هل يسبب «كورونا» تحولاً دائماً نحو العمل من المنزل؟

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يعمل من المنزل ضمن إجراءات العزل الذاتي التي يتبعها بعد إصابة زوجته بـ«كورونا» (رويترز)
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يعمل من المنزل ضمن إجراءات العزل الذاتي التي يتبعها بعد إصابة زوجته بـ«كورونا» (رويترز)
TT

هل يسبب «كورونا» تحولاً دائماً نحو العمل من المنزل؟

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يعمل من المنزل ضمن إجراءات العزل الذاتي التي يتبعها بعد إصابة زوجته بـ«كورونا» (رويترز)
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يعمل من المنزل ضمن إجراءات العزل الذاتي التي يتبعها بعد إصابة زوجته بـ«كورونا» (رويترز)

يمكن أن يغيّر تفشي فيروس كورونا المستجد أنماط العمل بشكل دائم، حيث تجد الشركات التي اضطرت إلى اتباع نظام العمل من المنز بسبب الوباء أن موظفيها لا يريدون العودة إلى المكتب بمجرد مرور هذه الأزمة العالمية، وفقاً لتقرير نشره موقع صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وتُظهر الزيادة المفاجئة في العمل من المنزل المشكلات والفرص: من ناحية، تقدم الشركات الناشئة (مثل «سلاك» و«زوم») والشركات العملاقة (بما في ذلك «غوغل» و«مايكروسوفت») بعض خدماتها مجاناً، على أمل أن يستمر الأشخاص في استخدامها بمجرد عودة الحياة الطبيعية. ومن ناحية أخرى، فإن بعض الأنظمة بدأت تواجه عقبات. كما تواجه بعض شبكات الشركات انحرافات غير عادية، بينما يتعرض مزودو خدمة الإنترنت لضغوط لرفع الحد الأقصى لعرض النطاق الترددي، بحيث يستطيع العمال الاستمرار في تأدية مهامهم خلال الفترة الممتدة.
ولكن يبدو بشكل متزايد كما لو أن الوضع لن يعود أبداً إلى ما كان عليه، حيث بدأ كثير من موظفي الشركات الذين اعتمدوا مؤخراً العمل عن بُعد في التساؤل عن سبب اضطرارهم إلى الذهاب إلى المكتب في المقام الأول.
وكانت شركات التكنولوجيا الكبيرة من أوائل الشركات التي اتخذت قرار العمل من المنازل لجميع موظفيها، بناءً على حقيقة أنه يمكن القيام بكثير من الأعمال المعرفية عن بُعد.
وفي مدينة سياتل، مركز كثير من حالات «كوفيد-19» في الولايات المتحدة، نصحت الشركات، بما في ذلك «أمازون» و«لينكد إن» و«مايكروسوفت» و«غوغل»، العمال بالتوقف عن القدوم إلى المكاتب في أواخر فبراير (شباط) الماضي.
وفي أوائل مارس (آذار) الحالي، نصحت «تويتر» بشدة جميع موظفيها في جميع أنحاء العالم باتباع الإرشادات نفسها. ويوم الأربعاء، جعلت ذلك إلزامياً.
ودفعت هذه الخطوات كثيرين إلى التساؤل عما إذا كانت الشركات التي تتبنى العمل عن بعد في أزمة قد تلتزم بذلك مع عودة الوضع إلى طبيعته.
وقال مات مولنويغ، الرئيس التنفيذي لشركة «وورد برس»: «لم أكن أتصور طريقة ترسيخ ثورة العمل الموزعة هذه»، وأضاف أن التغييرات «قد توفر أيضاً فرصة لكثير من الشركات لبناء ثقافة تسمح بمرونة العمل التي طال انتظارها».
وتابع مولنويغ: «ستتاح الفرصة لملايين الأشخاص لتجربة أيام دون أوقات طويلة في وسائل النقل، وستعطي القدرة لهم للبقاء بالقرب من المنزل، عندما يكون أحد أفراد الأسرة مريضاً... قد تكون هذه فرصة لإعادة برمجة الطريقة التي نعمل بها».
وهذا هو بالتأكيد ما تأمله الشركات الكامنة وراء العمل عن بعد. وقال المتحدث باسم «سلاك»، الذي يصنع برمجيات الخدمة السحابية الشهيرة: «نحن على استعداد تام لهذه الآلية... أولاً وقبل كل شيء، نهتم بالعائلات والأفراد المتضررين من الفيروس التاجي».
وتابع: «في الوقت الحالي، نحن نركز على مساعدة الأشخاص حول العالم على التكيف مع العمل عن بُعد باستخدام الموارد المجانية. على سبيل المثال، نحن نستضيف استشارات مجانية للشركات التي تتكيف مع العمل عن بعد لأول مرة. لقد تحدثنا إلى شركات من جميع الأحجام ومن جميع الصناعات... ناقشنا الشركات الكبيرة التي تضم مئات الآلاف من الموظفين، والأخرى الصغيرة التي لا يتعدى عدد فريقها الخمسة أفراد».


