راب: السعودية تلعب دوراً مهماً في الحفاظ على سلامة بريطانيا

وزير خارجية المملكة المتحدة في الرياض لبحث التصدي للإرهاب والوضع في اليمن

TT

راب: السعودية تلعب دوراً مهماً في الحفاظ على سلامة بريطانيا

أكد دومينيك راب، وزير الخارجية البريطاني، أن السعودية واحدة من أقرب الشركاء لبلاده، وتلعب دوراً مهماً في الحفاظ على سلامة بريطانيا، متطلعاً لمواصلة العمل معها لمواجهة التحديات العالمية وتسوية الأزمة الإنسانية في اليمن.
وأوضح راب، قبيل قيامه بأول زيارة رسمية للسعودية التي بدأها، أمس (الأربعاء)، أن بريطانيا والسعودية ستواصلان العمل معاً لمواجهة التحديات العالمية، والمساعدة في تسوية الأزمة الإنسانية المدمرة في اليمن.
وشدد وزير الخارجية البريطاني على أن «السعودية واحدة من أقرب شركائنا التجاريين، وتلعب دوراً مهماً في الحفاظ على سلامة بريطانيا»، وتابع: «بوصفها شريكاً مهماً، علينا أن نعمل معاً عن كثْب لمعالجة الأزمة في اليمن، والتصدي للإرهاب، ومعالجة تغير المناخ، بالإضافة إلى متابعة الإصلاح، ومناقشة قضايا حقوق الإنسان».
وأشار بيان وزعته الخارجية البريطانية، أمس، إلى أن راب «سوف يجري محادثات مع قيادة المملكة العربية السعودية وكبار المسؤولين الحكوميين، ومنهم وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ومستشار الأمن الوطني الدكتور مساعد العيبان، في الرياض».
كما سيناقش الجانبان الالتزام بتسوية الأزمة الإنسانية في اليمن، وأمن واستقرار المنطقة، وسبل مكافحة التهديد الذي يشكله تغير المناخ.
وقال بيان الخارجية البريطانية إن «وزير الخارجية سوف يواصل دفع عجلة التقدم في عملية السلام في اليمن، في أعقاب التصعيد الأخير في عنف الحوثيين، والقيود على إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين إليها».
كما سيعقد الوزير البريطاني أيضاً خلال زيارته هذه محادثات مع الرئيس اليمني عبد ربه هادي.
وتُعتبر هذه الزيارة فرصة للتعاون حول أجندة طموحة تتعلق بالمناخ تمهيداً لقمة المؤتمر 26 للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية المتعلقة بتغير المناخ (قمة العمل المناخي 26)، وخلال رئاسة السعودية لـ«مجموعة العشرين» هذا العام أيضاً.
يأتي هذا في الوقت الذي تكثف فيه المملكة المتحدة جهودها لمكافحة تغير المناخ، وتنويع الاقتصاد وحماية الكوكب. وخلال زيارته إلى المملكة التي تستغرق يومين، سيتم اصطحاب وزير الخارجية في جولة بمواقع الدِّرعيّة، العاصمة التاريخية للدولة السعودية الأولى، التي تحولت لتصبح أحد مواقع «اليونيسكو للتراث العالمي»، في إطار مشروع ترميم وإحياء بمشاركة شركات وخبرات بريطانية.

الحكومة اليمنية تستنفر وزراءها إلى مأرب وتصف المعركة بـ«الوجودية»

مساعٍ لإسناد قوات الجيش والإعداد لخطة استعادة الجوف

مأرب: «الشرق الأوسط»

