أربع نساء فلسطينيات يدخلن إلى الكنيست الإسرائيلي

64 % من العربيات محرومات من العمل في إسرائيل لعدم توفر مواصلات ملائمة

TT

أربع نساء فلسطينيات يدخلن إلى الكنيست الإسرائيلي

مثلت في الكنيست السابقة 28 امرأة، بينهن اثنتان من القائمة المشتركة. ومع ارتفاع عدد الفائزات من القائمة المشتركة إلى أربع، صار عدد النساء في الكنيست 30 امرأة من بين 120 نائباً في الإجمال.
لأول مرة تدخل أربع نساء عربيات دفعة واحدة ضمن القائمة العربية المشتركة الكنيست، بالإضافة إلى امرأة خامسة درزية من بني معروف، ضمن قائمة «أزرق أبيض» (كحول لفان) بزعامة الجنرال بيني غانتس. حصلت القائمة العربية المشتركة على 15 مقعداً في انتخابات 2 مارس (آذار)، وهو أكبر إنجاز منذ انتخابات الكنيست الأولى في عام 1949، وبلغ عدد الأصوات التي حصلت عليها أكثر من نصف مليون صوت. وتضم القائمة المشتركة مسلمين ومسيحيين ويهودياً واحداً ودرزياً، وهي تضم شيوعيين وقوميين وإسلاميين وليبراليين.
وقفت إيمان الخطيب، أول امرأة مسلمة متدينة انتخبت عضواً في الكنيست ضمن القائمة المشتركة، وبدا على محياها التعب والإرهاق، لتستقبل المهنئين من الرجال والنساء في قاعة للحركة الإسلامية في كفر كنا، شرق مدينة الناصرة. صافحت إيمان النساء، بينما ردت على تحية الرجال بإيماءة خفيفة من رأسها، وبوضع كفها فوق صدرها.
وأغضب إيمان الخطيب التي ترتدي الحجاب التركيز على حجابها، مقابل تجاهل معرفتها التراكمية. وعن ذلك قالت النائبة لوكالة «الصحافة الفرنسية»: «لا تجعلوا الحجاب حاجزاً. انظروا إلى قدرات صاحبة هذا الحجاب، والأخلاق، والعمل، والمهارات، والتوجهات». وقالت: «يجب التعامل مع الإنسان أولاً كإنسان، وألا ننظر إلى مظهره الخارجي... هناك يهوديات متدينات كثيرات في الكنيست لم نسمع أي تعليق بشأنهن».
وأوضحت أنها ستطرح في الكنيست «قضايا الأرض والمسكن والفقر وتهميش المرأة والعنف في المجتمع والعنف ضد النساء، وهي قضية حاضرة بقوة، وموضوع القرى البدوية غير المعترف فيها بالنقب».
وإيمان الخطيب ياسين (54 عاماً) متزوجة وأم لأربعة أولاد، وهي من عرابة البطوف في الجليل الأسفل، حصلت على ماجستير في موضوع الخدمة الاجتماعية، بتخصص النساء والنوع من جامعة تل أبيب.
وأشارت الخطيب إلى أن «64 في المائة من العربيات محرومات من العمل؛ ليس لأنهن لا يردن العمل؛ بل لعدم توفر مواصلات ملائمة. فالمرأة العربية تحتاج أربع وسائل مواصلات للتنقل لعملها، وأن تخرج من بيتها في السادسة صباحاً قبل أن تجهز أولادها للمدارس، وكذلك يخرج الرجل إلى العمل في الرابعة صباحاً. يجب طرح هذه القضايا على الطاولة في الكنيست».
وهذه الانتخابات هي الثالثة في غضون عام، وفاز فيها معسكر اليمين بزعامة بنيامين نتنياهو بأغلبية 58 مقعداً، وينقصه ثلاثة مقاعد حتى يتمكن من تشكيل حكومة. ويحتاج ائتلاف غانتس الوسطي الذي حصل على 33 مقعداً وتحالف مع «العمل» و«ميرتس» (7 مقاعد) إلى نواب حزب أفيغدور ليبرمان (7 مقاعد) والقائمة المشتركة (15 مقعداً)، حتى يحصل على أغلبية تؤهله لتشكيل حكومة.
