تجدّد انتهاكات الهدنة بعد تصعيد المعارك جنوب طرابلس

TT

تجدّد انتهاكات الهدنة بعد تصعيد المعارك جنوب طرابلس

وسط معلومات عن تحشيدات متبادلة في العاصمة الليبية طرابلس بين قوات «الجيش الوطني»، بقيادة المشير خليفة حفتر، والقوات الموالية لحكومة «الوفاق» برئاسة فائز السراج، تجددت أمس انتهاكات الهدنة الهشة، المبرمة بين الطرفين، وجرت معارك عنيفة مساء أول من أمس. لكن سرعان ما خفت حدتها صباح أمس.
وقال مسؤول عسكري رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط» في تصريح مقتضب إن قوات «الجيش الوطني» حققت ما وصفه بتقدمات باتجاه العاصمة طرابلس على حساب الميليشيات الموالية لحكومة السراج.
وأوضح المسؤول، الذي طلب عدم تعريفه، أن «قوات الجيش تمكنت خلال معارك اليومين الماضيين من اختراق دفاعات الميليشيات في أكثر من محور للقتال في العاصمة، خاصة في ضواحيها الجنوبية»، لكنه امتنع عن الكشف عن المزيد من التفاصيل.
ووقعت مساء أول من أمس اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة بين قوات الطرفين، بالقرب من النادي الدبلوماسي في محور عين زارة بجنوب طرابلس، بينما تحدث قياديان في القوات الموالية لحكومة السراج عن رصد تحشيدات لقوات الجيش الوطني بمناطق قصر بن غشير، وترهونة وصرمان، بالإضافة إلى نقل مدافع من قاعدة الجفرة باتجاه طرابلس.
وقالت عملية «بركان الغضب»، التي تشنها القوات الموالية لحكومة السراج، أمس، إن «قوات (الجيش الوطني) استهدفت منازل وأملاك المواطنين الأبرياء بصواريخ الجراد، أثناء خروج المصلين لصلاة الجمعة ببلدية أبو سليم».
ونقلت وسائل إعلام محلية موالية لحكومة السراج عن عبد الرحمن الحامدي، عميد البلدية، سقوط قذيفتين على منطقة بلوزة بالبلدية، تسببتا في أضرار مادية بممتلكات المواطنين.
إلى ذلك، تعهد فتحي باشاغا، وزير الداخلية بحكومة «الوفاق»، بتقديمها كامل الدعم لقواتها من أجل تحرير كامل البلاد من قوات الجيش الوطني، التي وصفها بالميليشيات الخارجية عن الشرعية، معربا في بيان، عقب زيارته مساء أول من أمس لغرفة العمليات الميدانية سرت - الجفرة، عن تفاؤله بتحرير كامل المناطق من قبل قوات الحكومة والقوة المساندة له.
وقال باشاغا في بيان، وزعه أمس، إنه ناقش خلال اجتماع مع رئيس الغرفة والقيادات العسكرية آخر المستجدات للأوضاع الميدانية داخل المنطقة، والاستعدادات لدحر هذه الميليشيات، وتحرير المناطق التي قامت بالاعتداء عليها.
في غضون ذلك، قالت جامعة الدول العربية أمس إن أمينها أحمد أبو الغيط ناقش مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الأزمة الليبية، بعد استقالة المبعوث الأممي غسان سلامة.
وقال مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة في بيان أمس، إن أبو الغيط عبر خلال اتصال هاتفي أمس مع غوتيريش عن ثقته في «اختيار شخصية عربية أخرى متميزة، خلفا لسلامة لقيادة البعثة الأممية، تكون على دراية بالطبيعة المعقدة للصراع اللیبي، وتركیبة المجتمع اللیبي والأبعاد العربیة المتعددة، ذات الصلة بالوضع في البلاد».
ونقل المصدر عن غوتیريش قوله إن المبعوث الأممي الجدید الذي سیقوم باختیاره «سیعول كثیرا على الدور الأساسي للجامعة، ودولھا الأعضاء في العمل مع الأمم المتحدة للوصول إلى تسوية متكاملة ودائمة للوضع في البلاد»، كما أشاد بالتزام الجامعة العربية الثابت بتسوية الأزمة الليبية، مؤكدا أن الأمم المتحدة ستستمر في البناء على الجهود، التي أطلقھا سلامة على مسارات الحوار اللیبیة كافة.
وقال أبو الغيط إنهما ناقشا تطورات الأزمة الليبية، بعد طلب سلامة المفاجئ الأسبوع الماضي بإعفائه من منصبه لأسباب صحية، مشيرا إلى أنه أطلع الأمين العام للأمم المتحدة على أھم نتائج الاجتماع الأخير لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري، والتي تضمنت التزاما من الدول العربية بالعمل من خلال الجامعة لتضطلع بدورھا الأساسي بشكل أكثر فاعلية، بهدف تسوية الأزمة الليبية، عبر تعزيز آليات التعاون مع الأمم المتحدة، ومواصلة التنسيق مع الشركاء الآخرين المعنیين بالشأن الليبي.
في شأن آخر، أعلنت مؤسسة النفط في الموالية لحكومة السراج عن تعرض مبنى إدارة شركة «أكاكوس» للعمليات النفطية بطريق المطار في طرابلس لأضرار مادية بالغة، إثر بعد سقوط قذائف هاون على المبنى مساء الأربعاء الماضي. وقالت في بيان لها أمس إن القذائف تسببت في اشتعال حريق بالمبنى العلوي، المخصص لأرشيف الموارد المالية، قبل أن تتم السيطرة عليه، رغم استهداف رجال الإطفاء المدنيين بنيران الأسلحة الثقيلة أثناء قيامهم بواجبهم.
ونقل البيان عن رئيس المؤسسة مصطفى صنع الله قوله إن هذه الأعمال الإجرامية «وصلت إلى مستوى آخر من خلال استهداف رجال الإطفاء الليبيين. فهؤلاء الرجال يخاطرون بحياتهم لمساعدة الناس والحفاظ على الممتلكات»، نافيا إصابة أحد بأذى بعدما تمكنت فرق الإطفاء من السيطرة على الحريق.
وقالت المؤسسة إن «إنتاج النفط بلغ 119 ألف برميل يوميا نتيجة استمرار إغلاق الموانئ، فيما بلغت قيمة الخسائر المالية 2.7 مليار دولار»، مشيرة إلى خسارة مبلغ يتخطى 60 مليون دولار يوميا جراء عمليات الإقفال، فيما فقد جراء وقف الإنتاج 46 مليون برميل منذ بداية عملية الإغلاق.



البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
TT

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

يواصل «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» تقديم المشاريع والمبادرات التنموية في التمكين الاقتصادي للمرأة والشباب والمجتمعات، والاستثمار في رأس المال البشري، ودعم سبل العيش والمعيشة.

وذكر تقرير حديث عن البرنامج أن البرامج والمبادرات التنموية التي يقدمها البرنامج السعودي ركزت في المساهمة على بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد، من خلال برنامج «بناء المستقبل للشباب اليمني» الذي يساهم في ربط الشباب اليمني بسوق العمل عبر تدريبهم وتمكينهم بالأدوات والممكنات المهارية.

ويساعد البرنامج الشباب اليمنيين على خلق مشاريع تتلاءم مع الاحتياجات، ويركّز على طلاب الجامعات في سنواتهم الدراسية الأخيرة، ورواد الأعمال الطموحين، وكان من أبرز مخرجاته تخريج 678 شاباً وشابةً في عدد من التخصصات المهنية، وربط المستفيدين بفرص العمل، وتمكينهم من البدء بمشاريعهم الخاصة.

وشملت المشاريع والمبادرات برامج التمكين الاقتصادي للسيدات، بهدف تعزيز دور المرأة اليمنية وتمكينها اقتصادياً.

تدريبات مهنية متنوعة لإعداد الشباب اليمني لسوق العمل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وأشار التقرير إلى أن برنامج «سبأ» للتمكين الاقتصادي للسيدات، الذي أسهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب، وإكساب 60 سيدة للمهارات اللازمة لإطلاق مشاريعهن، وإطلاق 35 مشروعاً لتأهيل وتدريب قطاع الأعمال ودعم 35 مشروعاً عبر التمويل وبناء القدرات والخدمات الاستشارية، مع استفادة خمسة آلاف طالبة من الحملات التوعوية التي تم تنظيمها.

وإلى جانب ذلك تم تنظيم مبادرة «معمل حرفة» في محافظة سقطرى لدعم النساء في مجال الحرف اليدوية والخياطة، وتسخير الظروف والموارد المناسبة لتمكين المرأة اليمنية اقتصادياً.

وقدم «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» مشروع الوصول إلى التعليم في الريف، الذي يهدف إلى حصول 150 فتاة على شهادة الدبلوم العالي وتأهيلهن للتدريس في مدارس التعليم العام، في أربع محافظات يمنية هي: لحج، شبوة، حضرموت، والمهرة، بما يسهم في الحد من تسرب الفتيات في الريف من التعليم وزيادة معدل التحاقهن بالتعليم العام في المناطق المستهدفة.

وقدّم البرنامج مشروع «دعم سبل العيش للمجتمعات المتضررة»، الموجه للفئات المتضررة عبر طُرق مبتكرة لاستعادة سبل المعيشة الريفية وتعزيز صمود المجتمعات المحلية من خلال دعم قطاعات الأمن الغذائي، مثل الزراعة والثروة السمكية والثروة الحيوانية، لأهمية القطاعات الأكثر حساسية للصدمات البيئية والاقتصادية، موفراً أكثر من 13 ألف فرصة عمل للمستفيدين من المشروع.

البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن يساهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وضمن البرامج والمبادرات التنموية المستدامة، جاء مشروع استخدام الطاقة المتجددة لتحسين جودة الحياة في اليمن، بهدف توفير المياه باستخدام منظومات الطاقة الشمسية، وتوفير منظومات الري الزراعي بالطاقة المتجددة، وتوفير الطاقة للمرافق التعليمية والصحية، والمساهمة في زيادة الإنتاج الزراعي وتحسين الأمن الغذائي لليمنيين.

كما يهدف المشروع إلى حماية البيئة من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية، وتوفير مصدر مستدام للطاقة، محققاً استفادة لأكثر من 62 ألف مستفيد في 5 محافظات يمنية.

وفي مساعيه لتعزيز الموارد المائية واستدامتها، أطلق البرنامج مشروع تعزيز الأمن المائي بالطاقة المتجددة في محافظتي عدن وحضرموت، لتحسين مستوى خدمات المياه والعمل على بناء قدرات العاملين في الحقول على استخدام وتشغيل منظومات الطاقة الشمسية.

تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

ومن خلال مشروع المسكن الملائم، يسعى البرنامج إلى المساهمة في تعزيز التنمية الحضرية وإيجاد حل مستدام للأسر ذات الدخل المحدود في المديريات ذات الأولوية في محافظة عدن من خلال إعادة تأهيل المساكن المتضررة، وقد ساهم المشروع في إعادة تأهيل 650 وحدة سكنية في عدن.

وتركّز البرامج التنموية على المساهمة في بناء قدرات الكوادر في القطاعات المختلفة، وقد صممت عدد من المبادرات في هذا الجانب، ومن ذلك مبادرات تدريب الكوادر في المطارات مركزة على رفع قدراتهم في استخدام وصيانة عربات الإطفاء، ورفع درجة الجاهزية للتجاوب مع حالات الطوارئ، والاستجابة السريعة في المطارات اليمنية، إضافة إلى ورش العمل للمساهمة في الارتقاء بمستوى الأداء وتذليل المعوقات أمام الكوادر العاملة في قطاعات المقاولات والزراعة.