نص بيان «سعوديون بلا أقواس»

لشهداء الوطن الرحمة ولذويهم عون من الله على الصبر والسلوان، وعظم الله أجورنا جميعا في الشهداء الذين قضوا نتيجة الاعتداء الإرهابي الآثم الذي وقع على قرية الدالوة الوادعة الآمنة في محافظة الأحساء الحبيبة، ورجال الأمن الذين قضوا وهم يؤدون واجبهم المقدس في حماية أمن الوطن وملاحقة أعدائه الذين أرادوه بسوء.
إنّ ما حدث في قرية الدالوة هو اعتداء سافر على سيادة المملكة العربية السعودية، ومحاولة نكراء للعبث والاستهتار بأمنها، وبنسيجها الوطني، وتهديد نوعي للسلم الأهلي؛ وقد أظهر رد الفعل الأمني والاجتماعي، إظهارا لا مواربة فيه، أن الأمن الوطني والسلم الأهلي والعيش المشترك، أمور غير قابلة للمساومة والتنظير، إذ هب المجتمع بكل أطيافه وشرائحه لاستنكار الجريمة وإدانتها، فوضح بذلك كم هي قوية إرادة هذا المجتمع لعزل التطرّف والإرهاب أيا كان مصدره.
رغم فداحة المصاب، ورغم عمق الجرح الذي تسببت به هذه الجريمة، فإنها قد رسمت خطا فاصلا بين ما قبلها وما بعدها؛ فقد سبق للإرهاب أن وجه تهديدات للمملكة في مقامرة على التنوع الذي بوجوده نجح مشروع التوحيد التأسيسي، واتضح بعد الجريمة أن هذا التنوع لا يشكل ورقة رابحة في يد المقامر، بل إن التنوع عامل قوة للبلاد وأهلها، وإنّ الإرهاب، وَإِنْ كانت له خلاياه النائمة، حتما سيحاصر اجتماعيا من منطلق الحرص على التعايش السلمي، وصون الهوية الوطنية الجامعة التي هي فوق كل انتماء فرعي.
كل هذه الحقائق التي أبانها لنا هذا الاعتداء الإرهابي، تدفعنا لمناشدة جميع الشركاء في هذا الوطن، وخصوصا علماء الدين والدعاة والمحتسبين؛ لأن يؤكدوا ولاءهم الوطني بأن يمارسوا مسؤوليتهم في أن لا يجلبوا مناظراتهم وجدالاتهم المُنافِحَة عن اجتهاداتهم وقناعاتهم إلى الساحة الإعلامية بكل المتاح فيها من وسائل، تقليدية وجديدة، وليُبْقوا مثل هذه المناظرات والمجادلات ضمن دوائرها المختصة لكي يحموا معطى الدولة الجوهري الذي هو «الأمن والأمان»، وهذا ليس من باب مصادرة الرأي، ولكن من باب صيانة الشراكة الوطنية، فالجدال في المسائل المختلف عليها من شأنه ترويج خطاب الكراهية الذي بدوره يقود للتطرف الذي هو طريق لممارسة الإرهاب.
نناشد علماء الدين أيضا أن يمارسوا مسؤوليتهم في الكف عن إظهار ازدرائهم لكل من اختلف عنهم ومن اختلف معهم، بل إنّه من الواجب اعتبار التنوع عامل قوة ومصدر إثراء للمجتمع.
لقد وضعنا هذا الاعتداء الإرهابي أمام مسؤولياتنا لصيانة معنى الوحدة الوطنية، والعمل الجاد لتفعيل معنى الهوية الوطنية الجامعة والحافظة لحق التنوع ضمن الوحدة، بشرط أن لا يكون التنوع مصدر إقلاق وتوتير وتمزيق.
حفظ الله المملكة العربية السعودية وشعبها من كل سوء ومكروه، ورد كيد من يتربص بها إلى نحره.
الموقعون
كامل الخطي
جهاد عبد الإله الخنيزي
الدكتور تيسير باقر الخنيزي
الدكتور فؤاد السني
عبد العزيز سعيد المحروس
الدكتور عبد العزيز الجامع
عبد الرزاق محمد صالح البريكي
فايز جواد الزاير
عصام عبد الله الشماسي
حسين أنور السنان
فتحية الشيخ عبد الحميد الخطي
مليحة علي أبو السعود
غسان عبد العظيم الخنيزي
حسين علي العبد الجبار
حسن يوسف مال الله
مالك عبد الله الناصر
المهندس علوي حسين العوامي
ميثم محمد علي الجشي
محمد ميرزا الغانم
فؤاد عبد الواحد نصر الله
الدكتور زكي عبد الله الزاهر
أحمد علي المختار
شكري علي الشماسي
وائل سعيد الجشي
صالح مهدي الخنيزي
ماهر حسن الغانم
باسم عيسى المسلم
نادر محمد سعيد الخنيزي
بشرى عبد الله الشماسي
ريم عبد الرزاق آل هجلس
آسيا باقر الفرج
مي زكي الخنيزي
شذى أحمد النهاش
شادية سمير البيات
أميرة الشمر
محمد سعيد الجشي
سلام زكي الخنيزي
علي محمد شوقي آل سُنْبُل
عبد رب الرسول عبد الباقي الخميس
حسين محمد الشيخ سليمان آل سيف
محمد فائق المبارك
شادن نعمة العوامي