الجيش المصري يتفقد خطة الطوارئ لمواجهة الفيروس

«كبار العلماء» تجيز وقف الجُمع عند الحاجة... والحكومة تحذر من تخزين السلع

الجيش المصري يتفقد خطة الطوارئ لمواجهة الفيروس
TT

الجيش المصري يتفقد خطة الطوارئ لمواجهة الفيروس

الجيش المصري يتفقد خطة الطوارئ لمواجهة الفيروس

بإجراءات حكومية، وخطة طوارئ من الجيش، كثفت مصر من استعداداتها لمواجهة فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19). وفي حين حذرت رئاسة الوزراء من تخزين السلع، أجازت «هيئة كبار العلماء» وقف صلوات الجماعة والجمعة، إذا دعت الحاجة لحفظ النفوس والوقاية من الأضرار.
وأعلنت القوات المسلحة في مصر، أمس، أن الفريق محمد فريد، رئيس أركان حرب الجيش، تفقّد «اصطفاف عناصر ومعدات أجهزة القيادة العامة للقوات المسلحة، في إطار اتخاذ الإجراءات الوقائية لمجابهة فيروس (كوفيد-19)، المعروف باسم كورونا المستجد».
وأفادت بأن الإجراء «يأتي ضمن خطة القوات المسلحة للاستعداد وتقديم الدعم لأجهزة الدولة المختلفة في مجابهة الفيروس، وفرض سيناريوهات محتملة للتعامل مع المواقف الطارئة». وبحسب بيان مصري، فإن «إدارة التعيينات» بالجيش «قامت بالاحتفاظ باحتياطيات عاجلة من المواد الغذائية، وأن الاحتياطي الواحد يكفي لقوة (20 ألف فرد) جاهزة للدفع في أي من الاتجاهات الاستراتيجية، حال تكليف القوات المسلحة بأي مهام». كما «اتخذت (هيئة الإمداد والتموين) كثيراً من الإجراءات، منها التثقيف الصحي، والتدريب على إجراءات الشؤون الصحية والوقائية على المستويات كافة».
وعلى الصعيد الطبي، أعلن الجيش أنه تم تعديل «عربات ومعدات الإطفاء، من خلال تزويدها بقواذف الأكرون، وتعبئتها مسبقاً بالمحاليل المطهرة، لاستخدامها مباشرة في أعمال تطهير وتعقيم الأماكن المفتوحة، باستغلال 24 عربة إطفاء، بطاقة 12 طناً للعربة، بجميع الاتجاهات الاستراتيجية للدولة، وتطويع وحدة طرد الهواء العملاقة للعمل كوحدة تطهير مسطحات ومبانٍ».
وقضائياً، نسق مجلس إدارة نادي القضاة في مصر، ووزارة العدل، ومجلس القضاء الأعلى، والنائب العام، لإصدار «قرار بتأجيل نظر الدعاوي أمام المحاكم على اختلاف درجاتها لمدة أسبوعين، واستمرار العمل الإداري بالمحاكم لتلبيه الطلبات خلال مواعيدها المقررة قانوناً».
ودفعت حالة القلق من الفيروس، ومحاولات تخزين السلع الغذائية، الحكومة للالتزام بـ«العمل على توفير المخزون الكافي من السلع للمواطنين»، فيما شدد رئيس الوزراء على أنه سيتم التعامل بـ«بقبضة من حديد» مع المتاجرين بالسلع الذين يتعمدون إخفاءها، أو يرفعون الأسعار بلا مبرر.
وقال مدبولي، خلال اجتماع أمس: «لن نسمح لأحد بأن يخلق أزمة، ولن نرحم المتاجرين والمتربحين من الأزمات»، مكلفاً مباحث التموين وجهاز حماية المستهلك بشن حملات على المخالفين بجميع المحافظات.
وبدوره، استعرض علي مصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية «رصيد مخزون السلع الأساسية للبلاد»، مشيراً إلى توافر «كميات من القمح تكفي لمدة 3.6 شهر، حتى 30 يونيو (حزيران) المقبل، فيما تكفي كميات السكر (سكر تمويني، وسكر استهلاك البلاد) حاجة البلاد لمدة 7.3 شهر».
أما «هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف»، فنوّهت إلى أنّه «في ضوء ما تسفر عنه التقارير الصحية المتتابعة من سرعة انتشار (فيروس كورونا)، وتحوُّله إلى وباء عالمي، ومع تواتر المعلومات الطبية عن أن الخطر الحقيقي للفيروس هو في سهولة وسرعة انتشاره، فإنه يجوز شرعاً إيقاف الجُمَعِ والجماعات في البلاد، خوفاً من تفشِّي الفيروس وانتشاره، والفتك بالبلاد والعباد».
واستندت الهيئة، في بيان أمس، إلى أن «أعظم مقاصد شريعة الإسلام حفظُ النفوس، وحمايتها ووقايتها من كل الأخطار والأضرار»، ودعت «المرضى وكبار السن إلى البقاء في منازلهم، والالتزام بالإجراءات الاحترازية التي تُعلن عنها السلطات المختصة في كل دولة، وعدم الخروج لصلاة الجمعة أو الجماعة».


مقالات ذات صلة

صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».