البرلمان الفرنسي يقرّ إصلاح نظام التقاعد في قراءة أولى

في جلسة الجمعية الوطنية الفرنسية (أ.ف.ب)
في جلسة الجمعية الوطنية الفرنسية (أ.ف.ب)
TT

البرلمان الفرنسي يقرّ إصلاح نظام التقاعد في قراءة أولى

في جلسة الجمعية الوطنية الفرنسية (أ.ف.ب)
في جلسة الجمعية الوطنية الفرنسية (أ.ف.ب)

أقر النواب الفرنسيون، ليل الثلاثاء – الأربعاء، في قراءة أولى مشروع إصلاح أنظمة التقاعد الذي يثير حركة احتجاجية واسعة النطاق في البلاد، وذلك بعدما ردت الغالبية الرئاسية طعنين قدمتهما المعارضة.
وقررت الحكومة السبت استخدام مادة من الدستور تسمح بإقرار نص تشريعي دون طرحه على التصويت في الجمعية الوطنية (البرلمان).
وندد رئيس الوزراء إدوار فيليب بـ«العرقلة» التي يمارسها اليسار الراديكالي الذي طرح آلاف التعديلات التي أبطأت المناقشات. لكن الطعنين اللذين تقدمت بهما المعارضة اليمينية والمعارضة اليسارية فشلا ليل الثلاثاء - الأربعاء في الحصول على الغالبية المطلقة المطلوبة.
وأكد فيليب أن الإصلاح المقرَّر يخدم «العدالة الاجتماعية»، مشيراً إلى أن مناقشة كل التعديلات المقترحة كانت ستستغرق ثمانية أسابيع بما فيها عطلة نهاية الأسبوع.
وفي المقابل اتّهمته النائبة الاشتراكية فاليري رابو بـ «إحداث شرخ في البلاد»، فيما توعد النائب من اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون بمقاومة «شعبية وبرلمانية سلمية» للمشروع.
ويثير هذا المشروع الأساسي في برنامج الرئيس إيمانويل ماكرون خلافاً اجتماعياً مستمراً منذ ديسمبر (كانون الأول). وتظاهر معارضون أمس (الثلاثاء) في باريس والمحافظات ضد «تمرير (النص) بالقوة» من جانب الحكومة، غير أن المشاركة كانت خفيفة بعدما سبق أن وصل عدد المتظاهرين في ذروة التعبئة إلى 1.8 مليون، بحسب أرقام الكونفدرالية العامة للعمل، إحدى النقابات الكبرى في فرنسا.
وسينظر النواب الآن في الشق الثاني من الإصلاح الذي يُنتظر إقراره نهائياً في الصيف بعد عرضه على مجلس الشيوخ حيث الغالبية لليمين.
وتعتزم الحكومة اعتماد نظام شامل للتقاعد على أساس نقاط ليحل محل 42 نظام تقاعد تسمح حالياً لبعض الفئات المهنية على غرار عمال القطارات بالتقاعد في سن مبكرة.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.