تعزيزات تركية وأخرى إيرانية على محاور القتال

TT

تعزيزات تركية وأخرى إيرانية على محاور القتال

واصلت قوات النظام وميليشيات إيران من جهة، والجيش التركي من جهة أخرى، إرسال تعزيزات إلى محاور مختلفة في إدلب، في وقت أزالت «هيئة تحرير الشام» سواتر أقامتها على مواقع رئيسية في طريق حلب – اللاذقية، المقرر أن تسيّر روسيا وتركيا دوريات مشتركة عليه بموجب اتفاق الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان في موسكو قبل أيام. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، إن القوات التركية «واصلت استقدام التعزيزات العسكرية إلى مواقعها في الشمال السوري، إذ سجل دخول رتل عسكري تركي إلى الأراضي السورية، وذلك عبر معبر كفرلوسين الحدودي شمال إدلب، حيث يتألف الرتل الجديد من نحو 50 آلية بين دبابات وناقلات جند وغيرها».
ومع استمرار تدفق الأرتال التركية، فإن عدد الآليات التي دخلت الأراضي السورية منذ بدء وقف إطلاق النار الجديد بلغ 1090 آلية، بالإضافة إلى مئات الجنود. وقال «المرصد» إنه بذلك «يرتفع عدد الشاحنات والآليات العسكرية التي وصلت إلى منطقة (خفض التصعيد) خلال الفترة الممتدة من الثاني من شهر فبراير (شباط) حتى الآن، إلى أكثر من 4490 شاحنة وآلية عسكرية تركية دخلت الأراضي السورية، تحمل دبابات وناقلات جند ومدرعات و(كبائن حراسة) متنقلة مضادة للرصاص ورادارات عسكرية، فيما بلغ عدد الجنود الأتراك الذين انتشروا في إدلب وحلب خلال تلك الفترة أكثر 9500 جندي تركي».
إلى ذلك، علم «المرصد» أن «(هيئة تحرير الشام) عمدت إلى رفع سواتر ترابية على طريق اللاذقية - حلب الدولي ضمن المنطقة الواصلة بين بلدة النيرب ومدينة أريحا، ذلك أن السواتر موجودة بالأساس وبكثرة على طريق حلب – اللاذقية، إلا أن (تحرير الشام) حصّنتها بشكل أكبر خلال الساعات الفائتة، في الوقت الذي جرى تداول شريط مصور يُظهر مجموعة مقاتلين يتبعون لأحد الفصائل وهم يتوعدون الأتراك والروس من على أوتوستراد اللاذقية - حلب في حال مرورهم من المنطقة».
وكان «المرصد» قد سجّل فشل القوات الروسية ونظيرتها التركية بتسيير أولى الدوريات المشتركة بين الطرفين على أوتوستراد اللاذقية - حلب الدولي، وفقاً لاتفاق البلدين «حيث انطلقت الدورية من بلدة سراقب شرق إدلب ووصلت إلى بلدة النيرب لتعود مجدداً وتنتهي الدورية، بينما كان من المفترض أن تتابع الدورية طريقها لأماكن أخرى على الطريق، لكنّ اعتصام الأهالي وتهديد مجموعات للدورية حال دون ذلك».
كان «المرصد» قد رصد «وصول المدنيين إلى أوتوستراد اللاذقية - حلب الدولي المعروف بـ(M4)، حيث جرى قطع الطريق بالإطارات المطاطية، وذلك لإعاقة سير الدورية الروسية - التركية».
إلى ذلك، رصد «المرصد» قذائف صاروخية أطلقتها قوات النظام ظهر أمس (الثلاثاء)، على مناطق في بلدة الفطيرة بريف إدلب الجنوبي، في وقت «تواصل الهدوء ضمن عموم منطقة خفض التصعيد مع وصول تعزيزات عسكرية لقوات النظام والميليشيات الإيرانية إلى محاور ريف إدلب، حيث استقدمت قوات النظام أرتالاً إلى محاور جبل الزاوية وريف إدلب الجنوبي، فيما نقلت الميليشيات الموالية لإيران و(حزب الله) اللبناني قواتها من ريف حلب إلى محور سراقب».
وأُفيد باستهداف الفصائل لقوات النظام على محور بلدة حزارين جنوب إدلب، بينما قصفت قوات النظام بعدة قذائف محور كبانة في ريف اللاذقية والطرقات المتصلة معها في ريف إدلب الغربي.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».