جزر سيشيل... أقرب إلى الجنّة على الأرض

جزر سيشيل... أقرب إلى الجنّة على الأرض
TT

جزر سيشيل... أقرب إلى الجنّة على الأرض

جزر سيشيل... أقرب إلى الجنّة على الأرض

هل تحلم بمداعبة السلاحف العملاقة على رمال الشاطئ الذهبية مع طلوع الفجر، والغوص في المياه الدافئة بين شعاب المرجان والأسماك الملوّنة؟ هل تريد أن تعرف أي بقعة هي أقرب إلى الجنّة على الأرض، وأي مكان هو الذي يغنيك عن أطباء النفس وتتمنّى أن تكون فيه مع أحبّ الناس إليك؟ تعالَ معي إذن إلى أرخبيل سيشيل العائم في المحيط الهندي قبالة السواحل الأفريقية، محجّة الباحثين عن المحميات الطبيعية، وقِبلة عشّاق السياحة والرياضات البحرية على ضروبها، حيث لك أن تختار بين أفخم المنتجعات الموجودة في العالم والإقامة غير المكلفة لدى بعض السكّان المحليين الذين بدأوا في السنوات الأخيرة يستقبلون السيّاح في بيوتهم التقليدية.
أكثر من مائة جزيرة منثورة فوق مياه المحيط على مسافة غير بعيدة من مدغشقر، لا تزيد مساحتها على 500 كيلومتر مربع، ثلاثة أرباعها غير مأهولة وأكبرها هي جزيرة «ماهي» التي يعيش فيها معظم سكّان الأرخبيل الذين لا يتجاوزون مائة ألف. «فيكتوريا» هي العاصمة التي لا تشبه القرى الصغيرة، ببيوتها المبنّية على الطراز الاستعماري، والهدوء الذي يسكن شوارعها حيث وتيرة الحياة هدهدة ناعمة بين الحدائق النباتيّة الفسيحة الممتدة عند أقدام جبال شاهقة تبدو طالعة مباشرة من مياه المحيط الفيروزيّة.
من ميناء فيكتوريا تنطلق الزوارق السياحيّة غرباً في رحلاتها إلى الشواطئ الساحرة التي تنتشر عليها أفخم المنتجعات السياحية في العالم وعشرات المنازل الرائعة التي ابتناها العديد من المشاهير الذين اختاروا هذه الجزيرة لقضاء عطلاتهم. أجمل هذه الشواطئ هو Beau Vallon الذي يبعد دقائق عن العاصمة ويمتد على شكل هلال عريض من الرمال البيضاء الناعمة تظلّلها أشجار النخيل الباسقة التي ينحني بعضها حتى يلامس الماء. ومع اقتراب المغيب تبدأ زوارق الصيّادين بالعودة إلى الميناء لعرض مصيدهم الطازج تحت أشجار «تاكاماكا» الوارفة التي تكثر في هذه البلاد.
وعلى امتداد هذا الشاطئ توجد مراكز للغطس الذي يتيح التعرّف على الثروات الطبيعية الفريدة والأسماك الملوّنة، خصوصاً عند خليج «تيرناي» الذي توجد فيه مجموعة نادرة من الشعاب المرجانية وتنوّع كبير من الحيوانات البحرية التي يمكن الاقتراب منها بلا خطر. وفي أواخر فصل الصيف تأتي حيتان القِرش بالعشرات إلى مياه الخليج الدافئة ولا تغادرها حتى أواخر الخريف. لكن لعلّ أجمل ما تختزنه هذه الجزيرة من كنوز هو شاطئ «كارانا» الصغير عند أقصى الطرف الشمالي، بمياهه التي يتماوج صفاؤها بين الأخضر والأزرق وتحنو عليها غابة من النخيل الوارف الذي يضفي على أجوائها عذوبة لا تحظى بها الشواطئ الأخرى في الجزيرة.
مفاتن الجزيرة الرئيسية في شواطئها الساحرة، لكن الداخل لا يقلّ جمالاً عنها بطبيعته الخلّابة والمحمية الوطنية التي تغطّي ربع مساحة الجزيرة تقريباً وتضمّ عدداً كبيراً من الأجناس النباتية النادرة التي يعيش بينها أصغر ضفدع في العالم لا يتجاوز طوله 12 سنتيمتراً ويحاط بعناية فائقة خوفاً عليه من الانقراض. زيارة المحمية ممكنة بالسيارة على طريق جميل يعبرها من أولها إلى آخرها، أو سيراً على الأقدام في دروب تطلّ على مناظر طبيعية أخّاذة وتتعرّج بين الوهاد والهضاب الخضراء وتمرّ على فنادق صغيرة ومطاعم تقليدية للاستراحة، وعلى مصنع للشاي ينظّم زيارات للسيّاح الذين يرغبون في التعرّف على مراحل زراعة هذه النبتة وإنتاجها ثم تجفيفها وتوضيبها حسب الطرق التقليدية.
رياضة الغطس في مياه هذه الجزيرة هي أيضاً من الأنشطة التي تجذب أعداداً كبيرة من السيّاح الذين يقصدونها للتمتّع برؤية أجناس غريبة من الأسماك قلّما توجد بمثل هذه السهولة في مناطق أخرى، والغوص بين شعاب المرجان والإسفنج الملوّن الذي تنفرد به هذه السواحل التي أدرجتها منظمة «يونيسكو» على قائمة التراث الطبيعي العالمي.
وعلى بُعد 95 كيلومتراً من «ماهي» نحو الشمال توجد «جزيرة الطيور»، وهي كناية عن كتلة صخرية تحيط بها شواطئ مرجانيّة حيث تعيش مئات الآلاف من الطيور الغريبة التي تعشّش فيها من بداية الربيع حتى أواخر الخريف. كما تكثر على شاطئها السلاحف البحرية حيث تفقس وتربّي صغارها إلى جانب السلاحف الخضراء التي تنفرد بها هذه المنطقة، والسلاحف البرّية التي نادراً ما تصل إلى الشاطئ.
