موجز أخبار

موجز أخبار
TT

موجز أخبار

موجز أخبار

الاستعدادات للخروج من الاتحاد الأوروبي كلفت بريطانيا 7.‏5 مليار دولار
لندن - «الشرق الأوسط»: كشفت بيانات المكتب الوطني للمحاسبات في بريطانيا، أمس (الجمعة)، عن أن الحكومة أنفقت 4.‏4 مليار جنيه إسترليني (7.‏5 مليار دولار) على الأقل لتغطية الاستعدادات للخروج من الاتحاد الأوروبي، منذ الاستفتاء على هذه الخطوة عام 2016. وأضاف المكتب في تقريره الذي أوردته وكالة «بلومبرغ» للأنباء، أن هذا المبلغ يمثل قرابة ثلثي المبالغ التي خصصتها وزارة الخزانة البريطانية استعداداً للخروج من الاتحاد الأوروبي. وذكر المكتب، أن ثلاث جهات، وهي وزارة الداخلية ووزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية، ودائرة العائدات والجمارك، مسؤولة وحدها عن إنفاق أكثر من نصف هذا المبلغ. وأوضح، أن قرابة 9.‏1 مليار جنيه أسترليني تم إنفاقها على العمالة، ومليار ونصف مليار جنيه أخرى تم تخصيصها للدعاية وبناء شبكات تكنولوجيا المعلومات، في حين تم إنفاق 288 مليون جنيه على الاستشارات الخارجية.

استقالة رئيسة هيئة مكافحة الفساد في ماليزيا
كوالالمبور - «الشرق الأوسط»: استقالت لطيفة كويا من منصب رئيسة المفوضية الماليزية لمكافحة الفساد، صباح أمس (الجمعة)، ونفت وجود علاقة بين قرارها وبين تغيير الحكومة لصالح حزب موصوم بفضائح فساد. وقالت لطيفة «لا أساس للتكهنات بشأن تعرضي لضغوط»، مضيفة أنها خاضت «مناقشة ودية» مع رئيس الوزراء الجديد محيي الدين ياسين في الثاني من مارس (آذار). وأدلت لطيفة بشهادتها الأسبوع الحالي في محاكمة فساد تتعلق برئيس الوزراء الأسبق نجيب رزاق، المتهم باختلاس أكثر من 700 مليون دولار من الأموال العامة. وحزب «اتحاد المنظمة الماليزية الوطنية» هو أكبر حزب يدعم محيي الدين، وقد يكون جزءاً من حكومته بعد عامين في المعارضة. وتولى الحزب السلطة من قبل لمدة ستة عقود، إلى أن أسفرت نتيجة مفاجئة لانتخابات جرت في مايو (أيار) الماضي من عام 2018، عن هزيمته أمام ائتلاف بقيادة مهاتير محمد، الذي استقال من منصب رئيس الوزراء في 24 فبراير (شباط) الماضي.

رئيس ساحل العاج يعلن عدم الترشح لولاية رئاسية ثالثة
ياموسوكرو (ساحل العاج) - «الشرق الأوسط»: أعلن رئيس ساحل العاج الحسن واتارا عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة للفوز بولاية ثالثة، في قرار لاقى ترحيباً داخلياً وخارجياً بعد أشهر من الترقب. وقال واتارا أمام النواب وأعضاء مجلس الشيوخ الذين اجتمعوا في جلسة استثنائية في العاصمة ياموسوكرو «أعلن أمامكم رسمياً أنني قررت عدم الترشح إلى الانتخابات الرئاسية المقررة في 31 أكتوبر (تشرين الأول) 2020 ونقل السلطة إلى جيل شاب». ولا يتيح الدستور في ساحل العاج سوى ولايتين رئاسيتين، غير أن واتارا (78 عاماً) الذي انتخب في 2010 لولاية أولى، ثمّ في 2015 لولاية ثانية، كان يعتبر أن من حقّه الترشح بعد تعديل الدستور في 2016؛ الأمر الذي كانت ترفضه المعارضة. ومن جانبه، رحّب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ«القرار التاريخي للرئيس واتارا»، واصفاً إياه بـ«رجل يلتزم بكلمته ورجل دولة». وستنعقد الانتخابات الرئاسية المقبلة بعد 10 أعوام على الأزمة التي أثارتها انتخابات 2010، والتي نشأت على خلفية رفض الرئيس السابق لوران غباغبو الاعتراف بفوز واتارا.

