ليبيريا تفتتح قنصلية عامة في مدينة الداخلة المغربية

ارتفاع عدد القنصليات الأجنبية بالمدن الصحراوية إلى 12

TT

ليبيريا تفتتح قنصلية عامة في مدينة الداخلة المغربية

مع رفع علم ليبيريا على قنصليتها الجديدة، التي افتتحتها أمس بمدينة الداخلة بأقصى الجنوب المغربي، ارتفع عدد القنصليات الأجنبية التي فتحت في مدينتي العيون والداخلة، كبرى مدن الصحراء المغربية، إلى 12 قنصلية، أربع في الداخلة وثمان في العيون، وذلك منذ يونيو (حزيران) الماضي.
وترأس حفل افتتاح قنصلية ليبيريا في الداخلة جبهزوهنجارم ميلتون فندلي، وزير الخارجية الليبيري، ونظيره المغربي ناصر بوريطة، بحضور دبلوماسيين ورجال أعمال وشخصيات محلية وأفريقية. وتعتبر هذه القنصلية الرابعة من نوعها التي تفتح أبوابها منذ بداية العام الحالي في المدينة، التي تقع في أقصى الجنوب المغربي قرب الحدود المغربية - الموريتانية.
وتأتي هذه الديناميكية الجديدة في سياق سياسة المغرب لتكريس بسط سيادته على المحافظات الصحراوية، جوا وبرا وبحرا، إذ عرفت الفترة الأخيرة مصادقة البرلمان المغربي على القانون الجديد لتحديد المجال السيادي البحري للمغرب، وتوسيعه ليشمل المياه الإقليمية المتاخمة للسواحل الصحراوية.
في سياق ذلك، عرفت الداخلة افتتاح قنصلية جيبوتي يوم 28 من فبراير (شباط) الماضي، والقنصلية العامة لغينيا في 17 يناير (كانون الثاني)، والقنصلية العامة لغامبيا، التي شرعت في تقديم خدماتها في السابع من نفس الشهر، وأخيرا قنصلية ليبيريا أمس. كما تعكس هذه الدينامية أيضا الجاذبية الاقتصادية والاجتماعية للمدن الصحراوية المغربية، وذلك على خلفية الاستراتيجية التنمية الخاصة المتبعة بها.
وأصبحت مدينة الداخلة على الخصوص تشكل نقطة اجتذاب للمهاجرين الأفارقة، خاصة السنغاليين والإيفواريين والغينيين، الذين استقروا مع أسرهم بالمدينة، مستفيدين من فرص الشغل التي توفرها في مجالات الصيد البحري والزراعة والصناعات الغذائية والسياحة، إضافة إلى سهولة الحصول على بطاقة الإقامة في إطار الخطة المغربية لتسوية الأوضاع القانونية للأفارقة، وتسهيل اندماجهم في سائر المدن المغربية. ويأتي افتتاح قنصليات الدول الأفريقية في المدن الصحراوية المغربية في إطار سعي هذه الدول إلى تقريب الخدمات القنصلية من مواطنيها، الذين يتزايد عددهم في هذه المدن، خاصة الداخلة والعيون.
غير أن الجزائر وجبهة البوليساريو لا تنظران بعين الرضى لهذه التطورات، إذ نددت وزارة الخارجية الجزائرية بفتح قنصليات أجنبية في المدن الصحراوية المغربية، متهمة في بيان لها المغرب بعرقلة مسار تسوية النزاع في الصحراء، كما اتهمت الدول الأفريقية، التي افتتحت قنصلياتها في المدن الصحراوية، بـ«خرق مبدأ التضامن» الأفريقي. أما جبهة البوليساريو المطالبة بانفصال المحافظات الصحراوية عن المغرب بدعم من الجزائر، فقد وجه أمينها العام إبراهيم غالي رسالة إلى الأمانة العامة للاتحاد الأفريقي، مطالبا إياها بالتدخل.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.