بيرند لينو يقدم مستويات رائعة... وأرسنال للأمام بخطى سريعة

حارس المرمى الألماني تألق أمام وستهام... والمدرب أرتيتا صحح مسار الفريق

لينو حارس أرسنال ينقذ فريقه من تسديدة أنطونيو لاعب وستهام (أ.ف.ب)
لينو حارس أرسنال ينقذ فريقه من تسديدة أنطونيو لاعب وستهام (أ.ف.ب)
TT

بيرند لينو يقدم مستويات رائعة... وأرسنال للأمام بخطى سريعة

لينو حارس أرسنال ينقذ فريقه من تسديدة أنطونيو لاعب وستهام (أ.ف.ب)
لينو حارس أرسنال ينقذ فريقه من تسديدة أنطونيو لاعب وستهام (أ.ف.ب)

يؤكد حارس المرمى السابق لنادي أرسنال، ديفيد سيمان، أن المقياس الحقيقي لقيمة أي حارس لا تكمن في تجنبه لارتكاب الأخطاء، لكنها تكمن في رد فعله بعد ارتكابه الأخطاء. ودائماً ما تشكل الكرات العرضية والتسديدات خطورة كبيرة على حراس المرمى، ولا يوجد حارس مرمى محصن ضد الأخطاء في لعبة كرة القدم، لكن سيمان يؤكد أنه إذا كنت تريد أن تحكم على مستوى حارس مرمى، وما إذا كان جيداً أم لا، فيتعين عليك أن تتابعه في المباراة التالية للمباراة التي ارتكب فيها خطأ.
ويجب عليك أن تراقب حارس المرمى بعد الخطأ الذي ارتكبه، لكي تعرف مدى ثقته في نفسه، وهل سيتجنب ارتكاب الخطأ نفسه في المرة التالية أم لا. وبعد مرور 9 أيام على الخطأ القاتل الذي ارتكبه حارس أرسنال، بيرند لينو، الذي ساهم في إقصاء أرسنال من بطولة الدوري الأوروبي، جاء رد فعل الحارس الألماني رائعاً للغاية. وبعدما خرج لينو من التشكيلة الأساسية لأرسنال في كأس الاتحاد الإنجليزي الأسبوع الماضي، كان أمامه متسع من الوقت ليفكر في الكرة التي شتتها بشكل سيء للغاية أمام أولمبياكوس اليوناني في الدقيقة 119 من عمر اللقاء، مما كلف فريقه الخروج من الدوري الأوروبي، ويشاهد بعض ردود الأفعال من وسائل الإعلام على هذا الخطأ الفادح، ويركز على كيفية تجنب ارتكاب أخطاء مماثلة في المستقبل. ثم شارك لينو في التشكيلة الأساسية لأرسنال أمام وستهام يونايتد يوم السبت الماضي، وقدم أداء استثنائياً، وأنقذ عدداً من الفرص المحققة التي كانت كفيلة بتغيير نتيجة المباراة، والتي ساعدت فريقه على الفوز بنقاط المباراة الثلاث.
وقد كان المهاجم الفرنسي ألكساندر لاكازيت هو من احتل عناوين الصحف، بسبب إحرازه لهدف المباراة الوحيد، لكن الحقيقة هي أن لينو كان نجم اللقاء الأول من دون منازع، وساعد أرسنال في الخروج بنقاط المباراة الثلاث، رغم أن الفريق لم يكن في حالته المعهودة في ذلك اليوم. ودخل وستهام يونايتد المباراة وهو يعتمد على طريقة (4-4-2)، وصنع كثيراً من الفرص المحققة التي تصدى لها لينو بكل براعة، وأنقذ هدفاً محققاً، بعدما أمسك بالكرة من على قدم سيباستيان هالر في الشوط الأول، كما تصدى لتسديدة قوية من مسافة قريبة من اللاعب نفسه في وقت متأخر من الشوط الثاني.
ومع ذلك، كان التصدي الأبرز للينو في الدقيقة 55 من عمر اللقاء، عندما تمكن من التصدي للكرة الرأسية التي لعبها ميخائيل أنطونيو من على بُعد 7 ياردات، وكان التصدي قوياً لدرجة أن الكرة وصلت إلى مهاجم أرسنال بيير إيميريك أوباميانغ الذي شن هجمة مرتدة سريعة على مرمى وستهام يونايتد.
وهنا تكمن المفارقة بالنسبة لحراس المرمى، حيث إن التألق اللافت لحارس المرمى في أي مباراة يعني أن فريقه لا يقدم مستويات جيدة، وبالتالي يتعرض لعدد كبير من الفرص الخطيرة. ولكي تدرك مدى ذلك، يتعين عليك فقط مشاهدة ردة الفعل القوية من جانب المدير الفني لنادي شيفيلد يونايتد، كريس وايلدر، عندما علم أن حارس مرمى فريقه دين هندرسون قد تم اختياره كأفضل لاعب في مباراة الفريق التي فاز فيها على نوريتش سيتي بهدف دون رد يوم الأحد، حيث قال: «إنه لم ينقذ سوى عدد قليل من الفرص، وهذا هو الدور الذي يتعين عليه القيام به». وإذا كان حارس مرمى فريقك هو أفضل لاعب في المباراة، فإن هذا يعني على الأرجح أن الفريق لم يقدم مستويات جيدة في تلك المباراة.
ومع ذلك، ربما لا يكون هذا هو السبب الوحيد الذي يجعل جمهور أرسنال يشيد بلينو تارة، وينتقده تارة أخرى، منذ انضمامه لأرسنال قادماً من باير ليفركوزن الألماني مقابل نحو 19 مليون جنيه إسترليني. وكما ظهر خلال الأسبوعين الأخيرين، يمكن أن يتسبب لينو في خسارة فريقه لبعض المباريات، لكنه في المقابل يساعد النادي على الفوز في مباريات أخرى، وينقذ كثيراً من الفرص المحققة. وسوف يتذكر بعضهم المباريات التي خسرها أرسنال أمام وولفرهامبتون واندررز وساوثهامبتون ونوريتش سيتي على أنها أمثلة على المباريات التي لم يقدم فيها لينو مستويات جيدة، وأنه لو قام الحارس الألماني بواجبه على النحو الأمثل لساعد فريقه على تجنب الخسارة في تلك المباريات.
وبالمثل، فقد ارتكب لينو خطأ فادحاً أمام تشيلسي في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، عندما خرج من مرماه لكي يمسك بالكرة العرضية، لكنه أمسك بالهواء بدلاً من ذلك، وهو الأمر الذي ساعد جورجينيو على وضع الكرة في الشباك. وبعد ذلك، فشل لينو في التصدي لإحدى الهجمات في ديربي شمال لندن في سبتمبر (أيلول) الماضي، عندما رد تسديدة إيريك لاميلا مباشرة إلى لاعب توتنهام هوتسبير، كريستيان إريكسن.
وقد جاء لينو إلى إنجلترا وهو يمتلك شهرة كبيرة، فيما يتعلق بقدرته الفائقة على التصدي للتسديدات القوية، وارتكابه لأخطاء قاتلة في الوقت نفسه. وخير مثال على ذلك العرض الكارثي الذي قدمه مع منتخب ألمانيا في كأس القارات عام 2017، وهو الأداء الذي ربما ساهم في استبعاده من تشكيلة المنتخب الألماني في نهائيات كأس العالم في العام التالي. ويبدو أن هذا الأمر قد استمر مع لينو مع مجيئه لإنجلترا، حيث تشير الأرقام والإحصائيات إلى أن لينو كان أكثر حراس المرمى في الدوري الإنجليزي الممتاز ارتكاباً للأخطاء التي تؤدي مباشرة إلى استقبال أهداف (يتساوى معه أيضاً كل من مارتن دوبرافكا وديفيد دي خيا وجوردان بيكفورد، بـ7 أخطاء).
وقد يعتقد البعض أن مزيد العظمة والجنون الذي يمتلكه لينو قد لا يكون مناسباً بالضرورة لنادي أرسنال الذي يعاني كثيراً منذ سنوات، لكن سيمان يشير إلى أن قيمة لينو بالنسبة لأرسنال هي أكثر تعقيداً من مجرد حساب النقاط التي خسرها أو كسبها النادي بسبب أداء الحارس الألماني.
وفي عصر يُطلب فيه من حراس المرمى أن يكونوا أكثر قوة وقدرة على منع الهجمات الخطيرة، والقيام بكثير من الواجبات التي لم تكن موجودة في السابق، ربما تكون الأخطاء من جهة، والعروض القوية من جهة أخرى، وجهان لعملة واحدة، لأن الأخطاء واردة، ولا يمكن لأي حارس أن يواصل التألق دائماً.
وربما لا يصل مستوى لينو لمستويات حراس مرمى آخرين، مثل إدرسون أو أليسون بيكر، لكن الحارس الألماني لا يزال في الثامنة والعشرين من عمره، ولا يزال بإمكانه تحسين مستواه خلال السنوات المقبلة. غير أنه من اللافت للنظر أن مستوى لينو بدأ يتطور بشكل ملحوظ منذ قدوم المدير الفني الإسباني ميكيل أرتيتا، حيث بات الحارس الألماني يتمتع بقدر أكبر من الثقة الناجمة عن لعب الفريق بخطة واضحة، ووجود خط دفاع يقوم بواجباته بشكل أفضل عن ذي قبل. ولم تهتز شباك أرسنال سوى 12 مرة في أول 15 مباراة للفريق تحت قيادة أرتيتا، مقارنة بـ28 هدفاً في أول 15 مباراة للفريق تحت قيادة المدير الفني السابق أوناي إيمري. ورغم أن لينو ليس المسؤول الوحيد عن ذلك التحسن الواضح، فإنه من الواضح أن مستوى الحارس الألماني يتطور بشكل ملحوظ، ويظهر أن أرسنال يسير في الاتجاه الصحيح.


