الجنرال ماكينزي: الضربات رسالة واضحة لإيران

قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي يقدم إيجازاً للصحافيين حول الضربات الجوية في العراق أمس (رويترز)
قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي يقدم إيجازاً للصحافيين حول الضربات الجوية في العراق أمس (رويترز)
TT

الجنرال ماكينزي: الضربات رسالة واضحة لإيران

قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي يقدم إيجازاً للصحافيين حول الضربات الجوية في العراق أمس (رويترز)
قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي يقدم إيجازاً للصحافيين حول الضربات الجوية في العراق أمس (رويترز)

وصف الجيش الأميركي ضرباته الجوية الأخيرة في العراق بأنها «ناجحة»، معلنا أنه سيبقي حاملتي طائرات في المنطقة للرد على التهديد الإيراني.
وقال قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي التي تشمل خصوصا الشرق الأوسط وآسيا الوسطى «نعتبر أنه نجاح على كل الصعد ونحن راضون جدا عن حجم الأضرار التي خلفتها الضربات». وأوضح الجنرال ماكنزي في إفادة صحافية أن الضربات نفذت بواسطة مقاتلات وليس طائرات مسيرة، مضيفا «ليس لدي أرقام حتى الآن (...) لكننا نعتقد أن الأضرار الجانبية ستكون محدودة جدا». وكشف أن واشنطن تشاورت مع العراق في أعقاب الهجوم، «كانوا يعلمون أن الرد آت».
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ماكنزي قوله: «أكرر أن هذه الضربات الدفاعية هدفت إلى تدمير أسلحة تقليدية متطورة قدمتها إيران والولايات المتحدة تحركت تحت شعار الدفاع عن النفس ردا على هجوم مباشر ومتعمد على قاعدة عراقية تضم قوات التحالف». وأكد أن تهديد النظام الإيراني «يبقى كبيرا جدا»، وقال: «لا أعتقد أن التوتر هدأ» منذ اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني بداية يناير (كانون الثاني) في ضربة أميركية قرب مطار بغداد.
وحسب وكالة «رويترز»، لفت ماكنزي إلى أنه حصل من وزير الدفاع مارك إسبر على إذن بإبقاء حاملتي طائرات في المنطقة للمرة الأولى منذ 2012. وقال: «لدينا الليونة والقدرة والنية على الرد على أي تهديد». كما أكد أنه يجري نقل صواريخ باتريوت إلى العراق وأنها ستكون جاهزة هناك خلال أيام لحماية الجنود الأميركيين من هجمات محتملة.
وقال إنه يعتقد أن العراق يدرك قيمة القوات الأميركية في التصدي لتنظيم «داعش» وأن الولايات المتحدة ستتمكن من المحافظة على وجودها في العراق. وأضاف الضربات في العراق تبعث رسالة واضحة بأن الولايات المتحدة لن تتهاون مع الهجمات الإيرانية غير المباشرة بأسلحة توفرها إيران.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.