نغادر فيكتوريا ونتّجه إلى محميّة «سانت آن» البحرية التي تضمّ خمس جزر صغيرة على بُعد عشر دقائق من العاصمة، لكل منها نظام خاص للزيارات وممارسة الرياضات البحرية. جزيرة «راوند» المستديرة مثلاً محظورة على الزيارات وكانت في الماضي مصحّاً يُعزل فيه المرضى المصابون بالجذام لمنع انتشاره.
جزيرة «سانت آن» هي الكبرى بين هذه المجموعة وفيها توجد أجمل الشواطئ والفنادق الفخمة، لكن «الجزيرة الوسطى» هي التي تخفي قصة طريفة وراء ما وصلت إليه اليوم. فهي كانت غير مأهولة حتى أواسط القرن الماضي، إلى أن قام بشرائها الصحافي البريطاني برندون غريمشاو الذي كان مراسلاً لوكالة «رويترز» ويدير مجلّة أسبوعية في تنزانيا.
اشترى غريمشاو الجزيرة مقابل 8500 جنيه إسترليني في عام 1962 عندما كان في السابعة والثلاثين من عمره، وأمضى سنوات يزرع الجزيرة بالأشجار ويعتني فيها بالسلاحف والطيور التي كانت تعيش فيها بعد أن كان الباحثون عن كنوز القراصنة قد دمّروا نباتاتها وعاثوا بأوكار الحيوانات. وتضمّ الجزيرة اليوم أكثر من 15 ألف شجرة ومئات الأجناس من الطيور والسلاحف البحري والبريّة. وقبل وفاته في عام 2012 رفض غريشماو عرضاً لشراء الجزيرة من أحد الأثرياء مقابل 40 مليون دولار قائلاً: «لأني تقدّمت كثيراً في السن ولن يتسنّى لي إنفاق هذا المبلغ من المال، ولن أجد مكاناً أجمل من هذا لأُمضي آخر أيامي فيه».
هنا تنتهي الجزر الصغيرة والقريبة من العاصمة، لكن على بُعد 400 كيلومتر من «ماهي» توجد جزيرة «ألفونس» التي تحيط بها بحيرة ضخمة وحدائق مرجانية تمتد عليها شواطئ ساحرة ومنتجعات فخمة وعشرات الفنادق الصغيرة التي تقدّم إقامة مع وجبات كاملة بأسعار مقبولة. وهي مشهورة عالميّاً بصفاء مياه بحيرتها التي يقصدها هواة الصيد بالطرق التقليدية والغطس في أعماق شواطئها التي لا نظير لها في بلدان المحيط الهندي. وعلى بُعد ألف كيلومتر من عاصمة الأرخبيل توجد جزيرة «آلدابرا» التي أدرجت محميتها الطبيعية على قائمة التراث العالمي، وتعيش فيها أكثر من 150 ألفاً من السلاحف الضخمة وآلاف الطيور المهاجرة، وهي محظورة على الزوار حفاظاً على هذه الثروة الطبيعية الوحيدة من نوعها في العالم.
لكن الجزيرة الأجمل في سيشيل، والتي تمثّل أكثر من أي مكان آخر الصورة التي نحلم بها عندما نفكّر في هذه البقعة الساحرة من العالم، هي «براسلين» التي تبعد 44 كيلومتراً عن «ماهي» وتسير فيها الحياة بعذوبة وهدوء بين المنتجعات الرائعة المنثورة على شواطئها الساحرة والغابات الكثيفة التي تلطّف مناخها وتخفي بين أشجارها الباسقة العديد من الفنادق الصغيرة التي تكاثرت مؤخراً تلبيةً للطلب المتزايد على إقامة بأسعار في متناول الجميع. كيفما اتجهت في هذه الجزيرة ستقع على شواطئ تحبس الأنفاس بجمالها، أو على مناظر طبيعية عذراء تبدو لك قطعة من الجنّة على الأرض، وستأسرك دماثة أهلها ودفء معاملتهم والابتسامة التي يحملون على وجوههم طوال النهار. لكن الشاطئ الأجمل الذي لا شك أنك ستتعرّف عليه من صوره التي تتناقلها وكالات السياحة ووسائل الاتصال في أنحاء العالم، هو شاطئ «فولفير» الذي يمتدّ على شكل نصف دائرة من الرمال البيضاء الناعمة تحت أشجار معمّرة من النخيل والبابايا التي تكثر أيضاً في جزيرة صغيرة قبالته يمكن الوصول إليها سباحةً، وتُعرف بجزيرة الوطواط.
لكنّ نخيل سيشيل، على روعته في كل أنحاء الأرخبيل، يبلغ ذروة جماله وسط جزيرة «براسلين» في محميّة وادي «ماي» التي تضمّ غابة من النخيل البحري الذي يثمر جوز الهند ويصل علوّه إلى ثلاثين متراً، وهي الوحيدة من نوعها في العالم إلى جانب غابة أخرى نحو الشمال في جزيرة «كوريوز». وفي هذه المحمية أيضاً تعيش أصناف نادرة من الطيور مثل «بلبل سيشيل» أو «اليمامة الزرقاء» و«الببغاء الأسود» المهدد بالانقراض.
نهاية رحلتنا إلى هذا الفردوس الطبيعي في جزيرة «ديغ» لزيارة المحمية الصغيرة التي تعيش فيها مجموعة من أضخم السلاحف البحرية في العالم، يتراوح وزنها بين 500 و700 كيلوغرام ويمكن أن يصل إلى 850 كيلوغراماً في بعض الحالات النادرة. مشهد أخّاذ لهذه الكائنات التي تبدو من عالم آخر يبقى محفوراً في البال وأنت تراقب هبوط الشمس المتهالكة أمامك في مياه المحيط، قبل أن تتوجّه إلى الميناء الصغير لتناول آخر عشاء في هذه البقعة الفريدة بين أهلها الذين يختمون لياليهم بالغناء الشجيّ والموسيقى الحزينة.



