كتالونيا تنظم استفتاء رمزيا حول الاستقلال متحدية مدريد

الاقتراع حلقة جديدة في سلسلة التصعيد بين الحكومة الإسبانية وبرشلونة

كتالونيا تنظم استفتاء رمزيا حول الاستقلال متحدية مدريد
TT

كتالونيا تنظم استفتاء رمزيا حول الاستقلال متحدية مدريد

كتالونيا تنظم استفتاء رمزيا حول الاستقلال متحدية مدريد

يسعى القوميون في كتالونيا، من خلال استفتاء رمزي ينظمونه، غدا (الأحد)، إلى الحصول على ما يكفي من الأصوات للمضي بكتالونيا، أحد أقوى أقاليم إسبانيا، نحو الاستقلال، في تحدٍّ للعراقيل التي تضعها مدريد.
وتلبية لنداء رئيس حكومة كتالونيا، أرتور ماس، دُعي 5.4 مليون من سكان الإقليم الـ7.5 مليون إلى الرد على سؤالين: هل تريد أن تكون كتالونيا دولة؟ وإذا أجبت بـ«نعم»، فهل تريد أن تكون تلك الدولة مستقلة؟
وقضت المحكمة الدستورية، بناء على طعن تقدمت به الحكومة الإسبانية، مرتين، بإلغاء الاستفتاء، في انتظار البت في جوهر القضية. ولا ترى مدريد في هذا الاقتراع سوى استفتاء مزيف، في حين ينص الدستور على حد قولها على أنه لا يجوز للأقاليم تنظيم استفتاء حول قضايا تخص كل الأمة. غير أن أرتور ماس الذي انتُخب مجددا في 2012، واعدا بإجراء الاستفتاء في منطقة تهزها نزعة انفصالية، ضرب بقرارات المحكمة الدستورية عرض الحائط، ويقول إنه لا يخرج عن الشرعية، لأن اقتراع الغد الذي يشرف عليه متطوعون، ليس استفتاء، على حد قوله.
وفي حين يعبر الناشطون كل مساء عبر القرع على الأواني المطبخية، عن احتجاجهم على المحكمة الدستورية، دعا أرتور ماس مواطنيه إلى التصويت «بلا خوف»، لأنهم لن يفعلوا سوى ممارسة حقهم في التعبير، وقال: إن «الدولة الإسبانية هي الخصم»، وإن الناخبين في حالة «دفاع مشروع عن النفس».
ويعتبر اقتراع الغد آخر مرحلة من تصعيد طويل بين مدريد وبرشلونة، المدينة الكبيرة والمنطقة التي تنتج نحو خمس الثروة الوطنية. وفي 2010، أثار قرار صدر عن المحكمة الدستورية غضب الانفصاليين في كتالونيا، التي كانت حينها تعاني من انعكاسات الأزمة الاقتصادية. وعدل القرار وضع الحكم الذاتي الذي تم التفاوض عليه مع مدريد، رافضا أي قيمة قانونية لمبدأ «الأمة الكتالونية» الوارد في النص.
وعندما تولى السلطة بعد سنتين، حاول أرتور ماس عبثا في 2012 أن يحصل من مدريد على «معاهدة ضريبية» كان يريد أن تتمكن من خلالها كتالونيا من جبي الضرائب وإدارة ناتجها. وأمام تعنت الحكومة، وعد باستشارة الشعب حول طموحاته في الاستقلال، لكن نظرا لعدم حصوله على الأغلبية المطلقة، اضطر إلى أن يحكم بالتحالف مع راديكاليي حزب «ايسكيرا ريبوبليكانا كتالانا» (اليسار الجمهوري الكتالوني) الذين طالبوه بالوفاء بوعده، ويدعون إلى القطيعة مع مدريد.
ورغم أن برشلونة قررت تعديل الاقتراع وتنظيمه والتخلي عن إنشاء لجنة انتخابية واستعمال اللوائح الانتخابية، ما زالت مدريد والمحكمة الدستورية ترى في ذلك استفتاء. غير أن خصومه يعدون أن الاقتراع الرمزي، يفتقر إلى المصداقية، لأنه لا يتوقع سوى مشاركة الانفصاليين فيه، وأفاد آخر استطلاع بأن الراغبين في الانفصال يشكلون نحو 50 في المائة، مع قلق كبرى الشركات التي تخشى من تداعيات انقطاعها عن السوقين الإسبانية والأوروبية. ويأمل أرتور ماس (58 سنة) مشاركة قوية لتعزيز موقعه أمام مدريد.
وينتظر صدور النتائج، بعد غد (الاثنين)، وأعلن ماس أنه سيوجه بعد ذلك رسالة إلى رئيس الحكومة المحافظ ماريانو راخوي في مدريد يقترح فيها استئناف المفاوضات. ويفترض أن تتناول المفاوضات المعاهدة الضريبية واستفتاء بكل معنى الكلمة، كي يتمكن الكتالانيون من التعبير عن رأيهم من استقلال محتمل، كما تمكنت من ذلك اسكوتلندا في 18 سبتمبر (أيلول) الماضي.
وقال الاسكوتلنديون: «لا، للاستقلال»، في حين ما زال ماريانو راخوي يقول: «لا، للاستفتاء».



أسلحة أميركية وغربية في الهجوم على روسيا تثير الشكوك حول الضوابط على أوكرانيا

وحدة قتالية من «فيلق المتطوعين الروسي». أقر مسؤولون أميركيون بأن المقاتلين الروس الذين شنوا هجمات على الأراضي الروسية استخدموا ما لا يقل عن 4 مركبات تكتيكية (إ.ب.أ)
وحدة قتالية من «فيلق المتطوعين الروسي». أقر مسؤولون أميركيون بأن المقاتلين الروس الذين شنوا هجمات على الأراضي الروسية استخدموا ما لا يقل عن 4 مركبات تكتيكية (إ.ب.أ)
TT

أسلحة أميركية وغربية في الهجوم على روسيا تثير الشكوك حول الضوابط على أوكرانيا

وحدة قتالية من «فيلق المتطوعين الروسي». أقر مسؤولون أميركيون بأن المقاتلين الروس الذين شنوا هجمات على الأراضي الروسية استخدموا ما لا يقل عن 4 مركبات تكتيكية (إ.ب.أ)
وحدة قتالية من «فيلق المتطوعين الروسي». أقر مسؤولون أميركيون بأن المقاتلين الروس الذين شنوا هجمات على الأراضي الروسية استخدموا ما لا يقل عن 4 مركبات تكتيكية (إ.ب.أ)

أقر مسؤولون أميركيون أن المقاتلين الروس الذين شنوا هجمات على الأراضي الروسية، استخدموا ما لا يقل عن 4 مركبات تكتيكية، منحتها في الأصل الولايات المتحدة وبولندا لأوكرانيا. وهو ما أثار تساؤلات عن وجهة استخدام الأسلحة والمعدات التي قدمها حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والتزامات كييف بتأمين العتاد ومراقبة انتشاره الذي يوفره مؤيدوها.

وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن 3 من المركبات المحمية من الكمائن المقاومة للألغام، والمعروفة أيضاً باسم «إم آر إيه بي»، مصدرها الولايات المتحدة، وواحدة من بولندا، استخدمها المقاتلون الروس في الهجوم على منطقة بيلغورود في روسيا الأسبوع الماضي، وفقاً لأشخاص مطلعين على ما كشفته المخابرات الأميركية، والذي لم يتم الإبلاغ عنه من قبل. وحمل المقاتلون أيضاً بنادق بلجيكية وتشيكية وسلاحاً واحداً على الأقل مضاداً للدبابات، شائع الاستخدام بين القوات الأميركية والغربية، وفقاً لصور تحققت منها الصحيفة.

قوات أوكرانية في مركبات محمية من الكمائن المقاومة للألغام والمعروفة باسم «إم آر إيه بي» مصدرها الولايات المتحدة (رويترز)

ويصر المسؤولون الأميركيون والغربيون، على أن أوكرانيا تتعقب بعناية أسلحة ومعدات بمليارات الدولارات، ومنعوها إلى حد كبير من استخدامها لشن هجمات على الأراضي الروسية. وعندما سُئل المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية عن استخدام المعدات الأميركية لشن هجمات عبر الحدود، قال: «الولايات المتحدة لا تشجع أو تمكّن الهجمات داخل روسيا. لقد كنا واضحين بشأن الكيفية التي لا ندعم بها استخدام المعدات الأميركية الصنع في الهجمات داخل روسيا، بما في ذلك مع الأوكرانيين خلال الأسبوع الماضي». وأضاف المسؤول: «ينصب تركيزنا على تزويد أوكرانيا بالمعدات والتدريب الذي تحتاجه لاستعادة أراضيها السيادية، وقد فعلنا ذلك بالضبط». وقال مسؤول أميركي آخر، إن «كل دولة تتخذ قراراتها السيادية الخاصة بشأن المساعدة التي تقدمها لأوكرانيا، وما الشروط التي تضعها عليها». وأشار المسؤول إلى أن «الكثيرين قدموا نفس الطلبات التي قدمناها إلى الأوكرانيين».

ومع ذلك، فإن الغارة الأخيرة على روسيا تؤكد كيف يمكن لهذه الرقابة أن تتغير بطرق لا يمكن التنبؤ بها، مما يخلق تحديات يبدو أن قلة في واشنطن وكييف على استعداد للاعتراف بها. وأعلنت القوات الروسية أنها استولت على ما لا يقل عن مركبتين من طراز «إم آر إيه بي»، وفقاً لصور جرى التحقق منها. وقاد ما يسمى «فيلق روسيا الحرة»، وميليشيا ثانية تسمى «فيلق المتطوعين الروسي» الغارة. وتتألف الجماعتان من مقاتلين من أصل روسي، بمن فيهم مواطنون روس، يعارضون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويقولون إنهم يعملون على «تحرير» وطنهم. ومن المعروف أن بعض أعضاء هذه الجماعات، من النازيين الجدد الروس، أو لديهم آراء متطرفة أخرى.

وجرت عملية الأسبوع الماضي، وسط توقعات واسعة النطاق لهجوم أوكراني مضاد وشيك. وأعقب التوغل زيادة في الهجمات الأخرى على الأراضي الروسية، بما في ذلك هجمات الطائرات المسيرة التي استهدفت موسكو وقصف عنيف في منطقة بيلغورود. وأعلن «فيلق المتطوعين الروسي»، الخميس، مسؤوليته عن هجمات ضربت مناطق أعمق في بيلغورود. وفي رسالة بالفيديو نُشرت على حساب التنظيم على تطبيق «تلغرام»، أعلن المقاتلون ما وصفوه بـ«المرحلة الثانية» من العمليات داخل روسيا. ونشرت جماعة «فيلق روسيا الحرة» أيضاً مقطع فيديو يوم الخميس، يظهر ما وصفته بهجمات على القوات الروسية، تم أخذها على بعد نحو كيلومترين من الحدود في مدينة بيلغورود. ونشرت الجماعة يوم الجمعة، صورة تظهر دبابة تعمل في المنطقة، وادعت أنها تشارك في القتال هناك.

ورغم ذلك، يواصل كبار المسؤولين الروس في موسكو، إبداء الشعور بالهدوء. ولم يتطرق المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إلى الوضع خلال مؤتمره الصحافي اليومي. وهو ما أثار التساؤلات عن أسباب صمت القيادة الروسية، خصوصاً الرئيس بوتين، عن تلك الهجمات، خصوصاً هجمات الطائرات المسيرة التي استهدفت موسكو. وبدا الأمر، كأنه «لا يوجد إدراك للخطر الذي تعيشه روسيا»، في ظل الهزائم التي منيت بها طوال 16 شهراً من الحرب، بحسب كثير من الخبراء.

فياتشيسلاف جلادكوف حاكم بيلغورود الروسية (أ.ف.ب)

وقال فياتشيسلاف جلادكوف حاكم بيلغورود الروسية، إن شخصين قتلا وأصيب اثنان آخران جراء قصف مدفعية أوكراني على المنطقة اليوم (السبت). وكتب جلادكوف على «تلغرام»: «منذ هذا الصباح، تتعرض مناطق سكنية في شيبيكينو لنيران من القوات المسلحة الأوكرانية».