وصفت الحكومة اليمنية المعركة مع الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بـ«الوجودية»، واستنفرت وزراءها إلى مدينة مأرب، في سياق سعيها لإسناد قوات الجيش الوطني، والمساهمة في الإعداد لخطة استعادة مركز محافظة الجوف (الحزم) الذي أسقطته ميليشيات الجماعة الأحد الماضي.
وبينما وصل إلى المدينة عدد من الوزراء ونوابهم، أكدت مصادر حكومية رسمية أن توجيهات رئاسية صدرت إلى كافة الوزراء، من أجل التوجه إلى مأرب للوقوف على تطورات الأوضاع الميدانية والخدمية، ومشاركة السلطات المحلية في مجابهة التحديات التي فرضتها أخيراً المعارك في محافظة الجوف المجاورة.
وأكد رئيس الحكومة معين عبد الملك، في اتصالات هاتفية مع قادة الجيش «أن المعركة التي يخوضها الجيش والمقاومة، وبالتفاف شعبي من رجال القبائل، وإسناد من تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، ضد ميليشيات الحوثي الانقلابية، تمر بمرحلة حاسمة».
وأشار عبد الملك إلى أن بلاده والأمة العربية «تعيش أخطر لحظات الصراع مع مشروع إيران وأذيالها»، ونقلت عنه وكالة «سبأ» قوله: «إن المعركة الوجودية والمصيرية التي يخوضها الجيش الوطني وبإسناد من تحالف دعم الشرعية، باتت اليوم في منعطف خطير يتطلب مزيداً من رص الصفوف وتوحيد الجهود، والابتعاد عن الحسابات الضيقة، وتغليب المصالح الوطنية العليا».
وشدد رئيس الحكومة اليمنية على «ضرورة العمل بكل تصميم وإصرار حتى استكمال استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، وتحقيق النصر الكامل» واطلع على «الاستعدادات الجاري ترتيبها لاستعادة واستكمال تحرير محافظة الجوف، وعلى تقرير عن تطور العمليات الميدانية والعسكرية خلال الأيام القليلة الماضية، والترتيبات الجارية للانتقال إلى مرحلة الهجوم وردع الميليشيات الحوثية، التي كشفت للعالم أن اللغة الوحيدة التي تؤمن بها هي لغة السلاح والقوة»، بحسب ما أورته المصادر الرسمية.
وتوعد عبد الملك بمحاسبة المقصرين في واجباتهم، وشدد على ضرورة معالجة أي جوانب اختلال قائمة، وقال: «إن الحكومة وبتوجيهات من رئيس الجمهورية، لن تتهاون مع أي تقصير للمسؤولين، وعلى رأسهم القيادات العسكرية والأمنية، في أداء واجباتهم والمهام المناطة بهم على الوجه الأمثل».
في السياق نفسه، عقد الفريق الحكومي المكلف بزيارة محافظة مأرب، برئاسة وزير الإدارة المحلية عبد الرقيب فتح (الأربعاء) لقاء موسعاً بقيادة وأعضاء السلطة المحلية، بحضور وزير الأوقاف والإرشاد أحمد عطية، ومحافظ مأرب سلطان العرادة، ونائب وزير الصحة العامة والسكان عبد الله دحان، ونائب وزير الشؤون الاجتماعية والعمل صادق الجماعي، ونائب وزير الشباب والرياضة منير الوجيه، والوكيل المساعد لوزارة الإعلام أحمد ربيع.
وقال فتح في تصريحات رسمية: «إن زيارة الوفد الحكومي للمحافظة (مأرب) تأتي كمقدمة لزيارة بقية الوزراء، بناء على توجيهات القيادة السياسية، من أجل إسناد الجيش الوطني في المعركة ضد ميليشيات الحوثي الانقلابية، للانطلاق نحو تحرير عاصمة محافظة الجوف، ومن ثم العاصمة صنعاء».
ونقلت عنه وكالة «سبأ» قوله: «إن الفريق الحكومي سيعمل على مساندة جهود السلطة المحلية بمحافظة مأرب، في عملية التنمية ومواجهة التحديات التي فرضتها المرحلة؛ خصوصاً ما يتعلق باحتياجات النازحين وموجات النزوح المستمرة، إلى جانب الارتقاء بمستوى الخدمات العامة المقدمة فيها».
وشدد وزير الإدارة المحلية فتح، على ضرورة تكاتف الجهود من أجل مواجهة التحديات الماثلة حالياً، وتشمل التحدي العسكري والأمني، والتحدي التنموي، والتحدي الإغاثي الإنساني، والتي قال إنها «تتطلب تضافر كافة الجهود».
وأكد الوزير اليمني على «أهمية وحدة الصف لمواجهة المشروع الإيراني في اليمن عبر ذراعه الحوثي، الذي انقلب على خيار اليمنيين في مؤتمر الحوار الوطني، المتمثل في إقامة دولة اتحادية تحكم بقوة القانون، وليس بقانون القوة».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.