دانا حوراني: أعدت غناء «زوروني» لاستقطاب جيل شاب لا يعرفها

تستعد لإطلاق أغنية جديدة الشهر المقبل

دانا حوراني
دانا حوراني
TT

دانا حوراني: أعدت غناء «زوروني» لاستقطاب جيل شاب لا يعرفها

دانا حوراني
دانا حوراني

قالت الفنانة دانا حوراني إن اختيارها لأغنية «زوروني» لسيد درويش هو نتيجة تأثرها بالطرب الأصيل الذي تربت عليه منذ صغرها. وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لطالما كانت والدتي تستمع إلى هذه الأغنية بصوت السيدة فيروز. وعندما أرغب في استعادة ذكريات الطفولة لا بد أن أستعيد مشهد والدتي تصغي إلى أغاني فيروز بحب وإعجاب. وهو الأمر الذي دفعني إلى تقديم هذا العمل لأنها تعني لي الكثير وكأنني ألقي من خلالها تحية على والدتي».
وترى دانا حوراني التي يعرفها عن كثب متابعوها عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال تعاطيها بموضوع الأزياء كـ«مؤثرة» مشهورة في العالم العربي، أنها حاولت في أدائها «زوروني» الخروج عن الأداء التقليدي لهذه الأغنية. وتتابع: «هي من الأغاني الأصيلة الشهيرة في لبنان والعالم العربي. ولكن قلة من جيلي ومن جيل شباب اليوم يعرفونها، ولذلك رغبت في أدائها بأسلوب جديد يستقطب الشريحتين. فهم بذلك يتعرفون إلى واحدة من (ريبرتوار) الأغاني الشرقية الأصيلة الشهيرة والغنية بأعمال لا نزال نرددها حتى اليوم».
وعن الصعوبات التي واجهتها للحصول على حقوق هذه الأغنية من ناحية وفي تقديمها على طريقتها من ناحية ثانية فترد: «في الحقيقة لقد اكتشفت مؤخراً أن هذا النوع من الأغاني والذي مرّ على صدوره أكثر من 65 عاماً يصبح غناؤه متاحاً أمام الجميع. وهو ما ساهم في أن يقدم لي هذه الفرصة بسهولة. أما من ناحية الصعوبة في غنائها فكان شبه غائب، لأني بدّلت في وجهتها الأساسية في عملية الأداء. فأنا لن أكون قادرة بالتأكيد على غنائها بأسلوب فيروز أو سيد درويش. فأخذتها إلى عالم السهل الممتنع والذي يمكن أن يترك أثره لدى جيل الشباب».
حققت دانا حوراني نجاحاً ملحوظاً في أغنيتها هذه هي التي سبق وقدمت عملين فنيين سابقين في هذا الإطار «لحظة» و«إلا أنت». ويلاحظ في خيارات دانا لجوئها إلى الأغاني الرومنسية الهادئة. وتعلق في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «أحب هذا النوع من الأغاني وأجده مطلوباً من قبل الناس في ظل ضغوطات حياتية كثيرة يعيشونها. فهم بحاجة إلى مساحة هدوء وتأمل أطالعهم بها من خلال هذا النوع من الأغاني. ولكني في المستقبل القريب سأقدم أغاني من نوع آخر تكون بمثابة عنوان لألبومي الجديد بعد أن يكتمل ألبومي الأول والذي أعده ليتضمن أغاني قليلة تعرف في عالم الموسيقى بـ«ميني ألبوم».
تعترف دانا حوراني أن خلفيتها الفنية التي استهلتها بدخول عالم الموضة ووسائل التواصل الاجتماعي كـ«مؤثرة» (Influencer) معروفة في لبنان والعالم العربي سمح لها بقطع مسافة طويلة في عالم الغناء. «إن متابعي عبر وسائل التواصل هم من حفزوني على دخول عالم الغناء الذي كنت أحلم به منذ صغري. وعندما قدمت مقطعاً غنائياً لي عبر حسابي الإلكتروني على موقع (إنستغرام) لأول مرة لاقى تجاوباً كبيراً من قبلهم. وهو ما شجعني على الغناء وليكون بمثابة مهنتي الأساسية بعد أن ابتعدت عنه قسراً بفعل انشغالاتي بأعمال أخرى تتعلق بالموضة ووسائل التواصل الاجتماعي».
وهنا لا بد من التنويه بالتأثير الإيجابي الذي تتركه وسائل التواصل الاجتماعي على الناس بشكل عام وعلي أنا شخصياً. فهي سهّلت مهمة انتشار الفنان بشكل أسرع بحيث في استطاعته إدراك مدى نجاحه أو فشله في مهمته مباشرة عبر عدد متابعيه من معجبين نسميهم (فانز) في العالم الافتراضي تظهر محبتهم له أو العكس تلقائياً».
تسير دانا حوراني بدقة وتأن في مشوارها الفني. فهي تعتمد سياسة إطلاق أغاني فردية على مسافات معينة بحيث تستطيع أن تتلمس خطواتها المستقبلية بثبات.
«ليس من السهل اليوم دخول عالم الغناء من بابه العريض والنجاح فيه، إذا لم يأخذه صاحبه على محمل الجد ويبذل جهداً لإحداث الفرق بينه وبين كثيرين غيره موجودين على الساحة. ولذلك كان علي التأني والتفكير ملياً قبل إقدامي على أي خطوة جديدة. وأعتبر نفسي محظوظة لتعاوني مع أشخاص محترفين في عالم الموسيقى يحيطون بي فنتشاور معاً عن طبيعة الأعمال التي أرغب في تنفيذها. وأحد الأشخاص الذين أثق بهم وأتعاون معهم في خياراتي الغنائية هو أنطوني خوري. وعادة ما نتشاور معاً حول موضوع الأغنية التي أريدها وحول الرسالة التي تحملها. فهو يكتب كلمات أغاني ونتساعد معاً على تلحينها بعد أن نضع الخطوط العريضة لها».
وتؤكد دانا التي تخصصت في الجامعة الأميركية في بيروت، وتعيش حالياً في دولة الإمارات العربية أنها صاحبة هوية فنية خاصة بها. وتوضح: «لم أحاول تقليد أحد أو التأثر بأداء أحد من الفنانين اللبنانيين. ولكن يمكن القول بأني أجاري في نوعية أغاني تلك التي تقدمها فرق لبنانية معروفة بالموسيقى كـ«أدونيس» و«مشروع ليلى». فصحيح أننا لا نتشابه بموضوعات الأغاني ولا بطريقة الأداء ولكننا نلتقي معاً بخط الموسيقى المستقلة. وفي المقابل أحب كثيراً مغنيين أجانب أمثال جون ماير وبيلي إيليش وكذلك بينوسيه».
لا تخاف دانا حوراني من التحديات التي تواجهها اليوم على الساحة الغنائية «لأن لكل منا هويته وأسلوبه في الغناء فهناك تنوع واختلاف مما يجعل لكل منا ميزة معينة في الغناء». معجبة دانا حوراني بالمغنية نانسي عجرم وبالطريقة التي تتبعها في مشوارها الفني «إنها تتحلى بالبساطة وبقربها من الناس لأنها تخاطبهم بلسان حالهم. وأعتبر أحدث أغانيها (قلبي يا قلبي) من أجمل أغنياتها، سيما وأنها تواكب أذواق الشباب أن بموسيقاها أو بكلماتها».
وعما إذا كان لديها أي انتقادات على إطلالات فنانات من ناحية خط الموضة الذي يتبعونه تقول: «لكل من الفنانات خطها الخاص بها في الموضة. فهن صرن يعرفن ماذا يليق بإطلالتهن. كما أن غالبية الفنانات من الصف الأول يتمتعن بقاعدة شعبية كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي. وهو ما يسمح لهن باكتشاف آراء محبيهن».
ومن المتوقع أن تطرح دانا حوراني في شهر أبريل (نيسان) المقبل أغنية جديدة بعنوان «أنت أنا». وعما ينقص الساحة الغنائية اليوم تقول: «أعتقد أننا بحاجة إلى شركات إنتاج تتبنى مواهب فنية لامعة لا تجد الفرصة المطلوبة لها في ظل تهافت شركات إنتاج كبرى تولي الاهتمام لنجوم من الصف الأول ولهم تاريخهم الطويل».



