تركيا تعلن اكتشاف أول إصابة لمواطن قادم من أوروبا

هلع بين المواطنين وبحث تعليق الدراسة رغم التأكيدات الرسمية على قوة الإجراءات

جانب من عملية تطهير جامع قليج علي باشا في إسطنبول أمس (أ.ف.ب)
جانب من عملية تطهير جامع قليج علي باشا في إسطنبول أمس (أ.ف.ب)
TT

تركيا تعلن اكتشاف أول إصابة لمواطن قادم من أوروبا

جانب من عملية تطهير جامع قليج علي باشا في إسطنبول أمس (أ.ف.ب)
جانب من عملية تطهير جامع قليج علي باشا في إسطنبول أمس (أ.ف.ب)

سجَّلت تركيا أول حالة إصابة بفيروس «كورونا» الجديد (كوفيد - 19) لمواطن قادم من إحدى الدول الأوروبية، وُضع قيد الحجر الصحي، في الوقت الذي أكد فيه الرئيس رجب طيب إردوغان ووزارة الصحة، أن الإجراءات التي اتخذتها السلطات التركية قادرة على منع تفشي الفيروس.
وعلى الرغم من ذلك، تسبب الإعلان عن أول إصابة بالفيروس في حالة من الهلع بين المواطنين، وقررت بعض الجامعات الخاصة تعطيل الدراسة، وبدأت وزارة التعليم والمجلس الأعلى للتعليم العالي تقييم الموقف، لاتخاذ قرار بشأن تعليق الدراسة بالمدارس والجامعات.
وبحسب ما أعلن وزير الصحة التركي، فإن التحليلات التي أجريت للمصاب الذي كان ضمن المشتبه بإصابتهم بالفيروس، خرجت إيجابية. وأشار فخر الدين كوجا، في مؤتمر صحافي ليل الثلاثاء - الأربعاء، إلى أن الإصابة نُقلت للشخص المصاب بالفيروس من خلال وجوده بأوروبا، وأن حالته الصحية العامة جيدة، وتم وضع أفراد عائلته وكل المحيطين به تحت الملاحظة.
وأضاف الوزير التركي أن «تسجيل إصابة أو عدة إصابات بـ(كورونا) لا يعني أن الفيروس بات وباءً»، مؤكداً أن الفيروس ليس أقوى من التدابير التي اتخذناها، وإصابة شخص به لا تمثل خطراً، فلقد تم عزله، ومن ثم لا يوجد تهديد بالنسبة للمجتمع.
وحذر كوجا المواطنين من السفر للخارج ما لم تكن هناك ضرورة لذلك، مطالباً إياهم باتباع التعليمات والإرشادات التي تعلنها وزارة الصحة، للوقاية من الإصابة بالفيروس. وقال إن «النجاح الذي حققناه حتى اليوم في مواجهة (كورونا) سيضمن لنا سهولة المواجهة فيما بعد... تركيا أبلت بلاء حسناً في التصدي لانتشار الفيروس، رغم انتشاره عالمياً بشكل سريع، وظهوره في عدد من الدول خلال الفترة الماضية». ولفت إلى أن دول جوار تركيا والدول الأوروبية «لا تطبق التدابير الصارمة التي تتخذها تركيا ضد الفيروس... فنحن لن نقصر على الإطلاق في تطبيق خطة العمل الاستراتيجية التي ننفذها لصد (كورونا)».
وأوضح كوجا أن «الأوبئة العالمية لها تداعيات لا يمكن التصدي لها... فالبشر يتنقلون بين بلدان العالم، ومن ثم فإنه مهما كانت التدابير المتخذة، ومهما كان نظام المقاومة، فلا يمكن التصدي للنتائج التي قد تترتب على سفر البشر، وتنقلهم بين دولة وأخرى». وتابع: «لو كانت هناك إمكانية لقطع علاقاتنا بالعالم خلال تلك الفترة، لما خرجتُ أمامكم لأعلن تسجيل أول إصابة بالفيروس في تركيا».
وكان كوجا قد نفى، أول من أمس، إصابة مواطنة أميركية بفيروس «كورونا» أثناء زيارتها لتركيا، كما أعلنت وسائل إعلام أميركية. وقال عبر «تويتر» إن هناك مواطنة أميركية واحدة عمرها 86 عاماً، سافرت إلى واشنطن عبر إسطنبول، قادمة من تيرانا. وأضاف أن «المواطنة الأميركية لم تقم بزيارة تركيا، وإنما سافرت عبر إسطنبول، كما هو موجود في السجلات».
من جانبه، دعا الرئيس رجب طيب إردوغان المواطنين إلى توخي الحيطة والحذر، حيال الإصابة بفيروس «كورونا»، مؤكداً ثقته بأن تركيا «ستتجاوز هذه المحنة دون خسائر»، مضيفاً أنه لا يوجد فيروس أقوى من التدابير الذي اتخذتها السلطات التركية.
وأشار إردوغان، في كلمة بالبرلمان التركي أمس (الأربعاء)، إلى أن حرص المواطنين والتدابير الشخصية التي سيتخذونها، ستكون أفضل وسيلة لمواجهة «كورونا». وأضاف: «أوصي المسنين والذين يعانون من ضعف في المناعة بعدم الوجود في الأماكن المزدحمة لفترة معينة، وإنني على ثقة بأن شعبنا سيتجاوز هذا الفيروس دون خسائر».
من جهته، قال رئيس البلدية أكرم إمام أوغلو، إن البلدية اتخذت جميع الإجراءات لمواجهة احتمالات انتشار الفيروس وتقليل مخاطر الإصابة به.
وعلى الرغم من تأكيدات إردوغان وحكومته أن الإجراءات التي اتخذت ستحول دون انتشار الفيروس، بدأت وزارة التعليم تقييم الموقف لاتخاذ قرار بشأن إغلاق المدارس من عدمه، ودعا مجلس التعليم العالي رؤساء الجامعات إلى اجتماع، مساء أمس، لتقييم الموقف، واتخاذ قرار بشأن تعليق الدراسة بالجامعات من عدمه.
وأعلنت جامعة «قادر هاس» في إسطنبول تعطيل الدراسة حتى الثالث والعشرين من شهر مارس (آذار) الجاري، بينما قررت جامعة «بهشة شهير» استمرار الدراسة ولكن عبر الإنترنت، وعدم حضور الطلاب.


