مصر تعلق الفعاليات الحاشدة وسط دعوات لتعطيل الدراسة

TT

مصر تعلق الفعاليات الحاشدة وسط دعوات لتعطيل الدراسة

قررت الحكومة المصرية، أمس، «تعليق جميع الفعاليات التي تتضمن أي تجمعات حاشدة في ربوع البلاد، ضمن الإجراءات الاحترازية التي تتخذها لمواجهة فيروس (كورونا الجديد «كوفيد – 19»)». في حين أبقت الحكومة على «استمرار الدراسة في المدارس والجامعات»، وسط مطالب بضرورة وقف الدارسة.
وأعلنت وزارة الصحة والسكان، أمس، أن «إجمالي الحالات التي ثبتت إيجابيتها للفيروس وصل إلى 55 حالة، وأنها استحدثت وحدة لتقصي المخالطين كافة المباشرين وغير المباشرين للحالات التي تثبت إيجابيتها للفيروس». وأوضح الدكتور خالد مجاهد، مستشار وزيرة الصحة والسكان لشؤون الإعلام، أن «الحالات التي ثبتت إيجابيتها معملياً لـ(كورونا) 7 حالات، منهم 4 أجانب و3 مصريين»، مشيراً إلى أن «الأجانب الأربعة من المخالطين للحالات، التي تم الإعلان عنها مسبقاً، بينهم الحالة المعلن عن وفاتها أول من أمس»، مضيفاً أنه «كان قد تم اكتشاف 45 حالة إيجابية حاملة للفيروس على متن الباخرة النيلية القادمة من أسوان إلى الأقصر (جنوب مصر) من دون ظهور أي أعراض، حيث تم تحويل الحالات الإيجابية منهم إلى المستشفى المخصص للعزل، وتم نقل الحالات التي تحولت نتيجتها لسلبية إلى الحجر الصحي، كما تم تطهير وتعقيم الباخرة النيلية».
وسبق أن أعلنت مصر تسجيل أول إصابة بـ«كورونا» لمواطن مصري عائد من صربيا عبر فرنسا، فضلاً عن تعافي صيني بعد قضائه 14 يوماً داخل الحجر الصحي. في حين تجري متابعة آخر كندي، تم عزله في المستشفى المخصص، وجميع فحوصه تؤكد تحسن حالته الصحية، بحسب «الصحة المصرية».
وأوضح مجاهد، أن «الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، دعت المواطنين إلى التوجه لمستشفيات الحميات عند الشعور بأي ارتفاع في درجات الحرارة لعمل التحاليل اللازمة»، مؤكداً «عدم رصد أي حالات مصابة أو مشتبه في إصابتها بالفيروس المستجد في ربوع البلاد، سوى ما تم الإعلان عنه».
إلى ذلك، خاطب المجلس الأعلى للجامعات، رؤساء الجامعات باتباع الاحتياطات اللازمة واتخاذ الإجراءات الوقائية، والتي من شأنها منع انتشار الفيروس، وسرعة الكشف عن أي إصابة به داخل الجامعات، وتقسيم الطلاب على أكبر عدد من القاعات، ومنع التكدس.
يأتي هذا وسط مطالب لأولياء الأمور في المدارس بتعليق الدراسة. وقالت الأربعينية أمينة عبد الحميد، وتقطن في ضاحية حلمية الزيتون (شرق القاهرة) أمس، إنها «دشنت مجموعة على (فيسبوك) لمطالبة وزارة التربية والتعليم بتعليق الدراسة»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذا التحرك منها، ومن أمهات الطلاب في المدارس، تبعه تدشين عدد من المجموعات تطالب أيضاً بتعليق الدراسة؛ خوفاً على أبنائنا»، مؤكدة أن «الحكومة ألغت أمس جميع الفعاليات التي تتضمن تجمعات حاشدة؛ إلا أن الدراسة في المدارس والجامعات مستمرة».
وتؤكد وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، أن «الوضع مستقر بجميع المدارس»، وسبق أن عممت الوزارة تعليمات لجميع المدارس، بـ«ضرورة تقليل التجمعات للطلاب داخل المبنى المدرسي، والتنبيه على الحفاظ على مسافة لا تقل عن متر بين الطلاب».
أعلنت وزارة النقل أمس، «استمرار رفع درجة الاستعداد القصوى والطوارئ بالموانئ البحرية والبرية، والتنسيق المستمر مع وزارة الصحة والحجر الطبي لفحص السياح والركاب والقادمين عبر المنافذ البحرية والبرية واتخاذ الإجراءات الاحترازية كافة اللازمة لمواجهة الفيروس»، مضيفة أن «هيئة السكك الحديدية قامت بتوفير ملصقات توعية بالفيروس، بالإضافة إلى تعقيم القطارات، والتطهير الدوري لمترو أنفاق القاهرة».
يأتي هذا في حين تواصل السلطات تعزيز إجراءات الوقاية والحماية من «كورونا المستجد»، داخل المنشآت الفندقية والسياحية، وتُخضع حالياً نزلاء الفنادق والبواخر السياحية في الأقصر الجنوبية، لفحوص طبية للتأكد من سلامتهم، مع السماح لأصحاب النتائج السلبية للتحليل الطبي باستكمال جولاتهم السياحية في المدينة.
وأعدت «غرفة المنشآت الفندقية» مادة علمية حول طرق الوقاية من الفيروس، تم توزيعها على جميع المدربين لدى الغرفة، والاتحاد المصري للغرف السياحية، بحسب ماجد فوزي، رئيس غرفة المنشآت الفندقية، الذي أوضح أن «المدربين سيتنقلون في ربوع البلاد لإلقاء محاضرات للتوعية بسبل الوقاية من الفيروس».
ووفق عبد الفتاح العاصي، رئيس قطاع الرقابة على المنشآت الفندقية بوزارة السياحة والآثار، فإن «وزارة السياحة وزعت منشوراً على جميع الفنادق والمنشآت السياحية في مصر بالتوصيات والإجراءات والتدابير الوقائية اللازمة التي أصدرتها منظمة الصحة العالمية للوقاية من الفيروسات بصفة عامة و(كورونا) بصفة خاصة».
وتأتي هذه الإجراءات وسط مخاوف من تأثر قطاع السياحة في مصر من انتشار الفيروس عالمياً، وخصوصاً بعد قرارات بعض الدول بمنع سفر مواطنيها، وفق ثروت عجمي، رئيس غرفة السياحة بالأقصر، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»، إنه «تم إلغاء جميع الحجوزات الصينية منذ الإعلان عن اكتشاف (كورونا)»، مشيراً إلى أن «صناعة السياحة في مصر تأثرت، ووصلت نسبة إلغاء الحجوزات القديمة بالموسم السياحي الحالي بالأقصر لـ20 في المائة»، على حد تعبيره.



إرهاب الحوثيين يتصدّر نقاشات يمنية - أميركية في الرياض

رئيس مجلس القيادة اليمني يعول على دعم أميركي لمواجهة الحوثيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة اليمني يعول على دعم أميركي لمواجهة الحوثيين (سبأ)
TT

إرهاب الحوثيين يتصدّر نقاشات يمنية - أميركية في الرياض

رئيس مجلس القيادة اليمني يعول على دعم أميركي لمواجهة الحوثيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة اليمني يعول على دعم أميركي لمواجهة الحوثيين (سبأ)

استحوذ إرهاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران خلال اليومين الأخيرين على مجمل النقاشات التي دارت بين قيادات الشرعية والمسؤولين الأميركيين، وسط تطلع رئاسي لتصنيف الجماعة منظمة إرهابية عالمية وتجفيف مواردها المالية وأسلحتها.

وتأتي المحادثات اليمنية - الأميركية في وقت يتطلع فيه الشارع اليمني إلى اقتراب لحظة الخلاص من الانقلاب الحوثي واستعادة صنعاء وبقية المحافظات المختطفة، بخاصة عقب التطورات الإقليمية المتسارعة التي أدت إلى هزيمة إيران في كل من لبنان وسوريا.

وذكر الإعلام الرسمي أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، استقبل في الرياض جيسي ليفنسون، رئيس مكتب مكافحة الإرهاب لجنوب ووسط وشرق آسيا بوزارة الخارجية الأميركية، وسفير الولايات المتحدة لدى اليمن ستيفن فاجن، وبحث معهما العلاقات الثنائية، خصوصاً في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وتعزيز الشراكة الوثيقة بين الجانبين على مختلف الأصعدة.

وطبقاً لوكالة «سبأ» الحكومية، تطرق اللقاء إلى التهديدات الإرهابية التي تغذيها الميليشيات الحوثية والتنظيمات المتخادمة معها، بما في ذلك الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، والاعتداءات، وأعمال القرصنة المستمرة على سفن الشحن البحري بدعم من النظام الإيراني.

واستعرض العليمي - وفق الوكالة - جهود الإصلاحات الحكومية في المجال الأمني وأجهزة إنفاذ القانون وسلطات مكافحة الإرهاب وغسل الأموال والجريمة المنظمة، والدعم الدولي المطلوب لتعزيز قدراتها في ردع مختلف التهديدات.

وفي حين أشاد رئيس مجلس الحكم اليمني بالتعاون الوثيق بين بلاده والولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب، قال إنه يتطلع مع الحكومة إلى مضاعفة الضغوط الدولية على الميليشيات الحوثية، بما في ذلك تصنيفها منظمة إرهابية، وتجفيف مصادر تمويلها وتسليحها.

تأكيد على دور واشنطن

وشملت اللقاءات الأميركية في الرياض عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني عبد الرحمن المحرمي، ونقل الإعلام الرسمي أن الأخير ناقش مع السفير الأميركي، ستيفن فاجن، آخر المستجدات المتعلقة بالأوضاع الاقتصادية والعسكرية في اليمن.

وتناول اللقاء - وفق وكالة «سبأ» - التداعيات الاقتصادية والإنسانية في اليمن والمنطقة، في ظل استمرار تصعيد ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني على خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر. كما تم بحث سبل تعزيز التعاون بين الجانبين لمكافحة الإرهاب ودعم جهود السلام والاستقرار في المنطقة.

النقاشات اليمنية - الأميركية ركزت على الدعم الأمني لمواجهة الإرهاب (سبأ)

واستعرض اللقاء، حسب الوكالة، الجهود التي يبذلها مجلس القيادة الرئاسي والحكومة لمواجهة التحديات الاقتصادية والإنسانية في اليمن.

وفي هذا السياق، جدد المحرّمي حرص المجلس على تنفيذ الإصلاحات الداخلية ومكافحة الفساد لتحسين الخدمات الأساسية وتلبية احتياجات المواطنين، مؤكداً على أهمية الدور الأميركي والدولي في دعم هذه الجهود.

ونسب الإعلام الرسمي إلى السفير الأميركي أنه «أكد دعم بلاده لجهود مجلس القيادة الرئاسي والحكومة في مواجهة التحديات المختلفة، مشيداً بالجهود المبذولة لتعزيز الاستقرار وتوحيد الصفوف في مواجهة التحديات الراهنة».

دعم المؤسسات الأمنية

وفي لقاء آخر، الاثنين، بحث وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني مع السفير الأميركي ومدير مكتب مكافحة الإرهاب لجنوب ووسط وشرق آسيا بوزارة الخارجية الأميركية، الوضع الأمني في البحر الأحمر والتهديدات الحوثية المستمرة للملاحة الدولية، وبحث التعاون الثنائي لتطوير القدرات الأمنية للمؤسسات اليمنية.

وفي حين أكد الوزير الزنداني التزام الحكومة بمواصلة الجهود الرامية إلى القضاء على الإرهاب والتطرف، شدد على أهمية الشراكة الدولية في هذا المجال.

وزير الخارجية اليمني مستقبلاً في الرياض السفير الأميركي (سبأ)

إلى ذلك، بحث وزير الداخلية اليمني إبراهيم حيدان مع المسؤولين الأميركيين تعزيز التعاون الأمني في مجال التكنولوجيا وأمن واستخدام المعلومات لمكافحة الإرهاب والتصدي للتحديات الأمنية التي تواجه اليمن والمنطقة.

وحسب ما أورده الإعلام الرسمي، أكد حيدان خلال لقائه السفير فاجن والمسؤول في الخارجية الأميركية ليفنسون على أهمية دعم جهود الحكومة اليمنية لتعزيز الاستقرار ومواجهة التنظيمات الإرهابية والميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني التي تهدد أمن وسلامة اليمن ودول الجوار.

وأشار حيدان إلى الجهود التي تبذلها وزارته في إعادة بناء الأجهزة الأمنية وتطوير الأنظمة الرقمية لتحسين قدراتها العملياتية، رغم التحديات التي تواجهها البلاد في ظل الظروف الراهنة.

وعود أميركية بدعم القوات الأمنية اليمنية في مجال التدريب وبناء القدرات (سبأ)

ونسب الإعلام الرسمي إلى رئيس مكتب مكافحة الإرهاب لجنوب ووسط وشرق آسيا بوزارة الخارجية الأميركية، جيسي ليفنسون، استعداد بلاده لدعم الجهود الأمنية في اليمن من خلال التدريب وتقديم المساعدات التقنية وبناء القدرات.

يشار إلى أن الحوثيين في اليمن يخشون من حدوث إسناد دولي واسع للحكومة الشرعية يؤدي إلى القضاء على انقلابهم واستعادة صنعاء وتأمين الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن.

وكان زعيمهم عبد الملك الحوثي قد طمأن أتباعه بأن الجماعة أقوى من نظام بشار الأسد، ولن يستطيع أحد إسقاطها لجهة ما تملكه من أسلحة إلى جانب ما استطاعت تجنيده من عناصر خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.