تقرير: جنود إسرائيليون أطلقوا الرصاص على فتى فلسطيني لا يشكل خطراً

محمد صرمة (15 عاماً) أصيب بطلق إسرائيلي في فبراير الماضي (شؤون الأسرى والمحررين)
محمد صرمة (15 عاماً) أصيب بطلق إسرائيلي في فبراير الماضي (شؤون الأسرى والمحررين)
TT

تقرير: جنود إسرائيليون أطلقوا الرصاص على فتى فلسطيني لا يشكل خطراً

محمد صرمة (15 عاماً) أصيب بطلق إسرائيلي في فبراير الماضي (شؤون الأسرى والمحررين)
محمد صرمة (15 عاماً) أصيب بطلق إسرائيلي في فبراير الماضي (شؤون الأسرى والمحررين)

أكدت منظمة «بتسيلم» الإسرائيلية لحقوق الإنسان، أن الرواية الرسمية للجيش الإسرائيلي حول سبب إصابة الأسير الفتى محمد عبد المجيد صرمة (15 عاماً) كاذبة، وأن التحقيق الذي أجرته يبين أن جنود الاحتلال أطلقوا عليه الرصاص بنوايا عدوانية مقصودة، من دون أن يقترف ذنباً.
وكان الجيش قد ادعى في حينه أن قواته التي أقامت حاجزاً طياراً قرب بلدة بيتين، شرقي رام الله، يوم 20 فبراير (شباط) الماضي، لوقف فتية كانوا يقذفون الحجارة والزجاجات الحارقة، تعرضت لمحاولة دهس من سيارة فلسطينية. وأن الجنود أطلقوا الرصاص عليها عندما كانت مندفعة نحوهم، فأصابوا الفتى صرمة واعتقلوه جريحاً مع مع الفتية الثلاثة الذين رافقوه في السيارة. ونُقل الأسير الفتى إلى قسم العناية المكثفة تحت أجهزة التنفس الاصطناعي والتخدير، في مستشفى «شعري تسيدك» في القدس الغربية. وتبين في وقت لاحق أنه أصيب بالرصاص في البطن والساق، وأجريت له عملية جراحية، تم خلالها استئصال إحدى كليتيه وجزء من الأمعاء.
وجاء في التحقيق، الذي اعتمد على شهادات وأشرطة تسجيل وثاقية وشهود عيان، أن السيارة لم تكن تسير في اتجاه الجنود، بل في الاتجاه المعاكس، وأن الجنود أطلقوا عليها الرصاص من الخلف، والرصاصات اخترقت جسد الفتى الفلسطيني أيضاً من الخلف. وأنه لم يكن هناك أي خطر يهدد حياة الجنود حتى يستخدموا الرصاص. وكل ما في الأمر أن السيارة سارت بسرعة، لأن الفتية ليسوا سائقين مؤهلين ولا يحملون رخصة قيادة، فهربوا خوفاً من تسجيل مخالفة.
وقال التقرير إن الجيش الإسرائيلي كان يعرف هذه التفاصيل من التحقيق الأوليّ، والدليل على ذلك أنه أفرج عن الفتية الثلاثة الذين كانوا في السيارة مع صرمة، بعد 3 ساعات من الحادث. لكن ذلك لم يجعله يعدل بيانه حول العملية، وأبقى على الفتى في المستشفى تحت الاعتقال بتهمة «محاولة تنفيذ عملية دهس إرهابية».
وأكدت «بتسيلم» أن «الجنود خرقوا تعليمات إطلاق النار التي يصدرها الجيش، والهدف الرسمي منها هو تنظيم وتقييد استخدام السلاح. فهذه التعليمات تحدّد قواعد كثيرة، أي أنواع الأسلحة تُستخدم، ومن أي مسافة يُسمح الإطلاق، وعلى أي (أهداف) يُسمح التصويب. ووفقاً لتعليمات إطلاق النار هذه يُسمح بإطلاق النيران الحيّة في حالتين فقط؛ الأولى يُسمح بإطلاق النار بقصد القتل، إذا نشأ خطر يهدّد حياة عناصر قوّات الأمن أو حياة آخرين. حتّى في هذه الحالة، يُسمح بإطلاق النار فقط في غياب سُبل أخرى لاتّقاء الخطر المذكور، وفقط نحو الشخص مصدر الخطر المعتدي نفسه. الحالة الثانية التي يُسمح فيها بإطلاق النار هي حالة فرار مطلوب كوسيلة أخيرة لاعتقاله، وذلك فقط بعد إنذاره، ثمّ إطلاق النار في الهواء، وبشرط ألا يعرّض إطلاق النار آخرين لخطر الإصابة. وفي حالة الفتى صرمة، تم إطلاق الرصاص بعدما ابتعدت السيارة عن الجنود، ومن ثم اصطدمت بصخرة في الشارع، وهو ما يعني أن الجنود لم يلتزموا بالتعليمات».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.