ارتفاع ملحوظ في نسبة القيادات النسائية بالشركات في ألمانيا
فرانكفورت - «الشرق الأوسط»: كشفت دراسة حديثة عن ارتفاع ملحوظ في نسبة النساء اللاتي يشغلن مناصب قيادية في الشركات المتوسطة، مقابل نسبتهن في الشركات المسجلة في الأسواق المالية. وأظهرت الدراسة، التي أجرتها شركة «إرنست أند يونج» للاستشارات الاقتصادية بمناسبة يوم المرأة العالمي الموافق الأحد المقبل، أن النساء في مجالس الإدارة أو القيادة التنفيذية للشركات المتوسطة في ألمانيا شكلن نسبة 16 في المائة في المتوسط مطلع هذا العام.
وكانت تبلغ هذه النسبة قبل عامين 14 في المائة. وفي الشركات المسجلة في مؤشرات الأسواق المالية «داكس» و«إم داكس» و«إس داكس»، تشكل النساء في المتوسط نسبة 9 في المائة من المناصب القيادية بها. وترتفع النسبة إلى 15 في المائة فقط لدى الشركات المسجلة في مؤشر بورصة فرانكفورت الرئيسي (داكس). وقالت إلفريد إكل الشريكة لدى «إرنست أند يونج»: «فرص الترقي المهني للنساء في الشركات الألمانية المتوسطة تواصل الارتفاع».



2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
TT

2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)

لا يوجد فراغ مسموح به في الطبيعة. فالطبيعة لا تغيّر طبيعتها، لأنها تكره الفراغ. في الفراغ لا حياة، لا صراع ولا تاريخ. فالتاريخ يتنقّل بين الفوضى والنظام. يُفرض النظام بالإكراه، فتوضع القوانين لتُفرض بالقوّة والإكراه أيضاً. هكذا كتب ألبير كامو، الفيلسوف الفرنسي في كتابه «الإنسان المتمرّد»، (The Rebel): «في النظام، كما في الفوضى، هناك شيء من العبوديّة». تستهدف الثورة النظام القائم، فتخلق الفوضى. لكنها مُلزمة بإعادة تكوين نظام جديد. وبين الفوضى والنظام، يدفع الإنسان العاديّ الأثمان.

يقول السياسيّ الراحل هنري كيسنجر ما معناه: إن الفراغ يجلب الحرب والهجوم. فهل سيكون عام 2025 عام ملء الفراغات، أو خلق بعضها؟

دخان يتصاعد من شمال قطاع غزة خلال قصف الجيش الإسرائيلي (أرشيفية - أ.ف.ب)

بعد عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تغيّرت موازين القوى في المنطقة. سقطت «حماس». سقط «حزب الله». سقط النظام في سوريا... وبذلك انهارت وحدة الساحات، أو ما يُسمّى محور المقاومة. وبسبب ذلك، سقطت منظومات كانت قائمة. وتظهّرت الفراغات القاتلة. ها هي إسرائيل تدمّر قطاع غزّة، لتخلق فراغاً لا توجد فيه حركة «حماس»، ولتؤسّس لحالة معيّنة قد يُطلَق عليها «الاحتلال التغييريّ»، (Transformative). بكلام آخر، فُرض الاحتلال أمراً واقعاً خارج القانون الدوليّ، لكنه طويل، ومُكلف للمُحتلّ، الأمر الذي قد يخلق ثقافة جديدة، ومختلفة عما كانت قبلها، حتى ولو تطلّب الأمر جيلاً من الزمن.

دخلت إسرائيل لبنان خلال الحرب الأخيرة، فخلقت منطقة عازلة. وها هي اليوم تُحصّنها استباقاً للسيناريو السيّئ. خلقت إسرائيل هذا الفراغ على الحدود اللبنانيّة، كما في داخل قطاع غزّة بالقوّة العسكريّة المُفرطة. لكن البقاء في لبنان واحتلال المنطقة العازلة، هو أمر مختلف تماماً عن احتلال قطاع غزّة.

بعد سقوط النظام في سوريا، سارعت إسرائيل إلى احتلال مزيد من الأراضي السوريّة وتوسيع المنطقة العازلة. لكنه احتلال من دون استعمال للقوّة، حتى ولو دمّر الطيران الإسرائيليّ قدرات الجيش السوريّ المستقبليّ. إنه احتلال مؤقّت-طويل. لكن المفارقة هي إعلان إسرائيل أن الجولان لن يعود إلى سوريا، وهو احتلال كأمر واقع (De Facto). ولتحرير الجولان، لا بد من حرب أو تفاوض، وهذان أمران متعذّرَان حالياً لأسباب كثيرة. وعليه قد يمكن حالياً إعلان وفاة مقولة كسينجر: «لا حرب في الشرق الأوسط من دون مصر، ولا سلام من دون سوريا».

صورة نشرها الجيش الإسرائيلي وقال إنها لجولة رئيس الأركان هرتسي هاليفي الميدانية في جنوب لبنان (أرشيفية)

حال العالم

في أوكرانيا يستعين الرئيس بوتين في حربه بالتكنولوجيا الغربيّة لتصميم صواريخه، آخرها الصاروخ الفرط صوتيّ «أوريشنيك». كما يستعين بالمُسيّرات الإيرانيّة، والعسكر الكوري الشمالي لتحرير الأرض الروسية في كورسك. يريد بوتين الاحتلال التغييري للشرق الأوكرانيّ.

في منطقة نفوذ الصين، يسعى التنين إلى استرداد جزيرة تايوان على أنها جزء تاريخيّ من الصين الكبرى. فهي تحضّر البحريّة الصينيّة، كون الحرب، وفي حال حصولها، سيكون أغلبها في البحر. ورداً على ذلك، بدأ تشكُّل كثير من التحالفات ردّاً على السلوك الصينيّ.

وفي مكان آخر من العالم، يُحضّر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مأسسة الصراع مع التنين الصينيّ. فهو يريد استعادة السيطرة على قناة بنما، نظراً إلى أهمية هذه القناة على الأمن القومي الأميركيّ. فهي الشريان الحيويّ الذي يربط الشرق الأميركي بالغرب. وهي التي أوصى بها المفكّر الاستراتيجيّ الأميركي البحريّ ألفريد ماهان. وهي التي أشرفت على بنائها الولايات المتحدة الأميركيّة، وذلك بعد انفصال بنما عن كولومبيا وبمساعدة البحريّة الأميركيّة آنذاك، خلال فترة حكم الرئيس الأميركي الراحل تيودور روزفلت. وبذلك، تكون القناة قد مرّت بثلاث مراحل هي: 1906 البناء مع الرئيس روزفلت، و1977 مع الرئيس جيمي كارتر الذي أعادها إلى بنما، واليوم مع الرئيس ترمب الذي يريد استردادها.

صور الرئيس الأسبق حافظ الأسد ممزقة للمرة الأولى في تاريخ سوريا (الشرق الأوسط)

يرى البعض أن تصريحات الرئيس ترمب مجرّد كلام عاديّ بسبب شخصيّته الفريدة. لكن الأكيد أن تصريحاته تنمّ عن عمق جيوسياسيّ بعيد المدى. فما معنى طرحه موضوع شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك؟ ما أهميّة هذه الجزيرة؟

إن ثقافة دبلوماسيّة الدولار (Dollar Diplomacy) في التاريخ الأميركي ليست جديدة. فهي قد اشترت لويزيانا من فرنسا عام 1803 بـ15 مليون دولار. كما اشترت من روسيا ولاية ألاسكا الحاليّة بـ7.2 مليون دولار.

شكّلت لويزيانا الربط بين الشرق والغرب الأميركيّ، كما سيطرت على أهمّ مرفأ أميركيّ يطلّ على خليج المكسيك. وبالحدّ الأدنى أخرجت دولة أوروبيّة من الأرض الأميركيّة. أما شراء ألاسكا، فقد أعطى أميركا إطلالة على مضيق بيرينغ الذي يطلّ بدوره على الأرض الروسيّة.

التحّولات الجيوسياسيّة الحاليّ

مع صعود الصين، تبدّلت موازين القوى العالميّة عمَّا كانت عليه خلال الحرب الباردة. فللصين قدرات كونيّة وفي كل الأبعاد، خصوصاً الاقتصاديّة والعسكريّة، وهذه أبعاد افتقر إليها الاتحاد السوفياتيّ. تسعى الصين إلى التموضع في القارة الأميركيّة. يُضاف إلى هذا التحوّل، الكارثة البيئيّة والاحتباس الحراري، الأمر الذي قد يفتح طرقاً بحريّة جديدة، حول الشمال الأميركيّ. خصوصاً أن ذوبان المحيط المتجّمد الشمالي سوف يُغيّر جغرافيّة الصراع الجيوسياسيّ بالكامل. ونتيجة لذلك، ستصبح الولايات المتحدة الأميركيّة تطلّ على ثلاثة محيطات بعد أن كانت تطلّ على محيطين.

وحدة مدفعية أوكرانية في منطقة زابوريجيا تطلق النار باتجاه القوات الروسية على خط المواجهة (أرشيفية - رويترز)

تتميّز غرينلاند بمساحتها الكبيرة، نحو مليوني كيلومتر مربع، مع عديد لا يتجاوز 56 ألف نسمة، وثروات مهمّة قد تجعل أميركا تستغني عن استيراد كثير من الثروات الطبيعيّة من الصين. خلال الحرب الباردة حاول الرئيس هاري ترومان شراء الجزيرة، وهي لا تزال تضمّ قاعدة عسكريّة جويّة أميركيّة.

في الختام، إذا استطاع الرئيس ترمب استعادة السيطرة على قناة بنما، وسيطر بشكل ما على غرينلاند، سيتكوّن مثلثّ جيوسياسيّ دفاعيّ حول الولايات المتحدة الأميركيّة يرتكز على: غرينلاند، وألاسكا، وقناة بنما. كل ذلك، بانتظار الرئيس ترمب في البيت الأبيض، وكيف سيتعامل مع العالم خصوصاً الصين. فهل سيكون انعزاليّاً أم انخراطيّاً أم مزيجاً من المقاربتين؟