السعودية: على مجلس الأمن تحذير الحوثيين من «عواقب وخيمة»

المعلمي أشاد بالتعاون مع تونس رغم مرور «شيء بسيط من سوء الفهم»

TT

السعودية: على مجلس الأمن تحذير الحوثيين من «عواقب وخيمة»

في ظل تلويح الولايات المتحدة بوقف كلي للمساعدات التي تقدمها إلى اليمن رداً على استمرار ميليشيات الحوثي في وضع العراقيل أمام المنظمات الإنسانية الدولية، طالب المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة عبد الله بن يحيى المعلمي مجلس الأمن بإشعار الحوثيين المدعومين من إيران بأن مثل هذه العراقيل «ستكون لها عواقب وخيمة»، مشيداً بـ«التعاون الوثيق» للوفد التونسي مع أشقائه السعوديين رغم مرور «شيء بسيط من سوء الفهم» حصل خلال فترة وجيزة. وشدد في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على أن «تونس دولة عربية شقيقة تمثل المواقف العربية خير تمثيل».
وعما تأمله المملكة من المنظمة الدولية عموماً ومجلس الأمن خصوصاً في ضوء الإحاطة الأخيرة التي قدمها المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث وعبّر فيها عن مخاوف الأمم المتحدة من تصعيد جماعة الحوثي المدعومة من إيران لأعمال العنف في أنحاء مختلفة من البلاد، لاحظ السفير المعلمي «تفهماً أكبر بكثير في مجلس الأمن لما يقوم به المتمردون الحوثيون من عرقلة لإمدادات الأمم المتحدة»، فضلاً عن «العراقيل التي يضيفونها فيما يتعلق بالمساعدات ووصولها إلى مستحقيها والمحتاجين إليها».
وقال إن «المملكة طالبت الأمم المتحدة مرات عدة بأن تتخذ موقفاً في هذا الشأن، وبأن تبادر إلى إشعار الحوثيين بأن مثل هذه الإجراءات ستكون لها عواقب وخيمة». وإذ أشار إلى «تردد في الفترة الماضية بسبب أن الوسطاء الدوليين لا يرغبون في أن يفقدوا التواصل مع المتمردين الحوثيين»، أكد أنه «يبدو أننا اقتربنا الآن من مرحلة بلغ السيل الزبى، وأصبح هناك تفهم أكبر ليس فقط لدى المبعوثين الدوليين وإنما أيضاً في مجلس الأمن».
وأضاف: «شاهدنا بعض الكلمات والعبارات التي ألقيت في المجلس خلال الاجتماع الأخيرة. فالولايات المتحدة هددت بإيقاف المساعدات تماماً إلى الجهات التي يسيطر عليها الحوثيون. وكذلك بعض الدول الأخرى». وشدد على أن السعودية «تتابع هذا الأمر بدقة، وتعمل مع الدول الصديقة والشقيقة في المجلس للتأكيد على ضرورة الضغط على الحوثيين للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها، وفي حال عدم استجابتهم لذلك لا بد من اتخاذ الإجراءات اللازمة لتصحيح هذا الوضع».
ورداً على سؤال عن الدور الذي تضطلع به تونس تمثيلاً للمجموعة العربية من خلال المقعد الذي تتولاه حالياً في مجلس الأمن، لا سيما في القضايا العربية الأكثر إلحاحاً في هذه المرحلة، ومنها استمرار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للمنطقة العربية، أجاب المعلمي: «نحن نقدر بشكل كبير مواقف تونس في مجلس الأمن. نقدر الدور المهم الذي تقوم به في تمثيل المجموعة العربية في المجلس».
وأضاف أن «تعاون الوفد التونسي مع أشقائه في الوفد السعودي تعاون مستمر وبشكل وثيق». وأوضح أن ذلك «ظهر جلياً في الآونة الأخيرة في عدد من الأمور والمسائل التي بحثت في المجلس والتي كان لتونس دور أساسي في تمثيل المجموعة العربية والموقف العربي بشكل إيجابي». وأوضح أنه «قد تكون مرّت بعض الفترات وبعض المواقف التي ربما كان فيها تأخر في التعبير عن الموقف العربي، أو ربما تكون مرّت فترة فيها شيء بسيط من سوء الفهم، ولكن بصفة عامة نحن نقدر الموقف التونسي. ونعتبر أن تونس دولة عربية شقيقة تمثل المواقف العربية خير تمثيل».


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.