أين تُمضي عطلة الأعياد في لبنان؟

يتميز لبنان بزينة شوارعها خلال فترة الاعياد (إنستغرام)
يتميز لبنان بزينة شوارعها خلال فترة الاعياد (إنستغرام)
TT

أين تُمضي عطلة الأعياد في لبنان؟

يتميز لبنان بزينة شوارعها خلال فترة الاعياد (إنستغرام)
يتميز لبنان بزينة شوارعها خلال فترة الاعياد (إنستغرام)

في لبنان، تتحوّل عطلة الأعياد إلى تجربة لا تُنسى، تمتد بين الشمال والجنوب، وبين الساحل والجبال، وتجمع بين الطبيعة والثقافة والتاريخ، والطعام. فلكل منطقة طابعها الخاص، ولكل مدينة أو بلدة سحرها الذي يترك أثره في الذاكرة. وجميع هذه المدن والبلدات استعدّت لاستقبال مناسبات أعياد الميلاد ورأس السنة، لتتألّق في أجمل حلّة، وازدانت بالألوان والأنوار والزينة كي تبهج الأعين وتدفئ القلوب، فيفوح من أسواقها وساحاتها عطر الاحتفالات وروح العيد. ويجد كل زائر نفسه محاطاً بأجواء مميّزة تنتظره من عام إلى آخر، تحمل له فرحة اللقاء والبهجة والتقاليد التي تتجدّد مع كل موسم.

جونيه: العيد يحضر في أسواقها وساحاتها

كما في كل عام ترتدي مدينة جونيه حلّة أعياد الميلاد ورأس السنة. وتحت عنوان «الميلاد بنص جونيه» تطلق مجموعة من النشاطات الخاصة بهذه المناسبة.

وكأسواقها القديمة ومطاعمها ومقاهيها، كذلك تحتفي ساحاتها بالعيد من خلال إقامة حفلات موسيقية حية.

ولكن كيف نُمضي أيام العطلة في جونيه؟ أين نقيم؟ وأي مطاعم وبيوت ضيافة نقصد؟

إليك سلسلة عناوين لهذا النوع من الأماكن التي تشعرك بأجواء العيد.

شجرة العيد في البترون (إنستغرام)

التجول والاستمتاع بالأجواء الشتوية

الكورنيش البحري: المشي على الكورنيش وسط النسيم البحري ومشاهدة الغروب يعطي شعوراً مميزاً بالهدوء والراحة. أما أسواقها فتتوزع فيها المحلات التجارية التي يمكن أن تجد فيها الهدايا والتذكارات. وتزيّن الشوارع بالأضواء والزينة الميلادية، مما يضفي الشعور في الاحتفال بالعيد بأجواء جميلة.

