«الجيش الوطني» الليبي يكشف عن «تحرك عسكري تركي» باتجاه مصراتة

«الوفاق» تستنكر تسليم السفارة الليبية في سوريا إلى الحكومة الموازية

جانب من لقاء المشير حفتر مع مستشاري وسفراء دول فرنسا وإيطاليا وألمانيا أمس
جانب من لقاء المشير حفتر مع مستشاري وسفراء دول فرنسا وإيطاليا وألمانيا أمس
TT

«الجيش الوطني» الليبي يكشف عن «تحرك عسكري تركي» باتجاه مصراتة

جانب من لقاء المشير حفتر مع مستشاري وسفراء دول فرنسا وإيطاليا وألمانيا أمس
جانب من لقاء المشير حفتر مع مستشاري وسفراء دول فرنسا وإيطاليا وألمانيا أمس

لم يمنع تراجع المواجهات في العاصمة الليبية طرابلس، أمس، قوات «الجيش الوطني»، بقيادة المشير خليفة حفتر، من الكشف عن تحرك عسكري تركي باتجاه مصراتة الواقعة بغرب البلاد، بعد تكبدها خسائر كبيرة خلال اليومين الماضيين.
وجاءت هذه التطورات بعد صدور بيان للجيش الوطني مساء أول من أمس، تحدث عن قيام عناصر من ميليشيات «الردع الخاصة»، الموالية لحكومة السراج، بحملة اعتقالات وخطف طالت عدداً من المدنيين والنشطاء المؤيدين لقوات الجيش داخل العاصمة طرابلس.
وكانت سلطات مطار معيتيقة الدولي في طرابلس قد أعلنت، مساء أول من أمس، عن إخلائه من الموظفين والمسافرين، بعد نقل كل الرحلات إلى مطار مصراتة الدولي اعتبارا من أمس. وقالت إدارة المطار الوحيد العامل في طرابلس إنه حوّل جميع الرحلات الجوية إلى مدينة مصراتة، بسبب القصف في المنطقة بعد تصاعد القتال في الأيام الأخيرة. بدورها، قالت عملية «بركان الغضب»، التي تشنها الميليشيات الموالية لحكومة السراج، إن إخلاء المطار تم بعد استهدافه من قبل قوات «الجيش الوطني» بعشرات الصواريخ، وقالت إن طائرتين من طراز بوينغ 737 وإيرباص A320 تضررتا من القصف، ما تسبب في خروجهما عن الخدمة.
وتنتهك بانتظام هدنة دخلت مبدئيا حيز التنفيذ في 12 من يناير (كانون الثاني) على أبواب طرابلس، بين قوات حكومة الوفاق وقوات الجيش الوطني، التي تشن منذ الرابع من أبريل (نيسان) الماضي، هجوما في محاولة للسيطرة على المدينة.
إلى ذلك، وطبقا لما أعلنه «الجيش الوطني» عبر شعبة إعلامه الحربي، فإن «رصد ومتابعة كافة التحركات المشبوهة داخل قاعدة معيتيقة العسكرية في العاصمة طرابلس، كشف عن تحرك عدد من الضباط الأتراك، الذين تم استهداف مواقعهم في وقتٍ سابق من قبل قوات الجيش، باتجاه مدينة مصراتة».
وقال مسؤول عسكري بارز بالجيش الوطني لـ«الشرق الأوسط»، مشترطاً عدم تعريفه، إن العسكريين الأتراك الموجودين منذ فترة في طرابلس لإدارة الشق العسكري من قاعدة معيتيقة الجوية، لصالح الميليشيات الموالية لحكومة السراج، بدأوا فعليا في نقل جانب كبير من عملهم إلى مصراتة الموالية لحكومة السراج.
وأرجع المسؤول هذا التحرك إلى ما وصفه بـ«الخسائر البشرية والمادية الفادحة، التي تعرض لها الوجود العسكري التركي في طرابلس مؤخرا على أيدي قوات الجيش»، وقال بهذا الخصوص: «هذا يعني أن الأتراك في طريقهم لخسارة وجودهم بقاعدة معيتيقة».
وتمتلك مصراتة الواقعة على بعد 200 كيلومتر شرق طرابلس، أكبر قوة عسكرية في غرب ووسط البلاد، وتعول عليها حكومة السراح في التصدي للهجوم، الذي تشنه قوات «الجيش الوطني» منذ الرابع من شهر في أبريل الماضي للسيطرة على العاصمة.
من جهة ثانية، نفت وزارة الخارجية بالحكومة الموازية في شرق البلاد، والتي يرأسها عبد الله الثني، تسمية سفير لها في سوريا، وقالت في بيان لها أول من أمس إن تعيين السفراء «يخضع لمعايير محددة، وإجراءات قبل تصويت مجلس النواب الليبي عليها».
ودخلت أمس وزارة الخارجية بحكومة «الوفاق» على الخط، ببيان استنكرت فيه هذا الإجراء، واعتبرته «مخالفا لقرارات مجلس الأمن الدولي، القاضية بعدم التعامل مع الأجسام الموازية لحكومة السراج، باعتبارها الحكومة الشرعية الوحيدة في البلاد،
وهذا الأمر يعد سطوا على حقوق الدولة الليبية وانتهاكا للسيادة، وهو عمل مرفوض ومستهجن». وبعدما أدانت هذا العمل، أكدت الوزارة أنها «ستعمل على اتباع كافة الإجراءات والوسائل القانونية لضمان وقف هذا العبث، وتدعو مجلس الأمن ولجنة العقوبات إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة بالخصوص».
وكان وفد الحكومة، التي تدير مناطق الشرق الليبي قد شارك في مراسم إعادة افتتاح السفارة الليبية رسميا في دمشق، أول من أمس، بعدما وقع يوم الأحد الماضي مذكرة تفاهم مع وزارة الخارجية السورية بشأن إعادة افتتاح مقرات البعثات الدبلوماسية والقنصلية، وتنسيق المواقف بين الطرفين، علما بأنه لا يوجد تمثيل سياسي ليبي في سوريا منذ العام 2012.
من جهة أخرى، قالت المؤسسة الوطنية للنفط إن إنتاج ليبيا من النفط بلغ 123240 برميلا في اليوم بحلول الاثنين الماضي، وأضافت في بيان أن الخسائر الناتجة عن الانخفاض «القسري» في إنتاج النفط بلغت نحو 2.6 مليار دولار، منذ السابع عشر من يناير الماضي.
وتراجع إنتاج النفط عندما أعلنت المؤسسة الموالية لحكومة السراج بطرابلس حالة «القوة القاهرة»، بعد إيقاف تصدير النفط من موانئ رئيسية في شرق البلاد على يد حراك شعبي مدعوم من الجيش الوطني.



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».