الحكومة المغربية تتجه إلى مراجعة قوانين الانتخابات

TT

الحكومة المغربية تتجه إلى مراجعة قوانين الانتخابات

تتجه الحكومة المغربية إلى مراجعة قوانين الانتخابات المحلية والتشريعية المقررة العام المقبل، وذلك في ظل تزايد المطالب بإجراء إصلاحات سياسية، وتحذير بعض الأحزاب من تراجع منسوب الثقة في العمل السياسي، وفي صدقية المؤسسات المنتخبة، فضلاً عن تراجع دور الأحزاب.
وترأس سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، مساء أول من أمس، أول اجتماع مع رؤساء الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان بغرفتيه، خصص لموضوع الانتخابات. كما عقد أمس اجتماعاً مماثلاً مع الأحزاب غير الممثلة في البرلمان، في حين تقرر أن يعقد اجتماع ثالث، يترأسه وزير الداخلية لمناقشة التفاصيل المتعلقة بالتحضير للانتخابات المقبلة.
وكشف سليمان العمراني، النائب الأول للأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عقب الاجتماع الذي حضره مصطفى الرميد، وزير الدولة المكلف حقوق الإنسان والعلاقات مع البرلمان، ومحمد بن عبد القادر وزير العدل، وعبد الوافي لفتيت وزير الداخلية، ونور الدين بوطيب، الوزير المنتدب في الداخلية، عن أن مداخلات الأحزاب السياسية «ركزت في مجملها على رهان بناء الثقة وتعزيزها»، وقال: «نحن كأحزاب سياسية لنا دور حاسم وأساسي في هذا الإطار، وإذا كانت هناك بعض النزوعات لتجاوز بنيات الوساطة، فإنه يجب أن نقوم جميعاً كأحزاب سياسية بدورنا في تقوية أدائنا والارتقاء بعملنا، بما يقرره الدستور».
وأوضح العمراني، أن التوافق بخصوص الاستحقاقات المقبلة مطلوب بأفق وطني في إطار ما رسمه الدستور، وبالإرادة السياسية لجميع الفاعلين، والذي يجب أن يظهر في التشريع الانتخابي، وفي مشاركة مغاربة العالم، وفي غيرها من القضايا ذات الصلة بالانتخابات. مبرزاً أن الاجتماع تميز بتنويه رئيس الحكومة بمختلف الآراء، التي تصب في اتجاه تجويد التحضيرات المتعلقة بالانتخابات المقبلة.
ودعا العمراني جميع الأحزاب السياسية إلى «جعل السنة الانتخابية موعداً متجدداً لبلادنا من أجل تقديم نموذج متميز بطريقة تراكمية، وفرصة لتكريس المسار الديمقراطي، والوفاء للاختيار الديمقراطي، الذي نص عليه الدستور».
ودعا نائب الأمين العام الأحزاب السياسية إلى التفكير في «تنظيم مثل هذه اللقاءات المهمة بشكل دوري للتذاكر، والتواصل والتشاور، وتبادل الرأي في مختلف القضايا، التي تهم بلادنا». وشدد على أن حزب العدالة والتنمية «منخرط بأفق وطني، إلى جانب بقية الأحزاب السياسية، من أجل تجويد محطة الانتخابات المقبلة»، معتبراً أن «إنجاح الاستحقاقات الوطنية الكبرى لبلادنا يتأسس على التوافق». في السياق ذاته، أوضح بيان لرئاسة الحكومة، أن الاجتماع انعقد في «إطار الإعداد الجيد والمبكر للاستحقاقات الانتخابية المقبلة بمختلف أنواعها»، مبرزاً أنه شكل «مناسبة لإطلاق ورش المشاورات حول الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، في إطار نقاش وطني بين الأحزاب السياسية، من أجل تكريس توافق يمكّن من مواصلة وتعزيز الإصلاحات السياسية، التي باشرتها بلادنا».
وطالب كل من حزب الاستقلال والتقدم والاشتراكية المعارضان بالتعجيل بالإصلاحات السياسية والانتخابية؛ بهدف إحداث «انفراج سياسي» في البلاد. كما طالب الحزبان بمراجعة القانون التنظيمي للأحزاب السياسية، وتنفيذ الإصلاحات التي من «شأنها تثبيت الديمقراطية ببلادنا، والقطع مع حالة التردد وانسداد الآفاق».



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.