كما تشهد شوارعها وساحاتها المهرجانات والعروض الموسيقية. وغالباً ما تُقام حفلات موسيقية وعروض مسرحية في مراكز المدينة خلال موسم الأعياد. بعض المقاهي والمساحات الثقافية تعرض أعمالاً فنية لفنانين محليين، مما يُضفي لمسة ثقافية على زيارتك. وفي موضوع المطاعم والمقاهي فإن جونيه تضم عدداً كبيراً منها. وتشتهر بالمطاعم التي تقدم المأكولات البحرية الطازجة، إلى جانب المطاعم اللبنانية التقليدية. ويمكن اختيار مطعم مطل على البحر للاستمتاع بعشاء رومانسي أو عائلي. المقاهي تقدم مشروبات دافئة مثل الشوكولاته الساخنة والكاكاو مع الحلويات الموسمية. كما يمكن للمقيم في أحد بيوت الضيافة أو الفنادق فيها اغتنام الفرصة للتوجه الى «كازينو لبنان»، ففي موسم الأعياد يقدم الكازينو برنامجاً فنياً غنياً من حفلات غنائية يحييها مطربون محليون.

ويجب ألا ينسى زائر جونيه استخدام «التلفريك» (مصعد كهربائي) للقيام بنزهة بين الساحل وجبل حريصا، ليستمتع مناظر طبيعية خلابة.

متحف هنري في البترون (إنستغرام)

مدينة جبيل: مساحات ترفيهية وثقافية

تُعرف جبيل (بيبلوس) بالمدينة الساحلية التاريخية شمال بيروت. وتتحوّل في موسم عيد الميلاد إلى وجهة ساحرة تجمع بين التاريخ والثقافة والأجواء الاحتفالية. وكما كل عام ينتظر زوارها التمتع بمشهد شجرة الميلاد. وقد وصفتها صحيفة «الغارديان» في عام 2015 بين الأجمل في العالم. ويرافقها هذا اللقب في كل سنة بحيث يقصدها الآلاف من الناس للوقوف على أحدث الابتكارات التي تحملها شجرة العيد. تتزيّن شوارع جبيل وأحياؤها بالأضواء والزينة الميلادية، لا سيما في محيط البلدة القديمة والمرفأ القديم.

وفي متاجر الهدايا والمصنوعات اليدوية المنتشرة في أسواقها، تقدم خيارات رائعة لشراء هدايا فريدة. مثل الحرف الخشبية والتحف التقليدية. وعادةً تُقام حفلات موسيقية وعروض فنية في المسرح الروماني والمراكز الثقافية القريبة. ويمكن لهواة المعارض والمتاحف القيام بزيارات معارض فنية حرفية وأخرى خاصة بالمونة اللبنانية. وكذلك التوجه إلى متاحف صغيرة مثل متحف جبيل الوطني، الذي يضيف بعداً ثقافياً إلى التجربة. ويعرض آثاراً عمرها آلاف السنين تغطي عصوراً مختلفة من تاريخ المدينة. ومتحف الشمع الذي يروي تاريخ لبنان بالتماثيل الشمعية. ويضم المتحف مشاهد متعددة من تاريخ لبنان القديم والحديث والفنون الشعبية، حيث يأخذ زواره في رحلة عبر تاريخ لبنان منذ الفينيقيين مروراً بالقرون الوسطى والعصر الحديث حتى استقلال لبنان الحديث. كما تعكس بعض المشاهد حياة القرية اللبنانية وعاداتها.

وتقدّم مطاعم جبيل مروحة واسعة من أطباق المأكولات اللبنانية التقليدية ومأكولات بحرية طازجة. وبعض المطاعم توفر قوائم خاصة بمناسبة عيد الميلاد، تشمل الحلويات والمشروبات الشتوية مثل الشوكولاته الساخنة أو القهوة المميزة.

ومن الجولات التي تحمل المتعة لصاحبها هناك أماكن عدة من بينها زيارة الميناء القديم أو القيام بجولة على كورنيش جبيل، للاستمتاع بالبحر والأجواء الشتوية.

ومن بيوت الضيافة المشهورة في جبيل «بيت فارس ولوسيا» وهو بيت أثري قديم، و«بيت لو بلان بلو» و«بيت نيولي» الذي يبعد نحو 400 متر عن قلعة جبيل الأثرية.

البترون: عاصمة الميلاد

في أوائل ديسمبر (كانون الأول) من كل عام تطلق البترون نشاطاتها الترفيهية والفنية في مناسبة الميلاد ورأس السنة. تفتتح سوق عيد الميلاد في ساحة مار اسطفان. ويجري على جدران الكنيسة عروض ثلاثية الأبعاد بتصاميم غرافيكية تنسجم مع المناسبة، وتحضر أجواء الميلاد بالصوت والصورة، كما تنبض بفعاليات متنوعة تشمل الأكشاك، والهدايا، والمأكولات، والحرف اليدوية، والعروض الفنية، فتصبح البترون مجدداً «عاصمة الميلاد في لبنان» ووجهة سياحية رئيسية لموسم الأعياد.

وتعدّ البترون، إحدى أقدم المدن الساحلية في لبنان، وتتحوّل خلال عطلة عيد الميلاد ورأس السنة إلى وجهة نابضة بالحياة تجمع بين الطبيعة والشواطئ والتقاليد الثقافية. ويمكن لمن يقصدها لقضاء عطلة الأعياد أن يتمشّى في وسط المدينة وشوارعها الرئيسية، فتتزيّن بالأضواء والزينة الميلادية، خصوصاً حول الساحات والمحال التجارية. وتعرض أسواقها المحلية منتجات الحرف اليدوية والهدايا الموسمية، بما في ذلك الحلوى التقليدية والمربيات المحلية.

وخلال إقامة الزائر في هذه المدينة الساحلية، يمكنه التعرّف إلى مواقع تاريخية عدة، مثل قلعة البترون القديمة وكنيسة القديس جرجس، حيث يمكن الاستمتاع بجو احتفالي مليء بالتراث، وكذلك في إمكانه زيارة متاحف صغيرة وبينها «هنري بي بي».

وتنظّم بلدية البترون أنشطة بحرية وطبيعة. وبينها رحلات في القوارب إذا كان الجو معتدلاً لاستكشاف الساحل الشمالي.

ومن ضمن نشاطات أخرى وضعتها البلدية في مناسبة الأعياد، يستطيع الزائر حضور أمسيات موسيقية، والمشاركة في «بازار الميلاد» داخل أسواقها القديمة.

كما في الإمكان زيارة جبال قريبة من البترون. وفيها مزارات دينية مشهورة. فيقصد دير مار يوسف في بلدة جربتا حيث مزار القديسة رفقا. وكذلك يمكن رؤية دير مار مارون في عنايا حيث يقع مزار القديس شربل. وهو المكان الذي أُدرج في زيارة البابا ليون الرابع عشر إلى لبنان، مؤخراً.

وتقدّم مطاعم البترون مأكولات بحرية طازجة ومأكولات لبنانية تقليدية. أما بيوت الضيافة فهي كناية عن بيوت قديمة من الطابع التراثي اللبناني الأصيل. ومن أشهرها «بترون لوفت» و«أولد تاون» و«وايف سايد» القريب من أسواق البترون القديمة.


كيف تقضي احتفالات رأس السنة في بلدين مختلفين؟

تمثال رمسيس الثاني في بهو المتحف المصري الكبير حيث يمكنك قضاء تنرانزيت في القاهرة بصحبة الأثار المصرية القديمية (وزارة السياحة والآثار المصرية)
تمثال رمسيس الثاني في بهو المتحف المصري الكبير حيث يمكنك قضاء تنرانزيت في القاهرة بصحبة الأثار المصرية القديمية (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

كيف تقضي احتفالات رأس السنة في بلدين مختلفين؟

تمثال رمسيس الثاني في بهو المتحف المصري الكبير حيث يمكنك قضاء تنرانزيت في القاهرة بصحبة الأثار المصرية القديمية (وزارة السياحة والآثار المصرية)
تمثال رمسيس الثاني في بهو المتحف المصري الكبير حيث يمكنك قضاء تنرانزيت في القاهرة بصحبة الأثار المصرية القديمية (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بمزيد من التخطيط المبكر والاستفادة من التسهيلات التي تقدمها بعض شركات الطيران، يمكن قضاء احتفالات رأس السنة في بلدين مختلفين استغلالاً لمزايا الترانزيت الطويل الذي تتيحه الشركات، ويسمح بقضاء مدد متباينة في عدد من العواصم خلال الترانزيت في الذهاب أو العودة، فما بين القاهرة ودبي وأبوظبي وإسطنبول يمكن الاستمتاع بعطلات سريعة ما بين يوم إلى أربعة أيام.

تقدم شركات طيران عدة ومن بينها «الخطوط التركية»، و«طيران الإمارات»، و«مصر للطيران»، فرصة التسهيل للحصول على تأشيرة المدن التي تنطلق منها مع ساعات انتظار أطول وأسعار تذاكر لا تختلف كثيراً عن الأسعار المعتادة في الرحلات المباشرة للوجهات السياحية التي تطير إليها.

يتضمن الانتظار في الطيران التركي رحلات متعددة (وزارة السياحة التركية)

جولة في القاهرة

في حال كانت وجهتك تمر عبر ترانزيت في القاهرة، سواء مع شركة «مصر للطيران» أم عبر رحلات بشراكة مع شركات طيران أخرى، يمكن الحصول على فيزا «ترانزيت» بشكل مجاني من المطار لغالبية الجنسيات تصل لمدة 96 مع إبقاء الحقائب كبيرة الحجم في المطار بانتظار وجهتك النهائية سواء في الذهاب أم العودة.

يمكن الحصول على الفيزا المجانية والخروج من المطار، والاستمتاع بالتحرك في القاهرة، ومشاهدة الأهرامات، وزيارة المتحف المصري الكبير الذي افتُتح مؤخراً ويعد الأكبر عالمياً المخصص لعرض آثار حضارة واحدة بالتاريخ، بالإضافة إلى التسوق في منطقة وسط البلد القديمة، وربما شراء بعض الهدايا التذكارية من حي «خان الخليلي».

جولة اليوم الواحد في القاهرة يمكن أن تشمل زيارة عدد المواقع الأخرى منها «متحف الفن الإسلامي» و«المتحف القبطي» وحتى المتحف المصري بالتحرير، مع خيارات متنوعة للإقامة في الفنادق تبدأ من الفنادق الصغيرة بأسعار تبدأ من 7 دولارات وتصل إلى 500 دولار في الفنادق الكبرى.

أماكن السهر المتعددة في القاهرة تكون وجهة مثالية لمن لديهم طائرات تصل في المساء المبكر، فما بين الحفلات اليومية في الكافيهات الكبرى مروراً بالرحلات النيلية التي لا تتوقف حتى الساعات الأولى من الصباح مع وجود العديد من المطاعم العائمة التي تتيح الاستمتاع بمشاهدة النيل مع سهرات غنائية طوال الليل.

يمكن زيارة مواقع عدة داخل دبي خلال رحلة الترانزيت (حكومة دبي)

أنشطة مختلفة في دبي

إذا كنت مسافراً عبر «طيران الإمارات» فإن لديك فرصة للعديد من الزيارات والتسوق من دبي عبر ميزة «الترانزيت» التي يمكن ترتيبها مسبقاً سواء بالحصول على تأشيرة حال كان جواز سفرك يحتاج لتأشيرة الترانزيت أم الدخول إلى المدينة والتجول فيها خلال فترة انتظار الطائرة قاصداً وجهتك النهائية.

تتيح «طيران الإمارات» عبر مكاتبها امتيازات عدة عند التخطيط المبكر لرحلات الترانزيت تبدأ من استقبال في المطار وإمكانية حجز فندق بسعر تنافسي وصولاً إلى تنظيم جولات بالعديد من المواقع الترفيهية وأماكن التسوق، من برج خليفة إلى مول دبي ومول الإمارات لشاطئ جميرا، تتنوع الأنشطة التي يمكن قضاء حتى 4 أيام فيها.

تتنوع تكلفة الرحلات التي يمكن القيام بها بحسب الميزانية التي يتم رصدها، فما بين استخدام المترو والتاكسي والسيارات الخاصة تتغير التكلفة مع وجود خيارات متنوعة للتنقل داخل دبي، وتعدد الأماكن التي يمكن السهر فيها ليلاً والحفلات الفنية والعروض الموسيقية التي تحتضنها المدينة الإماراتية.

تتيح طيران الإمارات فرصة الترانزيت لمدة 96 ساعة في دبي (مطار دبي)

إسطنبول وجهة زاخرة بالتنوع

توفر الخطوط الجوية التركية خدمة مجانية لعدد من الجولات السياحية المنظمة لتمنح المسافرين العابرين في إسطنبول لمحة عن تاريخ المدينة وثقافتها وحياتها اليومية، وتتنوع الجولات بحسب وقت الترانزيت المتاح؛ إذ توجد جولات قصيرة تمتد بضع ساعات وأخرى أطول قد تستغرق نصف يوم أو يوماً كاملاً، وكلها تتضمن النقل من المطار وإليه ووجبات مجانية وإرشاداً سياحياً بالإنجليزية.

تبدأ الرحلات عادة من مطار إسطنبول الدولي مروراً بجسر السلطان محمد الفاتح أو الطريق السريع الأوروبي وصولاً إلى منطقة السلطان أحمد، وهي القلب التاريخي لإسطنبول، حيث يتوقف المشاركون لزيارة مسجد السلطان أحمد (الجامع الأزرق) الذي يُعد أحد أشهر المعالم العثمانية في العالم، ثم ينتقلون إلى «آيا صوفيا»، التحفة المعمارية التي جمعت بين الطرازين البيزنطي والعثماني.

كما تتضمن الجولات عادة زيارة إلى قصر «طوب كابي»، المقر القديم للسلاطين العثمانيين، والذي يضم اليوم متحفاً يحتوي على مقتنيات تاريخية نادرة من بينها أسلحة وتحف وقطع فنية تعود إلى القرون الماضية.

