مانشستر سيتي... نهاية عصر أم بداية عهد جديد؟

مستقبل النادي يتوقف على استئناف قرار «اليويفا» بحرمانه من المشاركة الأوروبية وبقاء نجومه الكبار

مواصلة حصد البطولات المحلية هل يدفع نجوم سيتي إلى البقاء؟
مواصلة حصد البطولات المحلية هل يدفع نجوم سيتي إلى البقاء؟
TT

مانشستر سيتي... نهاية عصر أم بداية عهد جديد؟

مواصلة حصد البطولات المحلية هل يدفع نجوم سيتي إلى البقاء؟
مواصلة حصد البطولات المحلية هل يدفع نجوم سيتي إلى البقاء؟

نجح مانشستر سيتي في تعزيز صورته وسمعته بشكل مذهل حول العالم خلال السنوات القليلة الماضية. وتسيطر مجموعة مانشستر سيتي على عدد من الأندية في أميركا الشمالية والجنوبية وفي آسيا وأستراليا وغيرها، وأصبحت مدينة مانشستر مركزاً لهذه الإمبراطورية العالمية، فيما يمكن أن يراه البعض شكلاً من أشكال «اليوتوبيا» في عالم كرة القدم، إن جاز التعبير. وفي الوقت الحالي، يمتلك مانشستر سيتي أفضل مدير فني في العالم، وهو الإسباني جوسيب غوارديولا، كما يفوز الفريق بعدد من البطولات كل عام، كان آخرها حصد كأس رابطة المحترفين الأحد الماضي للمرة الثالثة على التوالي، علاوة على أن ملعب التدريب رائع للغاية. وبعدما كان يُنظر إلى مانشستر سيتي على أنه مكان جذاب لأي لاعب في عالم كرة القدم، أصبحت تثار العديد من التساؤلات بشأن هذا النادي الآن!
ويمكن القول إنه سيكون هناك بعض اللاعبين الذين لا يهتمون كثيراً بمسألة غياب النادي عن المشاركة في البطولات الأوروبية، وسيستغلون هذا الوقت الصعب من أجل إظهار التكاتف والروح الجماعية. لكن بالنسبة للاعبين الآخرين، قد ينتهي حلم اللعب في دوري أبطال أوروبا إذا لم يحدث تغيير حقيقي خلال الفترة المقبلة.
لقد مر أكثر من عام على انتقال إرلينغ براوت هالاند من نادي مولده النرويجي إلى ريد بول سالزبورغ النمساوي، والآن يحطم اللاعب النرويجي الشاب كل الأرقام القياسية في دوري أبطال أوروبا مع ناديه الجديد بوروسيا دورتموند الألماني. في الحقيقة، يعد هالاند مثالاً حياً على السرعة التي يمكن للاعبين من خلالها ترسيخ أقدامهم في عالم الساحرة المستديرة، والانتقال في غضون أشهر قليلة من اللعب في نادٍ متواضع في النرويج إلى اللعب في أعلى المستويات مع أحد الأندية البارزة في الدوريات الخمسة الكبرى، والانضمام لمنتخب بلاده، والتألق على المستوى الدولي. ويؤكد هذا على أن الوقت يمر بسرعة كبيرة في عالم كرة القدم، وأنه في غضون عامين يمكن بناء أو تدمير سمعة لاعب أو نادٍ.
وحتى اللاعبين الذين وصلوا الآن إلى قمة مستواهم الكروي قد يجدون مسيرتهم على وشك النهاية في غضون عامين، ولنضرب مثلاً على ذلك بالنجم الأرجنتيني سيرجيو أغويرو، الذي سيصل إلى عامه الثاني والثلاثين من عمره خلال الصيف المقبل، وإذا لم يفز بدوري أبطال أوروبا بحلول عام 2022 فسيكون من الصعب للغاية عليه تحقيق هذه الحلم. وسيكمل الجناح الإنجليزي كايل ووكر الثلاثين من عمره هذا الصيف، كما سيصل كل من إلكاي غوندوغان وكيفين دي بروين إلى التاسعة والعشرين من عمرهما. وعلاوة على ذلك، احتفل النجم الجزائري رياض محرز بعيد ميلاده التاسع والعشرين الجمعة الماضي.
وبالتالي، فإن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة الآن هو: أي من هؤلاء اللاعبين سيرغب في تضييع السنوات الأخيرة من مسيرته الكروية بينما يمكنه الرحيل بسهولة عن مانشستر سيتي والانتقال إلى ناد آخر يحاول معه تحقيق أهداف جديدة؟ وما الذي سيدفع هؤلاء اللاعبين للبقاء مع مانشستر سيتي بعيدا عن مفهوم الولاء. صحيح أنه يجب الإشادة باللاعبين الذين لديهم ولاء لأنديتهم، لكن بالنسبة للاعبي مانشستر سيتي من الصعب أن يشعروا بهذا الولاء تجاه النادي الذي خذلهم وانتهك قوانين اللعب المالي النظيف، وبالتالي تعرض لعقوبة الحرمان من المشاركة في البطولات الأوروبية خلال العامين القادمين.
وقد تقدم مانشستر سيتي باستئناف ضد هذا القرار، وربما يصدر قرار في هذا الشأن قبل بداية فترة الانتقالات الصيفية المقبلة. لكن من مصلحة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (الويفا) أن يشارك مانشستر سيتي في بطولة دوري أبطال أوروبا، لأن الهدف من هذه المسابقة هو أن تضم أفضل وأقوى الأندية في القارة. ومن المؤكد أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لن يغامر بإضعاف منافسات البطولة التي ينظمها ما لم يشعر بأنه ليس أمامه خيار آخر.
ومن وجهة نظري، أرى أن هناك العديد من الأسباب التي تجعل أي لاعب في مانشستر سيتي يرغب في الرحيل. فما الذي يجعل لاعباً فاز بجميع الألقاب المحلية مع مانشستر سيتي وكان يحلم بأن يحصل على لقب دوري أبطال أوروبا يضيع عامين من مسيرته الكروية هباء؟ وسوف ينتهي الحظر المفروض على مانشستر سيتي بحلول عام 2022، وهو العام الذي سيقام فيه كأس العالم. صحيح أن هناك بعض اللاعبين في مانشستر سيتي لا يشعرون بالقلق مطلقاً بشأن مكانهم في التشكيلة الأساسية لمنتخبات بلادهم، لكن من المؤكد أن هناك لاعبين آخرين يدركون جيداً أن اللعب بشكل جيد في دوري أبطال أوروبا يمكن أن يرجح كفة لاعب على لاعب آخر لا يشارك في هذه البطولة الأقوى في القارة العجوز. ومن وجهة نظر كروية خالصة، هناك أسباب قوية للغاية تجعل العديد من لاعبي مانشستر سيتي يفكرون في الرحيل عن النادي.
ورغم أن الظروف كانت مختلفة تماماً بالنسبة لي، لكن جزءاً من قرار انتقالي إلى يوفنتوس الإيطالي كان نابعاً من رغبتي في أن أكون جزءاً من نادٍ ينافس في دوري أبطال أوروبا. لقد كان من المهم بالنسبة لي أن أفوز بألقاب محلية، لكن بعد ذلك كان هدفي هو القيام بشيء مميز في أقوى بطولة في أوروبا. وعندما بات واضحاً أننا لن نتمكن من المشاركة في دوري أبطال أوروبا، فقد أثر ذلك حقاً على رغبتي في البقاء. لقد فزت بلقبي الدوري والكأس على المستوى المحلي، وشعرت بأن المهمة لن يتم إنجازها إلا بالمشاركة في دوري أبطال أوروبا.
ومن المؤكد أن كل لاعب من لاعبي مانشستر سيتي في الوقت الحالي يرغب في الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا أكثر من أي شيء آخر، خاصة أن الفريق قد فاز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز مرتين متتاليتين، كما فاز بعض اللاعبين بلقب الدوري تحت قيادة مانويل بيليغريني وروبرتو مانشيني، وفازوا بكأس الاتحاد الإنجليزي وكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، ولم يعد أمام النادي سوى الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا. ولا يمكنك أن تقضي سنوات طويلة في بث الطموح داخل نفوس كل لاعب من لاعبي الفريق، ثم يكون من السهل أن ينتهي كل شيء بين عشية وضحاها! وبالنسبة لكل لاعب من لاعبي الفريق، فإن الموسم الذي يمر بدون الحصول على لقب دوري أبطال أوروبا هو موسم للنسيان، كما أن بعض هؤلاء اللاعبين ليس لديهم وقت يمكن إهداره أو تضييعه!
ويبدو أن غوارديولا قد قرر البقاء، وهناك بعض اللاعبين الذين يشعرون بالولاء له وسوف يستمرون مع الفريق، لكن العامين المقبلين سيكونان صعبين للغاية على أي عاشق لكرة القدم اعتاد رؤية مانشستر سيتي وهو يلعب بشكل قوي ويستحوذ على الكرات معظم فترات المباريات التي يخوضها. إن التصور المأخوذ عن النادي بصفته ناديا من أندية القمة يتولى تدريبه مدير فني من الصفوة ويدفع رواتب عالية للاعبين بارزين وينافس على أقوى بطولة في أوروبا سوف يتراجع بشدة، وهو الأمر الذي سيلقي بظلاله على اللاعبين الموجودين بالفعل في النادي واللاعبين الذين يرغب النادي في ضمهم!
أتوقع أن تكون هناك رغبة لدى بعض اللاعبين في الرحيل، وهو الأمر الذي سيؤثر على قوة الفريق، الذي يحتاج إلى التدعيم بصفقات جديدة، فمن الواضح أن النادي في أشد الحاجة للتعاقد مع مدافع جيد قادر على تحسين الخط الخلفي للفريق، الذي يعاني بشكل واضح خلال الموسم الجاري، لكن كم لاعبا من اللاعبين البارزين يريد الانضمام إلى ناد لا يشارك في بطولة دوري أبطال أوروبا؟ إن أي لاعب يبرز على الساحة الكروية يكون محط اهتمام الأندية الستة الكبرى في إنجلترا. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، كان مانشستر سيتي وليفربول هما الوجهتان الأكثر جاذبية للاعبين، لكن الأمر سيتغير وسينظر اللاعبون لمانشستر سيتي بنظرتهم الحالية نفسها لآرسنال أو مانشستر يونايتد، أو أي فريق كبير يمر بفترات صعبة.
ومن المؤكد أن لاعبي مانشستر سيتي يخططون لما يمكن القيام به في أسوأ الظروف. وبغض النظر عما سيحدث خلال الصيف المقبل، فإن الطموح الكبير والمشترك بين جميع اللاعبين يتمثل في الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا خلال الموسم الحالي. ويبدو من الغريب أن مانشستر سيتي ما زال في وضع يؤهله للفوز بلقب البطولة التي يُزعم أنه انتهك قواعدها، لكن في حال فاز مانشستر سيتي بلقب دوري أبطال أوروبا خلال الموسم الحالي، فإن ذلك سيكون الاحتفال الأمثل لما يمكن أن يكون نهاية عصر وبداية عصر جديد في هذا النادي.