قال حاكم بيلغورود إن أكثر من 2500 شخص جرى إجلاؤهم من المدينة نظراً لأن وجودهم بها لم يكن آمناً (أ.ف.ب)

وأمس (الجمعة)، قال جلادكوف إن أكثر من 2500 شخص جرى إجلاؤهم من المدينة، نظراً لأن وجودهم بها لم يكن آمناً. وأفاد مسؤولون روس في الأيام الماضية، بحدوث هجمات مكثفة من شمال أوكرانيا. وقال جلادكوف في إفادة سابقة، بأن 5 قتلوا وأصيب 16 في هجمات قصف أوكرانية على منطقة بيلغورود أمس (الجمعة). وكتب جلادكوف اليوم: «كانت الليلة مضطربة. أنظمة الدفاع الجوي كانت تعمل فوق (مدينة) بيلغورود».


أوكرانيا مستعدة لشن هجوم مضاد طال انتظاره... وتحذر من التفوق الجوي الروسي

زيلينسكي «مستعد لاستعادة الأراضي الأوكرانية جميعها»
زيلينسكي «مستعد لاستعادة الأراضي الأوكرانية جميعها»
TT

أوكرانيا مستعدة لشن هجوم مضاد طال انتظاره... وتحذر من التفوق الجوي الروسي

زيلينسكي «مستعد لاستعادة الأراضي الأوكرانية جميعها»
زيلينسكي «مستعد لاستعادة الأراضي الأوكرانية جميعها»

تأمل كييف، ورئيسها فولوديمير زيلينسكي، في أن يؤدي الهجوم المضاد الذي طال انتظاره، وأصبحت أوكرانيا «مستعد له»، إلى تغيير مسار الحرب التي اندلعت مع الاجتياح الروسي لأراضيها قبل 15 شهراً.

سمّي سابقاً بـ«هجوم الربيع»، وانتهى فصل الربيع قبل انطلاقه، على الرغم من أن أوكرانيا حصلت من أجله على أكثر من 90 في المائة من شتى أنواع الأسلحة التي طالبت بها من حلفائها الغربيين، كما صرح أخيراً أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ.

الرئيس الأوكراني مع طاقمه خلال قمة أوروبية في مولدوفا (أ.ب)

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مقابلة نشرت اليوم (السبت)، إن بلاده مستعدة لشن الهجوم المضاد لاستعادة الأراضي التي تحتلها روسيا، مضيفاً في تصريحات لصحيفة «وول ستريت جورنال»: «نعتقد بقوة أننا سننجح... لكن لا أعرف كم من الوقت سيستغرق. لأكون صادقاً، يمكن أن يسير بطرق عدة مختلفة تماماً. لكننا سنقوم بذلك، ونحن مستعدون».

وقال الأمين العام لحلف (الناتو) إن أوكرانيا على استعداد لشن هجوم مضاد ناجح ضد روسيا، مضيفاً في مؤتمر صحافي في أوسلو: «أنا على ثقة أن القوات الأوكرانية الآن لديها الإمكانيات التي تحتاجها لتحرير مزيد من الأرض المحتلة».

أمين عام الناتو: قدمنا 90 % مما طالبت به أوكرانيا من أجل الهجوم المضاد (إ.ب.أ)

وقال ستولتنبرغ إنه مع ذلك «على الناتو الاستمرار في دعم أوكرانيا لفترة طويلة». كما أشار مجدداً إلى أنه يتم الإعداد لحزمة تمويل ومساعدات عسكرية تمتد لأعوام من أجل أوكرانيا. وأوضح: «هذا سوف يضمن دفاع أوكرانيا على المدى الأطول».

وقال القومي الروسي المتطرف وضابط المخابرات السابق إيجور جيركين، دفاعاً عن الجيش الروسي، الذي تعرّض لانتقادات حادة من قبل رئيس «فاغنر»، «ليس لدينا أي جيش آخر، وعلينا أن نجعله أداة قادرة على القتال»، محذراً من أنه إذا تعرّضت موسكو لهزيمة في الهجوم المضاد الذي تخطط له كييف، ستصبح روسيا مهددة بالفوضى بحلول نهاية الصيف.

وكان زيلينسكي قد قال الشهر الماضي إن بلاده بحاجة إلى انتظار وصول مزيد من العربات المدرعة الغربية قبل شن الهجوم المضاد. وبذل مساعٍ دبلوماسية للحفاظ على الدعم الغربي، وطلب مزيداً من المساعدات العسكرية والأسلحة، وهو أمر أساسي لنجاح أوكرانيا في خططها، إذ تسيطر روسيا على مساحات شاسعة من الأراضي الأوكرانية في الشرق والجنوب والجنوب الشرقي.

وأثارت موجة طويلة من الطقس الجاف في بعض أجزاء من أوكرانيا توقعات بأن الهجوم المضاد قد يكون وشيكاً. وعلى مدى الأسابيع القليلة الماضية، كثفت أوكرانيا من ضرباتها على مخازن الذخيرة وطرق الإمدادات اللوجيستية الروسية.

وكان أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف، قد صرح لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) قبل أسبوع، بأن أوكرانيا مستعدة لشن هجومها المضاد، ولم يذكر موعداً، لكنه قال إن «الهجوم لاستعادة الأراضي من قوات الاحتلال التابعة للرئيس فلاديمير بوتين يمكن أن يبدأ غداً أو بعد غد، أو بعد أسبوع». وحذر من أن الحكومة الأوكرانية «ليس لها الحق في ارتكاب أي خطأ» في القرار؛ لأن هذه «فرصة تاريخية لا يمكننا أن نخسرها». وذكرت «بي بي سي» أنه خلال المقابلة التي وصفتها بـ«النادرة» مع دانيلوف تلقى رسالة هاتفية من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تستدعيه لحضور اجتماع لمناقشة الهجوم المضاد. أما ميخائيلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني، فقال إن الهجوم الأوكراني قيد التنفيذ حالياً. وذكر بودولياك خلال مقابلة مع التلفزيون الإيطالي قبل أسبوع، أن «الهجوم المضاد متواصل منذ أيام». وأضاف بودولياك، بحسب الترجمة الإيطالية أن «هذه حرب عنيفة على طول حدود ممتدة لـ1500 كيلومتر. لقد بدأت عملياتنا بالفعل». وفي الوقت ذاته، نفى شن كييف هجمات في منطقة بيلغورود الروسية. وقال بودولياك، بعد أن قامت مجموعات موالية لكييف بالتوغل في مناطق حدودية، إن روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين غير قادرين على الدفاع عن أراضيهما، في إشارة إلى القتال في المنطقة، «ما يحدث في المنطقة الحدودية يمثل صدمة لبوتين وسيؤدي إلى نهايته». وأضاف المستشار أن أوكرانيا لا ترغب في مهاجمة الأراضي الروسية. وقال للصحافي الإيطالي: «نحن نستخدم الأسلحة التي منحتموها لنا لتدمير المواقع الروسية في المناطق التي تحتلها موسكو، بما في ذلك دونباس والقرم». وأوضح بودولياك أنه إذا تم إرسال طائرات مقاتلة من طراز «إف - 16» يمكن «في نهاية المطاف» إغلاق المجال الجوي الأوكراني.

وزير الدفاع الأوكراني مع نظيره البريطاني (رويترز)

أما وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، فقال في مقابلة مع صحيفة فرنسية: «نملك فرصاً جدية لتحقيق اختراق خلال الصيف» بفضل هجوم مضاد وشيك لجيش بلاده على القوات الروسية. وأوضح الوزير في مقابلة مع صحيفة «ويست فرنس»: «نريد كسر عزيمة الروس على الانتصار في هذه الحرب»، مؤكداً أن هذا الهجوم المضاد يهدف إلى العودة إلى «حدود 1991 المعترف بها دولياً» لأوكرانيا، بما يشمل شبه جزيرة القرم. وتوقع الوزير الأوكراني أن يؤدي الهجوم المضاد الواسع هذا «إلى حركة تراجع جديدة للروس من أراضينا. لقد قاموا بعملية تعبئة جديدة، إلا أن كثيراً من الجنود من المبتدئين، ولا خبرة لديهم، ولا يحسنون استخدام الأسلحة بشكل جيد».

وزير الدفاع الألماني مع نظيره الدنماركي مع مجموعة من جنود أوكرانيين يقومون بتنظيف مدافع دبابات «ليوبارد» (رويترز)

وقال الجيش الأوكراني، اليوم (السبت)، إن القتال يتركز في مارينكا بمنطقة دونيتسك في الشرق. وأضاف أن القوات الأوكرانية صدّت هجمات القوات الروسية جميعها، التي بلغ عددها 14 هجوماً هناك.

وفيما يتعلق بالهجمات في بيلغورود، تحدث حاكم المنطقة، فياتشيسلاف جلادكوف، عن تعرضه شخصياً لإطلاق نار. وبعد تساؤل مواطنين فارين ومرعوبين عن سبب قيام الدولة الروسية بشن حرب في أوكرانيا دون حماية أراضيها من الهجمات، قال جلادكوف إنه نفسه لديه أسئلة أكثر من ذلك لوزارة الدفاع، كما نقلت عنه الوكالة الألمانية.

وأشار الخبير السياسي الروسي، عباس جالياموف، إلى أن جهاز السلطة ظل على مدى عقود يعلن بملء الفم أن روسيا محاطة بالأعداء، وبالتالي فإن البلاد توسع وتقوي دفاعاتها. وقال الكاتب السابق لخطابات بوتين: «الآن بعد أن أصبح الأمر واقعاً، يضطر الناس فجأة للدفاع عن أنفسهم ضد العدو». وفي ضوء الوضع الصعب في الحرب، وبسبب العدد الكبير من الجماعات المسلحة، يرى جالياموف البلد الآن على شفا ثورة.


روسيا: لا يمكن لفرنسا أن تلعب دور «الوسيط» في أوكرانيا

المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (أ.ب)
المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (أ.ب)
TT

روسيا: لا يمكن لفرنسا أن تلعب دور «الوسيط» في أوكرانيا

المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (أ.ب)
المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (أ.ب)

قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن فرنسا لا تستطيع أن تلعب دور «الوسيط» في الصراع الأوكراني بسبب مشاركتها النشطة فيه.

وقال بيسكوف في تصريحات للتلفزيون الروسي الرسمي، إن الرئيس فلاديمير بوتين في الوقت نفسه منفتح على أي اتصالات من أجل تحقيق أهداف روسيا، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

وفي وقت سابق اليوم (السبت)، اقترح وزير الدفاع الإندونيسي خطة سلام للحرب في أوكرانيا، داعياً إلى إنشاء منطقة منزوعة السلاح واستفتاء تجريه الأمم المتحدة في المناطق التي وصفها بالأراضي المتنازع عليها.

ورفض أوليج نيكولنكو المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية، الخطة، مؤكداً موقف كييف أن روسيا يجب أن تسحب جميع قواتها من أوكرانيا.

ودعا برابوو سوبيانتو وزراء الدفاع والعسكريين من مختلف دول العالم المجتمعين في حوار شانجري-لا، أبرز القمم الأمنية الآسيوية، في سنغافورة، لإصدار إعلان يدعو إلى وقف الأعمال العدائية.

واقترح خطة متعددة النقاط تشمل وقفاً لإطلاق النار وإنشاء منطقة منزوعة السلاح بالانسحاب 15 كيلومتراً من موقع عمليات كل طرف.

وقال إنه ينبغي أن تراقب قوة حفظ سلام تنشرها الأمم المتحدة المنطقة منزوعة السلاح وتشرف عليها، مضيفاً أنه ينبغي أن تجري الأمم المتحدة استفتاء «للتأكد بموضوعية من رغبات غالبية سكان مختلف المناطق المتنازع عليها».

بدوره، قال نيكولنكو إن روسيا ارتكبت أفعال عدوان باحتلالها أراضي أوكرانية، وإن أي مقترحات لوقف إطلاق النار ستسمح لها بإعادة تنظيم صفوفها وتعزيزها. وأضاف: «لا توجد أراضٍ متنازع عليها بين أوكرانيا وروسيا الاتحادية لكي نجري فيها استفتاءات».


