يزداد فيه الضغط على إردوغان لوقف عرقلة انضمام السويد إلى الحلف. وقال الأمين العام للحلف أمس (الخميس)، إنه سيزور تركيا للمطالبة بتيسير انضمام السويد حتى «تصبح عضواً في الحلف في أسرع وقت ممكن».

أعلن ستولتنبرغ الخميس عزمه على زيارة تركيا «في المستقبل القريب» لمحاولة إزالة العقبات التي تعترض انضمام السويد.

وتركيا والمجر هما آخر دولتين عضوين في الحلف لم تصادقا بعد على انضمام السويد، بينما أصبحت فنلندا رسمياً العضو الحادي والثلاثين في التحالف في الرابع من أبريل (نيسان).

أعيد انتخاب إردوغان في 28 مايو (أيار). وقد عرقل حتى الآن الترشيح السويدي، متهماً ستوكهولم بإيواء أكراد تعدهم تركيا «إرهابيين».

وطالب إردوغان السويد بتسليم أنقرة عشرات الناشطين، لكن السويد تؤكد أنها لم تتلق أي لائحة محددة وأن المحاكم المستقلة هي التي تبت في نهاية المطاف في هذه القضايا.

وتلبيةً لمطلب رئيسي من أنقرة، أصدر البرلمان السويدي قانوناً جديداً يحظر الأنشطة المرتبطة بالمجموعات المتطرفة، ويعزز تشريعاتها المتعلقة بالإرهاب. ودخل التشريع حيز التنفيذ الخميس.

وقال ستولتنبرغ الخميس في اجتماع لوزراء خارجية الناتو في أوسلو: «أنا واثق بأن المجر ستصدق أيضاً على بروتوكول الانضمام».

وخلال هذا الاجتماع، صرح وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم أن بلاده قد أوفت الآن بجميع شروط الانضمام إلى «الناتو» «بما في ذلك التشريع الجديد الخاص بالإرهاب»، ودعا تركيا والمجر إلى رفع معارضتهما.

وعبّر عدد من الوزراء الحاضرين في أوسلو عن رغبتهم في أن يتخذ قرار بشأن انضمام السويد قبل قمة «الناتو» في فيلنيوس في 11 و12 يوليو (تموز)، وهو ما عده ستولتنبرغ «ممكناً».

وسجل حادث جديد يذكر بهشاشة الترشح السويدي؛ فقد نشرت مجموعة مؤيدة للأكراد تسجيل فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي في وقت سابق من هذا الأسبوع يظهر عرضاً ضوئياً لعلم «حزب العمال الكردستاني» الذي تكافحه أنقرة، على مبنى البرلمان السويدي.

وعدّت تركيا هذا التحرك «غير مقبول»، وطالبت ستوكهولم بمنع تظاهرة لناشطين قريبين من «حزب العمال الكردستاني» ومجموعات مسلحة كردية في سوريا مقررة الأحد في العاصمة السويدية.


الموساد «نفذ عملية تعقب إيرانيين» بإيطاليا

الموساد «نفذ عملية تعقب إيرانيين» بإيطاليا
TT

الموساد «نفذ عملية تعقب إيرانيين» بإيطاليا

الموساد «نفذ عملية تعقب إيرانيين» بإيطاليا

رد جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية «الموساد» على رحلة ضباط تابعين له إلى إيطاليا، حيث قتل أحدهم غرقاً، بقوله إنهم كانوا في «مهمة حساسة»، فيما كشف الإيطاليون عن أنهم تعقبوا إيرانيين ينقلون مسيّرات إلى روسيا.

وكُشف أمر وجود {الموساد} في إيطاليا الأحد الماضي بعدما غرق زورق كانوا يستقلونه وقُتل ضابط منهم هو إيرز شمعوني.

وحضر رئيس {الموساد} دودي بارنياع الجنازة الرسمية التي أقيمت في سرية تامة للضابط القتيل إيرز شمعوني، ليُظهر مدى أهمية الرجل والمهمة التي قام بها. لكن قادة الجهاز أبقوا تفاصيل العملية في طي الكتمان، ما أثار موجة من الإشاعات حولها.

