«هلع كورونا» يدفع بورصة الدار البيضاء لخسائر حادة

سادت حالة من الهلع والبيع العشوائي بورصة الدار البيضاء خلال آخر حصتين للسوق، نزل خلالهما المؤشر العام بنسبة 3 في المائة في إغلاق الجمعة، ونحو 6 في المائة في إغلاق الاثنين (البورصة المغربية لا تعمل السبت والأحد).
وقال محلل مالي لـ«الشرق الأوسط» إن هذا الهبوط الحاد بعد استقرار نسبي في الأسابيع الماضية ناتج عن تداعيات انتشار فيروس كورونا، وقال إن «كثيراً من الأسواق المالية عرفت انخفاضات حادة وانهيارات خلال الشهرين الأخيرين، ويبدو أن العدوى قد وصلت إلى بورصة الدار البيضاء».
وأوضح المحلل أن نهاية الأسبوع الأخير عرفت خروج الأجانب من سوق الأسهم المغربية، ومع بداية هذا الأسبوع أمس، عمّ الذعر وسط المساهمين الصغار المغاربة. وقال إن «المساهمين الصغار يبيعون الآن بشكل عشوائي، إضافة إلى صناديق التوظيف المشترك في الأسهم التي وجدت نفسها مضطرة بدورها إلى البيع بسبب ضغط المستثمرين في حصصها، الذين يطلبون بتصفية حصصهم».
وأضاف المحلل ذاته أن هذه الحركية غير مبررة، نظراً لأن المغرب اتخذ الاحتياطات اللازمة في وقت مبكر. وقال: «المستثمرون يبيعون الأسهم نظراً لخوفهم من آثار تداعيات كورونا على الاقتصاد المغربي وعلى أداء الشركات المدرجة في البورصة»، ويضيف: «صحيح أن هناك تأثيراً، لكن ردة الفعل مبالغ فيها وغير متناسبة. فالتأثير على الاقتصاد المغربي سيكون ضعيفاً بخلاف بعض البلدان الأخرى، مثل إيطاليا التي تعرف عزل المناطق الشمالية بأسرها وإغلاق مصانع».
وأوضح المصدر أن معطيات «مرسى المغرب»، وهي الوكالة الحكومية المكلفة تدبير الموانئ، تشير إلى أن تأثير تداعيات كورونا على التجارة العالمية لا يزال ضعيفاً بالنسبة للمغرب. وقال: «ما زلنا لم نشعر بأي نقص في السلع، كما أن المصانع المغربية لم تعانِ من نقص في التموين، رغم أن الفيروس ضرب الصين منذ أزيد من شهرين. لذلك لا أرى داعياً لكل هذا الهلع».
وأضاف المصدر أن «على المستثمرين في الأسهم المغربية أن يتحلوا باليقظة، وأن يضاعفوا من درجة التأهب ومتابعة الأسواق تحسباً لأي طارئ، غير أن ذلك لا يعني الاستسلام للهلع والإقدام على البيع العشوائي، لأن من شأن هذا السلوك أن يتسبب لصغار المساهمين في خسائر لا داعي لها». وقال إنه «عندما يقدم المستثمرون على البيع دون مبرر، يدفعون السوق والأسعار نحو مزيد من الانخفاض والانهيار، وبالتالي فإنهم يصبحون الضحية الأولى لهذا السلوك. لذلك على المساهمين التحلي بالعقلانية في سلوكهم وعدم الاستسلام لردود الفعل غير المحسوبة».