الاحتجاجات تعود رفضاً لارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء

مظاهرة احتجاجية أمس أمام محل صرافة اضطر إلى إقفال أبوابه
مظاهرة احتجاجية أمس أمام محل صرافة اضطر إلى إقفال أبوابه
TT

الاحتجاجات تعود رفضاً لارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء

مظاهرة احتجاجية أمس أمام محل صرافة اضطر إلى إقفال أبوابه
مظاهرة احتجاجية أمس أمام محل صرافة اضطر إلى إقفال أبوابه

عادت الاحتجاجات إلى المناطق اللبنانية على خلفية المطالب الاجتماعية والأزمة الاقتصادية، ومع تسجيل ارتفاع سعر صرف الدولار إلى أعلى مستوياته، حيث وصل في اليوم الماضيين إلى حدود الـ2700 ليرة في السوق السوداء لدى الصرافين.
وفيما سجّل، مساء أول من أمس (الأربعاء)، قطع طرقات في مناطق عدة من بيروت إلى الشمال والبقاع وطريق الجنوب، نظمت أمس تحركات احتجاجية أمام عدد من المؤسسات الرسمية والمصارف ومحلات الصيرفة.
ونفذت مجموعة من الناشطين وقفات احتجاجية أمام عدد من الدوائر والمؤسسات الرسمية في حلبا بالشمال، منها مبنى المالية وأمانة السجل العقاري ودائرة المساحة، ومؤسسة «مياه لبنان الشمالي»، ومركز وزارة العمل، ومؤسسة «كهرباء لبنان»، احتجاجاً على ارتفاع سعر الدولار، وللضغط على الحكومة من أجل تحقيق مطالب الحراك الشعبي، رافعين شعارات ضد الفساد و«حكم المصرف».
وخلال احتجاجهم في محطة التحويل الرئيسية للكهرباء في حلبا، أجبر المحتجون الموظفين على تأمين الطاقة فوراً لجميع البلدات التي تتغذى منها.
وفي صيدا نفذت أيضا مظاهرة من ساحة تقاطع إيليا في المدينة، باتجاه المصارف، ورفض المشاركون القيود التي تفرضها المصارف، وطالبوا بإعطاء صغار المودعين أموالهم، كما اعتصموا أمام محال الصيرفة، وأجبروها على الإقفال رافعين شعار «التزم بسعر صرف الدولار الرسمي وإلا»، احتجاجاً على عدم التزام هذه المحلات في تعاملاتها المالية سعر صرف الدولار الرسمي، مما يشكّل مزيداً من الانخفاض في سعر صرف الليرة مقابل ارتفاع الدولار.
وفي النبطية وكفرمان في الجنوب أيضاً، نظمت مظاهرة انطلقت من خيمة الحراك في المدينة أمام السرايا الحكومية، باتجاه فروع المصارف حيث توقف المتظاهرون لفترة أمام كل فرع ورددوا شعارات: «يسقط يسقط حكم المصرف»، ورفعوا الأعلام اللبنانية، وسط انتشار لقوى الأمن الداخلي أمام كل فرع، باستثناء فرع «فرنسبنك»، الذي حصل أمامه هرج ومرج وأُقفِلت أبوابه، الأمر الذي دفع بشبان الحراك إلى الضرب بأيديهم على واجهة مدخله. وكتبوا شعارات أمام مدخله، مما دفع مديره إلى إعادة فتح الأبواب والاستماع إلى مطالب شبان الحراك الداعين إلى مواجهة السوق السوداء، و«وقف السرقة الممنهجة بالتواطؤ مع المصارف ومالكيها مع مافيات المال».
ودعا المحتجون الجميع للنزول إلى الشارع والاعتصام، سائلين عن دور الجهات المعنية في مراقبة كل ما يحصل.
كذلك نفذ المحتجون مظاهرة جابت شوارع النبطية باتجاه محال الصيرفة في السوق التجارية، حيث أجبروها على الإقفال احتجاجاً على التلاعب بسعر صرف الدولار. وطالب المحتجون الصيارفة في بيان تلاه أحدهم باعتماد السعر الرسمي، متهمين أصحاب البنوك والصيارفة وحاكم مصرف لبنان بـ«إذلال الناس ورفع سعر الدولار لتحقيق أرباح غير مشروعة».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».