السودان يقرر إنشاء جهاز أمن داخلي جديد لمحاربة الإرهاب والتطرف

عبوة متفجرة زنة 750 غراماً استخدمت لاغتيال حمدوك... واعتقال مشتبه بهم

TT
20

السودان يقرر إنشاء جهاز أمن داخلي جديد لمحاربة الإرهاب والتطرف

قرر قادة الحكم الانتقالي في السودان تكوين جهاز أمن جديد يتولى شؤون الأمن الداخلي، ويتبع وزارة الداخلية، في إطار هيكلة المنظومة الأمنية في البلاد، وملاحقة العناصر الإرهابية، واتخاذ إجراءات استباقية لمواجهتها، وذلك على خلفية محاولة اغتيال رئيس الوزراء بعبوة متفجرة بزنة 750 غراماً من مادة أزيد الرصاص (PB-N3) شديدة الحساسية المصنوعة محلياً، فيما ذكرت مصادر أن سلطات التحقيق ألقت القبض على مشتبه بهم في محاولة اغتيال حمدوك الفاشلة.
وقال عضو مجلس السيادة الناطق الرسمي باسمه، محمد الفكي سليمان، في تصريحات أعقبت اجتماعاً ثلاثياً بين مجلس السيادة ومجلس الوزراء والمجلس المركزي لقوى إعلان الحرية والتغيير أمس، إن الاجتماع قرر إنشاء جهاز لـ«الأمن الداخلي» يتبع وزارة الداخلية، ومواصلة إجراءات هيكلة المنظومة الأمنية، وأن تقوم الأجهزة بالرصد الدقيق والمتابعة الفعالة لكل الأفراد المنتمين للمنظمات الإرهابية والمحظورة، أو ذات الأهداف المعادية للثورة، واتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة ضدها. وكانت مهمة الأمن الداخلي تتبع جهاز الأمن والاستخبارات إبان عهد الرئيس المعزول عمر البشير.
وقرر مجلس السيادة، المكون من عسكريين ومدنيين، ويترأسه الفريق أول عبد الفتاح البرهان، في يناير (كانون الثاني) الماضي، إعادة هيكلة جهاز المخابرات العامة، وتسريح قوات هيئة العمليات التابعة له، وتعيين رئيس جديد له، على خلفية تمرد قوات هيئة العمليات الذين أطلقوا النار في 3 قواعد تابعة لهم، واضطرت قوات من الجيش والدعم السريع للتدخل، واقتحام القواعد الثلاث، واعتقال المتمردين. وكان جهاز الأمن والمخابرات الوطني على عهد نظام المعزول البشير، الذي تمت هيكلته وإعادته تسميته «جهاز المخابرات العامة»، يملك قوة ضاربة وصلاحيات واسعة يسيطر من خلالها على البلاد. وبإعادة هيكلته، قصرت مهمته على جمع وتحليل المعلومات، وتقديمها للجهات التنفيذية، ما خلق فجوة في الأمن الداخلي، نبهت محاولة اغتيال حمدوك لأهمية ملئها بقوات أمن داخلي.
وأوضح الفكي أن الاجتماع شدد على أهمية ملاحقة العناصر الإرهابية، والتشديد على مراقبة المنافذ والمداخل، واتخاذ إجراءات تحوطيه استباقية للحيلولة دون تكرار محاولة اغتيال رئيس الوزراء. ودعا لتسريع الوصول للإرهابيين الذين حاولوا اغتيال رئيس الوزراء، وتقديمهم إلى العدالة، ومحاسبة الجهات المنوط بها تأمين منطقة الحادث، وعلى أهمية الشراكة والتعاون بين أجهزة الحكم الانتقالية، وتنوير الشعب عبر وسائل الإعلام بأهمية الأمن الوطني، وأخذ المعلومات من مصادرها الرسمية، تحت شعار «الأمن مسؤولية الجميع»، فضلاً عن توفير الدعم والإسناد للجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو (حزيران)، لتستطيع القيام بمهامها بالسرعة المطلوبة.
ورغم عدم إدلاء الجهات الأمنية بمعلومات تفصيلية عن سير التحقيقات، ذكر مصدر في إفادة لـ«الشرق الأوسط» أن سلطات الأمن ألقت القبض على مشتبه بهم يجري التحقيق معهم، لكن المصدر رفض الإدلاء بأي أسماء أو جهات، وقال إنهم لن يكشفوا «الخيط» الذي أمسكوا به قبل الوصول للطرف الآخر من خيط الإرهاب.
ومن جهته، قال المتحدث باسم الحكومة وزير الثقافة والإعلام، فيصل محمد صالح، في تصريحات صحافية، إن الاجتماع الثلاثي لمجلسي السيادة والوزراء والمجلس المركزي لقوى إعلان الحرية والتغيير قد بحث الأوضاع الأمنية في البلاد، على خلفية المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس الوزراء، وقضايا أخرى لم يكشف عنها.
وذكر بيان صادر عن الشرطة السودانية، أمس، أن فرق الأدلة الجنائية بقسم الأسلحة والمتفجرات حللت المادة المتفجرة، وتوصلت إلى أنها عبوة متفجرة تزن 750 غراماً، تم زرعها على جانب الطريق، وهي عبوة مصنعة محلياً من مادة أزيد الرصاص (PB-N3) شديدة الحساسية التي تصدر أصواتاً عالية عند الانفجار.
ونجا رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، من عملية تفجير إرهابية تعرض لها موكبه بالقرب من كوبري كوبر، وسط الخرطوم، أول من أمس، وأدت لتدمير عدد من المركبات، ولم يصب حمدوك ومرافقيه بأذى، عدا راكب الدراجة النارية التابعة للتشريفة الذي تعرض لأذى خفيف.
وذكر بيان الشرطة أن الانفجار خلف «حفرة» بعمق 25 سنتيمتراً، وطول 90 سنتيمتراً، وعرض 65 سنتيمتراً، وأحدثت أضراراً في دائرة قطرها 1500 متر، وتسببت الشظايا الحديدية في إحداث الأضرار المادية بالمركبات.
وأوضح البيان أن فرق التحري والتحقيقات تواصل عملها، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والعدلية، لكشف أبعاد المخطط، وحذر المواطنين من الاقتراب من مكان الحادث، لما يمكن أن يترتب عليه من مخاطر، ودعاهم للتبليغ عن أي تحركات أو مظاهر مشبوهة.