إردوغان: سنعزز ديمقراطيتنا بدستور مدني جديد ونتحرر من الحالي

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (رويترز)
TT

إردوغان: سنعزز ديمقراطيتنا بدستور مدني جديد ونتحرر من الحالي

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (رويترز)

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليوم السبت إن حكومته ستستحدث دستورا جديدا.

وأضاف إردوغان في خطاب أثناء حفل تنصيبه رئيسا للبلاد بعد إعادة انتخابه: «سنعزز ديمقراطيتنا بدستور جديد حر ومدني وشامل ونتحرر من الدستور الحالي الذي كان ثمرة لانقلاب عسكري»، وفقا لوكالة أنباء العالم العربي.

وتابع بأنه سيعلن تشكيل الحكومة الجديدة خلال ساعات، وأنها ستعقد اجتماعها الأول هذا الأسبوع.

وقال الرئيس التركي: «على الرغم من تعرضنا لحملات عارية من الصحة ودعاية سوداء، ولكن هذا لم يحرفنا عن الاستقامة والعدالة والحيادية لجميع أطياف شعبنا، ولم ولن نتبع سياسة التفرقة».

واتهم الأحزاب المعارضة بأنها مستمرة «في تحميل المواطنين مسؤولية فشلها».

ووعد أنصاره بأن سياسة حكومته لن تتغير، وقال: «نفس السياسة ستكون هي المتبعة، سننفذ وعودنا، سنبذل قصارى جهودنا من أجل تنمية هذه الدولة على جميع الأسس الاقتصادية وزيادة فرص العمل والصادرات».


بريغوجين: مقاتلو «فاغنر» مستعدون للدفاع عن منطقة بيلغورود الروسية

يفغيني بريغوجين (أ.ب)
يفغيني بريغوجين (أ.ب)
TT

بريغوجين: مقاتلو «فاغنر» مستعدون للدفاع عن منطقة بيلغورود الروسية

يفغيني بريغوجين (أ.ب)
يفغيني بريغوجين (أ.ب)

أكد رئيس مجموعة فاغنر العسكرية السبت أنه مستعد لإرسال وحداته للدفاع عن منطقة بيلغورود الروسية المتاخمة لأوكرانيا التي تعرضت في الأيام الأخيرة لقصف وهجمات مكثفة.

وقال يفغيني بريغوجين: «إذا لم توقف وزارة الدفاع (الروسية) ما يحدث في منطقة بيلغورود... حيث يتم الاستيلاء على أراض روسية فمن الواضح أننا سنتدخل»، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.

وأضاف في رسالة صوتية نشرها مكتبه الإعلامي: «سندافع عن شعبنا... الروسي وكل من يعيش هناك»، موضحا أن رجاله لن ينتظروا «دعوة» أو إذنا للانتشار في المنطقة.

وأضاف بريغوجين: «الشيء الوحيد الذي سنطلبه هو الذخيرة حتى لا نكون خالي الوفاض كما نقول في روسيا».

وتعرضت منطقة بيلغورود في الأيام الأخيرة ولا سيما مناطقها الأقرب إلى الحدود الأوكرانية لنيران كثيفة غير مسبوقة منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في نهاية فبراير (شباط) 2022.

وقال الحاكم فياتشيسلاف غلادكوف إن المنطقة تعرضت الجمعة لأكثر من 500 طلقة مدفعية أو قذائف هاون أو راجمات صواريخ الجمعة، منها أكثر من 370 في بلدة شيبيكينو ومحيطها، وإن مئات المدنيين فروا.

وأعلن غلادكوف السبت مقتل شخصين في ضربات، ليرتفع عدد القتلى إلى سبعة منذ الجمعة. وقالت السلطات إن نحو ثلاثين شخصا أصيبوا بجروح.

وأعلنت موسكو أيضا الخميس أن سلاح الجو ومدفعيتها تصديا لمحاولة هجوم بري من أوكرانيا في المنطقة، بعد أسبوع من توغل مسلح نوعي أظهر سهولة اختراق الحدود الروسية.

واتهم رئيس «فاغنر» الجيش الروسي السبت بـ«التنازل» عن أراض في منطقة بيلغورود.

وقال بريغوجين: «وزارة الدفاع (الروسية) ليست في وضع يمكنها من القيام بأي شيء، لأنها غير موجودة في الواقع، إنها في حالة من الفوضى».

وهو أعلن أمس أن قوات فاغنر انسحبت من مدينة باخموت شرق أوكرانيا بنسبة «99%»، وسلمت مواقعها للجيش الروسي بعد إعلان السيطرة على المدينة في 20 مايو (أيار).


مقتل مدنيين اثنين في قصف على بيلغورود الروسية المحاذية لأوكرانيا

جانب من الدمار جرَّاء القصف على منطقة بيلغورود الروسية  (أرشيفية - رويترز)
جانب من الدمار جرَّاء القصف على منطقة بيلغورود الروسية (أرشيفية - رويترز)
TT

مقتل مدنيين اثنين في قصف على بيلغورود الروسية المحاذية لأوكرانيا

جانب من الدمار جرَّاء القصف على منطقة بيلغورود الروسية  (أرشيفية - رويترز)
جانب من الدمار جرَّاء القصف على منطقة بيلغورود الروسية (أرشيفية - رويترز)

أسفر قصف أوكراني جديد استهدف منطقة بيلغورود الروسية المتاخمة لأوكرانيا، السبت، عن قتيلين على الأقل وإصابة اثنين آخرين، وفق ما أفاد حاكم هذه المنطقة التي تعرضت لقصف كثيف في الأيام الأخيرة.

وقال فياتشيسلاف غلادكوف، في بيان عبر «تلغرام»، إن «امرأة مسنة» قتلت بقصف على قرية نوفايا تافوليانكا المحاذية لأوكرانيا، لافتاً إلى أنها أصيبت في كتفها ونقلت إلى المستشفى، وفقاً لوكالة «فرانس برس».

وأوضح أن امرأة أخرى قضت متأثرة «بجروح عديدة» أصيبت بها جراء شظايا قذيفة في قرية بيزليودوفكا، مشيراً إلى إصابة رجل بشظايا «في صدره» ونقله أيضاً إلى المستشفى.

تقع هاتان القريتان قرب مدينة شيبيكينو (40 ألف نسمة) التي تتعرض لقصف كثيف دفع مئات من سكانها إلى الفرار هذا الأسبوع نحو بيلغورود، عاصمة المنطقة التي تحمل الاسم نفسه.

وأضاف غلادكوف: «منذ الصباح، تتعرض قرى منطقة شيبيكينو لقصف الجيش الأوكراني».

وكان قد أشار إلى مقتل 5 مدنيين في قصف طاول منطقة بيلغورود الجمعة.

وأكدت موسكو، الخميس، أنها صدت بسلاحها الجوي ومدفعيتها محاولة هجوم بري على المنطقة مصدره أوكرانيا، وذلك بعد أسبوع من توغل مسلح أظهر هشاشة الحدود الروسية.


أوكرانيا ترفض خطة السلام الإندونيسية «الغريبة»

وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف (إلى اليسار) ونائب وزير الخارجية الصيني السابق والسفير الصيني السابق لدى الولايات المتحدة كوي تيانكاي (يمين) قبل جلسة خاصة للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في سنغافورة 3 يونيو 2023 (إ.ب.أ)
وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف (إلى اليسار) ونائب وزير الخارجية الصيني السابق والسفير الصيني السابق لدى الولايات المتحدة كوي تيانكاي (يمين) قبل جلسة خاصة للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في سنغافورة 3 يونيو 2023 (إ.ب.أ)
TT

أوكرانيا ترفض خطة السلام الإندونيسية «الغريبة»

وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف (إلى اليسار) ونائب وزير الخارجية الصيني السابق والسفير الصيني السابق لدى الولايات المتحدة كوي تيانكاي (يمين) قبل جلسة خاصة للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في سنغافورة 3 يونيو 2023 (إ.ب.أ)
وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف (إلى اليسار) ونائب وزير الخارجية الصيني السابق والسفير الصيني السابق لدى الولايات المتحدة كوي تيانكاي (يمين) قبل جلسة خاصة للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في سنغافورة 3 يونيو 2023 (إ.ب.أ)

رفض وزير الدفاع الأوكراني، السبت، خطة اقترحها نظيره الإندونيسي لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، واصفاً إياها بمقترح «غريب».

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، اقترح وزير الدفاع الإندونيسي برابوو سوبيانتو في مؤتمر للدفاع والأمن في سنغافورة السبت، خطة لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، في مبادرة انتقدها عدد من المشاركين.

ويضم المقترح «وقفاً فورياً لجميع الأعمال العدائية» ووقف إطلاق النار «في المواقع الحالية»، وإقامة مناطق منزوعة السلاح يضمنها مراقبون ونشر قوات لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة.

كما اقترح أن يجرى بعد ذلك وفي الوقت المناسب «استفتاء في المناطق المتنازع عليها» تنظمه الأمم المتحدة.

ولكن رفض وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف الذي حضر القمة التي تستمر ليومين هذا المقترح بشدة.

وقال ريزنيكوف: «يبدو أنها خطة روسية وليست خطة إندونيسية... لسنا بحاجة ليأتي إلينا هذا الوسيط بهذه الخطة الغريبة».

وقدمت الصين في أبريل (نيسان) خطة سلام خاصة بها لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وكانت إندونيسيا، التي تفضل دبلوماسية عدم الانحياز، حاولت القيام بوساطة بين الطرفين المتحاربين لإحلال السلام.

وزار الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو كييف وموسكو والتقى القادة الأوكرانيين والروس العام الماضي عندما ترأست بلاده مجموعة العشرين.

ورد برابوو سوبيانتو على الاتهام. وقال بصوت عال: «اسأل الإندونيسيين كم مرة تعرضوا للغزو».

وأضاف أن «هناك انتهاكات للسيادة ليس فقط في أوروبا».

وتابع: «قدمت خطة لحل النزاع... ولا أقول من هو المخطئ ومن هو المحق».

وصوتت إندونيسيا لصالح قرار للأمم المتحدة يدين الغزو الروسي لأوكرانيا، لكنها لم تطبق عقوبات اقتصادية على موسكو.


الجيوش الروسية الخاصة تعرض احتكار بوتين للقوة للخطر

المقر الرئيسي لـ«فاغنر» في سانت بطرسبرغ (إ.ب.أ)
المقر الرئيسي لـ«فاغنر» في سانت بطرسبرغ (إ.ب.أ)
TT

الجيوش الروسية الخاصة تعرض احتكار بوتين للقوة للخطر

المقر الرئيسي لـ«فاغنر» في سانت بطرسبرغ (إ.ب.أ)
المقر الرئيسي لـ«فاغنر» في سانت بطرسبرغ (إ.ب.أ)

يريد يفغيني بريغوجين أن يمنح نفسه ومرتزقته التابعين لشركة «فاغنر» استراحة بعد المعركة المكلفة للغاية في مدينة باخموت بشرق أوكرانيا. وبعد رحلة على متن مروحية، يعرض قائد جيش «فاغنر» الخاص بفخر، مقطع فيديو لمعسكر تحت الأرض في غابة ذات تربة رملية: مبيت مشترك ومطبخ وغرفة طعام وساونا. كل شيء مبني من الخشب في مكان ما في روسيا.

اتهم ضابط المخابرات السابق إيجور جيركين بريغوجين (في الصورة) بإعلان «الحرب» على قطاع من الجيش والنخبة - وبالتخطيط لانقلاب (رويترز)

هناك من المفترض أن يستعد المرتزقة لمهام قتالية جديدة في أوكرانيا. لكن هذه القوات ليست بأية حال من الأحوال المنظمة شبه العسكرية الوحيدة في الحرب في أوكرانيا، على الرغم من أن الجيوش الخاصة غير مسموح بها في روسيا.