مقالات ذات صلة

نجم السيتي السابق مرشحاً رئاسياً لجورجيا

رياضة عالمية ميخائيل كافيلاشفيلي (الشرق الأوسط)

نجم السيتي السابق مرشحاً رئاسياً لجورجيا

اختار حزب الحلم الجورجي الحاكم في جورجيا، اليوم الأربعاء، لاعب كرة القدم السابق ميخائيل كافيلاشفيلي مرشحاً للرئاسة عقب فوز متنازع عليه في الانتخابات البرلمانية.

«الشرق الأوسط» (تبليسي)
رياضة عالمية أنجي بوستيكوغلو (أ.ف.ب)

بوستيكوغلو: إصابة فيكاريو ضربة موجعة لتوتنهام

اعترف أنجي بوستيكوغلو، المدير الفني لفريق توتنهام هوتسبير، بأن الإصابة الخطيرة لحارس مرمى الفريق جوليلمو فيكاريو في كاحل القدم كانت بمثابة صدمة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية إلكاي غوندوغان (أ.ف.ب)

غوندوغان: الهزيمة أمام ليفربول قد تُنهي آمال السيتي في اللقب

أقرّ الألماني إلكاي غوندوغان لاعب وسط مانشستر سيتي الأربعاء أن الهزيمة أمام مضيفه ليفربول متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز قد تُنهي آمال بطل المواسم.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية الاتحاد الإنجليزي قال إن اللاعب سيكون متاحاً للمشاركة في المباريات الثلاث المقبلة (رويترز)

