استجابت السعودية لنداء منظمة الصحة العالمية بدعمها بـ10 ملايين دولار لمكافحة فيروس كورونا الجديد، في وقت سجلت فيه السعودية أربع حالات إضافة مصابة بالفيروس، ليرتفع إجمالي الإصابات المؤكدة في السعودية إلى 15 حالة، كما بلغ عدد الدول التي علقت السعودية سفر مواطنيها والمقيمين فيها مؤقتاً إليها 14 دولة، حيث أضيف كل من عمان، وفرنسا، وألمانيا، وتركيا، وإسبانيا.
يأتي ذلك إلحاقاً لقرار حكومة السعودية بتعليق سفر المواطنين والمقيمين مؤقتاً إلى كل من الدول التسع التي تم الإعلان عنها أول من أمس، بهدف السيطرة على فيروس كورونا الجديد (كوفيد - 19)، ومنع انتشاره وحماية صحة المواطنين والمقيمين وضمان سلامتهم. فقد قررت حكومة المملكة تعليق سفر المواطنين والمقيمين مؤقتاً إلى كل من سلطنة عمان، والجمهورية الفرنسية، وجمهورية ألمانيا الاتحادية، والجمهورية التركية، ومملكة إسبانيا، وتعليق دخول القادمين من تلك الدول، أو دخول من كان موجوداً بها خلال 14 يوماً السابقة لقدومه، إضافة إلى إيقاف الرحلات الجوية والبحرية بين المملكة وهذه الدول، باستثناء رحلات الإجلاء والشحن والتجارة، والحالات الإنسانية والاجتماعية بناءً على ما تراه وزارة الداخلية ووزارة الصحة، مع اتخاذ الاحتياطات اللازمة والضرورية.
2200 فحص مخبري
قال الدكتور محمد العبد العالي، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، إنه في السعودية وصل عدد الحالات المؤكدة بالإصابة بفيروس كورونا الجديد حتى أمس (الاثنين)، بعد أن تم تسجيل أربع حالات جديدة، وذلك خلال حديثه لوسائل الإعلام في الإيجاز الدوري حول آخر المستجدات الصحية المتعلقة بفيروس كورونا الجديد (كوفيد - 19).
وقال الدكتور العبد العالي، إن من ضمن هذه الحالات المؤكدة المصابة بالفيروس، حالات قادمة من دولة البحرين من الجنسية البحرينية، ويتلقون الرعاية اللازمة، وحالة واحدة لمواطن أميركي قادم من الفلبين وإيطاليا، مضيفاً أن حالة الأميركي حرجة بحكم عوامل عدة، من أهمها أنه مصاب بأمراض مزمنة سابقة لإصابته بهذا الفيروس، وأنه يجري تقديم العناية المكثفة له في العناية المركزة.
وأضاف المتحدث باسم وزارة الصحة، أنه من بين 15 حالة مؤكدة تم تسجيلها هناك 11 حالة رصدت لقادمين من خارج السعودية، والأربع حالات الأخرى هي مخالطة بشكل مكثف للحالات الإحدى عشرة، مشيراً إلى أن إجمالي عدد الحالات المشتبه فيها، والحالات المؤكدة والحالات التي استلزمت إجراء الفحوص المخبرية هي 2200 فحص مخبري، وأنها جميعها خرجت سليمة باستثناء الحالات الـ15 التي تم الإعلان عنها، في حين وصل عدد من تم إجراء الفحوص والفرز والكشف عليهم عبر المنافذ تجاوز 500 ألف حالة.
وأكد المتحدث الرسمي لوزارة الصحة السعودية، أن إجمالي عدد من تم حجرهم صحياً أو عزلهم منزلياً تجاوزوا ألف حالة، مشيراً إلى أن العزل المنزلي أو الحجر الصحي هي ليست لمريض مصاب بالفيروس، حيث إنها لإنسان سليم، لكن لديه مخاطر معينة لاختلاطه بحالة أو لوجود تاريخ مرضي أو تاريخ سفر يجعل هناك اشتباهاً لوجود أعراض، وفي حال تأكدت إصابته يتم نقله إلى المستشفى المخصص لذلك لتنويمه في أسرّة العزل المناسبة لمثل هذه الحالات.
استجابة سريعة
إلى ذلك، استجابت السعودية للنداء العاجل الذي أطلقته منظمة الصحة العالمية لجميع الدول والرامي إلى تكثيف الجهود من أجل اتخاذ إجراءات عالمية لمحاربة انتشار فيروس كورونا، حيث وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بتقديم دعم مالي قدره 10 ملايين دولار لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19).
