قمة أوروبية ـ تركية مصغرة تتناول أزمة المهاجرين

عقد زعماء تركيا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا قمة مصغرة لمناقشة الأزمة السورية ومشكلة اللاجئين، بالإضافة إلى الجهود المشتركة لمواجهة فيروس كورونا. وجاء المؤتمر الذي تم عبر الفيديو مع كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، بعد أن قررت تركيا الشهر الماضي إعادة فتح حدودها أمام اللاجئين الراغبين في الوصول إلى أوروبا. وقالت الرئاسة التركية، في بيان، إن الزعماء الأربعة بحثوا أيضاً وسائل المساعدات الإنسانية لمحافظة إدلب بشمال غربي سوريا. وقال مسؤول تركي لـ«رويترز» إن المؤتمر بحث «الدعم الذي يمكن تقديمه لتركيا وما يمكن عمله بعد محادثات إردوغان في بروكسل وتقييم زعماء الاتحاد الأوروبي». وكان قد تقرر عقد المؤتمر بعد أن فتحت أنقرة حدودها أمام المهاجرين الساعين لدخول الاتحاد الأوروبي. ودعا الاتحاد الأوروبي تركيا إلى وقف المهاجرين من أفغانستان وباكستان وأفريقيا، إلى جانب سوريا، الذين يحاولون عبور الحدود. وحاول عشرات الآلاف من المهاجرين دخول اليونان العضو بالاتحاد الأوروبي، بعد أن قالت تركيا يوم 28 فبراير (شباط) إنها لن تبقيهم على أراضيها وفقاً لاتفاق أبرمته مع بروكسل في 2016 مقابل مساعدات من الاتحاد الأوروبي. وأثارت هذه الخطوة توترات مع بروكسل واليونان، بعد أن أدت إلى احتشاد آلاف المهاجرين على الحدود التركية مع اليونان.
وكان قد التقى إردوغان مؤخراً رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين. وكان ذلك على خلفية قرار إردوغان عدم الاستمرار في منع اللاجئين والمهاجرين من دخول الاتحاد الأوروبي. وبناء على ذلك جاء آلاف الأشخاص على الحدود التركية مع اليونان. وتنص اتفاقية اللاجئين لعام 2015 بين بروكسل وأنقرة على أن تتخذ أنقرة إجراءات ضد الهجرة غير الشرعية. وفي مقابل ذلك، يشارك الاتحاد الأوروبي في تمويل دعم اللاجئين في تركيا بإجمالي 6 مليارات يورو.
وذكر بيان الرئاسة التركية، كما نقلت عنه الصحافة الفرنسية، أنه تم خلال الاجتماع مناقشة «المساعدة الإنسانية لإدلب ومسألة اللاجئين»، إضافة إلى عدد من القضايا الأخرى، من بينها الأزمة الليبية. وقرر إردوغان فتح البوابات أمام المهاجرين باتجاه أوروبا بعد مقتل أكثر من 50 جندياً تركياً بنيران القوات السورية في محافظة إدلب في فبراير.
واستقبلت تركيا 3.6 مليون لاجئ سوري في أكبر تجمع للاجئين على مستوى العالم، وهي تخشى أن تدفع القوات الحكومية السورية 3 ملايين آخرين عبر الحدود إلى أراضيها من محافظة إدلب. وتأمل أنقرة في تحقيق تقدم باتجاه التوصل إلى اتفاق جديد مع بروكسل بشأن المهاجرين بحلول قمة قادة الاتحاد الأوروبي في 26 مارس (آذار) الحالي.
ومارست رئيسة حزب الخضر الألماني، أنالنا باربوك، ضغطاً في ظل النضال لأجل التوصل لحل بالنسبة للتعامل مع اللاجئين القادمين من سوريا. وبالنظر إلى مباحثات الثلاثاء بين الزعماء الأربعة، قالت باربوك، أمس (الثلاثاء)، لإذاعة برلين براندنبورغ (آر بي بي) إنها تتوقع إصدار «بيان واضح تماماً من جانبي المستشارة والرئيس الفرنسي». وقالت باربوك، كما نقلت عنها الوكالة الألمانية: «يتعين على الأوروبيين، ولا سيما هذين الرئيسين (ميركل وماكرون)، أن يُظهروا بشكل واضح للغاية للسيد إردوغان أنه يتعين على تركيا السيطرة على حدودها والتوقف عن جعل اللاجئين أداة للعب». وشددت رئيس حزب الخضر على ضرورة أن تقدم أوروبا تعهدات واضحة للغاية لتمويل اللاجئين في تركيا.
وبسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، جرى المؤتمر الثلاثاء عبر الفيديو بدلاً من الاجتماع في إسطنبول، كما أعلن إردوغان سابقاً. وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، على «تويتر»، إن القادة الأربعة «ناقشوا العمل المشترك ضد فيروس كورونا». وأعلنت تركيا حتى الآن 47 إصابة مؤكدة بالفيروس، لكن لم تسجل وفيات. وأعلنت اليونان، الثلاثاء، أنها ستغلق مخيمات اللاجئين في جميع أنحاء البلاد أمام الزائرين لمدة أسبوعين للحد من انتشار فيروس كورونا. وقالت وزارة الهجرة، في بيان: «ستعلق زيارة الأفراد والمنظمات للمخيمات لمدة 14 يوماً على الأقل». وأضافت: «لن يسمح سوى بدخول الموظفين، وسيفرض فحص إجباري لدرجة حرارة الواصلين الجدد»، مشيرة إلى أنه سيتم تشجيع سكان المخيمات على الحد من تحركاتهم داخل وخارج المخيمات. وشددت اليونان قيودها تدريجياً على التجارة والتجمعات العامة مع ارتفاع عدد الوفيات بالفيروس إلى 4 حالات، خلال عطلة نهاية الأسبوع. ويعيش عشرات آلاف طالبي اللجوء في البر والجزر اليونانية القريبة من تركيا. ومعظم المخيمات مكتظة، وتتجاوز قدرة استيعابها. ووصل مئات المهاجرين الجدد إلى اليونان هذا الشهر، بعد أن أعلنت تركيا أنها لن توقف الأشخاص الذين يحاولون الوصول إلى دول الاتحاد الأوروبي، ما أحدث فوضى استمرت أياماً على الحدود اليونانية. وسارعت وزارة الهجرة اليونانية إلى فتح مخيمين جديدين في البر اليوناني لإيواء مئات الواصلين الجدد. والثلاثاء، قالت الوزارة إنها ستعلق الدراسة والنشاطات الخارجية في المخيمات تحسباً لانتشار الفيروس. كما ستقوم بتعقيم الأماكن المغلقة كل يوم.