وأعلنت القائمة المشتركة على لسان رئيسها أيمن عودة، نيتها إسقاط خطة ترمب عبر إسقاط عرابها نتنياهو. وقال عودة الأربعاء، إن «القائمة المشتركة في صميم كل العمل السياسي في إسرائيل. لقد رفضنا كل إمكانية لإجراء مفاوضات سرية مع (أزرق أبيض)، وطلبنا أن يكون كل شيء على الطاولة، وهذا ما حدث».
والأربعاء، مثلت عايدة توما عضو الكنيست «الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة» للتفاوض مع ممثلي «أزرق أبيض» برفقة ممثلين عن الأحزاب الأخرى: إمطانس شحادة، وأحمد طيبي، ومنصور عباس. وقالت بعد انتهاء الجلسة: «إننا نحمل ثقل المسؤولية التي ألقيتموها على عاتقنا، نحن نعلم أننا نمر بلحظة تاريخية، ونريد تثبيت شرعيتنا كجماهير عربية فلسطينية».
نشطت عايدة توما في جمعيات نسوية عدة، وعملت لسنوات طويلة دفاعاً عن قضايا المرأة، وانتخبت منذ عام 2015 عضواً في الكنيست. وقالت لـ«الصحافة الفرنسية»: «وجود أربع عربيات قفزة جدية في التمثيل؛ خصوصاً أن النساء الأربع من كافة الأطياف هن قادرات وجديات لتمثيل كل المجتمع، وهذا سيعطي دفعة لدعم النساء اللواتي أعطوا زخماً في المعركة الانتخابية، ودفعة إضافية لخروجهن للعمل السياسي، وليس فقط النضال الاجتماعي». وسيؤدي أعضاء الكنيست الجدد اليمين الدستورية الاثنين القادم. وفي مبنى البرلمان في القدس الغربية كانت سندس صالح (34 عاماً) وتعد أصغر عضو كنيست، في اجتماع مع أعضاء حزبها «الحركة العربية للتغيير» الذي يرأسه أحمد الطيبي.
خاضت سندس الانتخابات الثلاثة التي جرت خلال العام، ونجحت في الدخول إلى الكنيست في انتخابات مارس. وقالت لوكالة الصحافة الفرنسية: «هناك خلافات بين الأحزاب؛ لكن نحن في القائمة المشتركة كأربع نساء نتحد ونتفق ضمن مساحة واسعة، ونختلف ضمن مساحات صغيرة».
وأوضحت: «أنا كأم وكمعلمة أقلق من تجاوزات انتشار السلاح والعنف، إضافة إلى قضايا أخرى، وأرى أن دوري مهم بوجودي في الكنيست كمنبر للنضال السياسي. سنطرح قضايانا بقوة».
سندس صالح أم لثلاثة أطفال من قرية المشهد، قضاء الناصرة. أنهت دراسة البكالوريوس في موضوع البيولوجيا، والماجستير في موضوع العلوم والتكنولوجيا، في معهد «تخنيون» في حيفا.أما عضو الكنيست هبة يزبك من مدينة الناصرة، وعضو اللجنة المركزية لحزب «التجمع الديمقراطي»، فنجحت مرة أخرى في دخول الكنيست مع القائمة المشتركة بعد أن منعتها لجنة الانتخابات المركزية من خوض الانتخابات لاتهامها بدعم «الإرهاب» على «فيسبوك»، إلا أن المحكمة العليا وافقت على ترشحها الشهر الماضي. وتقول يزبك: «نحن عازمون على ترجمة القوة الانتخابية الكبيرة إلى مواقف سياسية تعزز من مكانتنا كعرب في هذه البلاد، ومواجهة اليمين وأجنداته».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.