نمت مجموعة من العشب على نتوء الصخر قبل 33 ألف عام، لتتناولها النعامة، وتصبح الذرات التي يتم تناولها من الصخر الزيتي في أثناء أكل العشب جزءاً من قشر البيض الذي تضعه النعام، لتقوم مجموعة من الصيادين الذين يعيشون في صحراء «كارو» جنوب أفريقيا بأخذ قشر البيض وتقطيعه إلى شظايا صغيرة تدخل في صناعة الحليّ، الذي كان يُستخدم عُملة للتداول مع مناطق أخرى من قارة أفريقيا نظير الحصول على خدمات وسلع أخرى. هذا السيناريو الذي وقعت أحداثه قبل 33 ألف عام، تمكّن باحثون من جامعة ميتشغان الأميركية من اكتشاف تفاصيله، وذلك بعد قياس الذرات الموجودة في حليّ تم العثور عليه في ليسوتو، لتقدم هذه الذرات دليلاً على مكان صنع الحليّ، وكذلك المدة الزمنية التي تعود إليها، وذلك وفق دراسة نُشرت أول من أمس في دورية (PNAS).
وليسوتو بلد صغير معزول في جنوب القارة الأفريقية، وتتكون من سلاسل جبال وأنهار، وتعد مكاناً رائعاً للباحثين عن الصيد، ولكنّ النعام لا يعيش عادةً في تلك البيئة، لذلك كان غريباً أن يعثر العلماء على حليّ من قشر بيض النعام، لا سيما أنهم لم يعثروا أيضاً على أي دليل على أن الحليّ كان يُصنع في تلك المنطقة.
أثار ذلك فضول الباحثين الذين رجحوا أن هذا الحليّ وصل إلى ليسوتو عن طريق التبادل مع الصيادين الذين يقطعون مسافات طويلة وصولاً إليها، وسمح الاختبار الذي أُجري على الحليّ باستخدام تحليل نظير «السترونتيوم - 87» في تأكيد هذه الحقيقة، بل تحديد المكان الذي تم فيه إنتاج الحليّ.
ويقول عالم الآثار المتخصص في العصر الحجري القديم برايان ستيوارت، في تقرير نشره موقع جامعة ميتشغان بالتزامن مع نشر الدراسة: «يغلب عنصر البازلت على التكوين الجيولوجي لليسوتو، ولتقييم مكان صنع حليّ قشر النعام، استخدمنا عينات من النباتات والتربة وكذلك عينات من مينا حديثة لسن القوارض موجودة في المتاحف تم جمعها من مختلف أنحاء ليسوتو والمناطق المحيطة بها، ليكتشفوا أن السترونتيوم يغلب على التكوين الجيولوجي لمنطقة صحراء كارو بجنوب أفريقيا».
قشر بيض النعام يدخل في صناعة الحليّ
قشر بيض النعام يدخل في صناعة الحليّ
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة