يهود شرقيون يعتدون على يهودي هندي ظنّوه صينياً

«كورونا» يجبر جيش إسرائيل على فرض منع تجول في قاعدة عسكرية

TT

يهود شرقيون يعتدون على يهودي هندي ظنّوه صينياً

أفادت مصادر في الشرطة الإسرائيلية، بأن فيروس كورونا بدأ يثير أعصاب المواطنين، ويرفع من نسبة العنف والعنصرية. وأشارت إلى أن مواطنين من طبريا (المدينة التي يسكنها بالأساس يهود شرقيون)، اعتدوا على مواطن يهودي آخر من أصول هندية، لاعتقادهم أنه سائح أو عامل صيني يتجول بحرية بين الناس، ليصيبهم بالفيروس. وقد أشبعوه ضرباً، وهو لا يفهم لماذا يفعلون ذلك. وفقط عندما راح يصيح باللغة العبرية، أدركوا خطأهم. ونقلوه إلى المستشفى وهربوا.
كانت وزارة الصحة الإسرائيلية قد أعلنت، أمس الاثنين، عن ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد إلى 255 مصاباً، وصفت حالة أربعة منهم بأنها خطيرة. وأشارت إلى أن عشرات المواطنين قيد شبهات الإصابة. وقال مدير عام وزارة الصحة، موشيه بار سيمان طوف، في تصريحات إذاعية، إنه لا يريد استخدام كلمة «إغلاق»، و«لكن على الإسرائيليين أن يستعدوا لوضع يضطرون فيه إلى الوجود أكثر في البيوت، وإحداث تغيير جوهري في مجرى الحياة، واتخاذ أمور قد تبدو لنا مستحيلة الآن ستبدو مختلفة تماماً بعد أسبوعين».
وعاد المسؤولون في وزارة الصحة الإسرائيلية إلى التوصية مجدداً أمام رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بفرض إغلاق شامل في إسرائيل، والإعلان عن حالة طوارئ شاملة، يتم السماح خلالها بعمل قطاعات قليلة وحيوية فقط، وذلك على خلفية التخوفات من انتشار واسع لفيروس كورونا المستجد، وإصابة آلاف الأشخاص بالفيروس، واحتمال وفيات بأعداد كبيرة.
وفي خلفية تجدد توصية وزارة الصحة، نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس الاثنين، عن مدير أحد أكبر المستشفيات في إسرائيل، قوله إن «(كورونا) يخرج عن السيطرة. وعدد المرضى، رغم أنه جزئياً بسبب حجم الفحوصات الضئيل، يرتفع بسرعة، ويدل على أن المرض ينتشر بسرعة في المجتمع. وعلى الأرجح أنه يوجد الآن آلاف المرضى، وعددهم يرتفع بسرعة. وإذا أردنا وقف هذا الانتشار السريع علينا إبقاء الجمهور في البيوت». وأضاف مصدر رفيع آخر للصحيفة أنه «في المرحلة الحالية لانتشار الفيروس لا يوجد أي مفر من فرض إغلاق واسع، رغم التخوفات الهائلة من رد فعل الجمهور على ذلك».
لكن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، لا يجرؤ على اتخاذ قرار بهذه الحدة، بسبب التبعات الاقتصادية لذلك، والرفض الشامل له من اتحاد الصناعيين، إلا إذا تم التعهد بدفع تعويضات لأصحاب المصانع. وقد وصف مسؤولون في الحكومة طلب وزارة الصحة بأنه «متطرف جداً»، وأن هذه المرة الثالثة التي تطرح فيها الوزارة هذا المطلب، وفي كل مرة تراجعت عنه. لكن وزارة الصحة رفضت هذا التعليل، وقالت إن الخسائر الاقتصادية التي خلفها الفيروس حتى الآن، تبلغ مليار شيقل شهرياً، ويتوقع أن ترتفع نسبة البطالة في البلاد بـ6 في المائة عند نهاية الأسبوع الحالي، ما يعني أكثر من 80 ألف عاطل عن العمل. كما توقع وزير الأمن الإسرائيلي، نفتالي بنيت، تزايد المصابين لأربعة أضعاف.
على صعيد الجيش، قررت القيادة العسكرية في تل أبيب، تشديد خطواتها لمواجهة الانتشار السريع للفيروس في صفوف الجيش، حيث توجد اليوم خمس إصابات بين الجنود، ويوجد لا أقل من 3700 جندي (هناك من يقدر العدد بـ6 آلاف)، في العزل بينهم ضباط كبار. وقد تم اتخاذ مزيد من الإجراءات الوقائية الصارمة داخل الجيش، منها منع المصافحة ومنع تجمعات أعداد كبيرة من الجنود، وفحص إرسال أصحاب العديد من الوظائف الدائمة للعمل من المنزل. وسيتم تناول الطعام في الأكشاك منعاً للتجمعات. كما صدرت تعليمات للجنود بالاحتفاظ بمسافة مترين عن بعضهما البعض. وقد تم حتى الآن تجنيد 700 من جنود الاحتياط، ويخطط الجيش الإسرائيلي لمواصلة التدريبات المنتظمة، كما هو مخطط لها، على صعيد الفرق الصغيرة، لكن التدريبات الكبيرة ألغيت.
وقد طمأن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، من تقليص التدريبات قائلاً: «نشاط خصومنا وأعدائنا في المنطقة هو أيضاً آخذ في الانخفاض. إنهم مشغولون أيضاً في (كورونا)».



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».