البرهان يتعهد بهيكلة الجيش و«الدعم السريع» وإعادة تنظيمهما

حميدتي يتوقع سلاماً وشيكاً مع الحركات المسلحة

البرهان يتعهد بهيكلة الجيش و«الدعم السريع» وإعادة تنظيمهما
TT

البرهان يتعهد بهيكلة الجيش و«الدعم السريع» وإعادة تنظيمهما

البرهان يتعهد بهيكلة الجيش و«الدعم السريع» وإعادة تنظيمهما

أعلن رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان، هيكلة القوات النظامية وإعادة ترتيبها وتنظيمها، بما يتوافق مع متطلبات الفترة الانتقالية لتؤدي مهامها الوطنية في حماية البلاد.
وخاطب البرهان بالكلية الحربية بمدينة أم درمان أمس، كرنفال تخريج الدفعة (8) من قوات الدعم السريع التي يقودها نائبه في مجلس السيادة، الفريق أول محمد حمدان دقلو، بحضور رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك. وقال البرهان: «في سبيل تطوير القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، سنسعى جميعاً إلى صياغة هذه القوات، وفقاً للمتطلبات الحالية والمستقبلية وبما يتوافق مع المهام التي أنشئت من أجلها». وأضاف: «مسؤوليتنا أن نعيد تنظيم وترتيب قواتنا، بما يتوافق مع الدستور ومع متطلبات ومهام هذه القوات». وأوضح البرهان أن السودان على أعتاب مرحلة جديدة، وأنهم يسعون خلال الفترة الانتقالية وما بعدها، لبناء قوات نظامية محترفة ومتخصصة تؤدي مهامها الوطنية لتلبي واجبات الوطن، مؤكداً وقوف القوات المسلحة «الجيش» وقوات الدعم السريع سنداً لبناء السلام، وتعهد بأن تعمل على المحافظة على حماية السودان خلال الفترة الانتقالية. وكان البرهان قد أصدر في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قرارات قضت بإعادة هيكلة الجيش السوداني، وبموجبها ألغى نظام هيئة الأركان المشتركة المعمول به أبان النظام المعزول، وأعاد العمل بالنظام القديم (هيئة الأركان).
وبدوره، قال نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو الذي يقود قوات الدعم السريع في الوقت ذاته، وفي كلمته لحفل التخريج، إن المفاوضات التي تجري حالياً بين الحكومة الانتقالية والحركات المسلحة بدولة جنوب السودان، على وشك الوصول إلى سلام شامل ومرضٍ للجميع.
وجدد حميدتي الدفع بمبادرته التي أطلق عليها «ميثاق شرف لحماية الديمقراطية» ليتم توقيعها من كل القوى الفاعلة في الساحة السياسية، من أجل نهضة البلاد.
وأضاف: «من واجبات القوات المسلحة والدعم السريع حماية العملية الديمقراطية، والوصول بالبلاد إلى انتخابات حرة نزيهة ينتخب الشعب قيادته بإرادة حرة». وتابع: «قوات الدعم السريع داعمة للقوات المسلحة في كل مهامها، وهما وجهان لعملة واحدة وفق رؤية استراتيجية موحدة». وتعهد بأن تعمل قوات الدعم السريع دوراً مهماً في تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد، وتأمين الحدود ومنع تهريب ثروات الوطن والسلع الأساسية التي تدعم من الدولة. وقال: «أسهمت قوات الدعم السريع في وقف نزيف الدماء بين القبائل المتناحرة، وفي مكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر وتجارة السلاح، وكل أشكال الجريمة المنظمة العابرة للحدود». ودعا دقلو الدول المتأثرة بالهجرة غير الشرعية لوضع استراتيجية للحد منها؛ استراتيجية تقوم على تنمية البلدان الفقيرة لضمان حياة كريمة للشباب تغنيهم عن مخاطر الهجرة غير الشرعية.
وأشاد حميدتي بمواقف الدول الشقيقة والصديقة، التي قال إنها تساند وتدعم السودان في هذه المرحلة المهمة، وتتقدمها السعودية والإمارات ومصر وجنوب السودان وتشاد.
ونصت الوثيقة الدستورية الموقعة بين المجلس العسكري المنحل وقوى إعلان الحرية والتغيير في 17 أغسطس (آب) الماضي، على إسناد إصلاح الأجهزة النظامية لمؤسسات الجيش وفقاً للقانون. ويطالب القادة السياسيين والثوار بإعادة هيكلة القوات النظامية «الجيش، والشرطة، وأجهزة الأمن، والدعم السريع»، وتنظيمها مجدداً، بالنظر إلى أن قادتها التابعين للنظام المعزول جعلوا منها أدوات سياسية تخدم أجنداته، ووظفوها في حروب عبثية ضد المواطنين السودانيين، كما يطالبون بتعديل عقيدتها القتالية، من عقيدة آيديولوجية إلى عقيدة جديدة تحمي من خلالها المواطن، وتصون الدستور والدولة المدنية والديمقراطية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.