محيي الدين ياسين... لاعب كرة الريشة «القَلِق»

رئيس وزراء ماليزيا الجديد تحت الضوء

محيي الدين ياسين... لاعب كرة الريشة «القَلِق»
TT

محيي الدين ياسين... لاعب كرة الريشة «القَلِق»

محيي الدين ياسين... لاعب كرة الريشة «القَلِق»

مُستعيراً بعض سمات رياضة كرة الريشة (البادمنتون) التي استهوته فلعبها شاباً، انسل محيي الدين ياسين رئيس وزراء ماليزيا الجديد بخفة وفي توقيت مثالي من التزامات «تحالف الأمل» الذي جمعه بحليفيه السابقين وغريميه الحاليين مهاتير محمد (95 سنة)، وأنور إبراهيم (72 سنة)، ليأخذ موقعه على كرسي طالما كان قريباً على البعد وبعيداً على القرب.
كان ياسين (73 سنة تقريباً) يعرف ما تقتضيه أصول كرة الريشة، وعبر مقاربة رياضية - سياسية رسم لنفسه خطة الحركة التي أوصلته مطلع هذا الشهر لرئاسة حكومة بلاده ليكون الثامن في تاريخها منذ الاستقلال عام 1957... في لعبته المفضلة تمتزج الكرة مع 14 ريشة تقريباً ورغم خفة وزن الواحدة منها؛ فإن غياب إحداها يخل حتماً بالتوازن، وهكذا كان الحال نفسه في ماليزيا متعددة الأعراق والإثنيات (ملاوية - صينية - هندية - أصول عربية وأوروبية) لا مستقبل لنجاح سياسي إلا بالتحالف؛ فمن يُحسن التمركز ويؤمن جبهة الحلفاء ويدير التناقضات فهو فقط الذي يستطيع أن يكون رأس الحربة.

يرى مراقبون أن محيي الدين ياسين، على ما يبدو، ضاق بدوره الوازن بين «المنافسين الكبيرين» مهاتير محمد وأنور إبراهيم، إذ إنهما أسسا تحالفهما على تعهد أُعلن عام 2018 - كان يقبله ياسين - بتبادل مقعد رئيس الوزراء بينهما بعد عامين، ليكون الدور أولاً لمهاتير، ويعقبه إبراهيم. غير أنه ومع قرب حلول موعد الاستحقاق ناور مهاتير رئيس الوزراء التاريخي للبلاد (1981 - 2003) بتقديم استقالته باحثاً عن ثقة برلمانية جديدة يتملص بها من تعهده القديم وينال شرعية لا ينازعه أحد عليه، لكن الرياح جرت بما تشتهي سفن ياسين، فقرر ملك البلاد تكليفه متخلصاً من ثنائية مهاتير - إبراهيم.

- البدايات
منذ مولد محيي الدين ياسين في مايو (أيار) 1945 كان كما بلاده عُرضة لمقادير مختلفة وإرادات متباينة، وفي ولاية جوهور الساحلية (أقصى جنوب ماليزيا)، وبينما كان ياسين ينطلق صارخاً للمرة الأولى، كانت ماليزيا موقعاً لنزاع عالمي على موازين القوى ومواقع السيطرة بعد أن تضع الحرب العالمية الثانية أوزارها. فبريطانيا التي كانت المحتل السابق لماليزيا تسعى لاستعادة نفوذها بعدما تمكنت عدوتها اليابان من اقتناص مواقع استراتيجية مهمة بينها ماليزيا، ودارت رحى الحرب بين عدوين سيكون مكسب أيهما خسارة لياسين وأهل وطنه.
وبسبب تلاقي المسارات البحرية في ماليزيا، والقرب من مضيق ملقا البالغ الأهمية لحركة التجارة، عرفت ماليزيا تنوعاً إثنياً وعرقياً في السكان، فضلاً عن تعدد المحتلين. فمن الهولنديين إلى البرتغاليين ومروراً باليابانيين ووصولاً إلى البريطانيين قذفت أمواج المحيط المستعمرين إلى ماليزيا من كل حدب وصوب إلى أن تحقق الاستقلال. كل ذلك كله أثّر بشكل غير مباشر في سمات شخصية محيي الدين ياسين الذي تعلم الصبر على المغايرين، والكمون إلى جوار المتحالفين، وتحين الفرص، وطي الأيام دون نسيان الهدف، وربما درّب نفسه أكثر على الصيد الذي كان النشاط الأكبر لسكان ولاية جوهور حيث نشأ.

