نتنياهو يجبر المحاكم على تأجيل محاكمته... بـ«حالة طوارئ»

TT

نتنياهو يجبر المحاكم على تأجيل محاكمته... بـ«حالة طوارئ»

استخدم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، موضوع انتشار فيروس كورونا ليفرض حالة طوارئ على الجهاز القضائي، مما دفع هيئة القضاء التي تحاكمه بتهم فساد ثلاث، إلى الإعلان عن تأجيل أولى جلسات المحاكمة رئيس الحكومة، المقرر أن يبدأ غداً الثلاثاء، إلى ما بعد أكثر من شهرين، وتحديداً في 24 مايو (أيار) المقبل.
وقد صدرت أوامر الطوارئ هذه في الساعة الواحدة من فجر أمس، الأحد، وذلك لغرض مفاجأة الصحافة اليومية ومنعها من التعليق الفوري ضد القرار. ولم يصدق أحد في أن هدفه الأساسي هو مكافحة كورونا. وأجمع المراقبون على أن الأمر يأتي فقط للتخريب على محاكمته والتهرب منها لفترة أخرى. وقد تولى مهمة إصدار القرار رسمياً، وزير القضاء، أمير أوحانا، الذي أعلن عن «تعليق العمل في المحاكم كإجراء وقائي لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد». ووفقاً للبيان الصادر عن أوحانا، سيتم تعليق عمل المحاكم والجهاز القضائي، بسبب حالة الطوارئ في البلاد، بحيث يسري القرار لليومين المقبلين، على أن يتم تجديد القرار يومياً، وذلك لمدة 30 يوماً.
وبعد ساعات قليلة من نشر هذا الإعلان، قدمت «الحركة لجودة الحكم في إسرائيل»، ظهيرة أمس الأحد، التماساً للمحكمة العليا تطالب فيه بإلغاء قرار الوزير وإجراء المداولات في المحكمة كما كان مقرراً. وحذرت الحركة من تعليق العمل بالمحاكم واستعمال حالة الطوارئ والتقييدات الجديدة لمنع تفشي «كورونا»، من أجل أن تكون طوق نجاة وإنقاذ نتنياهو من المحاكمة. وأوضحت حركة جودة الحكم أن قرار أوحانا خطير ويشكل تصعيداً وتقويض صلاحيات سلطات إنفاذ القانون في البلاد. كما توجهت الحركة إلى المستشار القضائي للحكومة، أبيحاي مندلبليت، وطالبته بالتدخل من أجل تجميد اللوائح والإجراءات التي يتخذها أوحانا في الجهاز القضائي وبضمنها تعليق العمل في المحاكم وتأجيل جلسات ومداولات.
وهاجم حزب الجنرالات «كحول لفان» بشدة قرار تعليق المحاكم، وقال موشيه يعلون، وزير الأمن الأسبق والمرشح الثالث في القائمة، إن نتنياهو «فقد الحياء». وأضاف: «إنه يسخر دولة برمتها لمصالحه الذاتية، ويدوس على الديمقراطية. هذا ليس رئيس حكومة، إنه هارب من العدالة». وكتب يعلون في تغريدة على حساباته في الشبكات الاجتماعية، «نتنياهو يقلد (الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان) في دوس الديمقراطية والانفراد بالحكم». وقال بين غانتس، رئيس الحزب، إن «كحول لفان مجندة بكل قوتها لمحاربة فايروس كورونا ولا تجري أي حسابات حزبية أو شخصية في هذه الحرب، على عكس نتنياهو الذي يسخر من الجمهور ويكرس القانون والجهاز القضائي لحساباته الشخصية».
ورد الوزير أوحنا، قائلاً، إن قراره يتماشى مع التوصيات الصادرة عن الطواقم المهنية في وزارة الصحة بكل ما يتعلق بالحد من انتشار فيروس كورونا، وكذلك بالتنسيق مع إدارة المحاكم في البلاد، والمستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مند لبليت.
يذكر أن المحكمة المركزية في القدس، رفضت في الأسبوع الماضي طلب نتنياهو تأجيل بدء محاكمته بتهم فساد لـ45 يوماً، وأجبرته على حضور الجلسة ليستمع بنفسه لقراءة لائحة الاتهام ضده، وهي تشمل مخالفات خطيرة بتلقي الرشى وممارسة الاحتيال وخيانة الأمانة في ثلاثة ملفات.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.