مقالات ذات صلة

رياضة عالمية إنزو ماريسكا (رويترز)

ماريسكا: سيتم التدوير بين اللاعبين في مواجهتي آستانة وبرينتفورد

يأمل إنزو ماريسكا، المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بنادي تشيلسي الإنجليزي، ألا يكون بحاجة لأي لاعب من اللاعبين الذين سيواجهون فريق آستانة، الخميس.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية بيب غوارديولا (أ.ف.ب)

هل تكون وجهة غوارديولا الجديدة تدريب منتخب وطني؟

أعطى بيب غوارديولا، المدير الفني لفريق مانشستر سيتي الإنجليزي لكرة القدم، إشارة واضحة عن خططه عقب انتهاء مهمته مع الفريق مشيرا إلى أنه لا يرغب في البدء من جديد.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا (د.ب.أ)

غوارديولا: لن أدرب فريقاً أخر بعد مانشستر سيتي

أعلن الإسباني بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي لكرة القدم، أنه لن يدرب فريقا آخر بعد انتهاء عقده الحالي.

«الشرق الأوسط» (مانشستر )
رياضة عالمية كريستيان روميرو (رويترز)

روميرو ينتقد سياسة توتنهام في بيع لاعبي الفريق

انتقد كريستيان روميرو مدافع فريق توتنهام إدارة ناديه بسبب بيع أفضل اللاعبين وعدم استثمار هذه العائدات بشكل صحيح.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.