لماذا يستعين مطربون بنجوم الدراما في كليباتهم؟

تامر حسني وأسيل عمران في لقطة من كليب حوا (حساب تامر بفيسبوك)
تامر حسني وأسيل عمران في لقطة من كليب حوا (حساب تامر بفيسبوك)
TT

لماذا يستعين مطربون بنجوم الدراما في كليباتهم؟

تامر حسني وأسيل عمران في لقطة من كليب حوا (حساب تامر بفيسبوك)
تامر حسني وأسيل عمران في لقطة من كليب حوا (حساب تامر بفيسبوك)

بعد اعتماد الكثير من المطربين على «الموديل» لمشاركتهم بطولة الكليبات الغنائية لسنوات طويلة، اتجه بعضهم بالآونة الأخيرة للاستعانة بنجوم الدراما، ما أثار تساؤلات بشأن أسباب هذا الاتجاه.

وكان أحدث المطربين الذين استعانوا بنجوم الدراما مغني الراب المصري ويجز، الذي أصدر أحدث «تراك» غنائي بعنوان «أنا» عبر قناته بموقع «يوتيوب» أخيراً، حيث شاركته الفنانة المصرية فيفي عبده الكليب وتصدرت الغلاف بزي شعبي لافت.

كما شاركت الفنانة المصرية أسماء أبو اليزيد مع المطرب الأردني عزيز مرقة في كليب «ما تيجي سكة»، الذي طرحه مرقة قبل أيام عبر قناته بموقع «يوتيوب»، وشهدت الأغنية أيضاً بجانب السياق الدرامي، غناء الفنانة المصرية لأول مرة في مشوارها عبر ديو غنائي بينها وبين مرقة.

لقطة من كليب ما تيجي سكة لعزيز مرقة وأسماء أبو اليزيد (يوتيوب)

لم تكن مشاركة عبده وأبو اليزيد الأولى من نوعها في عالم الكليبات الغنائية، حيث شهدت كليبات أخرى مشاركة نجوم وتوظيفهم في قصص درامية أو كوميدية مشوقة، ومن بين الكليبات التي قدمت هذه الفكرة كليب أغنية «أماكن السهر» للفنان عمرو دياب ودينا الشربيني، وكليب أغنية «يلي أحبك موت» للفنان ماجد المهندس والفنانة الكويتية أمل العوضي.

كما شاركت الفنانة شيماء سيف مع الفنانة التونسية أميمة طالب في أغنية «مية مية»، وشارك الفنان اللبناني نيقولا معوض مع الفنانة السورية أصالة عبر كليب «والله وتفارقنا»، كما ظهر الفنان المصري أحمد مجدي مع أميمة طالب في كليب أغنية «أنا شايفاك»، وشهد كليب «قولي متى»، مشاركة الفنان المغربي سعد لمجرد والمطربة الهندية شريا غوشيال.

تامر حسني وأسيل عمران (حساب تامر حسني {انستغرام})

وجمعت أغنية «لمة الحبايب» الفنان اللبناني رامي عياش وزوجته مصممة الأزياء اللبنانية داليدا عياش، وشارك الفنان الأردني منذر رياحنة الفنانة التونسية لطيفة أغنية «طب أهو» من إخراج جميل جميل المغازي.

المخرج المصري جميل المغازي يرى أن الأداء التمثيلي جزء مهم في الأغنية المصورة، بجانب التسويق باسم الممثل المشارك، ويؤكد المغازي لـ«الشرق الأوسط» أن الموضوع يجمع بين الشقين التجاري والفني للخروج بمنتج مختلف.

ويضيف المغازي: «التسويق الجيد لا بد له من عناصر جذب قوية حتى يحقق النجاح والمشاهدات».

وعن مشاركة رياحنة في كليب «طب أهو» من إخراجه، قال المغازي إن «منذر صديق مقرب له وللفنانة لطيفة، ومشاركته حينها حملت معاني ومكسباً كبيراً بعد مشاركات درامية وسينمائية لافتة له في الآونة الأخيرة من شأنها جذب جمهوره للكليب أيضاً».

المخرج جميل جميل المغازي ولطيفة ومنذر رياحنة ({الشرق الأوسط})

وفي السياق نفسه، شاركت الفنانة المصرية ثراء جبيل مع الفنان المصري تامر حسني في كليب «موحشتكيش»، من ألبوم «هرمون السعادة»، وقبل هذه الأغنية قدم تامر أغنية «حوا»، وشاركته الكليب الفنانة السعودية أسيل عمران في ثاني تعاون فني بينهما بعد أغنية «ناسيني ليه» التي عرضت قبل 5 سنوات.

ويعتقد الشاعر والناقد الموسيقي المصري فوزي إبراهيم أن «رؤية المخرج ونظرته لفكرة الأغنية لهما دلالة فنية وهدف من مشاركة الطرفين، خصوصاً أن الممثل يختلف في تناوله وعرضه للفكرة والتعبير التمثيلي عن الموديل العادي».

ويضيف إبراهيم لـ«الشرق الأوسط»: «بجانب الرؤية الفنية للمخرج يكون لدى صناع العمل رؤية تجارية في بعض الأحيان ومحاولة اختراق جمهور ملول صعب اجتذابه بالوسائل العادية، لا سيما أن هناك من ابتعد كلياً عن بعض الألوان الغنائية التقليدية المنتشرة في السنوات الأخيرة».

فيفي عبده على غلاف تراك أنا لمغني الراب المصري ويجز (يوتيوب)

ونوه إبراهيم إلى أن محاولة صناع العمل كسر الملل من خلال مشاركة نجم محبوب وله جماهيرية هي إضافة للعمل وعنصر جذب من خلال ما يقدمه على المستويين التجاري والفني، بالإضافة إلى أن «الديو الغنائي»، سواء بالتمثيل أو بالغناء، له جمهور؛ لأن الناس تجذبها الأفكار المختلفة بين الحين والآخر بعيداً عن النمطية المعتادة.

وتؤكد الناقدة الفنية المصرية مها متبولي لـ«الشرق الأوسط» أن «مشاركات نجوم الدراما في الكليبات الغنائية كموديل هي منفعة مشتركة بين الطرفين، وخصوصاً من الناحيتين المادية والجماهيرية، لكنها وصفت ظهورهم بالعابر الذي لن يضيف لمشوارهم التمثيلي، بعكس المطرب الذي يعد الرابح الأكبر من ظهور نجوم الدراما في أعماله».