وزير يمني: أوراق الحوثيين تتهاوى... و«طوق نجاة» أممي لإنقاذهم

وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني (الشرق الأوسط)
وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني (الشرق الأوسط)
TT
20

وزير يمني: أوراق الحوثيين تتهاوى... و«طوق نجاة» أممي لإنقاذهم

وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني (الشرق الأوسط)
وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني (الشرق الأوسط)

تحدَّث وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، الجمعة، عن تحركات «محمومة» تقودها الأمم المتحدة لإنقاذ الحوثيين تحت شعار «إحياء مسار السلام»، وذلك في الوقت الذي تتصاعد فيه الضغوط السياسية والاقتصادية والعسكرية على الجماعة، و«تلوح في الأفق لحظة سقوط طال انتظارها»، مع «تهاوي أوراق مشروعها».

جاء ذلك في منشور عبر حسابه على منصة «إكس»، تعليقاً على اجتماع المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ مع كبار المسؤولين العمانيين وقياديين من جماعة الحوثي وممثلي المجتمع الدبلوماسي، بالعاصمة العمانية مسقط، ناقشوا خلاله «أهمية استقرار الوضع في اليمن»، حسب بيان لمكتب المبعوث، الخميس.

وقال الإرياني إن التحركات التي يقودها غروندبرغ «لا تخدم السلام في اليمن، ولا تدعم أمن واستقرار المنطقة، بل تمنح الميليشيات الحوثية (طوق نجاة) سياسياً في لحظة انكسار حرجة، وتُوفّر لها فرصة لامتصاص الضربات، وإعادة التموضع استعداداً لجولة جديدة من التصعيد والإرهاب».

وأضاف أن «التجربة اليمنية أثبتت، منذ انقلاب 2014 وحتى اليوم، أن ميليشيات الحوثي لا تؤمن بالحوار، ولا تلتزم بالاتفاقات، ولا تعير أي احترام للجهود الأممية أو الإقليمية»، مبيناً أن كل جولة تفاوض خاضتها الجماعة «لم تكن إلا وسيلة لشراء الوقت، وترتيب الصفوف، وإطالة أمد الحرب، وتعميق معاناة الشعب اليمني».

وأشار الوزير إلى أن جماعة الحوثي «قابلت كل فرصة للاندماج في مسار سياسي بمزيد من العنف والتصعيد، وتوسيع رقعة القمع والانتهاكات ضد المواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وبتكثيف الهجمات على الداخل اليمني، والمصالح الإقليمية، والملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن».

وأوضح أن هذه الجماعة «ليست مجرد ميليشيات انقلابية، بل أداة إيرانية قذرة، تُستخدم لزعزعة أمن المنطقة، وتهديد خطوط التجارة العالمية، وابتزاز المجتمع الدولي عبر استهداف المصالح الحيوية»، مشدداً على أن «كل مَن يسعى إلى إعادة تدوير هذه الميليشيات المتطرفة بأي غطاء سياسي يسهم عملياً في تعزيز الإرهاب العابر للحدود، وتقويض الأمن الإقليمي والدولي».

وحذَّر الإرياني أبناء الشعب اليمني والقوى الفاعلة إقليمياً ودولياً، من الانخداع بـ«الخطاب (المُسالم) الذي تتبناه الميليشيات الحوثية في لحظة ضعف»، إذ يرى أنه «لا يعدو كونه واجهة خادعة لأجندة أكثر تطرفاً»، مضيفاً: «الوقائع أثبتت أن كل تهدئة أعقبتها موجة أعنف من التصعيد، وكل مبادرة سلام استُغلت للانقلاب على الاتفاقات».

وناشد الوزير، الجميع «قراءة التاريخ القريب جيداً، واستخلاص دروسه؛ لأن تكرار الأخطاء لن يؤدي إلا إلى مزيد من الدماء والدمار، وتعميق الكارثة اليمنية، وتهديد الأمن الإقليمي والدولي»، منوهاً بأن «اليمن والإقليم والعالم يستحق سلاماً حقيقياً، لا سلاماً مفخخاً بوجود الحوثيين».

وأكد أن «أوراق المشروع الحوثي تتهاوى واحدة تلو الأخرى، وأبناء شعبنا اليمني الأحرار لن يساوموا على قضيتهم العادلة، ولن يتراجعوا أمام مشروع الميليشيات الحوثية الكهنوتي مهما كانت التحديات»، لافتاً إلى «مواصلة نضالهم حتى استعادة دولتهم وكرامتهم، وبناء وطن يليق بتضحياتهم، يسوده العدل والمواطنة والمساواة، بعيداً عن العنف والتسلط والطائفية التي يمثلها الحوثي ومن خلفه إيران».