أول وفاة بـ«كوفيد 19» في الجزائر

TT

أول وفاة بـ«كوفيد 19» في الجزائر

أعلنت الجزائر أمس عن وقف التدريس بدءا من يوم أمس في الجامعات والمدارس، بعد تسجيل أول وفاة بسبب «كوفيد - 19» (كورونا الجديد)، الذي بات مصدر قلق بالغ لملايين الجزائريين.
وقالت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات في بيان إنها أحصت 5 إصابات جديدة بـ«كوفيد - 19»، ما يرفع عدد المصابين إلى 24، حسب البيان الذي أوضح بأن «الأمر يتعلق بشخصين أقاما فترة في فرنسا، أحدهما يتواجد حاليا بالمستشفى في ولاية سوق أهراس (شرق)، وآخر في ولاية تيزي وزو (وسط)، وثلاثة في ولاية البليدة (جنوبي العاصمة)». وتوفي مصاب بمستشفى البليدة، وهو رجل في الـ67 سنة حسب الوزارة.
وأكد بيان الوزارة أن 8 مصابين بالفيروس غادروا مساء الأربعاء الحجر الصحي بمستشفى بوفاريك، جنوبي العاصمة، بعد أن تماثلوا للشفاء. وأشارت إلى أن «معهد باستور» للتحاليل الطبية، أجرى 662 فحصا، وأن 638 منها كان سلبيا.
وبحسب البيان «لا يزال المسح الوبائي متواصلا، قصد إيجاد وتحديد هويات كل الأشخاص المُتَصَلِ بهم»، مشيرا إلى أن «نظام الرصد والإنذار المستحدث، لا يزال ساري المفعول إضافة إلى درجة التأهب القصوى للطواقم الطبية».
وأضاف البيان: «من أجل تقليص خطر استيراد وانتشار هذا الفيروس، تنصح الوزارة المواطنين الجزائريين الذين ينوون التنقل إلى بلدان انتشر فيها المرض واسعا، بتأجيل رحلاتهم». ودعت الجزائريين المقيمين ببلدان انتشر فيها المرض، إلى تأخير زياراتهم العائلية (بالجزائر) إلا في حالة الضرورة المطلقة».
من جهتها، قررت شركة الخطوط الجوية الجزائرية تعليق رحلاتها من وإلى روما (إيطاليا) ابتداء من يوم الأحد المقبل كإجراء احتياطي، بسبب انتشار فيروس كورونا الجديد في إيطاليا، حسبما أفاد به بيان لشركة الطيران الحكومية.
واتخذت «الجزائرية للطيران» إجراءات وقائية بتوفير قفازات ولباس خاص وأقنعة للطاقم العامل، خاصة عند الرحلات باتجاه المناطق التي تم تفشي الوباء بها، فضلا عن تطهير وتعقيم الطائرات عند الإقلاع والهبوط، بحسب نفس البيان.
وقبل صدور قرار تعليق الدراسة، طلبت «جمعيات أولياء التلاميذ» توقيف الدراسة قبل العطلة المقررة في 19 من الشهر الجاري. ويبلغ عدد تلاميذ أطوار التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي 8 ملايين.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.