وقدم تيدروس أدهانوم، مدير منظمة الصحة العالمية، شكره للملك سلمان بن عبد العزيز، عبر حسابه في «تويتر»، قائلاً «ممتن جداً للملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وشعب السعودية لتقديمهم مبلغ 10 ملايين دولار لمنظمة الصحة العالمية لتنفيذ تدابير عاجلة لتقليل انتشار فيروس (كوفيد – 19) ولدعم البلدان ذات البنى التحتية الصحية الضعيفة».
9 حالات جديدة
أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل تسع حالات إصابة جديدة بالفيروس. وقالت الوزارة، أمس، إن الحالة الأولى هي لمواطن مخالط لحالة سابقة في محافظة القطيف، وهو معزول في المستشفى في محافظة القطيف، وإن الحالتين الثانية والثالثة هما لسيدتين من الجنسية البحرينية قادمتين من العراق في طريقهما إلى البحرين، تم عزلهما في المستشفى في محافظة القطيف، في حين تعد الحالة الرابعة لمقيم أميركي عائد من السفر، ومر على الفلبين وإيطاليا قبل وصوله إلى المملكة، وتم نقله إلى مستشفى معد للعزل بمدينة الرياض.
وفي وقت لاحق من مساء أمس، أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 5 حالات إصابة أخرى بفيروس «كورونا» الجديد، وذكرت أن 3 حالات من الخمس هي لمواطن ومواطنتين ممن دخلوا الحجر الصحي بعد عودتهم من إيران والعراق، حيث أظهرت الفحوصات المخبرية أنهم يحملون فيروس «كورونا» الجديد، وتم تحويلهم في حينه للعزل في إحدى مستشفيات المنطقة الشرقية.
وأوضحت الوزارة أن الحالة الرابعة هي لمواطن لديه أعراض تنفسية خفيفة، وقد حضر إلى مستشفى في المنطقة الشرقية، وجرى حصر المخالطين له، واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة تجاههم.
وأضافت أن الحالة الخامسة هي لرجل مصري قادم من مصر، ظهرت عليه أعراض تنفسية خفيفة أيضاً، وتمّ عزله في مستشفى بمنطقة مكة المكرمة. كما جرى حصر المخالطين له، واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة تجاههم.
وبعد تسجيل الحالات الخمس الجديدة، أصبح مجموع حالات الإصابة المؤكدة بفيروس «كورونا» الجديد داخل المملكة 20 حالة. وطمأنت الوزارة الجميع بأن الحالات معزولة حالياً، وجارٍ التعامل معها، وتقديم الرعاية الصحية لها، وفق الإجراءات المعتمدة.
وفي إطار الإجراءات الوقائية، صدرت قرارات مؤقتة بتقليل المدة بين الأذان والإقامة للصلاة إلى 10 دقائق، وألا تتجاوز خطبة الجمعة مع الصلاة 15 دقيقة، وإيقاف إجراءات تفطير الصائمين، ومنع الاعتكاف، وإزالة الأطعمة والتمور، إضافة إلى إزالة أكواب المياه المستعملة.
عودة طوعية من البحرين والكويت
أعلنت سفارة السعودية في العاصمة البحرينية، أن بإمكان المواطنين السعوديين المتواجدين في البحرين، الراغبين في العودة للمملكة، السفر عبر منفذ جسر الملك فهد.
وقالت السفارة في بيان لها أمس، إن من ليس لديه وسيلة نقل «بإمكانه السفر جواً عبر خطوط (طيران الخليج)، وأن هذه الإجراءات تسري لمدة 72 ساعة المقبلة». وأوضحت، أن هذه الإجراءات تأتي انطلاقاً من حرص الأمير سلطان بن أحمد بن عبد العزيز، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة البحرين، ومتابعته أحوال المواطنين السعوديين في البحرين. بينما قالت السفارة السعودية في دولة الكويت، إنها تمكنت من تحقيق رغبة جميع المواطنين الزائرين لدولة الكويت، الذين تقدموا لها، بنقلهم إلى أرض المملكة، في وقت وجيز. يأتي هذا بعد تلقي السفارة رغبة العديد من المواطنين الزائرين للكويت بالعودة إلى السعودية.
وأكدت بذل مساعيها وجهودها في توفير كافة الإمكانات، وتأمين التجهيزات اللازمة التي تمكنهم من العودة إلى المملكة، مع توفير سبل الراحة.