وبينما حرصت تقارير إعلامية موالية لليمين الحاكم على إظهارها «احتفالاً بعيد ميلاد أحدهم» و«مجرد رحلة استجمام وتبذير»، خرج النائب السابق لرئيس الموساد، عضو البرلمان، رام بن باراك، ليقول إن «هؤلاء الضباط كانوا في مهمة أمنية حساسة... تتعلق بمتابعة نشاط إيراني إرهابي». وأفادت صحيفة «كورييري ديلا سيرا» الإيطالية، أمس، بأن هدف اجتماع عناصر الاستخبارات الإيطاليين وضباط {الموساد} في القارب الذي انقلب في بحيرة ماجوري بشمال إيطاليا، الأحد، كان لتنسيق مراقبة روس أوليغارشيين ضالعين في نقل مسيّرات إيرانية إلى موسكو.

إلى ذلك، كشفت مصادر إسرائيلية عن أن النيابة العامة قررت تعليق المفاوضات مع محامي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حول إبرام صفقة تنهي محاكمته بتهم الفساد وتخرجه بقرار حكم مخفف، وهو ما يعني تخييره بين السجن والاعتزال. وقالت المصادر إن «النيابة تصر على أن يعترف نتنياهو بالتهم الموجهة إليه ويعتزل الحياة السياسية شرطاً للتوصل إلى صفقة».


إسرائيل «متخلفة» عن الدول المتطورة في الخدمات الطبية

إضراب أطباء مستشفى الناصرة احتجاجاً على الأزمة المالية في السنة الماضية (الشرق الأوسط)
إضراب أطباء مستشفى الناصرة احتجاجاً على الأزمة المالية في السنة الماضية (الشرق الأوسط)
TT

إسرائيل «متخلفة» عن الدول المتطورة في الخدمات الطبية

إضراب أطباء مستشفى الناصرة احتجاجاً على الأزمة المالية في السنة الماضية (الشرق الأوسط)
إضراب أطباء مستشفى الناصرة احتجاجاً على الأزمة المالية في السنة الماضية (الشرق الأوسط)

في ظل الازدحام الشديد في المستشفيات الإسرائيلية والطوابير الطويلة على الأدوار للأطباء والفحوصات المختلفة، حذرت دول الغرب الحكومة الإسرائيلية وأجهزتها الطبية من أزمة طبية مستفحلة، قائلة إن هناك نواقص كبيرة في الخدمات تجعل إسرائيل في آخر قائمة الدول المتطورة من حيث تقديمها الخدمات الطبية للمواطنين.

وجاء هذا التحذير، غير المسبوق، في تقرير لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، نشر الخميس. وأشار أيضاً إلى النقص في عدد الأطباء في إسرائيل. وتوقعت المنظمة تفاقم هذا النقص ليبلغ 30 في المائة من عدد الأطباء المطلوب في عام 2025، ما سيؤدي إلى نقص شديد في الأطباء الاختصاصيين بعد خمس إلى سبع سنوات.

وأكد التقرير أن «هناك ضرورة ملحة لأن تقوم إسرائيل بخطوات عاجلة من أجل زيادة عدد الأطباء الذين تؤهلهم بنسبة 30 في المائة في السنة». وأوصى بزيادة عدد طلاب الطب في إسرائيل بشكل كبير، وإقامة كلية طب جديدة إلى جانب توسيع كليات الطب الحالية، ودعم طلاب الطب من إسرائيل الذين يدرسون خارج البلاد في كليات معترف بها.

حقائق

7 أطباء فقط

لكل 100 ألف شخص في إسرائيل

وأشار التقرير إلى أن أزمة نقص الأطباء في إسرائيل تنبع من سياسة الحكومة، التي رغم تزايد عدد خريجي كليات الطب، فإن هذه الزيادة تلائم حاجة الدولة. ولا تزال الأدنى بين جميع دول المنظمة. وحسب معطياتها، في عام 2020 تم تأهيل سبعة أطباء فقط لكل 100 ألف نسمة في إسرائيل، وهذا العدد هو أقل من المتوسط في دول OECD، الذي يبلغ 14 طبيبا لكل 100 ألف نسمة. ويوجد حالياً في إسرائيل 3.3 أطباء لكل 1000 نسمة، بينما المتوسط في دول OECD هو 3.7 أطباء.

ويكشف التقرير عن أن إسرائيل هي الدولة الثانية، بعد إيطاليا، بين دول OECD في نسبة الأطباء الذين يقتربون من سن التقاعد. وبما أن نصف عدد الأطباء الاختصاصيين تقريبا، كانت أعمارهم في عام 2020، أكثر من 55 عاما، فإن الضرورة تقضي بتأهيل أطباء جدد ليحلوا مكانهم. ويأتي ذلك إلى جانب زيادة نسبة المسنين في إسرائيل الذين سيحتاجون إلى عناية وخدمات طبية.

يذكر أن هذا التقرير جاء بعد أسبوع من إقرار الموازنة العامة في الحكومة والكنيست، التي لم تأت بأي بشائر لجهاز الصحة. ولهذا فقد انتقدها الأطباء ومديرو المشافي. وفي هذا السياق، ينتقد تقرير OECD انعدام التخطيط الذي يميز التخصصات الطبية في إسرائيل. فيقول إن القبول يتم وفق نموذج السوق الحرة، وبموجبه يقرر مدير المستشفى التخصصات التي سيفتحها، وتكون في غالب الأحيان «على أساس احتياجات قصيرة الأمد للمستشفيات، ومن دون تخطيط للأمدين المتوسط والبعيد». وينتقد أيضا القبول للتخصصات في إسرائيل الذي يتم من دون شفافية ومن دون تخطيط منظم، ما زاد عدد الشكاوى حول ظواهر الإتاوة والمحسوبيات وانعدام الموضوعية بشكل كبير جدا في القبول للتخصصات. وأوصى التقرير بـ«دراسة إقامة نظام ملاءمة أكثر شفافية وأكثر أملا بين خريجي الطب الذين ينتظرون الدخول إلى تخصصات».

وأشار تقرير OECD إلى أن ميزانيات المستشفيات تشمل تمويل التخصصات، وعدم وجود تمويل يرصد للتخصصات نفسها، ونتيجة لذلك «يعتبر المتخصصون غالبا أنهم قوة عمل ذات تكلفة رخيصة نسبيا وليس أطباء يتم تأهيلهم». وأوصى التقرير بـ«تحديد ميزانية خاصة لتأهيل المتخصصين في وزارة الصحة، ويتم رصدها وفقا لعدد وتشكيلة أماكن التأهيل المقترحة في المستشفيات أو العيادات العامة».


«الموساد» يقول إن رجاله الغرقى كانوا بـ«مهمة حساسة» في إيطاليا

صورة وزعتها فرق الإنقاذ الإيطالية للمركب الذي غرق بركابه وبينهم ضباط موساد
صورة وزعتها فرق الإنقاذ الإيطالية للمركب الذي غرق بركابه وبينهم ضباط موساد
TT

«الموساد» يقول إن رجاله الغرقى كانوا بـ«مهمة حساسة» في إيطاليا

صورة وزعتها فرق الإنقاذ الإيطالية للمركب الذي غرق بركابه وبينهم ضباط موساد
صورة وزعتها فرق الإنقاذ الإيطالية للمركب الذي غرق بركابه وبينهم ضباط موساد

بعد الانتقادات الواسعة في إسرائيل لقيام ضباط من «الموساد» (المخابرات الخارجية) برحلة وصفت بأنها «استجمام في بحيرة إيطالية» حيث تعرضوا لحادث غرق قتل فيه ضابط، خرج قادة الجهاز بحملة دفاع عن النفس. وقال النائب السابق لرئيس الموساد، عضو الكنيست (البرلمان)، رام بن باراك إن «هؤلاء الضباط كانوا في مهمة أمنية حساسة ذات أهمية كبرى».

وحضر رئيس الموساد، دودي بارنياع، الجنازة الرسمية التي أقيمت بسرية تامة للضابط الإسرائيلي إيرز شمعوني، الذي قضى في العملية، ليظهر مدى أهمية الرجل والمهمة التي قام بها. لكن قادة الجهاز أصروا على الكتمان حول تفاصيل العملية، ما أثار موجة من الشائعات حولها.

