الحكومة اليمنية تستنفر وزراءها إلى مأرب وتصف المعركة بـ«الوجودية»

مساعٍ لإسناد قوات الجيش والإعداد لخطة استعادة الجوف

TT

الحكومة اليمنية تستنفر وزراءها إلى مأرب وتصف المعركة بـ«الوجودية»

وصفت الحكومة اليمنية المعركة مع الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بـ«الوجودية»، واستنفرت وزراءها إلى مدينة مأرب، في سياق سعيها لإسناد قوات الجيش الوطني، والمساهمة في الإعداد لخطة استعادة مركز محافظة الجوف (الحزم) الذي أسقطته ميليشيات الجماعة الأحد الماضي.
وبينما وصل إلى المدينة عدد من الوزراء ونوابهم، أكدت مصادر حكومية رسمية أن توجيهات رئاسية صدرت إلى كافة الوزراء، من أجل التوجه إلى مأرب للوقوف على تطورات الأوضاع الميدانية والخدمية، ومشاركة السلطات المحلية في مجابهة التحديات التي فرضتها أخيراً المعارك في محافظة الجوف المجاورة.
وأكد رئيس الحكومة معين عبد الملك، في اتصالات هاتفية مع قادة الجيش «أن المعركة التي يخوضها الجيش والمقاومة، وبالتفاف شعبي من رجال القبائل، وإسناد من تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، ضد ميليشيات الحوثي الانقلابية، تمر بمرحلة حاسمة».
وأشار عبد الملك إلى أن بلاده والأمة العربية «تعيش أخطر لحظات الصراع مع مشروع إيران وأذيالها»، ونقلت عنه وكالة «سبأ» قوله: «إن المعركة الوجودية والمصيرية التي يخوضها الجيش الوطني وبإسناد من تحالف دعم الشرعية، باتت اليوم في منعطف خطير يتطلب مزيداً من رص الصفوف وتوحيد الجهود، والابتعاد عن الحسابات الضيقة، وتغليب المصالح الوطنية العليا».
وشدد رئيس الحكومة اليمنية على «ضرورة العمل بكل تصميم وإصرار حتى استكمال استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، وتحقيق النصر الكامل» واطلع على «الاستعدادات الجاري ترتيبها لاستعادة واستكمال تحرير محافظة الجوف، وعلى تقرير عن تطور العمليات الميدانية والعسكرية خلال الأيام القليلة الماضية، والترتيبات الجارية للانتقال إلى مرحلة الهجوم وردع الميليشيات الحوثية، التي كشفت للعالم أن اللغة الوحيدة التي تؤمن بها هي لغة السلاح والقوة»، بحسب ما أورته المصادر الرسمية.
وتوعد عبد الملك بمحاسبة المقصرين في واجباتهم، وشدد على ضرورة معالجة أي جوانب اختلال قائمة، وقال: «إن الحكومة وبتوجيهات من رئيس الجمهورية، لن تتهاون مع أي تقصير للمسؤولين، وعلى رأسهم القيادات العسكرية والأمنية، في أداء واجباتهم والمهام المناطة بهم على الوجه الأمثل».
في السياق نفسه، عقد الفريق الحكومي المكلف بزيارة محافظة مأرب، برئاسة وزير الإدارة المحلية عبد الرقيب فتح (الأربعاء) لقاء موسعاً بقيادة وأعضاء السلطة المحلية، بحضور وزير الأوقاف والإرشاد أحمد عطية، ومحافظ مأرب سلطان العرادة، ونائب وزير الصحة العامة والسكان عبد الله دحان، ونائب وزير الشؤون الاجتماعية والعمل صادق الجماعي، ونائب وزير الشباب والرياضة منير الوجيه، والوكيل المساعد لوزارة الإعلام أحمد ربيع.
وقال فتح في تصريحات رسمية: «إن زيارة الوفد الحكومي للمحافظة (مأرب) تأتي كمقدمة لزيارة بقية الوزراء، بناء على توجيهات القيادة السياسية، من أجل إسناد الجيش الوطني في المعركة ضد ميليشيات الحوثي الانقلابية، للانطلاق نحو تحرير عاصمة محافظة الجوف، ومن ثم العاصمة صنعاء».
ونقلت عنه وكالة «سبأ» قوله: «إن الفريق الحكومي سيعمل على مساندة جهود السلطة المحلية بمحافظة مأرب، في عملية التنمية ومواجهة التحديات التي فرضتها المرحلة؛ خصوصاً ما يتعلق باحتياجات النازحين وموجات النزوح المستمرة، إلى جانب الارتقاء بمستوى الخدمات العامة المقدمة فيها».
وشدد وزير الإدارة المحلية فتح، على ضرورة تكاتف الجهود من أجل مواجهة التحديات الماثلة حالياً، وتشمل التحدي العسكري والأمني، والتحدي التنموي، والتحدي الإغاثي الإنساني، والتي قال إنها «تتطلب تضافر كافة الجهود».
وأكد الوزير اليمني على «أهمية وحدة الصف لمواجهة المشروع الإيراني في اليمن عبر ذراعه الحوثي، الذي انقلب على خيار اليمنيين في مؤتمر الحوار الوطني، المتمثل في إقامة دولة اتحادية تحكم بقوة القانون، وليس بقانون القوة».


مقالات ذات صلة

الإرياني: الحوثيون يخفون 2406 مدنيين بشكل قسري

المشرق العربي أسرى يمنيون أُفرج عنهم سابقاً على متن طائرة مستأجرة للجنة الدولية للصليب الأحمر في مطار مأرب (رويترز)

الإرياني: الحوثيون يخفون 2406 مدنيين بشكل قسري

تقوم جماعة الحوثي بجريمة الإخفاء القسري لأكثر من 2400 مدني، منهم 133 امرأة، و117 طفلاً، في 17 محافظة يمنية منذ يناير (كانون الثاني) 2017.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي الحرائق مستمرة على متن ناقلة «سونيون» اليونانية منذ أسبوع (إ.ب.أ)

الحوثيون يوافقون على قطْر ناقلة النفط «سونيون» بضوء أخضر إيراني

وافق الحوثيون على قطر ناقلة النفط اليونانية «سونيون» المشتعلة في جنوب البحر الأحمر، بعد ضوء أخضر إيراني.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي سيول جارفة أدت إلى وفاة عشرات اليمنيين في محافظة المحويت (إ.ب.أ)

تغيير الحوثيين التقويم المدرسي يهدد حياة طلبة المدارس

تهدد الأمطار الموسمية طلبة المدارس في اليمن؛ بسبب قيام الحوثيين بتغيير التقويم الدراسي إلى السنة الهجرية بدلاً عن الميلادية، بينما تسببت السيول في خسائر كبيرة.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي جهاز الأمن والمخابرات الحوثي يسعى إلى توسيع رقابته على السكان (إعلام حوثي)

انقلابيو اليمن يشدّدون أعمال الرقابة والتجسس على السكان

شدّدت الجماعة الحوثية قبضتها الأمنية لتوسيع نفوذها وسطوتها على سكان مناطق سيطرتها، حيث تتجه لإنشاء أنظمة استخبارية جديدة؛ مع تعزيز رقابتها على السكان

وضاح الجليل (عدن)
خاص المتحدث الإقليمي للخارجية الأميركية باللغة العربية سام وريبرغ (تصوير سعد العنزي) play-circle 01:24

خاص واشنطن: لا مستقبل لـ«حماس» في حكم غزة بعد الحرب

وصف مسؤول رفيع في الخارجية الأميركية انتقال المفاوضات بين حركة «حماس» وإسرائيل إلى مجموعات عمل تضم متخصصين لبحث الاتفاق بـ«التقدم الإيجابي».

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يعلنون استهداف السفينة «جروتون» في خليج عدن للمرة الثانية

صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر حريقاً على سطح ناقلة النفط «سونيون» التي استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر (أ.ف.ب)
صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر حريقاً على سطح ناقلة النفط «سونيون» التي استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر (أ.ف.ب)
TT

الحوثيون يعلنون استهداف السفينة «جروتون» في خليج عدن للمرة الثانية

صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر حريقاً على سطح ناقلة النفط «سونيون» التي استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر (أ.ف.ب)
صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر حريقاً على سطح ناقلة النفط «سونيون» التي استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر (أ.ف.ب)

قالت جماعة الحوثي اليمنية المتمردة، السبت، إنها هاجمت السفينة «جروتون» التي ترفع علم ليبيريا في خليج عدن للمرة الثانية، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال العميد يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين المدعومين من إيران في بيان: «انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه، نفذت قواتنا المسلحة عملية عسكرية استهدفت السفينة (جروتون)، وذلك لانتهاك الشركة المالكة لها قرار حظر الدخول إلى مواني فلسطين المحتلة».

وأضاف سريع: «نفذت العملية القوات البحرية وسلاح الجو المسير والقوة الصاروخية. وقد أدت العملية إلى إصابة السفينة بشكل دقيق ومباشر».

وأشار إلى أن هذا الاستهداف «هو الثاني للسفينة بعد استهدافها في الثالث من أغسطس (آب) الحالي».

وأوضح المتحدث العسكري الحوثي أن قوات جماعته «أكدت نجاحها في منع الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، وكذلك فرض قرار حظر الملاحة في منطقة العمليات المعلن عنها على جميع السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي أو التي تتعامل معه، بغض النظر عن وجهتها أو السفن التابعة لشركات لها علاقة بهذا العدو».

كما أكد سريع استمرار عملياتهم البحرية في منطقة العمليات التابعة لهم «وكذلك استمرار إسنادها للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وفي الضفة الغربية حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة».

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 يواصل الحوثيون استهداف كثير من السفن في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، ويقولون إن هذه العمليات تأتي «نصرة لغزة».