- كمون وتمرد
كما أقرانه، تلقى ياسين تعليماً محلياً ودرس الاقتصاد في جامعة الملايو، ثم التحق بشركات حكومية عدة. غير أن ديمومة الحركة السياسية في بلاده، نقلت تركيزه واهتمامه إلى ساحة البرلمان ليصبح نائباً عن مسقط رأسه وكان عمره 33 سنة. وتدرج بعد ذلك في مناصب محلية في ولاية جوهور، وذلك بسبب عضويته في التحالف الحزبي لـ«المنظمة الوطنية المتحدة للملايو» (أومنو) الذي حكم البلاد لنحو 6 عقود... وبعد سنوات سيشارك محيي الدين ياسين نفسه ومهاتير (القائد السابق لـ«أومنو») في إقصاء منظمتهم السابقة ممثلة في رئيس الوزراء نجيب رزاق والعودة للسلطة عام 2018 بأغلبية نالها «تحالف الأمل (باكتان)».

- سياسي طامح
ما تشربه ياسين صغيراً كان لا يزال يدور داخل رأسه، فالسياسي الطامح ملتزم بالكمون في موقعه وتحقيق مكاسب بطيئة ولكن دائمة. واستطاع العمل خلال 4 عقود مع 3 رؤساء للوزراء (مهاتير محمد، وعبد الله بدوي، ونجيب رزاق» رغم تباين سياساتهم، ونجح في أن ينال موقعاً بارزاً كرجل ثاني في الحكومة تحت اسم نائب رئيس الوزراء، فضلاً عن إدارته لحقائب مهمة منها التعليم والذي يسجل تاريخه فيها إلغاءه لتدريس الرياضيات والعلوم بالإنجليزية، وكذلك كان وزيراً الداخلية.
مسيرة محيي الدين ياسين لم تكن خالية من تمرد، لكن تقدم العمر والخبرة ومحاولة تدريب النفس نقلوا هواياته من كرة الريشة إلى الغولف، حسبما تحدث الرجل أمام «أكاديمية الولايات المتحدة للرياضة» خلال مراسم منحه الدكتوراه الفخرية عام 2013. واعتبر ياسين حينها أن رياضته الجديدة «ذات طابع علاجي تخلص المرء من ضغوطه العصبية».
غير أن الضغوط العصبية التي واجهها ياسين، كانت على ما يبدو أكبر من أن تخرج في ضربة بمضرب الغولف أو تمتصها الملاعب الخضراء الشاسعة، فلم يستطع منع نفسه وهو نائب لرئيس الوزراء من إعلان انتقاد مباشر لرئيسه نجيب رزاق، عام 2015 على ضوء «مخالفات وجرائم فساد في (الصندوق السيادي الماليزي)»، والتي ثبت فيما بعد صحتها.
كلّف ذلك الانتقاد، ياسين منصبه. ولم يكتف رزاق بإقالة ياسين من الحكومة تنكيلاً، بل أطاح به في عام 2016 من «حزب (أومنو)» الحاكم.
رغم هذه النكسة- لم يستسلم الرجل للإقالة وسرعان ما أسس «حزب السكان الأصليين المتحد (بيرساتو)»، مظهراً إصراراً على المضي بمسار معارضة نجيب رزاق، وأملاً في أن يكون حصاناً أسود يقصي غريمه رزاق ويخلفه في موقعه، أو على الأقل يسترد منصب نائب رئيس الوزراء.