وحرص «جيش الإنترنت» التابع لأحزاب اليمين الحاكم على إظهارها «احتفالاً بعيد ميلاد أحدهم»، و«مجرد رحلة استجمام وتبذير». فاضطر بن باراك إلى التلميح بأن المهمة «تتعلق بمتابعة نشاط إيراني إرهابي».

الإعلام الإيطالي

صورة وزعتها فرق الإنقاذ الإيطالية لمروحية تبحث عن الغرقى بعد الحادث (أ.ب)

وأصبحت وسائل الإعلام الإيطالية مصدراً أساسياً لمن يريد أن يعرف الحقائق في إسرائيل. وحسب صحيفة «كورييري ديلا سيرا» (الخميس)، فإن هدف اجتماع عناصر الاستخبارات الإيطاليين وضباط الموساد الإسرائيلي في القارب الذي انقلب في بحيرة ماجوري بشمال إيطاليا، الأحد الماضي، كان تنسيق مراقبة «أوليغارشيين» روس ضالعين في نقل طائرات مسيرة إيرانية إلى موسكو.

وأضافت الصحيفة الإيطالية أن المنطقة التي وقع فيها حادث القارب، الذي قُتل فيه أربعة أشخاص بينهم الضابط الإسرائيلي شمعوني، تعد مركزاً لنشاط «أوليغارشيين» روس. وقتل في الحادث عنصرا استخبارات إيطاليان وامرأة روسية، هي زوجة قبطان المركب، يرجح أن عناصر الاستخبارات استعانوا بخدماتها.

وذكرت تقارير إعلامية إيطالية أن عناصر الموساد في المركب لم يخططوا مسبقا للرحلة، وإنما اتخذوا قرارهم في اللحظة الأخيرة، على إثر استمرار لقائهم مع نظرائهم الإيطاليين لفترة طويلة، وقد فاتهم موعد إقلاع رحلتهم الجوية إلى إسرائيل. لكن بن باراك قال إن معلومات طارئة هي التي جعلت الضباط الإسرائيليين والإيطاليين يهرولون معا للغوص في قارب صغير كهذا والتحرك بسرعة. وقد كان في هذه الخطوة بعض التسرع المأساوي، إذ إن القارب لم يكن بحجم يحتمل هذا العدد من الناس.

«هذا كان يوم القيامة لمدة 30 ثانية. فقد هبت عاصفة رياح شديدة إلى جانب البرق والرعد، بشكل مفاجئ ومن دون سابق إنذار. فانقلب القارب على الفور وسقطنا في المياه».

قبطان المركب كلوديو كريمانتي

وكانت الشرطة الإيطالية قد وجهت تهمة القتل بالإهمال لقبطان المركب كلوديو كريمانتي، بسبب وجود 23 شخصاً على متن المركب، فيما عدد الركاب المسموح به هو 15 في الحد الأقصى. وقال القبطان خلال التحقيق معه إن «هذا كان يوم القيامة لمدة 30 ثانية. فقد هبت عاصفة رياح شديدة إلى جانب البرق والرعد، بشكل مفاجئ ومن دون سابق إنذار. فانقلب القارب على الفور وسقطنا في المياه».

وأفاد شهود عيان آخرون بأن القارب انقلب بسرعة، وأربعة من ركابه غرقوا. وسبح باقي الركاب مسافة 150 متراً إلى الشاطئ، وخلال ذلك عاد أصحاب مراكب، وصلت إلى الشاطئ، إلى موقع الحادث من أجل مساعدة الناجين من حادث المركب، وقد عرضوا حياتهم للخطر.

وذكرت صحيفة «لا ريبوبليكا»، أول من أمس، أنه غداة الحادث أعيد 10 عملاء إسرائيليين إلى إسرائيل في طائرة عسكرية. وفي موازاة ذلك، تم إخراج عملاء الاستخبارات الإيطاليين بسرية من غرف الطوارئ التي رقدوا فيها في إيطاليا كي لا يتم كشف هوياتهم.