مقالات ذات صلة

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)

وزير الدفاع الروسي: العلاقات العسكرية مع كوريا الشمالية تتوسع بسرعة

عند وصول وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف إلى مطار بيونغ يانغ الدولي بكوريا الشمالية... وفي استقباله وزير الدفاع الكوري الشمالي نو كوانغ تشول يوم الجمعة 29 نوفمبر 2024 (أ.ب)
عند وصول وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف إلى مطار بيونغ يانغ الدولي بكوريا الشمالية... وفي استقباله وزير الدفاع الكوري الشمالي نو كوانغ تشول يوم الجمعة 29 نوفمبر 2024 (أ.ب)
TT

وزير الدفاع الروسي: العلاقات العسكرية مع كوريا الشمالية تتوسع بسرعة

عند وصول وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف إلى مطار بيونغ يانغ الدولي بكوريا الشمالية... وفي استقباله وزير الدفاع الكوري الشمالي نو كوانغ تشول يوم الجمعة 29 نوفمبر 2024 (أ.ب)
عند وصول وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف إلى مطار بيونغ يانغ الدولي بكوريا الشمالية... وفي استقباله وزير الدفاع الكوري الشمالي نو كوانغ تشول يوم الجمعة 29 نوفمبر 2024 (أ.ب)

قال وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف، اليوم الجمعة، خلال زيارة لكوريا الشمالية، إن التعاون العسكري بين البلدَين يتوسّع بسرعة. واتهمت الولايات المتحدة كوريا الشمالية بإرسال آلاف الجنود إلى منطقة كورسك الروسية، حيث تحاول القوات الروسية طرد الجنود الأوكرانيين. ولم تؤكد موسكو أو تنفِ هذا الادعاء.

وزير الدفاع الكوري الشمالي نو كوانغ تشول (يسار) يتصافح ووزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف خلال اجتماعهما في بيونغ يانغ بكوريا الشمالية يوم 29 نوفمبر 2024 (أ.ب)

ونقلت وزارة الدفاع الروسية عن بيلوسوف قوله، لنظيره الكوري الشمالي نو كوانغ تشول، إن معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي وقَّعتها موسكو وبيونغ يانغ هذا العام تستهدف تقليص مخاطر الحرب في شمال شرقي آسيا و«الحفاظ على توازن القوى في المنطقة». وأضاف بيلوسوف أن محادثات، اليوم (الجمعة)، قد تعزز الشراكة الاستراتيجية في المجال العسكري بين موسكو وبيونغ يانغ. وذكرت وكالات أنباء روسية أن بيلوسوف سيجري محادثات مع القيادة العسكرية والسياسية لكوريا الشمالية.

وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف (الثاني من اليسار) مع وزير الدفاع الكوري الشمالي نو كوانغ تشول (الثاني من اليمين) خلال لقائهما في بيونغ يانغ بكوريا الشمالية يوم 29 نوفمبر 2024 (أ.ب)

وفي وقت سابق اليوم، قالت وزارة الدفاع الروسية إن وزير الدفاع، أندريه بيلوسوف، وصل إلى كوريا الشمالية، اليوم (الجمعة)؛ لإجراء محادثات مع القادة العسكريين والسياسيين في بيونغ يانغ، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».

حلَّ بيلوسوف، الخبير الاقتصادي السابق، محلَّ سيرغي شويغو وزيراً للدفاع في مايو (أيار) بعد أن بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فترة ولايته الخامسة في السلطة.

وجاءت الزيارة بعد أيام من لقاء الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، وفداً أوكرانياً بقيادة وزير الدفاع رستم عمروف، ودعا البلدَين إلى صياغة تدابير مضادة غير محددة رداً على إرسال كوريا الشمالية آلاف القوات إلى روسيا؛ لدعم حربها ضد أوكرانيا.

عند وصول وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف إلى مطار بيونغ يانغ الدولي بكوريا الشمالية... وفي استقباله وزير الدفاع الكوري الشمالي نو كوانغ تشول يوم الجمعة 29 نوفمبر 2024 (أ.ب)

وقالت الولايات المتحدة وحلفاؤها إن كوريا الشمالية أرسلت أكثر من 10 آلاف جندي إلى روسيا في الأسابيع الأخيرة، وإن بعض هذه القوات بدأت بالفعل في الانخراط في القتال. كما اتُّهمت كوريا الشمالية بتزويد روسيا بأنظمة مدفعية وصواريخ ومعدات عسكرية أخرى قد تساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تمديد الحرب الدائرة منذ نحو 3 سنوات.

وتتخوَّف سيول من أن كوريا الشمالية قد تتلقى مقابل إرسال قواتها وإمداداتها إلى روسيا، نقلاً للتكنولوجيا الروسية من شأنه أن يعزز التهديد الذي يشكِّله برنامج الأسلحة النووية والصاروخية للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.