- التقارب مع مهاتير
مع نمو أدلة «فساد رزاق» بتهمة اختلاس 700 مليون دولار من صندوق البلاد السيادي، تقارب ياسين مع مهاتير محمد، وانخرطا سوياً في حزب «بيرساتو»، الذي انضوى بدوره مع حزب «عدالة الشعب» وقائده أنور إبراهيم في تحالف تاريخي تمكّن من كسر شوكة «أومنو» الذي سيطر لستة عقود على السلطة، واستطاع هذا التحالف - «تحالف الأمل» - حسم الأغلبية التي أعادت مهاتير محمد لرئاسة الحكومة وهو في التسعينات من عمره، وبعد 15 سنة تقريباً من مغادرته المنصب واعتزاله السياسة.
ومرة أخرى وجد ياسين نفسه بين إرادات ومقادير لا يملكها، إذ مع تلقيه نبأ اعتقال نجيب رزاق، اكتشف ياسين أنه مريض بسرطان البنكرياس. وبالتالي، بدلاً من أن يكون في «المطبخ السياسي» لـ«تحالف الأمل» الذي منحه حقيبة وزارة الداخلية، ظل نحو 6 أشهر يتلقى العلاج الكيماوي في سنغافورة، بينما كان يعتقد أن مستقبله ينغلق ونهايته تقترب.
ألقت ظلال تجربة المرض الثقيلة بظلالها على مستقبل ياسين وأرجعته دون شك خطوات للوراء إذ لم يعد رقماً صعباً أو هكذا ظن حلفاؤه، وعاد لموقع الشراكة المتوارية في ظل الغريمين السابقين. في هذه الأثناء، بلغت ثقة كل من أنور إبراهيم ومهاتير محمد بقدرتهما على إدارة التحالفات البرلمانية، إلى إقرار «لعبة كراسي موسيقية» كانت تقتضي أن يغادر مهاتير موقعه بحلول منتصف عام 2020 على أن يخلفه إبراهيم لمدة سنتين. وكان محيي الدين ياسين رغم هزاله البادي يراقب بعين خبيرة منتظراً الفرصة، والتي بدا أنها جاءت بعدما تقدم مهاتير محمد باستقالته باحثاً عن إعادة تموضع لتحالفاته والنأي عن أنور إبراهيم، لكن سلطان البلاد وتحركات ياسين رسما مساراً جديداً ومفاجئاً.

- تلاقي الرغبات
أخيراً بدا أن بعضاً من الحظ توافق مع حسن التخطيط وصبا في مصلحة محيي الدين ياسين. إذ تلاقى أمله في رئاسة الوزراء، مع رغبة السلطان عبد الله السلطان أحمد شاه، الذي وصل لموقعه قبل شهرين فقط، ووجد نفسه مواجهاً لاستقالة مهاتير محمد، وما خلفته من ارتباك سياسي.
خلفية الموقف السلطاني الداعم لياسين، لا يمكن فهمها بمعزل عن الملابسات الدرامية والتراجيدية التي صاحبت تنازل السلطان السابق لماليزيا محمد الخامس عن العرش ليتزوج من ملكة جمال روسية، ولتختتم القصة بانفصال وإنكار لنسب طفل، في عاصفة طالت وقار مؤسسة السلطنة في البلاد.
وبحثاً عن الاستقرار المطلوب، وتأكيداً للحسم، وإظهاراً للجلد بعد تجربة السلطان السابق، دخل السلطان الجديد شاه أحمد، على خط أزمة شغور منصب رئيس الوزراء. وبينما كان الجميع يدخل في توقعات ثنائية بين مهاتير وإبراهيم، كلف السلطان، محيي الدين ياسين برئاسة الوزراء، ولقد استقبل الأخير النبأ ساجداً شاكراً على سجادة في منزله، بحسب ما أظهرت مقاطع مصورة بثها مقربون منه.
ورغم بعض الهجوم الذي طال الإجراء إلى الحد الذي وصفته صحيفة «الغارديان» البريطانية بـ«الانقلاب» واتهام مهاتير لياسين بـ«الخيانة»؛ فإن السلطان اعتبر الخطوة دستورية وأنها نتاج لقاءات مع أعضاء البرلمان وقادة الأحزاب السياسية، ومضي المسار إلى مرحلة أداء اليمين في مراسم رسمية.