نتنياهو: سنفعل كل ما يلزم لمنع إيران من امتلاك قنبلة نووية

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (إ.ب.أ)
TT

نتنياهو: سنفعل كل ما يلزم لمنع إيران من امتلاك قنبلة نووية

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (إ.ب.أ)

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء اليوم الخميس، إن إسرائيل ستفعل كل ما يلزم لمنع إيران من امتلاك قنبلة نووية.

وانتقد نتنياهو، في مقطع فيديو نشره عبر حسابه الشخصي على «تويتر»، «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، بعد أن قررت إغلاق التحقيق مع إيران بشأن أحد المواقع النووية.

وأضاف: «لديَّ رسالة واضحة، بالنسبة لإيران والمجتمع الدولي؛ إسرائيل ستفعل كل ما تحتاج إليه لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي»، وفقاً لـ«وكالة أنباء العالم العربي».

من جانبه، انتقد وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين تقرير الوكالة بشأن البرنامج النووي الإيراني، ونقل تلفزيون «آي 24 نيوز» الإسرائيلي، قوله إن الوكالة الدولية «رضخت للضغط السياسي» الإيراني.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ليئور حياة، في بيان، إن إعلان الوكالة تسوية قضية موقع «مريوان» النووي الإيراني أمر يثير القلق البالغ، معتبراً أن التفسيرات التي قدَّمتها طهران بشأن وجود مواد نووية في الموقع «غير موثوقة أو ممكنة تقنياً». وأضاف أن إيران تُواصل «الكذب» على «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، كما أنها تُواصل «خداع» المجتمع الدولي. وتابع: «رضوخ المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، للضغوط السياسية الإيرانية أمر مخيِّب للآمال».

وكانت وكالة «إرنا» الإيرانية قد نقلت عن مصادر مطلعة قولها، الثلاثاء الماضي، إن قضيتين مثار خلاف بين طهران و«الوكالة الدولية للطاقة الذرية» بشأن موقع نووي، واكتشاف جزيئات يورانيوم مخصَّب، قد سُوّيتا. وذكرت المصادر أن إحدى القضيتين، اللتين جرى حلُّهما، خلال المفاوضات الفنية الأخيرة، تتعلق بموقع «مريوان» قرب آباده.

ومنذ أكثر من 4 سنوات، تطالب الوكالة، التابعة لـ«الأمم المتحدة»، بتفسيرات «ذات مصداقية» من إيران بشأن أنشطة سرّية محتملة في موقع «مريوان»، وموقع سري آخر بمدينة ورامين، في ضواحي طهران، وتورقوز آباد في جنوب طهران.


«الناتو» يسعى إلى مصادقة تركيا على طلب انضمام السويد قبل «قمة فيلينوس»

إردوغان مخاطباً قمة «الناتو» بمدريد في يونيو 2022 (أ.ب)
إردوغان مخاطباً قمة «الناتو» بمدريد في يونيو 2022 (أ.ب)
TT

«الناتو» يسعى إلى مصادقة تركيا على طلب انضمام السويد قبل «قمة فيلينوس»

إردوغان مخاطباً قمة «الناتو» بمدريد في يونيو 2022 (أ.ب)
إردوغان مخاطباً قمة «الناتو» بمدريد في يونيو 2022 (أ.ب)

يتصدر ملف انضمام السويد إلى عضوية حلف شمال الأطلسي «ناتو»، أجندة المحادثات بين تركيا والغرب، لا سيما مع اقتراب قمة الحلف، التي تُعقَد في فيلينوس، عاصمة ليتوانيا، في يوليو (تموز) المقبل.

ولم يحضر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الاجتماع غير الرسمي لوزراء خارجية الحلف، الذي انطلق في أوسلو، الخميس، فيما أرجعته مصادر دبلوماسية في أنقرة إلى الانشغال بالتحضير لأولى جلسات البرلمان التركي الجديد، وتشكيل الحكومة. وانتُخب جاويش أوغلو نائباً عن حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في أنطاليا، جنوب تركيا.

زيارة مرتقبة

وأعلن الأمين العام لـ«الناتو» ينس ستولتنبرغ، عن زيارة قريبة إلى أنقرة، لمناقشة ملف انضمام السويد، مع الرئيس رجب طيب إردوغان، مشيراً إلى أنه أجرى اتصالاً هاتفياً مع إردوغان لتهنئته بالفوز في الانتخابات. وقال ستولتنبرغ، في تصريحات، قبل انعقاد اجتماع وزراء خارجية «الناتو»: «سأذهب إلى أنقرة قريباً. لم يجرِ تحديد الموعد بدقة بعدُ». وأضاف: «رسالتي هي أن عضوية السويد في (الناتو) مفيدة لها، كما هي بالنسبة للدول الإسكندنافية ومنطقة البلطيق، وأيضاً للناتو، وتركيا والحلفاء الآخرين، بالطبع». ولفت إلى أنه سيشدّد، خلال لقائه إردوغان، على حقيقة أن السويد أقرّت قانون مكافحة الإرهاب، ودخل حيز التنفيذ، قائلاً إن «هذه القوانين تُحدث فرقاً بالفعل، فهي تُظهِر أن السويد تتخذ، الآن، خطوات جديدة لتكثيف حربها ضد الإرهاب، بما في ذلك، على سبيل المثال، حزب العمال الكردستاني، وهو منظمة إرهابية، وفقاً لتقييم؛ ليس تركيا فحسب، ولكن أيضاً الاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الأخرى».

الأمين العام لـ«الناتو» مخاطباً وزراء خارجية الحلف في أوسلو اليوم (أ.ب)

وقال: «أرحب بكل من القوانين القوية في السويد، التي دخلت حيز التنفيذ، اليوم الخميس»، مضيفاً أن «التعاون الأقوى بين السويد وتركيا سيكون أيضاً دليلاً على أنه يفي بالتزاماته الناشئة عن المذكرة الثلاثية الموقَّعة بين تركيا والسويد وفنلندا، على هامش قمة (الناتو)، الصيف الماضي، في إسبانيا». وذكر ستولتنبرغ: «يجب ألا ننسى أن تركيا لديها بعض المخاوف الأمنية المشروعة؛ لأنه لم يتعرض أي حليف لهجوم إرهابي مثل تركيا، ولهذا السبب، من المهم أن نعمل مع تركيا ضد جميع أشكال الإرهاب».

مذكرة التفاهم الثلاثية

وبموجب مذكرة التفاهم الثلاثية، اتفقت تركيا والسويد وفنلندا وتركيا على أن يرفع البلدان الإسكندنافيان حظر الأسلحة المفروض على تركيا، منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2019، بسبب عملية «نبع السلام» العسكرية، التي نفّذتها ضد القوات الكردية في شمال شرقي سوريا، وتسليم مطلوبين من حزب «العمال الكردستاني»، والحد من أنشطة الحزب في البلدين.

جانب من اجتماع وزراء خارجية «الناتو» في أوسلو اليوم (إ.ب.أ)

وقال وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستورم إن بلاده أوفت بكل شروط الانضمام إلى «الناتو»، ودعا تركيا والمجر إلى المصادقة على طلب انضمامها. وأضاف بيلستروم، في بداية اجتماع وزراء خارجية دول «الناتو» في أوسلو، أن بلاده أوفت بكل الالتزامات التي تعهدت بها في قمة مدريد، العام الماضي، بما فيها التشريع الجديد حول الإرهاب، الذي دخل حيز التنفيذ، الخميس. ولفت إلى أن القانون الذي دخل حيز التنفيذ في السويد، يشبه القانون الذي أقرّته فنلندا، وسيلبّي مطالب أنقرة أيضاً. وذكرت مصادر تركية أنه من الممكن أن تُصادق تركيا على طلب انضمام السويد، حال شهدت خطوات ملموسة في تسليم مطلوبين من «العمال الكردستاني»، وأيضاً حال موافقة أعضاء في «الكونغرس» الأميركي على طلبها الحصول على مقاتلات «إف 16» من الولايات المتحدة، دون ربط الصفقة بالمصادقة على طلب السويد.

وتريد تركيا الحصول على 40 مقاتلة، و80 من مُعدات التحديث لمقاتلات موجودة لديها في الخدمة.