اتهامات لانقلابيي اليمن بنهب منازل في الجوف

TT

اتهامات لانقلابيي اليمن بنهب منازل في الجوف

اتهمت مصادر يمنية الميليشيات الحوثية بنهب منازل والتنكيل بمواطنين في محافظة الجوف شمال اليمن، في حين سقط العشرات من عناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية بين قتيل وجريح، خلال اليومين الماضيين، بغارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية التي شنت سلسلة غارات جوية وبشكل مركز ومباشر استهدفت مواقع وتعزيزات تابعة لميليشيات الحوثي الانقلابية في الجوف، وحجة، وصرواح.
وقال ربيع القرشي، الناطق الرسمي باسم قوات محور الجوف بالمنطقة العسكرية السادسة، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إن «طيران التحالف شن غارات جوية عدة على تجمعات ومواقع للميليشيات الحوثية بوادي اسطر وجنوب جبهة السليلة بمديرية خب الشعف في الجوف». مؤكداً «مصرع أكثر من عشرين حوثياً وجرح آخرين».
كما تركزت غارات مقاتلات التحالف المساند للشرعية في اليمن، بقيادة السعودية، في مدينة حرض ومديريتي بكيل المير ومستبأ، شمال حجة، بحسب ما أفاد به مصدر عسكري؛ إذ قال إن «الغارات استهدفت مواقع وتعزيزات وآليات عسكرية تابعة لميليشيات الحوثي الانقلابية؛ ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الانقلابيين وخسائر في العتاد».
تزامن ذلك مع غارات مماثلة استهدفت عدداً من المواقع والآليات العسكرية التابعة للانقلابيين في مأرب؛ حيث تركزت الغارات الجوية للتحالف في مديرية مجزر، ودمرت آليات وطقماً عسكرياً على متنه تعزيزات للميليشيات الحوثية، إضافة إلى تدمير آليات ودوريات في منطقة المشجح وجبل هيلان بمديرية صرواح التي تشهد مواجهات مستمرة بين الجيش الوطني وميليشيات الحوثي، وسقوط قتلى وجرحى من عناصر الحوثي.
يأتي ذلك في الوقت الذي شهدت جبهات القتال في محافظة الجوف هدوءاً نسبياً، بعد معارك عنيفة شهدتها الجبهات الشمالية للمحافظة وسط خسائر بشرية ومادية في صفوف الجيش والانقلابيين.
وقالت مصادر، إن «ميليشيات الحوثي الانقلابية تواصل التنكيل بسكان مديرية الحزم، مركز محافظة الجوف، التي تمكنت من اقتحامها في وقت سابق؛ حيث تواصل اقتحام منازل السكان في الحزم ونهبها للمنازل من خلال شنها مداهمات واسعة للمنازل التي لم يعد يسكنها سوى النساء، وذلك بذريعة التفتيش عن أسلحة».
ومنذ اقتحام ميليشيات الحوثي الانقلابية مدينة الحزم، الشهر الماضي، باشرت الميليشيات عمليات تنكيل بمعارضيهم ومداهمات وتفجير منازل ومؤسسات حكومية واعتقال العشرات من السكان وقتل آخرين بدم بارد، من بينهم عاملون في القطاع الصحي. وحولت المدينة إلى ثكنة عسكرية بعد استقدام المئات من عناصرها المسلحين.
وأكد الناطق باسم القوات المسلحة، العميد الركن عبده عبد الله مجلي، أن «ميليشيات الحوثي المتمردة تلقت هزيمة قاسية في جبهات خب الشعف بمحافظة الجوف، وتكبدت عشرات القتلى والجرحى في عملية استدراج ناجحة نفذها أبطال القوات المسلحة».
وقال إن «الجيش يسيطر على 85 في المائة من مساحة خب الشعف، و75 في المائة من مساحة محافظة الجوف».
وأضاف، أن «قوات الجيش نفذت عملية عسكرية ناجحة في مناطق اليتمة والمهاشمة والسليلة، وكبدت ميليشيات الحوثي المتمردة خسائر فادحة». موضحاً أن «العملية العسكرية جاءت رداً على تصعيد ميليشيات الحوثي المتمردة المدعومة من إيران، ومحاولتها التسلل لمناطق اليتمة والمهاشمة، التابعة لمديرية خب الشعف».
وأكد مجلي، وفقاً لما نقل عنه الموقع الرسمي للجيش «سبتمبر.نت»، أن «الجوف عصية على الميليشيات الحوثية المتمردة»، مشيراً إلى وجود «التفاف شعبي واسع إلى جانب القوات المسلحة ورفض متزايد لتواجد ميليشيات الحوثي في أي من مناطق الجوف».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.