مصر تتحرك قانونياً ضد مروجي «الإشاعات»

سفارة السعودية بالقاهرة تعلن استئناف رحلات عودة المواطنين إلى المملكة

TT

مصر تتحرك قانونياً ضد مروجي «الإشاعات»

بينما أعلنت الحكومة المصرية بدء اتخاذ «إجراءات قانونية» بحق «كل من أذاع أخباراً أو بيانات كاذبة أو إشاعات، تتعلق بفيروس (كورونا الجديد) أو غيره»، قالت السفارة السعودية بالقاهرة إن «رحلات شركات الطيران بين البلدين، استؤنفت بداية من أمس (الثلاثاء)، وحتى اليوم (الأربعاء)، وذلك لتمكين المواطنين السعوديين من العودة إلى المملكة».
وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، أمس، إن التحركات القانونية ستشمل أولئك الذين أطلقوا الإشاعات بهدف «تكدير الأمن العام، أو إلقاء الرعب بين المواطنين، أو إلحاق الضرر بالمصلحة العامة».
وشرح المستشار نادر سعد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الوزراء المصرية، أن «التكليف يأتي في إطار الجهود المبذولة من الدولة المصرية لاتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لمواجهة فيروس (كورونا الجديد)، حيث تلاحظ في الآونة الأخيرة انتشار الإشاعات، وتناقل المعلومات المغلوطة من خلال بعض المواقع الإلكترونية، وكذا وسائل التواصل الاجتماعي، وسرعة تداولها من قِبل أفراد المجتمع».
وشدد سعد على أنه «على جميع المواطنين عدم تداول أي بيانات أو معلومات غير صادرة عن الجهات المعنية الرسمية، وضرورة تحري الدقة والحيطة، في تداول أي بيانات أو معلومات، تفاديا للوقوع تحت طائلة المساءلة القانونية»، مؤكداً أنه لن يتم التهاون في اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في هذا الشأن، مؤكداً أن «وزارة الصحة والسكان تتولى نشر كل البيانات الرسمية والمعلومات المتعلقة بالفيروس».
وخلال مؤتمر صحافي حكومي، أمس، أكدت وزيرة الصحة والسكان الدكتورة هالة زايد، أن «مصر من الدول منخفضة الإصابة بفيروس كورونا الجديد؛ وأن هناك 59 إصابة بالفيروس بمصر تم اكتشاف 51 منها بالإجراءات الاحترازية دون ظهور أي أعراض مرضية عليهم».
وقالت زايد، خلال المؤتمر المشترك مع نظيريها للسياحة والآثار، والإعلام، أمس، إنه «تم إجراء الفحوصات على عينة عشوائية تبلغ 558 شخصا من العاملين في المراكب النيلية العائمة والثابتة، فيما ستصل لمصر اليوم (الأربعاء) أول دفعة من الكواشف السريعة للفيروس وسيتم تعميمها في جميع المطارات والموانئ». كما نفت زايد وجود «أي إصابات بين العاملين بالفرق الطبية في المحافظات المختلفة سواء كانت حالات إيجابية أو سلبية»، وموضحة، أن «هناك 11 حالة من الذين ثبت سلبية إصاباتهم بأحد الفنادق السياحية؛ وتم إجراء أعمال العزل لهم في الفندق وليس مستشفى النجيلة (المخصصة للعزل) حتى مرور 14 يوماً كإجراء احترازي».
وبشأن إجراءات الكشف على طلبة المدارس والجامعات، نوهت الوزيرة أن الحكومة وضعت سيناريوهات تدريجية للعمل، وما يجري تطبيقه حاليا هو المرحلة الأولى (أ) ويتضمن التوعية بتجنب الازدحام.
وأكد وزير السياحة والآثار خالد العناني، أن «المعابد والمزارات السياحية المصرية مفتوحة أمام الزائرين المصريين والسائحين الأجانب»، نافيا «ما تردد من إشاعات بشأن إغلاقها».
وأوضح أن «معدلات السياحة في مصر سجلت أرقاما جيدة جدا خلال فبراير (شباط) الماضي، ومارس الحالي، موضحا أن 900 ألف سائح زاروا مصر خلال الشهر الماضي بزيادة 4 في المائة عن الشهر المقابل له العام الماضي، كما زار مصر حتى 7 مارس (آذار) الحالي 210 آلاف سائح وهو معدل جيد في الحركة السياحية».
وعلى صعيد قريب، أعلنت «سفارة المملكة العربية السعودية» في مصر أنه تم «استئناف رحلات شركات الطيران بين البلدين، بما فيها الخطوط الجوية العربية السعودية وشركة مصر للطيران وشركة طيران ناس وغيرها من الشركات، ليوم (أمس) الثلاثاء، واليوم (الأربعاء)، وذلك لتمكين الزائرين السعوديين من العودة إلى المملكة».
وذكرت وزارة الخارجية المصرية، أن «إعلان السلطات السعودية بشأن الطيران يتعلق بعودة مواطنيها فقط الموجودين بمصر، ولا يرتبط بسفر المصريين».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.