مقالات ذات صلة

«كراود سترايك»: 97 % من أجهزة استشعار «ويندوز» عادت للعمل

تكنولوجيا «كراود سترايك» هي شركة تكنولوجيا أميركية عملاقة تقدر قيمتها بأكثر من 80 مليار دولار (شاترستوك)

«كراود سترايك»: 97 % من أجهزة استشعار «ويندوز» عادت للعمل

بعد أسبوع من الأزمة المعلوماتية العالمية التي تسببت بها، أعلنت «كراود سترايك» عودة 97 في المائة من أجهزة استشعار «ويندوز» للعمل.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا من السهل على مجرمي الإنترنت اعتراض أو فك تشفير أو اختراق البيانات التي يتم نقلها عبر شبكات الـ«واي فاي» المجانية (شاترستوك)

25 % من شبكات الـ«واي فاي» المجانية في أولمبياد باريس غير آمنة

يلعب توافر نقاط الـ«واي فاي» المجانية دوراً مهماً، وخاصة أثناء الأحداث العامة الكبيرة، لكنها تطرح مخاطر التهديدات الإلكترونية.

نسيم رمضان (لندن)
خاص ينتظر أن يشهد أولمبياد باريس عشرة أضعاف الحوادث السيبرانية التي استهدفت أولمبياد طوكيو (شاترستوك)

خاص 4 مليارات حادث سيبراني متوقع في أولمبياد باريس

فريق «استخبارات التهديدات» والذكاء الاصطناعي في طليعة أسلحة أول مركز موحد للأمن السيبراني في تاريخ الأولمبياد.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا يمكن أن يسهّل التعرف المبكر على المرضى الذين من المرجح أن يتقدموا بسرعة العلاج في الوقت المناسب والمراقبة الدقيقة (شاترستوك)

الذكاء الاصطناعي أكثر دقة بـ3 مرات في التنبؤ بتقدم مرض ألزهايمر

ابتكر باحثون بجامعة كمبردج نموذجاً للتعلم الآلي يمكنه التنبؤ بتطور مشاكل الذاكرة والتفكير الخفيفة إلى مرض ألزهايمر بدقة أكبر من الأدوات السريرية.

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد أشخاص يسيرون بجوار لوحات إعلانية رقمية معطلة بنيويورك في أعقاب الانقطاع التقني العالمي (رويترز)

عقب العطل التقني العالمي...«فورتشن 500» تواجه خسائر بـ5.4 مليار دولار

قالت شركة التأمين الأميركية «باراميتريكس»، الأربعاء، إن شركات قائمة «فورتشن 500» التي تضم كبرى شركات الولايات المتحدة، ستشهد خسائر بقيمة 5.4 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

رغم المرض... سيلين ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
TT

رغم المرض... سيلين ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)

لم يمنع المرض النجمة العالمية سيلين ديون من إحياء افتتاح النسخة الـ33 من الألعاب الأولمبية في باريس، مساء الجمعة، حيث أبدعت في أول ظهور لها منذ إعلان إصابتها بمتلازمة الشخص المتيبس.

وأدت المغنية الكندية، الغائبة عن الحفلات منذ 2020، أغنية «L'hymne a l'amour» («نشيد الحب») لإديت بياف، من الطبقة الأولى لبرج إيفل.

ونجحت الفنانة الكندية رغم أزمتها الصحية الأخيرة في مواصلة شغفها كمغنية عالمية، كما أثارث النجمة البالغة من العمر 56 عاماً ضجة كبيرة بين معجبيها في عاصمة الأنوار هذا الأسبوع الحالي، حيث شوهدت محاطة بمعجبيها.

وتعاني ديون بسبب هذا المرض النادر، الذي يسبب لها صعوبات في المشي، كما يمنعها من استعمال أوتارها الصوتية بالطريقة التي ترغبها لأداء أغانيها.

ولم يشهد الحفل التاريخي في باريس عودة ديون للغناء المباشر على المسرح فقط، بل شمل أيضاً أداءها باللغة الفرنسية تكريماً لمضيفي الأولمبياد.

وهذه ليست أول مرة تحيي فيها سيلين ديون حفل افتتاح الأولمبياد، إذ أحيته من قبل في عام 1996، حيث أقيم في أتلانتا في الولايات المتحدة الأميركية.

وترقبت الجماهير الحاضرة في باريس ظهور ديون، الذي جاء عقب أشهر عصيبة لها، حين ظهر مقطع فيديو لها وهي تصارع المرض.

وأثار المشهد القاسي تعاطف عدد كبير من جمهورها في جميع أنحاء المعمورة، الذين عبّروا عبر منصات التواصل الاجتماعي عن حزنهم، وفي الوقت ذاته إعجابهم بجرأة سيلين ديون وقدرتها على مشاركة تلك المشاهد مع العالم.

وترتبط المغنية بعلاقة خاصة مع فرنسا، حيث حققت نجومية كبيرة مع ألبومها «دو» («D'eux») سنة 1995، والذي تحمل أغنياته توقيع المغني والمؤلف الموسيقي الفرنسي جان جاك غولدمان.

وفي عام 1997، حظيت ديون بنجاح عالمي كبير بفضل أغنية «My Heart will go on» («ماي هارت ويل غو أون»)، في إطار الموسيقى التصويرية لفيلم «تايتانيك» لجيمس كامرون.