بعدها يتجه المسافرون إلى ميدان «الهيبودروم»، الذي كان مركزاً للحياة الاجتماعية في العهد البيزنطي ومكاناً لسباقات الخيول والعربات، قبل أن يواصلوا المسير إلى البازار الكبير، إحدى أقدم وأكبر الأسواق المغطاة في العالم، حيث يمكنهم التجول بين مئات المتاجر التي تبيع السجاد والجواهر والتوابل والهدايا التذكارية.

وفي الجولات التي تمتد فترة أطول، قد تشمل الرحلة المرور على مضيق البوسفور للاستمتاع بالإطلالة المائية الخلابة التي تفصل بين قارتي آسيا وأوروبا، أو زيارة منطقة «أمينونو» المطلة على القرن الذهبي، وتذوق الأطعمة المحلية مثل السمك المشوي أو الكنافة التركية، كما تقدم بعض الجولات فرصة لزيارة برج غلاطة الشهير الذي يوفّر مشهداً بانورامياً للمدينة القديمة.

تُختتم الجولة عادة بتناول وجبة تركية تقليدية في أحد المطاعم القريبة من منطقة الفاتح أو تقسيم، ثم يعود المسافرون إلى المطار قبل موعد رحلتهم التالية بوقت كافٍ.


«قصر عابدين»... رحلة تاريخيّة في رحاب «مصر الملكية»

القاعة البيزنطية (الشرق الأوسط)
القاعة البيزنطية (الشرق الأوسط)
TT

«قصر عابدين»... رحلة تاريخيّة في رحاب «مصر الملكية»

القاعة البيزنطية (الشرق الأوسط)
القاعة البيزنطية (الشرق الأوسط)

في قلب العاصمة المصرية، يتوسط قصر «عابدين» التاريخي واحداً من أشهر ميادين القاهرة والذي يحمل الاسم ذاته «عابدين».

يقف «قصر عابدين» الذي يعود تاريخه للقرن التاسع عشر، شاهداً على أحداث عدة أسهمت في تشكيل تاريخ مصر الحديث، حيث كان القصر مقراً للحكم منذ افتتاحه عام 1872 وصولاً إلى نهاية العهد الملكي عقب «ثورة 1952»، كما اتخذه الرئيس الراحل محمد أنور السادات مقراً للحكم الرئاسي، وفقاً لموقع رئاسة الجمهورية المصرية، الذي يشير إلى أن «القصر بُنيَ على أطلال منزل قديم كان يملكه عابدين بك، أحد أمراء الأتراك، الذي كان يشغل وظيفة أمير اللواء السلطاني، وتم ردم برك عدة وشراء مبانٍ ملاصقة لفيلا عابدين بك، حتى وصلت مساحة أرض القصر إلى 25 فداناً، وكان قصر وميدان عابدين يمثلان مركز المدينة الجديدة التي أنشأها الخديو إسماعيل.

ساعة نابليون (الشرق الأوسط)القاعة البيزنطية (الشرق الأوسط)الصالون الأحمر (الشرق الأوسط)قاعة قناة السويس (الشرق الأوسط)مكتب الملك (الشرق الأوسط)

كان القصر جزءاً من أحداث سياسية واجتماعية حافلة، بات اليوم مزاراً سياحياً وترفيهياً، تستقبل حديقته أنشطة فنية وثقافية، خاصة وعامة، حيث يمكن حجز حديقة القصر ومسرحه لإقامة حفل فني أو مؤتمر علمي. كما يمكن أيضاً للزوار حجز جولة سياحية بمتاحف القصر أو بمبناه الرئيسي، يتجولون بين أروقته في محاولة لاستكشاف بقايا عهد الملكية، عبر رحلة تاريخيّة تبدأ بالحدائق التي تضم نباتات نادرة أشهرها شجرة «التين البنغالي».

وسط الحدائق الغنَّاء لا يمكن للزائر أن يغفل مكانين من أجمل أماكن الحديقة بُنيا في عهد الملك فؤاد الأول، وهما «كشك الشاي» و«كشك الموسيقى» المطل على حمام سباحة بجواره أحد أشهر معالم القصر وهو «باب باريس».

مساحة مباني القصر الضخمة البالغة نحو خمسة فدادين، لا تتيح للزائر التجول في جميع أروقته وغرفه البالغ عددها 550 غرفة، لكن مسار الزيارة السياحية يتيح جولة بأهم قاعات «السلاملك»، مقر الحكم والمقابلات، و«الحرملك» مقر إقامة العائلة المالكة.

الصالون الأحمر (الشرق الأوسط)

فور عبور الباب الرئيسي لمبنى القصر، يشعر الزائر بأنه عاد بالزمن إلى عصر الفنون الكلاسيكية، حيث يتوسط شعار المملكة المصرية أعلى البهو، الذي تملأ جنباته تماثيل كلاسيكية عريقة، وأعمدة رخامية تقودك إلى «سلم المرايا» في نهاية البهو.

يقود السلم للطابق الثاني من الأقصر، حيث يقودنا ممر مزين بالأعمال الفنية إلى «قاعة قناة السويس»، تحكي القاعة عبر مجموعة من اللوحات التاريخية قصة حفر قناة السويس وحفل افتتاحها الأسطوري عام 1869.

وفي أحد جوانب القاعات ذات الطابع الفرنسي في الأثاث والديكور، يقع مكتب الملك المميز بكرسي من خمس أرجل، على الجدار «ساعة نابليون» التي أهدتها الإمبراطورة أوجيني للخديو إسماعيل بمناسبة افتتاح القناة.

بعد ذلك تستكمل الجولة بعدد من الصالونات التي يشتهر بها القصر والتي يحمل كل منها اسماً تبعاً لوظيفته التاريخية، أو لون جدرانه، لكنها جمعياً تضم مدفأة تعلوها ساعة فرنسية.

تبدأ الجولة بصالون العلماء، حيث كان الملك يستقبل العلماء، ثم الصالونات الأحمر والأبيض والأخضر والأزرق، وفي الممر الفاصل بين الصالونين الأحمر والأخضر توجد «فازة» مزينة بنقوش تحكي شجاراً بين زوجين، لتجسد «فازة» أخرى موجودة عند «قاعة محمد علي»، وعليها نقوش تحكي «نهاية الشجار».

قاعة قناة السويس (الشرق الأوسط)

كان الصالون الأحمر مخصصاً لانتظار ضيوف الملك، وبه توجد قطعة فنية تحكي تاريخ الفاتيكان وأشهر معالمها.

نستكمل الجولة بقاعة الاجتماعات الرسمية التي تضم طاولة بيضاوية الشكل ونحو 22 كرسياً، بعد ذلك ندخل إلى «قاعة محمد علي باشا»، مؤسس مصر الحديثة، والتي تضم قطع أثاث نادرة من طراز لويس السادس عشر.

لم يتجاهل القصر الطراز العربي، حيث يبدو واضحاً في قاعة الطعام التي تتزين بزخارف إسلامية على جدرانها، ونقوش وكتابات لحِكَم عربية.

من قاعة الطعام نستكمل الجولة في مسرح القصر الذي وقف أشهر نجوم الغناء وكبار الشخصيات وشهد حفلات موسيقية لضيوف في مصر في عهد الملكية وحتى في العصر الحالي.

قبل الوصول إلى واحدة من أهم قاعات القصر، ندخل الصالون الأبيض، وهو الصالون الأهم بين الأربعة، حيث كان ينتظر به كبار الشخصيات. وبجوار الصالون الأبيض توجد «قاعة العرش» التي بُنيت في عهد الملك فؤاد الأول على الطراز الإيطالي، وتوجد بها «فازة» بقاعدة متحركة مقاومة للزلازل.

مكتب الملك (الشرق الأوسط)

نخرج من قاعة العرش ونسير عبر ممر طويل يحمل اسم «ممر الصيد»، حيث تزدان جدرانه بلوحات عن الصيد.

من «السلاملك» مقر الحكم، نستكمل الجولة بـ«الحرملك» مقر إقامة العائلة، وتبدأ الجولة من جناح الملكة الأم «نازلي»، ينقسم كل جناح في الحرملك إلى أربعة أقسام؛، نوم وملابس وحمام، وصالون استقبال. في الحرملك توجد القاعة البيزنطية ذات التصميم البيزنطي في الجدران والإسلامي في الأعمدة والقبطي في الأيقونات.

ومن أشهر الأجنحة في «الحرملك»، الجناح البلجيكي الذي سُمي بهذا الاسم لأن أول من أقام به كان ملك بلجيكا، و«جناح الملكة فريدة» زوجة الملك فاروق الأولى، الذي تحول فيما بعد لجناح الملكة ناريمان الزوجة الثانية للملك، وعلى أحد جدرانه توجد صورة زفاف الملكة ناريمان. أما جناح الملك فاروق فيتميز على خلاف باقي الأجنحة بالبساطة والحداثة. وقبل أن ننهي الجولة في «الحرملك» ندخل قاعة طعام العائلة والتي تزينها الحروف الأولى من اسمي الخديو إسماعيل والملك فؤاد.

لا تقتصر الجولة السياحية في قصر عابدين على مبناه الرئيسي وغرفه وأجنحته، حيث يضم عدداً من المتاحف؛ متحف النياشين والأوسمة، ومتحف الأسلحة، ومتحف الفضيات، ومتحف السلام ومتحف الوثائق التاريخية، يمكن للزائر حجز جولة منفصلة بهم.