صحيح أن «فاغنر» تمتلك بفارق كبير أكبر الموارد متمثلة في عشرات الآلاف من المقاتلين والدبابات والطائرات والمدفعية الثقيلة، وهي نشطة أيضاً في أفريقيا على سبيل المثال، لكن بريغوجين نفسه أكد أنه لا يقاتل بمفرده في أوكرانيا. وبحسب بياناته، فإن شركة الطاقة العملاقة التابعة للدولة الروسية «غازبروم» تنشط مع شركات عسكرية خاصة، ومن المفترض أنها أسست 3 شركات: التيار واللهب والشعلة.

المقر الرسمي لشركة الطاقة العملاقة التابعة للدولة الروسية «غازبروم» التي تنشط مع شركات عسكرية خاصة (أ.ب)

هناك عدد كبير من المنظمات الأخرى التي لا تشكك فقط في دور الجيش الروسي النظامي. تدور الآن مناقشات صريحة حول ما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يفقد احتكار الدولة لاستخدام القوة. وتتحدث أجهزة استخباراتية غربية بالفعل عن «التحول إلى شبه العسكرية» في روسيا.

تدور مناقشات صريحة حول ما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يفقد احتكار الدولة لاستخدام القوة (رويترز)

يُطلق على الشركات العسكرية الخاصة أسماء «باتريوت» و«ستورم» و«ريدوت» و«جينوت»، وبحسب خبراء، يتولى تمويلها أوليغارشية وشركات كبيرة في قطاع المواد الخام. ورسمياً غالباً ما تظهر هذه الشركات كشركات حراسة لمنشآت مهمة استراتيجياً، على الرغم من أن سلطات أمن الدولة هي المعنية بتلك المهام. لكن تقارير وسائل الإعلام الروسية تتحدث الآن صراحة عن أن الشركات الخاصة تزدهر في خضم الحرب ضد أوكرانيا.

من المفترض أن «غازبروم» أسست 3 شركات خاصة هي التيار واللهب والشعلة (أ.ف.ب)

وقال المحلل من المعهد الروسي للأبحاث الاستراتيجية سيرغي يرماكوف، في تصريحات لمجلة «إكسبرت» الروسية البرّاقة: «الشركات العسكرية الخاصة هي نظام استعانة من الدولة بمصادر خارجية - تقنية جديدة في مجال إدارة الحرب».

تعمل هذه الشركات شبه العسكرية في منطقة رمادية من القانون. لم تحرز المشاريع التشريعية الرامية لإضفاء شرعية عليها أي تقدم منذ سنوات. ويرى معارضو الكرملين أن الجيوش الخاصة بمثابة هياكل شبيهة بالمافيا مصممة لمساعدة بوتين على الانتصار في أوكرانيا أو ضمان أمنه وأمن حاشيته على الأقل حال الهزيمة، وفي أفضل الأحوال تأمين سلطته.

يشكو الناقدون من أن هذه الشركات لا تخدم مصالح الدولة، بل مصالح الأوليغارشية والجماعات والشركات التي تدفع لها.

نموذج «فاغنر» على وجه الخصوص هو المثال الذي يُحتذى به منذ فترة طويلة.

رمضان قديروف، رئيس جمهورية الشيشان التابعة للاتحاد الروسي في شمال القوقاز - الذي ينشط بنفسه مع مقاتليه في أوكرانيا - أبدى شغفه بأداء فاغنر «الحديدي»، معلناً عزمه إنشاء مثل هذا الجيش بنفسه بعد ترك الخدمة المدنية - لينافس «أخاه العزيز يفغيني بريغوجين».

رمضان قديروف رئيس جمهورية الشيشان التابعة للاتحاد الروسي في شمال القوقاز أبدى شغفه بأداء فاغنر «الحديدي» معلناً عزمه إنشاء مثل هذا الجيش بنفسه بعد ترك الخدمة المدنية (أ.ف.ب)

تواصل وسائل الإعلام المقربة من الكرملين التغني بمدى جودة تنظيم «فاغنر» وكفاءته ونجاحه. وعلى مدار فترة طويلة تعامل جهاز السلطة في موسكو كما لو كانت «فاغنر» شبحاً ليست له علاقة بالدولة الروسية. في هذه الأثناء يوجد بريغوجين في كل مكان. ينتقد الرجل البالغ من العمر 61 عاماً الفساد والغرور والبيروقراطية في الجيش الروسي، محمِّلا وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس أركانه فاليري جيراسيموف مسؤولية شخصية عن تردي الأوضاع والهزائم. وبينما أي مواطن روسي عادي سيجد نفسه في السجن لسنوات إذا تفوّه بمثل هذه الانتقادات، يجاهر بريغوجين بانتقادات لاذعة كما لو كان لا يمكن المساس به.

اتهم القومي الروسي المتطرف وضابط المخابرات السابق إيجور جيركين - المعروف أيضاً بالاسم الحركي ستريلكوف - بريغوجين بإعلان «الحرب» على قطاع من الجيش والنخبة - وبالتخطيط لانقلاب.

وانتقد جيركين «إهانات» بريغوجين غير المقبولة ضد الجيش الروسي، معتبراً إياها جريمة، مطالباً الكرملين باتخاذ إجراءات ضد المقرب من بوتين، وقال: «ليس لدينا أي جيش آخر وعلينا أن نجعله أداة قادرة على القتال»، محذراً من أنه إذا تعرضت موسكو لهزيمة في الهجوم المضاد الذي تخطط له كييف، ستصبح روسيا مهددة بالفوضى بحلول نهاية الصيف.

مقاتلو الشيشان مع قائدهم عضو «الدوما» الروسي آدم دلينخانوف في ماريوبول (رويترز)

ولا تزال عالمة السياسة الروسية تاتيانا ستانوفاجا تعتبر بوتين نفسه قوياً نسبياً بما يكفي للحفاظ على توازن القوى، حيث قالت: «بالنسبة للرئيس، فإن وجود شركة عسكرية خاصة يعد خاصية تنتمي إلى قوة عظمى ذات طموحات جيوسياسية». ومع ذلك ترى ستانوفاجا أن شركة «فاغنر» طوّرت منذ فترة طويلة نهجاً خاصاً بها - وطال هذا التطور أيضاً آراء بريغوجين الثورية، حيث قالت: «الحرب تولد وحوشاً يمكن أن تشكل قسوتها ويأسها تحدياً للدولة»، موضحة أنه مع أصغر نقطة ضعف، يمكن للنظام أن ينهار.