- الرجل الثاني
استقام الأمر سلطانياً وسياسياً إذن لمحيي الدين ياسين، خصوصاً بعدما أقر سلفه «التسعيني» مهاتير، نهاية الأسبوع الماضي بأنه «لم يعد يسيطر على غالبية في البرلمان ولن يفوز في اقتراع بسحب الثقة من محيي الدين بعد أن تخلى عنه بعض مؤيديه للانضمام لمعسكر رئيس الوزراء الجديد».
شحذ ياسين خبراته القديمة لاعباً وسياسياً ومسؤولاً، وبدأ تسمية وزراء حكومته وكان من بينهم أعضاء في حزبه السابق «أومنو»، غير أن ملمحاً مهماً سيطر على اختياراته، إذ تحدث صراحة بشأنه قائلا: «بوجود هؤلاء الوزراء الكبار لن تكون هناك حاجة في الوقت الراهن لتعيين نائب رئيس للوزراء»... وهو المنصب نفسه الذي شغله مع رؤساء وزراء سابقين قبل أن يحل محلهم.
كرجل يتعافى من سرطان البنكرياس، فإن جسده النحيف بعد امتلاء يمكن أن يكون مقبولاً حيناً أو مثيراً للشفقة أحياناً. لكن ما أخفاه الزي الوطني الوقور الذي غطى قوام ياسين في جلسة حلف اليمين أمام الملك لا يبدو قادراً على منحة الثقة في تعضيد ولايته أو ضمان ولاء من هم حوله...
هل هو الخوف من درس التاريخ الذي عاصره ووضعه في موقع الرجل الثاني إلى أن تمكن من الوثب على مقعد رئيس الوزراء؟... أم هو «كعب أخيل» الذي يخشى أن تصل إليه من خلاله ضربة نهايته؟


مقالات ذات صلة

"تايم "تختار دونالد ترمب شخصية العام 2024

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

"تايم "تختار دونالد ترمب شخصية العام 2024

اختارت مجلة تايم الأميركية دونالد ترمب الذي انتخب لولاية ثانية على رأس الولايات المتحدة شخصية العام 2024.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
حصاد الأسبوع شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)

الحدود العراقية ــ السورية... وذكريات صيف 2014

شأن معظم دول المنطقة والإقليم، تسببت الأزمة السورية المتصاعدة في تراجع الاهتمام الرسمي والشعبي العراقي بالحرب التي تشنّها إسرائيل على غزة ولبنان، بعد أن كانت

فاضل النشمي (بغداد)
حصاد الأسبوع ليندنر اختلف مع سياسة ميركل المتعلقة بالهجرة وفتحها أبواب ألمانيا أمام مئات آلاف اللاجئين السوريين

كريستيان ليندنر... الزعيم الليبرالي الذي أسقط عزله الحكومة الألمانية

رجل واحد حمله المستشار الألماني أولاف شولتس مسؤولية انهيار حكومته، وما نتج عن ذلك من فوضى سياسية دخلت فيها ألمانيا بينما هي بأمس الحاجة للاستقرار وتهدئة

راغدة بهنام ( برلين)
حصاد الأسبوع شيل

ألمانيا... الحزب الديمقراطي الحر «شريك الحكم» شبه الدائم

مع أن «الحزب الديمقراطي الحر»، الذي يعرف في ألمانيا بـ«الحزب الليبرالي»، حزب صغير نسبياً، مقارنةً بالقطبين الكبيرين «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» (المحافظ)

«الشرق الأوسط» (برلين)
حصاد الأسبوع لقاء ترمب وبوتين على هامش "قمة العشرين" عام 2017 (آ ف ب)

موسكو تترقّب إدارة ترمب... وتركيزها على سوريا والعلاقة مع إيران

لم تُخفِ موسكو ارتياحها للهزيمة القاسية التي مُنيت بها الإدارة الديمقراطية في الولايات المتحدة. إذ في عهد الرئيس جو بايدن تدهورت العلاقات بين البلدين إلى أسوأ

رائد جبر (موسكو)

ألمانيا... الحزب الديمقراطي الحر «شريك الحكم» شبه الدائم

شيل
شيل
TT

ألمانيا... الحزب الديمقراطي الحر «شريك الحكم» شبه الدائم

شيل
شيل

مع أن «الحزب الديمقراطي الحر»، الذي يعرف في ألمانيا بـ«الحزب الليبرالي»، حزب صغير نسبياً، مقارنةً بالقطبين الكبيرين «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» (المحافظ) و«الحزب الديمقراطي الاجتماعي» (الاشتراكي)، فإنه كان غالباً «الشريك» المطلوب لتشكيل الحكومات الائتلافية المتعاقبة.

النظام الانتخابي في ألمانيا يساعد على ذلك، فهو بفضل «التمثيل النسبي» يصعّب على أي من الحزبين الكبيرين الفوز بغالبية مطلقة تسمح له بالحكم منفرداً. والحال أنه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، تحكم ألمانيا حكومات ائتلافية يقودها الحزب الفائز وبجانبه حزب أو أحزاب أخرى صغيرة. ومنذ تأسيس «الحزب الديمقراطي الحر»، عام 1948، شارك في 5 حكومات من بينها الحكومة الحالية، قادها أحد من الحزبين الأساسيين، وكان جزءاً من حكومات المستشارين كونراد أديناور وهيلموت كول وأنجيلا ميركل.

يتمتع الحزب بشيء من الليونة في سياسته التي تُعد «وسطية»، تسمح له بالدخول في ائتلافات يسارية أو يمينية، مع أنه قد يكون أقرب لليمين. وتتمحور سياسات

الحزب حول أفكار ليبرالية، بتركيز على الأسواق التي يؤمن بأنها يجب أن تكون حرة من دون تدخل الدولة باستثناء تحديد سياسات تنظيمية لخلق أطر العمل. وهدف الحزب الأساسي خلق وظائف ومناخ إيجابي للأعمال وتقليل البيروقراطية والقيود التنظيمية وتخفيض الضرائب والالتزام بعدم زيادة الدين العام.

غينشر

من جهة أخرى، يصف الحزب نفسه بأنه أوروبي التوجه، مؤيد للاتحاد الأوروبي ويدعو لسياسات أوروبية خارجية موحدة. وهو يُعد منفتحاً في سياسات الهجرة التي تفيد الأعمال، وقد أيد تحديث «قانون المواطنة» الذي أدخلته الحكومة وعدداً من القوانين الأخرى التي تسهل دخول اليد العاملة الماهرة التي يحتاج إليها الاقتصاد الألماني. لكنه عارض سياسات المستشارة السابقة أنجيلا ميركل المتعلقة بالهجرة وسماحها لمئات آلاف اللاجئين السوريين بالدخول، فهو مع أنه لا يعارض استقبال اللاجئين من حيث المبدأ، يدعو لتوزيعهم «بشكل عادل» على دول الاتحاد الأوروبي.

من أبرز قادة الحزب، فالتر شيل، الذي قاد الليبراليين من عام 1968 حتى عام 1974، وخدم في عدد من المناصب المهمة، وكان رئيساً لألمانيا الغربية بين عامي 1974 و1979. وقبل ذلك كان وزيراً للخارجية في حكومة فيلي براندت بين عامي 1969 و1974. وخلال فترة رئاسته للخارجية، كان مسؤولاً عن قيادة فترة التقارب مع ألمانيا الديمقراطية الشرقية.

هانس ديتريش غينشر زعيم آخر لليبراليين ترك تأثيراً كبيراً، وقاد الحزب بين عامي 1974 و1985، وكان وزيراً للخارجية ونائب المستشار بين عامي 1974 و1992، ما جعله وزير الخارجية الذي أمضى أطول فترة في المنصب في ألمانيا. ويعتبر غينشر دبلوماسياً بارعاً، استحق عن جدارة لقب «مهندس الوحدة الألمانية».