اتفاق بين غانتس و«المشتركة» للحد من سيطرة اليمين على الكنيست

نتنياهو يسعى لانتخابات رابعة أملاً في إحراز أصوات جديدة

لافتة دعائية للانتخابات الإسرائيلية الثالثة تظهر نتنياهو واثنين من قياديي حزبه (أ.ب)
لافتة دعائية للانتخابات الإسرائيلية الثالثة تظهر نتنياهو واثنين من قياديي حزبه (أ.ب)
TT

اتفاق بين غانتس و«المشتركة» للحد من سيطرة اليمين على الكنيست

لافتة دعائية للانتخابات الإسرائيلية الثالثة تظهر نتنياهو واثنين من قياديي حزبه (أ.ب)
لافتة دعائية للانتخابات الإسرائيلية الثالثة تظهر نتنياهو واثنين من قياديي حزبه (أ.ب)

كشفت مصادر سياسية أن حزب الجنرالات «كحول لفان» بقيادة بيني غانتس و«القائمة المشتركة» للأحزاب العربية، توصلا إلى اتفاق على وضع حد لسيطرة أحزاب اليمين على الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، وعلى سن قانون يقضي بمنع من توجه إليه لوائح اتهام بأن يترأس حكومة.
وقال يائير لبيد، المرشح الثاني وراء غانتس، إن «هذا الاتفاق جاء بداية لمسيرة طويلة نأمل بأن تتكلل بالنجاح لإسقاط حكم نتنياهو برمته».
وأكد لبيد أن «القائمة المشتركة» لن تكون جزءاً من الحكومة القادمة التي يأمل أن يشكلها غانتس: «لكونها أولاً وقبل كل شيء لا تريد أن تكون في الحكومة، وهناك خلاف بداخلها حتى حول التوصية على غانتس لتكليفه بتشكيل الحكومة، وهذا يتماشى مع موقف (كحول لفان) الذي يريد أن يقيم حكومة يهودية ديمقراطية تحرص على أمن إسرائيل، ويوجد بينه وبين القائمة المشتركة خلافات جوهرية حول هذا الموضوع». وقال إن الواقعية السياسية في إسرائيل اليوم لا تحتمل أكثر من هذا التعاون.
المعروف أن رئيس الدولة، رؤوبين رفلين، سيبدأ بعد غد، الأحد، مشاوراته حول تشكيل الحكومة. ويسعى غانتس حالياً لتجنيد أكثرية، حتى يتولى التكليف، وهو يرى أن رئيس الكنيست الحالي، يولي أدلشتاين، سيشكل عقبة أمامه في كثير من الأمور الإجرائية، ولذلك يضع في رأس سلم أولوياته إسقاطه في الجلسة الأولى للكنيست الجديد التي ستعقد الاثنين القادم، وانتخاب رئيس للكنيست من حزبه هو النائب مئير كوهين. وعندها سيطرح مشروع قانون يمنع أي نائب متورط بلائحة اتهام جنائية، مثل نتنياهو، من تشكيل حكومة. وسيكون هذا القانون، في حال النجاح في فرضه، ساري المفعول من الكنيست القادم وليس الحالي، باعتبار أن فرض قانون بأثر رجعي أمر غير مقبول. والحكمة من ذلك هي أن نتنياهو الذي يسعى حالياً لإفشال جهود تشكيل الحكومة مرة أخرى، معني بانتخابات رابعة، وحسب تخطيطه، سيرفع نسبة تمثيله في انتخابات كهذه، لذا فالهدف هو منعه من تشكيل حكومة حتى لو فاز في الانتخابات في حينها.
بالمقابل، يفضل حزب الليكود بزعامة نتنياهو، أن يحصل غانتس على تكليف رئيس الدولة لتشكيل الحكومة أولاً، وسط توقعات بأن يفشل في ذلك، وهو يستند في هذا التقدير على الخلافات القائمة في معسكر غانتس؛ حيث إن هناك ثلاثة نواب على الأقل، اثنان في «كحول لفان»، هما يوعاز هندل وتسفيكا هاوزر، والنائبة أورلي ليفي أبيكاسيس من اتحاد أحزاب اليسار: «العمل – غيشر – ميرتس»، يرفضون دعم حكومة يشكلها غانتس بدعم من القائمة المشتركة، حتى ولو من الخارج. وهناك ثلاثة نواب يمثلون حزب التجمع الوطني في القائمة المشتركة، هم أنطانس شحادة وهبة يزبك وسامي أبو شحادة، يعارضون دعم حكومة كهذه حتى لو من الخارج. وعليه، فإن عدد مؤيدي غانتس سيهبط إلى 56 نائباً مقابل 58 مؤيداً لنتنياهو.
ويحتدم النقاش في الساحة الحزبية والسياسية والإعلامية في إسرائيل حول هذه القضية، وترتفع أصوات كثيرة تعتبر «رفض حكومة تستند إلى (المشتركة)، موقفاً عنصرياً ضد العرب»، وتطالب بالتوقف عن ذلك وإحداث تغيير. وقال عضو الكنيست، يوفال سيغالوفيتش، من «كحول لفان»، إنه أمام الخيار بين أن تقوم في إسرائيل حكومة يقودها إنسان متهم بقضايا فساد خطيرة، ويحاول تحطيم الأسس الديمقراطية لإسرائيل، وبين حكومة برئاسة غانتس مدعومة من العرب، لن يتردد في تفضيل الخيار الثاني.
وقال النائب لبيد: «أنا أيضاً لا أحب أن أرى حكومة يتحكم فيها حزب يساند الإرهاب مثل (التجمع)، ولكن في الوقت نفسه هناك 12 نائباً في (المشتركة) لا يساندون الإرهاب، وهؤلاء أريدهم شركاء حتى لو من خارج الائتلاف. فأنا أرفض نزع الشرعية عن العرب. يوجد لي قريب يعالج في المستشفى من مرض السرطان. الممرضة التي ترافقه في العلاج بإخلاص شديد ومهنية عالية هي شابة عربية. أنا أخجل منها عندما أسمع قادة سياسيين ينزعون الشرعية عن العرب».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.