يتسلل حالياً فدائيون ومخربون إلى روسيا بغرض التصدي لآلة الحرب الروسية. وتتعرض منطقة بيلغورود المتاخمة للحدود مع أوكرانيا لهجمات منذ أيام، ما تسبب أيضاً في قدر كبير من الاضطرابات. وتحدث حاكم المنطقة فياتشيسلاف جلادكوف عن تعرضه شخصياً لإطلاق نار. وبعد تساؤل مواطنين فارين ومرعوبين عن سبب قيام الدولة الروسية بشن حرب في أوكرانيا دون حماية أراضيها من الهجمات، قال جلادكوف إنه نفسه لديه أسئلة أكثر من ذلك لوزارة الدفاع.

وعد وزير الدفاع شويغو الآن باتخاذ إجراءات صارمة. وأفادت الوزارة بأن أكثر من 70 مسلحاً قُتلوا في منطقة بيلغورود. لكن هناك - كما هو الحال في مناطق حدودية أخرى تتعرض لهجمات متكررة - تم تشكيل مجموعات أهلية للدفاع عن هذه المناطق منذ فترة طويلة، وفقاً لبيانات السلطات.

تتعالى حالياً الأصوات بالمطالبة بتزويد تلك المجموعات المتطوعة بالسلاح. علاوة على ذلك، تتشكل شركات عسكرية خاصة في شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا - ربما لأن الجيش النظامي لا يحظى بالثقة الكافية هناك.

فياتشيسلاف جلادكوف حاكم منطقة بيلغورود المتاخمة للحدود مع أوكرانيا تعرض لإطلاق نار. وبعد تساؤل مواطنين عن سبب قيام الدولة الروسية بشن حرب في أوكرانيا دون حماية أراضيها من الهجمات قال إنه نفسه لديه أسئلة أكثر من ذلك لوزارة الدفاع (أ.ف.ب)

وفيما يتعلق بالهجمات في بيلغورود، أشار الخبير السياسي عباس جالياموف إلى أن جهاز السلطة ظل على مدى عقود يعلن بملء الفم أن روسيا محاطة بالأعداء، وبالتالي فإن البلاد توسع وتقوي دفاعاتها.

وقال الكاتب السابق لخطابات بوتين: «الآن بعد أن أصبح الأمر واقعاً، يضطر الناس فجأة للدفاع عن أنفسهم ضد العدو». وفي ضوء الوضع الصعب في الحرب وبسبب العدد الكبير من الجماعات المسلحة، يرى جالياموف البلد الآن «على شفا ثورة».


سوناك يدرس إنشاء كيان عالمي لمراقبة الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي (رويترز)
الذكاء الاصطناعي (رويترز)
TT

سوناك يدرس إنشاء كيان عالمي لمراقبة الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي (رويترز)
الذكاء الاصطناعي (رويترز)

يدرس رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك خططا لإقامة كيان عالمي في لندن لمراقبة الذكاء الاصطناعي.

وقالت صحيفة «التايمز»، دون الإفصاح عن مصدرها، إن سوناك سوف يجري مناقشات أيضا مع الرئيس الأميركي جو بايدن الأسبوع المقبل بشأن كيفية إقامة «حواجز أمان» حول التكنولوجيا الجديدة.

واتفق قادة مجموعة الدول الصناعية السبع الشهر الماضي، على الحاجة إلى حوكمة تتوافق مع قيم المجموعة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، معربين عن قلقهم بشأن الإمكانات المدمرة للتوسع السريع للتكنولوجيات، بحسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء.

سوناك سوف يجري مناقشات مع بايدن بشأن كيفية إقامة «حواجز أمان» حول الذكاء الاصطناعي (أ.ب)

ويريد سوناك صياغة سياسة لإدارة مخاطر وفوائد الذكاء الاصطناعي، ودعا سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» المصنعة لـ«تشات جي بي تي» وغيره، إلى الحضور للمملكة المتحدة.

وكان ألتمان قال إنه سوف يرحب بوجود هيئة تنظيمية جديدة لتكون سبيلا أمام الولايات المتحدة للحفاظ على القيادة في هذا المجال.


الاتحاد الأوروبي «لا يعترف» بسلطة «طالبان» في أفغانستان

رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل (أ.ب)
رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل (أ.ب)
TT

الاتحاد الأوروبي «لا يعترف» بسلطة «طالبان» في أفغانستان

رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل (أ.ب)
رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل (أ.ب)

ذكر رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، أمس (الجمعة)، في الاجتماع الثاني للاتحاد الأوروبي وآسيا الوسطى، أن التكتل لا يعترف بسلطة «طالبان» في أفغانستان، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

وأكد ميشال أن التكتل «لا يعترف» بحكم «طالبان»، بينما شدد على الالتزام بحماية حقوق المرأة، حسب وكالة «خاما برس» الأفغانية للأنباء.

وأضاف ميشال أن الاتحاد الأوروبي يعمل بشكل نشط لضمان التزام أفغانستان بواجباتها، بموجب الالتزامات الدولية. وذكر أن الاتحاد الأوروبي يقدم معونات إنسانية لأفغانستان.

عنصر من «طالبان» يظهر أمام طابور لنساء ينتظرن المساعدات الغذائية في كابل (أ.ب)

وكان الاجتماع الثاني بين الاتحاد الأوروبي وآسيا الوسطى قد عقد أمس، في قرغيزستان، لبحث الوضع في أفغانستان وقضايا إقليمية.

وأعرب المشاركون في الاجتماع في بيان عن «قلقهم المشترك بشأن تدهور الوضع في أفغانستان»، وأكدوا مجدداً «التزامهم لرؤية أفغانستان تتطور إلى بلد آمن وسلمي ومستقر ومزدهر».

وأكد المشاركون في الاجتماع أيضاً أهمية تشكيل حكومة شاملة تمثل كافة الأطياف، وتحترم حقوق الإنسان والحريات للمواطنين الأفغان، لا سيما النساء والفتيات والجماعات العرقية.