الاتحاد الإنجليزي يلغي طرد نورغارد أمام إيفرتون

ألغى الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم الأربعاء بطاقة حمراء تلقاها كريستيان نورغارد لاعب برنتفورد خلال تعادل سلبي أمام إيفرتون.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أموريم (أ.ب)

أموريم محبَط بسبب الالتزامات الإعلامية في مانشستر يونايتد

كانت الإشارة لافتة إلى حد ما في أول مقابلة لروبن أموريم مع شبكة «سكاي سبورتس» بعد المباراة، لكنها أثارت رداً بدا واضحاً.

The Athletic (مانشستر)

«بوندسليغا»: ليفركوزن وشتوتغارت يستعيدان نغمة الفوز

رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
TT

«بوندسليغا»: ليفركوزن وشتوتغارت يستعيدان نغمة الفوز

رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)

استعاد باير ليفركوزن حامل اللقب نغمة الانتصارات بفوزه الكاسح على مضيفه هوفنهايم 4 - 1، السبت، ضمن المرحلة الثالثة للدوري الألماني لكرة القدم.

وكان «فيركسليف» تعرّض لخسارته الأولى هذا الموسم على يد لايبزيغ في المرحلة الثانية 2 - 3، وهي الأولى أيضاً في الدوري منذ 463 يوماً، وتحديداً منذ سقوطه أمام بوخوم 0 - 3 في مايو (أيار) 2023.

وسجّل لليفركوزن الفرنسي مارتين تيرييه (17) والنيجيري فيكتور بونيفاس (30 و75) وتيمو فيرتس (71 من ركلة جزاء)، فيما سجّل لهوفنهايم ميرغيم بيريشا (37).

ورفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس، فيما تجمّد رصيد هوفنهايم عند 3 نقاط في المركز الـ12.

وحصد شتوتغارت وصيف البطل الموسم الماضي فوزه الأول هذا الموسم بعد انطلاقة متعثرة بتخطيه مضيفه بوروسيا مونشنغلادباخ 3 - 1.

وسجّل لشتوتغارت دينيز أونداف (21) والبوسني إرميدين ديميروفيتش (58 و61)، في حين سجّل لمونشنغلادباخ الفرنسي الحسن بليا (27).

واستهل شتوتغارت الموسم بشكل سيئ، فخسر مباراته الأولى أمام فرايبورغ 1 - 3، ثمّ تعادل أمام ماينتس 3 - 3.

وفشل لايبزيغ في تحقيق فوزه الثالث من 3 مباريات بعد أن اكتفى بالتعادل أمام أونيون برلين من دون أهداف.

وكانت الفرصة سانحة أمام لايبزيغ لاعتلاء الصدارة بالعلامة الكاملة، لكنه فشل في هزّ شباك فريق العاصمة.

وفي النتائج الأخرى، فاز فرايبورغ على بوخوم 2 - 1.

ويدين فرايبورغ بفوزه إلى النمساوي تشوكوبويكي أدامو (58 و61)، بعدما كان الهولندي ميرون بوادو منح بوخوم التقدم (45).

ورفع فرايبورغ رصيده إلى 6 نقاط من 3 مباريات، فيما بقي بوخوم من دون أي فوز وأي نقطة في المركز الأخير.

كما تغلب أينتراخت فرانكفورت على مضيفه فولفسبورغ 2 - 1.

وتألق المصري عمر مرموش بتسجيله هدفي الفوز لفرانكفورت (30 و82 من ركلة جزاء)، في حين سجّل ريدل باكو هدف فولفسبورغ الوحيد (76).

ويلتقي بايرن ميونيخ مع مضيفه هولشتاين كيل الصاعد حديثاً في وقت لاحق، حيث يسعى العملاق البافاري إلى مواصلة انطلاقته القوية وتحقيق فوزه الثالث بالعلامة الكاملة.

وتُستكمل المرحلة، الأحد، فيلتقي أوغسبورغ مع ضيفه سانت باولي، فيما يلعب ماينتس مع فيردر بريمن.