مقتل 12 انقلابياً في الحديدة والجوف

TT

مقتل 12 انقلابياً في الحديدة والجوف

أفادت مصادر عسكرية بتحليق متواصل لطائرات مقاتلات تحالف دعم الشرعية في اليمن، الأحد، غرب الضالع بجنوب البلاد، بعد يوم من شن المقاتلات قصفاً مركزاً ومباشراً على مواقع عسكرية وتجمعات لميليشيات الحوثي الانقلابية، شمال وغرب مديرية قعطبة، في الوقت الذي أكدت فيه مصادر عسكرية رسمية مقتل 12 انقلابياً في محافظتي الجوف والحديدة، في معارك مع الجيش الوطني، إضافة إلى أسر قيادي حوثي في حيس، جنوب محافظة الحديدة، غرباً.
وقالت قوات «ألوية العمالقة» الحكومية، المرابطة في جبهة الساحل الغربي، إن «6 من عناصر ميليشيات الحوثي لقوا مصرعهم إثر تصدي القوات المشتركة لهجوم الميليشيات في التحيتا، جنوب الحديدة، على مواقع القوات المشتركة».
وأكدت في بيان لها، نشره مركزها الإعلامي، أن «القوات المشتركة أجبرت الميليشيات على التراجع والفرار، مخلفة وراءها خسائر فادحة في العتاد والأرواح، بعد المعارك العنيفة التي خاضتها القوات المشتركة بكل صلابة واستبسال، وأن القوات المشتركة تواصل توجيه الضربات والصفعات الموجعة للميليشيات الحوثية التي تسعى إلى اختراق الهدنة الأممية بشكل يومي في مختلف جبهات القتال».
كما أكدت «العمالقة» أن «القوات المشتركة في مدينة حيس، جنوب الحديدة، تمكنت من أسر قيادي تابع لميليشيات الحوثي بعد صد محاولة تسلل عناصر حوثية في قرية بيت مغاري شمال غربي المدينة». موضحة أن «القوات في جبهة حيس قامت بإسعاف الأسير الحوثي بعد إصابته خلال المواجهات وقامت بعلاجه».
وأفاد الإعلام العسكري للقوات المشتركة أن ميليشيات الحوثي الانقلابية استهدفت، مساء السبت، بـ3 قذائف مدفعية عيار 120 حي الحضرمي في أطراف مدينة حيس، مركز المديرية، ما أثار الرعب في أوساط المواطنين وتسبب بأضرار في بعض المنازل، وأن القوات المشتركة ردت على مصادر النيران، مؤكداً تحقيق إصابات مباشرة في موقع للميليشيات.
وفي الجوف، قتل 6 انقلابيين في كمين محكم، فجر الأحد، شرق مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف. وفقاً لما أفاد به المركز الإعلامي للقوات المسلحة، الذي أوضح أن «الجيش الوطني نفذ كميناً محكماً ضد مجموعة من عناصر الميليشيات، ما أدى إلى مقتل 6 منهم، وأسر آخرين، ومصادرة الأسلحة والمعدات التي كانت بحوزتهم».
وذكر أنه «من ضمن المعدات التي تمت مصادرتها طقم قتالي على متنه كميات من الأسلحة والذخائر المتنوعة».
ذلك، ونقل المركز الإعلامي «لمحور الضالع القتالي» عن أسرى حوثيين لدى القوات الجنوبية في الضالع، تحدثوا عن كيفية انضمامهم للقتال بصفوف الانقلابيين، القول إنهم «دُفِعوا للقتال مع ميليشيا الحوثي غصباً».

، وإن «مشرفي الميليشيات الحُوثية في محافظتي إب وذمار، الذين يقومون بدور الأجهزة الرقابية والتشريعية والتنفيذية والقضائية والدينية، يعملون على استخراج جثث (الزنابيل) واستبدالها بجثث (القناديل) من النُخب التي ترتبط بالجماعة ارتباطاً عقائدياً بما يُعرف بسلالة آل البيت».
وأكد الأسرى أن «عمليات فرز جثث المقاتلين من ثلاجات الموتى يدلُّ على النزعة العنصرية الممقوتة ذاتها في صفوف مقاتلي الجماعة وعناصر ميليشياتها المُسلحة»، وأن «اعتماد مشرفي الميليشيات الحُوثية في مدينتي إب وذمار على معايير غير إنسانية وعنصرية في التعامل مع جثامين القتلى من عناصرها، يُبيّن مدى التهميش للمقاتلين المنحدرين من القبائل الموالية لهم (السَّادة)، الذين لا يرتبطون بولاءات عقائدية مع فكر الجماعة التي تدعي زوراً وبهتاناً انتسابها إلى آل البيت، كما أن مراسم تشييع القناديل تختلف عن مراسم تشييع الزنابيل، وتجري لها جنائز مهيبة ومواكب وكرنفالات صاخبة».
وكشف الأسرى الحوثيون، الذين وقعوا في أيدي القوات الجنوبية خلال الأيام الماضية، عن «خسائر كبيرة تلقتها الميليشيات في المعارك الدائرة مؤخراً في جبهات شمال وغرب محافظة الضالع». وقالوا، وفقاً لما نقل عنهم المركز، إن «أكثر من 140 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم، إضافة إلى جرح أكثر من 460 آخرين في جبهات الفاخر والجب أثناء تنفيذهم أكثر من 30 هجوماً على مواقع القوات الجنوبية والمشتركة، وأن جثث القتلى الحوثيين ما زالت مرمية بخطوط التماس؛ حيثُ لم تتمكن الميليشيات من انتشالها بسبب ضراوة المعارك التي تجري في هذه الجبهات المشتعلة».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.