استيقظت إيطاليا اليوم (الثلاثاء) على شوارع مهجورة مع فرض قيود لم يسبق لها مثيل بعد أن وسعت الحكومة إجراءات الحجر الصحي لتشمل البلد بأسره في محاولة لإبطاء أسوأ تفش لفيروس كورونا في أوروبا.
ويخضع حاليا حوالي 60 مليون إيطالي في منازلهم مع بدء تطبيق تدابير غير مسبوقة للسيطرة على تفشي الفيروس المستجد.
ونقلت وكالات أنباء اليوم (الثلاثاء) صورا تظهر شوارع من ميلانو وروما تكاد تكون خالية من المارة، بسبب الإجراءات التي أعلنت عنها السلطات في البلاد.
وكانت وكالة الأنباء الألمانية قد نقلت صورا توضح طوابير لمواطنين إيطاليين يتكدسون أمام محال السوبر ماركت من أجل شراء الضروريات الأساسية لهم. وصور أخرى نقلت أرفف المحال فارغة من البضائع في باليرمو.
وأمرت السلطات الناس بعدم التنقل خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة على أقل تقدير إلا لأغراض العمل أو الاحتياجات الصحية أو الطوارئ وباستثناء ذلك عليهم البقاء في منازلهم. ويتعين على أي شخص يقرر التنقل ملء استمارة يعلن فيها مبرراته ويحملها معه، حسبما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء، اليوم (الثلاثاء).
وحُظرت التجمعات الكبيرة والأحداث المقامة في الهواء الطلق ومنها الأحداث الرياضية وأصبح يتعين على المطاعم والحانات إغلاق أبوابها الساعة السادسة مساء وستظل المدارس والجامعات مغلقة حتى الثالث من أبريل (نيسان).
وعنونت الصحافة الإيطالية اليوم (الثلاثاء) «الجميع في المنزل» و«كل شيء مغلق» بعد صدور مرسوم وقعه رئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي يوسع إلى كل أنحاء البلاد إجراءات الإغلاق الكبرى التي طالت أول من أمس (الأحد) ربع سكان شمال إيطاليا.
وكان كونتي مهّد لهذا المرسوم بمؤتمر صحافي عقده في مقرّ الحكومة مساء أمس (الاثنين) ودعا خلاله مواطنيه إلى «ملازمة منازلهم».
وبلهجة حازمة قال كونتي «سأوقّع مرسوماً يمكن تلخيصه بالآتي: (ألازم منزلي). لن تعود هناك (منطقة حمراء في شبه الجزيرة) (...) إيطاليا بأسرها ستصبح منطقة محميّة».
وأضاف «لم يعد هناك وقت لإهداره. الأرقام تخبرنا أنّ هناك ارتفاعاً كبيراً في أعداد المصابين وفي أعداد الراقدين في المستشفيات في أقسام العناية الفائقة وللأسف في أعداد الموتى أيضاً. علينا أن نغيّر عاداتنا. عليها أن تتغيّر الآن».
وأوضح رئيس الوزراء أنّه لهذا السبب «قررت أن أعتمد فوراً إجراءات أكثر قسوة وأشدّ فعالية»، مشدّداً في الوقت نفسه على أنّ هذه التدابير لن تشمل «الحدّ من وسائل النقل المشترك، وذلك لضمان استمرارية» النشاط الاقتصادي في البلاد «ولتمكين الناس من الذهاب إلى أعمالهم».
وإيطاليا، العضو في مجموعة السبع، أول دولة في العالم تعمم الإجراءات المشددة جدا في محاولة لوقف انتشار الفيروس، وهي ثاني دولة في العالم بعد الصين من حيث عدد الإصابات والوفيات بكورونا المستجدّ، إذ سجّلت البلاد أكثر من تسعة آلاف مصاب بينهم 463 توفوا جرّاء الفيروس، بحسب آخر إحصائية جديدة صدرت حتى مساء أمس (الاثنين).
ويشبه هذا الإجراء ما قامت به الصين في مقاطعة هوباي التي بدأ انتشار الفيروس فيها في ديسمبر (كانون الأول) الماضي وجرى فرض طوق صحي على 56 مليوناً.
لكن لم تتخذ أي دولة في العالم إجراءات كالتي قررتها إيطاليا على مستوى كل أراضيها.
ووصلت الحصيلة الإجمالية لوفيات فيروس كورونا إلى 4011 حالة للفيروس الذي بات منتشرا في أكثر من 100 دولة وأصاب نحو 110 آلاف شخص.
إيطاليا تحت «الإغلاق الكامل» لكبح «كورونا» (صور)
أسوأ تفشٍّ في أوروبا والثاني عالمياً بعد الصين... وأكثر من 9 آلاف مصاب
إيطاليا تحت «الإغلاق الكامل» لكبح «كورونا» (صور)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة